اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , هذا الحبيب يا محب 79 للشيخ : أبوبكر الجزائري
أما بعد:
لنقضي ساعة مع حبيبنا صلى الله عليه وسلم، وقد انتهينا إلى السنة السادسة من هجرته صلى الله عليه وسلم.
قال: [وخامس أحداثها: مجموعة السرايا الآتية] والسرايا: جمع سرية، وهي مجموعة من أولياء الله يسرون بالليل لأداء مهمة الجهاد والدعوة إلى الله.
و لـعكاشة فضيلة أخرى، وهي أنه في يوم بدر انكسر سيفه، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عوداً من خشب فلما هزه في ديه تحول إلى أمضى سيف وأحده، وما زال يجاهد به رضي الله عنه حتى مات. وبعضهم يقول: عكّاشة ، ولكن التخفيف هو الصحيح.
قال: [وكانت في ربيع الأول من هذه السنة] هذه السرية التي أرسلها رسول الله صلى الله عليه وسلم القائد الأعظم كانت في ربيع الأول من هذه السنة [فقد خرج في أربعين رجلاً] إلى مناطق يوجد بها مشركون [فعلم بهم من خرجوا لهم فهربوا، فطلبوهم هنا وهناك فلم يعثروا عليهم إلا أنهم عثروا على مائتي بعير فساقوها إلى المدينة وعادوا سالمين، والحمد لله] وهذه بركة عكاشة ، فما إن سمع بهم أهل ذلك البلد أو الماء حتى هربوا، وتركوا إبلهم وراءهم وكانت مائتي بعير. وهذا رزق رزقه الله أهل المدينة المحاصرين الجائعين.
قال: [إلى بني ثعلبة بن سعد، وكانوا عشرة فوارس] يرأسهم محمد بن مسلمة على خيول [فكمن العدو لهم وبيتوهم] كمن يكمن إذا اختبأ وراء جبل، أو في مكان [فلما ناموا] أي: الأصحاب [قتلوهم عن آخرهم إلا أمير السرية محمد بن مسلمة فقد نجا وهو جريح -رضي الله عنهم أجمعين-] وهكذا: يوم لك ويوم عليك، وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ [آل عمران:140]، فالسرية كلها استشهدت إلا محمد بن مسلمة عاد جريحاً.
هؤلاء هم أهل الجنة، يا عشاقها! هؤلاء هم طالبوها بجد؛ لأنهم أيقنوا بدار السلام وبما يوصل إليها، عرفوا وهذه آيات علمهم ومعرفتهم.
وقد علمنا أن أفضل الصحابة أربعة: أبو بكر فـعمر فـعثمان فـعلي، ثم الستة الباقون ومنهم أبو عبيدة ، ثم بعد ذلك أهل بدر، وهم ثلاثمائة وأربعة عشر رجل، ثم أهل بيعة الرضوان، ثم ما قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [الحشر:10]، وقد يوجد بيننا من هو منهم.
ويقول تعالى أيضاً: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ * وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [الجمعة:2-3]، اللهم اجعلنا منهم، ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ [الجمعة:4].
قال: [إلى ذي القصّة] مكان ماء أو جبل [وكان أفراد السرية أربعين رجلاً، ولما علم المشركون بخروج السرية إليهم هربوا، ووصلت السرية إلى مائهم] الذي يعيشون حوله يسقون مواشيهم وأنفسهم في صحاري الحجاز [فلم تجد أحداً إلا رجلاً واحداً ونعَمَاً] إبلاً وغنماً [فساقوا النعم، وأسلمَ الرجل فتركه النبي صلى الله عليه وسلم].
كان في عهد الجاهلية وصدر الإسلام، إذا تبنى الرجل طفلاً: أصبح حكمه حكم ابنه، سواء كان لقيطاً أو غير لقيط، فهو بمنزلة ابن الرجل في الإرث وفي حرمة النكاح كابنه من صلبه، وأراد الله عز وجل أن يبطل هذه العادة الجاهلية، وهي متمكنة متأصلة في نفوس الناس، يصعب على أحدهم أن يتجاهلها أو يتخلى عنها، ولكن بالحكمة الإلهية.
فخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش ، بنت عمته رضي الله عنها وأرضاها -وهي الآن أمنا، وقد جاءت مهاجرة مع أخيها عبد الله ، أول قائد قاد سرية في الإسلام- فلما خطبها وكلمها وهي في بيتها، ففهمت أنه يخطبها لنفسه، فطارت فرحاً -وحق لها- وما هي إلا سويعات وتحدث أهل البيت وقالوا: إنما يخطبك لمولاه زيد ليس له هو، فاشتعلت نار الحمية والشرف، وقالت: شريفة! تتزوج مولى من موالي العرب؟! لن يكون هذا أبداً!
ووقف إلى جنبها عبد الله البطل وقال: شرفنا قبل كل شيء! لا أزوج أختي لعبد من عبيد الناس ومولى من مواليهم، فنزل القرآن بهذه الآية -واحفظ هذه الحكم-: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ [الأحزاب:36]، وما إن نزلت الآية، وترددت على ألسنة الرجال والنساء في مدينة النور، حتى أذعن عبد الله وطأطأ رأسه وأذعنت زينب وسلمت نفسها؛ ليتزوجها مولى من موالي العرب وهو زيد بن حارثة .
لذلك لو أعلنا: أن التدخين حرام، فلا يحل لمؤمن ولا مؤمنة أن يتعاطاه، فهذا حكم الله ورسوله، وهذا لأنه من الخبث، والله حرم الخبائث على هذه الأمة، وكيف يكون حالنا بعد أن نسمع بحرمته؟ نرميه مباشرة عند الباب، وندهسه بأرجلنا، ونقول: يا ولد! اذهب إلى الدكان أخرج تلك الصناديق من الدخان وأحرقها، لِم؟ لأنه حرام علينا، ووالله إن لم يكن هذا في نفوسنا، فما نحن بشيء، وهذا الهبوط الذي هبطناه بعدما كنا في سماء الكمال هو نتيجة هذه الحالة الوضيعة!
إذاً: قالت زينب رضي الله عنها: شرفي! كيف يسمع الناس أن زينب المخزومية تزوجت مولى من موالي العرب؟! فما إن نزلت الآية حتى أسلمت نفسها وقدمتها رضي الله عنها وأرضاها، وكان زيد كذلك ما استطاع أن يعيش مع السيدة الشريفة، كانت تترفع عليه، فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول: يا رسول الله! ما أطقت الحياة مع هذه الشريفة، فبيننا فرق كبير، فيقول له: اصبر يا زيد ! ويأتي مرة أخرى ويقول له الرسول: اصبر يا زيد ! ثم طلقها، فزادت هبوطاً -بعد أن تزوجها مولى وطلقها- ومن يرفعها سوى الله.
وإذا بالأمر يصدر من السماء، ويفتح رسول الله باب حجرته ويدعو أصحابه إلى وليمة عرس زينب ، والله هو الذي تولى عقد نكاحها في الملكوت الأعلى، قال تعالى: فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا [الأحزاب:37]، من الذي يتكلم بهذا؟ إنه الله! فكانت تفاخر بذلك، وتقول لنساء الرسول صلى الله عليه وسلم: ما منكن إلا وتولى عقد نكاحها أبوها أو أخوها، وتولى عقد نكاحي ربي!
من أشرف منك يا زينب ؟ لِم هذا؟ لأنها ذلت لله، وخضعت له، وبكت بين يديه، وفي هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( ما من مؤمن يترك شيئاً لله إلا عوضه الله خيراً منه )، ويحلف على هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن لا نستطيع أن نترك لله حتى قلْم أظافرنا.
لا إله إلا الله! تولى الله عقد نكاحها، وزوجها برسول الله صلى الله عليه وسلم، مقابل جميل فعلته وهو أنها أذعنت وخضعت لأمر الله، وتزوجت مولى من موالي العرب.
تدبير من هذا؟ تدبير العزيز الحكيم، ومن ثم الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج امرأة ابنه المدّعى، فأبطل الله تلك العادة، وحرم التبني، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك: ( من انتسب إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ).
ومن ثم زيد بِمَ أكرمه الله؟ أكرمه ورفعه بأن خلد اسمه في القرآن، كانت هذه هي الجائزة التي أجازه الله بها، أن ذكر اسمه وحده في القرآن الكريم، قال تعالى: فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا [الأحزاب:37].
و زيد له قصة: فقد بيع عبداً بعد أن اختطف في الجاهلية، ثم اشتراه عم خديجة رضي الله عنها، وأهداه لها، وخديجة شريفة، سيدة نساء أهل الجنة، أم المؤمنين، زوج الحبيب صلى الله عليه وسلم، حزن الرسول لموتها وبكى حتى توفاه الله؛ لِما قدمت من خدمات له وهو في أصعب الظروف وأشد الأحوال.
فلما أهداها عمها زيداً أهدته هي إلى رسول الله ليخدمه، ومضت الأيام وجاء أبو زيد وعمه إلى مكة، بعد أن بلغهم أن ابنهم موجود بها، فجاءوا وقالوا: من يملكه؟ فقالوا: محمد بن عبد الله. وهذا قبل الإسلام أو في أيامه الأولى، فقالوا: أعطنا ابننا، فقال: أخيره؛ إن اختاركم مشى معكم، وإن اختارني لا أضيعه، وحضر الأب والعم في المجلس، وقال النبي: يا زيد ! هذا أبوك وعمك وأنا وليك، أترغب أن تمشي مع أبيك؟ فقال: ما كنت لأستبدل أحداً بك يا رسول الله! فمن ثم خرج به رسول الله إلى الأسواق في مكة وحول الحرم، معلناً تبنيه لـزيد رسمياً، ليصبح ذا شرف كامل، وأصبح يعرف بعدها بـزيد بن محمد.
وجاءت الهجرة، وهاجر الحبيب صلى الله عليه وسلم والأحكام الشرعية تنزل كل يوم، وما تم هذا الدستور إلا في ثلاث وعشرين سنة، ومن هذه الأحكام: إبطال التبني، والآن هناك من يأخذ أطفالاً من المستشفيات وينسبونهم إلى أنفسهم، وهذا حرام، فقد حرم الله التبني.
قال: [فدلتهم حليمة على محلة من محال بني سليم] أين يوجدون، وأصبحت عيناً لهم [فأصابوا نعماً وشاء وأسروا، وكان من بين الأسرى زوج حليمة التي دلتهم على محلة العدو، فوهبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لزوجته حليمة وأطلقها] وهبها زوجها ثم أطلقها.
فخرج أبو العاص في تجارة إلى الشام وعند عودته لاقته سرية زيد فاستولت على تلك القافلة وما فيها من بضائع، وكانت تلك أموال أخذها أبو العاص من أغنياء مكة ليتجر فيها ويردها عليهم، فجاء مختبئاً يمشي في الظلام حتى دخل المدينة واستجار بـزينب رضي الله عنها فأجارته، وطلبت من أبيها صلى الله عليه وسلم أن يجير أبا العاص ، فقبل صلى الله عليه وسلم ورد عليه الصحابة كافة ماله.
فذهب إلى مكة وطاف بأغنيائها، ورد عليهم أموالهم، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، لِم؟ خاف أن يقال: أسلم من أجل المال! أو أسلم من أجل أن يأكل أموالنا! فأدى لهم أموالهم وردها عليهم كما هي، ثم أعلن عن إسلامه، وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ورد إليه زينب.
وأيما امرأة مؤمنة يستجير بها كافر، فتقول: اجلس وأنت في جواري لا يستطيع الجيش ولا البوليس ولا الحاكم أن يمسه بسوء، بدأ بهذا -أولاً- العرب، فقد كانوا يعرفون هذا المقام، وهذا الشرف، فإذا استجار أحد بآخر سكتت كل البلاد عنه. وهذا من فضائل العرب في الجاهلية.
وهناك حادثة أخرى تدل على مكانة الجوار عند العرب، وهي: لما فتح الرسول صلى الله عليه وسلم مكة في السنة الثامنة، عفا عن أهلها جميعاً بكلمته وهو على راحلته: ( يا أهل مكة ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء ) إلا خمسة نفر أو أربعة؛ لأنهم أجرموا أكبر إجرام، وكانوا يستحقون القتل، ونحن ما إن يستقل الإقليم حتى يذبح الخصوم: يقولون: العملاء! الأذناب! والرسول صلى الله عليه وسلم بعد ثمان سنين من الحرب الدائرة، وغزوه في مدينته وقتل ابن عمه وجماعة من أصحابه يقول لقريش: ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ).
إذاً: هرب أحد هؤلاء المجرمين إلى بيت أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها، وقال: أجيريني يا أم هانئ ! فأجارته، فجاء علي أخوها وقال: أنت هنا! وأراد أن يقتله، فقالت: قد أجرته يا ابن أمي، وذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالت: إن أخي يريد أن يقطع جواري لفلان، فقال لها بالحرف الواحد: ( أجرنا من أجرت يا أم هانئ )، وشرد المجرم وخرج من مكة وانتهى شأنه.
أيوجد هذا الكمال عندنا أيها المسلمون؟ لا يوجد. لماذا؟ لأننا -فقط- ما علمنا، وما عرفنا، وما ربينا في حجور الصالحين.
قال: [بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في عشرين فارساً، وقد استردوا الإبل، وجاءوا بالعرنيين أسرى، وهم الذين قتلوا بالحرة] الغربية أو الشرقية [وتركوا بها أياماً؛ لأنهم أسلموا ثم ارتدوا وساقوا إبل الصدقة] والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ( من بدل دينه فاقتلوه )، فطبق فيهم حكم الله عز وجل.
قال: [وفيهم نزلت آية: إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ [المائدة:33]، وفعل بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك حكماً بقضاء الله تعالى فيهم] لأنهم ارتدوا بعد إسلامهم، وقتلوا الراعي، وأخذوا إبل الرسول صلى الله عليه وسلم.
إذاً: كان جزاؤهم أن أخذوا أسرى إلى الحرة، ثم قتلوا وصلبوا وتركوا مدة، ونزل فيهم قرآن يقرأ إلى يوم القيامة: إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا ما هو جزاؤهم؟ أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ [المائدة:33]، وهذا يعود إلى إمام المسلمين يطبق فيهم ما شاء من هذه المادة، وإذا رأى نفيهم نفاهم، إذا عرف أنه لا يؤثر على الأمة، كأن يتعصبوا ويكونوا جيشاً -مثلاً-.
[وفي هذه السنة السادسة من الهجرة، وبعد عقد الصلح مع قريش، كاتب الرسول صلى الله عليه وسلم الملوك والرؤساء يدعوهم إلى الإسلام الدين الحق الذي أرسل به لهداية الناس؛ كل الناس أبيضهم وأصفرهم إلى ما يكملهم عقولاً وأخلاقاً ويسعدهم أجساماً وأرواحاً في الحياتين: الدنيا والآخرة.
فبعث صلى الله عليه وسلم الرسل تحمل كتبه القيمة الكريمة إلى كل من كسرى ملك الفرس، وقيصر ملك الروم، والنجاشي ملك الحبشة، والمقوقس ملك مصر، وأرسل شجاع بن وهب إلى الحارث بن أبي شمر الغساني ، وأرسل سليط بن عمرو العامري إلى هوذة بن علي الحنفي ، وأرسل العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوى أخي عبد القيس].
على كل حال في يوم آخر نسمع كتب الرسول صلى الله عليه وسلم بالحرف الواحد، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , هذا الحبيب يا محب 79 للشيخ : أبوبكر الجزائري
https://audio.islamweb.net