وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.
أما بعد:
فها نحن مع هذه الآيات من سورة الزخرف المكية، والله تعالى نسأل أن ينفعنا بما ندرس ونسمع.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ * حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ * وَلَنْ يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ * أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ [الزخرف:36-40].
معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! قول ربنا جل ذكره: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ [الزخرف:36]، المراد من ذكر الرحمن القرآن العظيم، به يذكر تعالى، فالمراد من الذكر هو القرآن الكريم، والرحمن هو الله الذي لا إله إلا هو.
وعشا يعشو: إذا أبى أن ينظر، نظر نظرة ضعيفة، أعرض ولم يلتفت، فالله يخبر بهذا الخبر العظيم، يقول: الذي يعشو عن ذكر الرحمن القرآن فلا يتلوه، لا يتدبره، لا يعرف ما فيه، لا يعمل بما فيه، وإذا قرئ عليه لوى رأسه ما ينظر إلى آياته؛ فهذا نقيض له شيطاناً، فمن فعل هذا فعلنا به هذا.
وَمَنْ يَعْشُ [الزخرف:36] بمعنى: يغمض عينيه ولا ينظر، بمعنى: يعرض ولا يلتفت إلى كتاب الله القرآن الكريم، نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ [الزخرف:36] ملازم له في الدنيا والآخرة معاً.
هذا حكم الله، ما من إنسان أبيض أو أصفر يعرض عن كتاب الله، يعرض عن ذكر الله، عن عبادة الله، عن طاعة الله؛ إلا ويقيض الرحمن له شيطاناً يسببه له ويجعله ملازماً له في الدنيا والآخرة، ومن ثم فصاحب هذا الشيطان لا يتوب، لا يرجع إلى الحق، أعماه وأصمه هذا الشيطان.
فلهذا -معشر المستمعين والمستمعات- لا نعرض عن كتاب ربنا، بل نتلوه ونتدبره، ونعمل بما فيه، ونتعرف إلى ما فيه، ونعبد ربنا عز وجل بطاعته، وطاعة رسوله، ومن ثم يحفظنا ربنا ولا يسلط علينا شياطين الإنس ولا الجن.
وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ [الزخرف:36] مقارن له في الدنيا حتى يموت، وفي الآخرة حتى يدخل النار معه، ومن لازمه الشيطان لا يستطيع أن يعبد الرحمن، إذا لازمه الشيطان زين له الباطل من اللهو، الفسق، الفجور، الكفر، كل هذا يجعله أحب شيء عنده، ومن ثم لا يتوب ولا يعود إلى الله عز وجل.
فالآية الكريمة تحذرنا من الإعراض عن كتاب ربنا، فعلينا أن نقرأه ونسمعه ونعمل بما فيه، وأن نتدبر آياته وننظر في كلماته بأعيننا، لا أن نتكبر فما نقرأ ولا ندرس؛ فإن من أصيب بهذه الفتنة لازمه هذا الشيطان طول حياته، لا يسمح له أن يقول حسنة ولا أن يعمل حسنة من الحسنات؛ لأنه مقارن له ملازم له، ولا يفارقه أيضاً يوم القيامة حتى يدخل معه النار كما سيأتي.
هؤلاء الذين قيض الله لهم هؤلاء الشياطين القرناء، يقول تعالى عنهم: وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ [الزخرف:37] عن سبيل الحق، عن طريق الهدى، عن طريق السعادة، يسوقونهم إلى مظاهر الباطل والشر، إلى الخبث والفساد، ويبعدونهم عن الطهر والصفاء، عن الحق والعدل، ما يسمحون لهم بذلك، وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ [الزخرف:37] التي فيها رضا الله، وفيها نعيم الله، وفيها جوار الله، يصدونهم عن السبيل الذي هو عبادة الله بذكره وطاعته لتسمو النفس وتزكو وتطيب وتطهر الروح، هذا شأنهم.
ومع هذا وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ [الزخرف:37]، هؤلاء الضالون الذين عشوا عن القرآن وأعرضوا عنه يحسبون أنهم مهتدون، وهم يبيحون الربا والزنا والجرائم والموبقات والشرك والكفر والمعاصي، كلها ينغمسون فيها ويرون أنهم أحسن من غيرهم، أفضل من المؤمنين المهتدين، يقولون: نحن المهتدون! وما سبب هذا؟
سببه الإعراض عن دين الله، الإعراض عن طاعة الله ورسوله، الإعراض عن شريعة الله، الإعراض عن كتاب الله، من توغل في هذا البعد قيض الله تعالى له الشيطان وقرنه به، فزين له الباطل وحسنه له، فيستمر على الباطل والشر والفساد والخبث، ويرى أنه هو المهتدي، وأما المؤمنون الصالحون فما اهتدوا بعد.
وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ [الزخرف:37] أي: السبيل الموصل إلى رضا الله عز وجل، التي هي الإسلام، وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ [الزخرف:37] وأن غيرهم هم الضالون.
حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ [الزخرف:38] إذا جاءه الشيطان الذي كان معه في القبر وخارج القبر في الآخرة فماذا يقول؟ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ [الزخرف:38] يتمنى أن لو كان لا يتصل به هذا الشيطان أبداً كما بعد الشرق عن الغرب، والمشرقان والمغربان بمعنى: المشرق والمغرب، ولكن للشروق موضعين وللغروب كذلك بحسب الصيف والشتاء، الشتاء له غروبان وشروقان كذلك، ولكن المراد: أنه يتمنى ألا يراه ولا يسمع به ولا يشاهده وألا يكون معه أبداً، يتمنى أن يكون بينه وبينه كما بين المشرق والمغرب.
هذا الذي كان يزين له ويحسن له الباطل والشر والخبث، فحين يعرض يوم القيامة وهو معه يتمنى: يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ [الزخرف:38]، ثم يقول: فَبِئْسَ الْقَرِينُ [الزخرف:38]، بئس هذا القرين الذي لازمني طول حياتي، فأضلني وأفسدني وأخبثني ومن ثم أشقاني وأرداني وها أنا في الجحيم في النار والعياذ بالله.
لكن يا هذا أنت الذي تسببت في ذلك، أنت الذي أعرضت عن كتاب الله وذكره وطاعته وأقبلت على الفسق والفجور والشر والباطل، من ثم جاءك هذا الشيطان ولازمك، أنت الذي تسببت في هذا.
هكذا يقول تعالى: حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ [الزخرف:38].
وَلَنْ يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ [الزخرف:39] أي: في الدنيا أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ [الزخرف:39] أنكم وقرناؤكم من الجن مشتركون في العذاب.
الظلم يكون منك لربك بأن تأخذ حقه وتعطيه لغيره، هذا هو الظلم، وذلك هو الشرك والعياذ بالله، فالمشرك ظالم لربه، خلقه ورزقه وخلق الحياة كلها من أجله وبعد ذلك يعرض عن ربه ويقبل على عبادة الشيطان من الجان، هذا الظلم، واقرءوا له قول الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا [النساء:48]، وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيدًا [النساء:116].
الشرك ظلم لله، لم أعطيت حق الله لمخلوق من مخلوقاته سواء كان ملكاً أو نبياً أو ولياً أو صنماً أو حجراً؟ فهذا هو الظلم.
ثانياً: ظلمه للنفس، النفس بدل أن يحافظ على طهارتها وزكاتها وصفائها كما أودعها الله في جسمه يوم كان في بطن أمه، بدل أن يحافظ على طهارتها وصفائها يقترف الذنوب والسيئات حتى يلطخها ويظلمها فيفسدها وتصبح أهلاً لغضب الله وسخطه، فهو الظالم لنفسه.
فأية معصية يقارفها العبد والله! لينعكسن أثرها على نفسه، فإما أن يتوب على الفور فتمسح، وإما أن يزداد الظلام وتزداد العفونة أيضاً.
ثالثاً: ظلمك لغيرك، فلا يحل للإنسان أن يظلم غيره كافراً أو مؤمناً أبداً، كبيراً أو صغيراً، لا يحل ظلم الإنسان بحال من الأحوال ولو بالكلمة القاسية أو بالانتهار الشديد.
فلنحذر -معشر المستمعين والمستمعات- الظلم، واسمعوا ما قال تعالى لهم: وَلَنْ يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ [الزخرف:39]، كونكم في العذاب مشتركين هل ينفعكم؟ هل يخلصكم من النار؟ لا يخلص، ولن يجدي نفعاً.
أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ [الزخرف:40] بين واضح، فمن يقوى على هدايته سوى الله؟
فأراد الله أن يخفف عن رسوله ما كان يعانيه من الألم والتعب من شدة كفر الكافرين وغلظتهم وطغيانهم وتقولهم الباطل، والرسول وحده، فقال له الرب تبارك وتعالى: أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ [الزخرف:40] أتهديه وترجع به إلى الحق؟ ما هي بقدرتك هذه ولا بطاقتك، أنت عليك البلاغ فبلغ فقط، وهذا يعود إلينا، والله يدخل من يشاء في رحمته.
يقول تعالى: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ [الزخرف:36] عشا يعشو: إذا أبى أن ينظر، أعرض وأبى أن ينظر إلى كتاب الله أو يسمع ما فيه، والمراد من ذكر الرحمن: كتاب الله عز وجل القرآن الكريم، فهذا الذي يفعل هكذا ماذا يعطيه الله؟
قال تعالى: نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ [الزخرف:36] يسخر له شيطاناً يلازمه، يقارنه، يصرفه عن الحق والهدى ليبقى على الشرك والباطل حتى يهلك معه.
وقال تعالى: وَإِنَّهُمْ [الزخرف:37] أي: أولئك الشياطين لَيَصُدُّونَهُمْ [الزخرف:37] أي: يصدون قرناءهم الذين سلطانهم عليهم، لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ [الزخرف:37]، لو علموا أنهم ضالون لطلبوا الهداية، لكن كون الشياطين تزين لهم أنهم هم على الحق، والرسول ومن معه ليسوا على الحق والعياذ بالله؛ حتى يستمروا على باطلهم وضلالهم.
وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ [الزخرف:37] ما المراد من السبيل؟ الطريق الموصل إلى رضا الله، ألا وهو الإيمان بالله وطاعة الله وطاعة رسوله بفعل الأوامر وترك النواهي، وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ [الزخرف:37] لأن الشياطين تزين لهم الباطل، فيدعون أنهم على حق.
ثم قال تعالى: حَتَّى إِذَا جَاءَنَا [الزخرف:38] أي: الذي قيضنا له الشيطان، حَتَّى إِذَا جَاءَنَا [الزخرف:38] أي: يوم القيامة، قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ [الزخرف:38]، يقول لقرينه من الشياطين: يا ليت بيني وبينك كما بين المشرق والمغرب، لا أراك ولا تجلس معي ولا أسمع منك، يا ليت هذا! ولكن ذلك لا يكون؛ لأنهما في جهنم معاً، فَبِئْسَ الْقَرِينُ [الزخرف:38] ما أقبح هذا القرين وما أسوأ حاله!
ثم قال تعالى: وَلَنْ يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ [الزخرف:39] فكونكم مشتركين في العذاب مع شياطين الجن هل هذا ينفعكم؟ ما ينفع أبداً، لو عذبتم وحدكم فلن ينفعكم ذلك، ولو عذبتم معهم فكذلك: وَلَنْ يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ [الزخرف:39].
ثم قال تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم كالمنكر عليه: أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ [الزخرف:40] أتستطيع أن تسمع الأصم الذي ما يسمع؟ وهل أنت تهدي العمي إلى الطريق؟ هو ما يعرف الطريق وما له بصر، فكيف يعرف الطريق؟
ومعنى هذا: خفف على نفسك ولا تتعبها، وبلغ دعوة الله فقط، ولا يضرك كونهم ما آمنوا ولا اهتدوا؛ إذ مهمتك البلاغ وقد بلغت.
أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ [الزخرف:40]؟ الجواب: لا، ما يستطيع، وَمَنْ كَانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ [الزخرف:40] أتستطيع أن تنقذه وتخرجه من ضلاله؟ ضلاله قوي وواضح، إذاً: فعليك بالصبر والاستمرار في دعوتك حتى ينصرك الله عز وجل.
[ هداية الآيات:
من هداية الآيات:
أولاً: بيان سنة الله تعالى فيمن يعرض عن ذكر الله؛ فإنه يسبب له شيطاناً يضله ويحرمه الهداية أبداً، فيقيم على الذنوب والآثام ضالاً الطريق المنجي المسعد وهو يحسب أنه مهتد، وهذا يتعرض له المعرضون عن الكتاب والسنة كالمبتدعة وأصحاب الأهواء والشهوات والعياذ بالله تعالى ].
فهذا الذي سمعتم يتعرض له المعرضون عن القرآن الكريم وتحكيمه والعمل بما فيه، المعرضون عن السنة النبوية كالمبتدعة وأصحاب الأهواء والشهوات والعياذ بالله تعالى.
[ ثانياً: الاشتراك في العذاب يوم القيامة لا يخففه ]، فكونهم يعذبون كلهم مع بعضهم لا يخفف العذاب عنهم.
[ ثالثاً: بيان أن من أعماه الله وأصمه حسب سنته في ذلك لا هادي له ولا مسمع له ولا مبصر ].
وهذه السنة قائمة إلى يوم القيامة، وسنة الله في الإعماء والإصمام أنه حين يعرض العبد عن دين الله وعن شرعه وكتابه، ويقبل على عبادة الأهواء والشياطين يصاب بذلك المصاب، يزين له الشيطان فيعميه ويصمه.
ففي الآيات بيان أن من أعماه الله وأصمه حسب سنته في الإعماء والإصمام لا هادي له ولا مسمع له ولا مبصر والعياذ بالله تعالى.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر