أما بعد:
عباد الله: إني أحبكم في الله، وأسأل الله أن يحشرني وإياكم في ظل عرشه ومستقر رحمته، وأن يثبت إخواننا في فلسطين والأقصى وينصرهم على من عاداهم، وأن يرينا في أعدائنا وأعدائه عجائب قدرته.
عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله:
وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ
[الطلاق:2-3] وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يرد المسلمين إلى الإسلام رداً جميلاً، وأن يوحد صفوفهم، ويصلح أبناءهم، ويحقن دماءهم، ويفك أسراهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أيها الأحباب الكرام: لا قضية اليوم إلا قضية الأقصى، فلنصبر ولنستمع ماذا يقول الله سبحانه وتعالى عن الذين يحاولون تدنيس الأقصى، وما سميت القدس قدساً إلا من الطهارة، فمن أسماء الله الحسنى: القدوس، أي: المطهر من كل خبث لا إله إلا هو، والقدس هي الأرض المطهرة، ومن صلى في الأقصى طهره الله من ذنوبه وخطاياه، كما جاء في الحديث الذي يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن أخيه سليمان الملك النبي الذي سأل ربه ثلاثاً فكانت الثالثة: أنه من صلى في الأقصى غفر له ما تقدم من ذنبه.
وهذه الخطبة الثانية عن طبائع اليهود، وأنا أقول لكل المسلمين في فلسطين وهنا، وفي كل مكان: لن تنتصروا على اليهود أبداً إلا إذا عرفتم طبائع اليهود من كتاب الله، وأنا لا أقول ذلك من فراغ، فإن محمداً صلى الله عليه وسلم عرف طبائعهم فكسر شوكتهم، وانتصر عليهم، وقتل نصفهم وأجلى الباقي، وموقفهم وخيانتهم في غزوة الأحزاب معروفة، ولعل من الحكمة أنهم خانوا في الخندق ؛ حتى يعلم الخونة الذين يحولون الجهاد في فلسطين من الخنادق إلى الفنادق، أن معركة الخندق هذه هي التي خان بها اليهود، وأرسل إليهم سعد بن عبادة يذكرهم بالميثاق، فأناس مسئولون عن أرض يثرب تحت الحكومة الإسلامية لا يظلمون ولا يُظلمون، فأخذوا يتبجحون كعادتهم لما رأوا أولياءهم المشركين، فهم لا يطول لسانهم إلا إذا وقف معهم المشركون والنصارى، لماذا؟
بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ
[المائدة:51] مع التناقض العجيب الرهيب بين أصول اليهودية وأصول النصرانية، إلا أن الخندق السياسي يجمعهم دائماً في تبادل المصالح فيجعل من بينهم ولاءً عجيباً.
يقول الله تعالى:
وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ
[البقرة:120]..
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ
[المائدة:51] وستسمعون في هذه الخطبة تفسيراً واقعياً لهذا الولاء بين رؤساء اليهود ورؤساء أمريكا من خلال التصريحات من عام (1800م) إلى اليوم.
فعندما سمعوا ذلك طأطئوا رءوسهم؛ لأنهم يعلمون حقيقة هذه القصة التي كانوا يدارونها ويخفونها، ويحرفون التوراة من أجلها، ويكتبون التلمود بأيديهم أنهم أبناء الله، ويخفون هذه الحقيقة الرهيبة التي قالها الله في يوم من الأيام، يوم أن خانوا الله وخانوا أنبياءه، وقتلوهم، وأخذوا يسرقون السمك من البحر في يوم عبادتهم ..
كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ
[البقرة:65] وكانوا قردة حقيقيين، تحولوا من الجنس البشري إلى الجنس القردي والجنس الخنزيري، ثم انقرض بعد ذلك نسلهم ولم يبق فيه شيء، وبقيت القصة، وبقي التاريخ يشهد، وكتب الدين التي أنزلها الله من السماء تشهد، وهم يحرفون هذا عن علم .. قال لهم: (اخسئوا يا أبناء القردة والخنازير) فطأطئوا رءوسهم أذلاء.
أما الذي لا يعرف طبائعهم من كتاب الله ماذا سيقول؟ سيقول: إن اليهود حمائم المحبة وعنوان السلام، وسيقول كما قال الآخر في أقصى المغرب : لو اجتمع المال العربي بالعقل اليهودي المخطط؛ لأنتج ذلك حضارة إنسانية كبرى. خاب وخسر!
استمع ماذا يقول الله عن حقيقة اليهود في هذه القضية التي يكتبونها في بروتكولاتهم بأنه يجوز قتل وسرقة (الجويم)؛ لأنهم حيوانات يجب أن يسخروا لإقامة مملكة داود، الملك المنتظر الذي يعدون له التاج والصولجان .. أتعرفون من هو هذا الملك المنتظر؟ إنه الدجال، الذي يدعو بعض الناس ويقولون: عجل الله فرجه، سيفرج عنه، ولكن لن ينتصر أبداً على أهل القدس وفلسطين، لن ينتصر أبداً على أهل مكة والمدينة، لماذا هذه الأماكن الثلاثة؟ لأنها موطن الإيمان ومكان الطهارة والتقديس، معنى هذا أن النجاة من اليهود أجداد الدجال اليوم هو الإيمان وأرض الإيمان، ومنبع الإيمان، وإلا لا طريق بعد ذلك، لن يمكن من دخول فلسطين ، لن يمكن من دخول المدينة، لن يمكن من دخول مكة ، وإذا حاول أن يدخل سيقتله عيسى عليه السلام عند باب (لد).
إذاً: قوم اليهود الآن وفي عهد الرسول صلى الله عليه وسلم مثلهم كمثل الحمار، ويختار الله من الحيوانات هذه الحيوانات البهيمة البليدة الغبية؛ لأنهم بهذه الصفة ورب الكعبة! ثم استمعوا ماذا يقول الله عن فشل خططهم:
وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
[الجمعة:5] كل خطة مرسومة فاشلة، ولا يوجد أفشل من ظنهم أنهم سيجتاحون دولة لبنان في ساعات، ثم بعد ذلك يسيطرون على الشام كله، ويحققون دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات ، وكانوا يعيشون بهذا الحلم وبهذا الخيال، ولما ردهم أطفال الآربيجي على لبنان عادوا مفزوعين، وأنا أتمنى أن يتحرك الجيش اليهودي لكي يحاول أن يحقق دولته من النيل إلى الفرات، لا يستطيع، ولن يستطيع حتى في هذا الوضع الحالي، حتى وفي وضع التردي والخمود لا يستطيع الجيش الإسرائيلي أن ينتشر في أرضٍ هذه مساحتها؛ لأنهم لا يجرءون أبداً، لو أسقطت كل الأسلحة، وأخمدت كل البنادق، وبقي النساء بالعصي والأطفال بالحجارة فلن يتمكن اليهود أن يجتاحوا أرضاً من النيل إلى الفرات ، لماذا؟ لأن الله لا يهدي القوم الظالمين.
إن هذه الحيوانية في قومهم عموماً، أما في علمائهم فاسمع:
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
[الأعراف:175-176].
أيتها الأمهات: اقصصن قصص القرآن لأبنائكن؛ فإن فيها العبرة والعظة:
سَاءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ
[الأعراف:177] فحيوانيتهم بين الكلب والحمار أعزكم الله .. ألهؤلاء سيادة؟ ألهؤلاء قيادة؟ هل يحمى أمثال هؤلاء حول حدودهم بدول ثلاث أو أربع، لا يستطيع المجاهد ولا الفدائي إلا أن يعبر في الليل في طائرة شراعية هوائية يسير تحت الأشعة الحمراء والبنفسجية التي لا يرى فيها الظلام، عازماً على الذهاب وليس على الإياب، يحمون الكلب والحمار اليهودي بحدودهم فلا ينفذ إليه أحد .. ما قل المجاهدون في أمتنا، وما قل المخلصون في أمتنا، ولكن يهود العرب هم الذين يحمون الكلب والحمار والقردة والخنازير.
والتصوير القرآني عندما يقول:
كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ
[الأعراف:176] انظر إلى شكل الكلب وهو يلهث، يهز رأسه من الأمام إلى الخلف، ويخرج لسانه ويلهث، تجد صدره ورأسه إذا وقف يتحرك من الأمام إلى الخلف، وانظر إلى عبادة اليهود، تجدها صورة تطبيقية لهذا الكلب الذي يلهث بهذه الحركة، يتحرك من الأمام إلى الخلف كالكلب الذي يلهث، والذي شاهد الفيلم الذي عرض في هذا الأسبوع يعلم هذه الحقيقة، ويعلم مدى الإصر الذي هم فيه والأغلال التي عليهم، كيف يربطون الشرائط حتى يكتبوا بعض الحروف المقدسة على أيديهم وسواعدهم وأكتافهم ورءوسهم وجباههم، ساعات طويلة يربطون أنفسهم لكي يصلوا لله ركعة .. هل ينتصر هذا الدين؟ لا ورب الكعبة لا ينتصر! يجب علينا أن نثق بالله وبدينه، وأن نفتح حدودنا، لا نريد من تلك الدول أن تشارك في شيء، لا نريدها أن تطلق طلقة سوى أن تفتح الحدود، إذا كانت هيئة الأمم ومجلس الأمن يمنعها من ذلك فلتخرج مؤقتاً من مجلس الأمن.
عباد الله: يقول تعالى:
وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ * فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ
[البقرة:65-66]..
قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ
[المائدة:60] ثم يقول الله سبحانه وتعالى:
مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ
[الأعراف:178-179] حيوانات، وهذه الآيات أتت بعد وصف اليهود مباشرة بدون فاصل.
بختنصر البابلي لما أسرهم ميزهم عن شعبه في العراق ، فحلق لحاهم وترك سوالفهم؛ حتى لا يختلط هذا الخبث، كان الملوك والزعماء في الماضي يخافون من هذا العنصر وهذا الجنس، إلى أن جاءت أمريكا دمرها الله، وبدأت تشيد بهم وبدأ رؤساؤهم يسبحون بحمدهم.
يقول الله:
قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
[الجمعة:6] على كل شاب هناك في فلسطين يلتقي بيهودي أن يطرح عليه هذا السؤال: أنت مؤمن؟ سيقول: نعم. أنت من أبناء الله؟ سيقول: نعم. هل ستكون الجنة لك وحدك؟ سيقول: نعم. إذاً: ما دامت كل هذه الامتيازات لماذا أنت في الدنيا؟ اسأل الله الموت الآن أمامي إن استطعت، لن يفعلها اليهودي، لن يقول: يا إله داود وسليمان -إن كان هذا الذي قاله صحيحاً- اقبضني إليك لكي يلتحق الولد بالوالد فيدخلا جنات النعيم، القرآن يقول: لن يفعلها..
فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
[البقرة:94]..
وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ * قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ
[الجمعة:7-8] وملاقيكم على أرض فلسطين إن شاء الله ..
ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
[الجمعة:8]..
قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ * وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ
[البقرة:94-96] خططهم كلها مكشوفة إلى الله:
بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ
[البقرة:96].
أيها المجاهد في فلسطين: أغظ اليهودي وقل له كما قال له ربك: يا عبد العجل! يا عبيد العجل!
وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ
[البقرة:93] لا تفر وأنت عبد الله من عبد العجل، لا تتزحزح إلى الوراء خطوة وأنت عبد لملك الملوك أمام عبد العجل، اثبت وسينصرك الله عليه عاجلاً أو آجلا.
يؤسفني أن كثيراً من الصحف تنشر كثيراً صور أبنائنا وإخواننا وآبائنا وأخواتنا في معتقلات اليهود، لا تنشرها وهم تحت العذاب، إنما تنشر صورة جندي يهودي يوزع المناشف والفوط حتى يغتسل الأسرى بالماء والصابون النظيف .. مثل هذه الصورة لا تنشر، فكل من ينشر هذه الصورة إنما يعين اليهود حتى يظهروا أمام العالم أنهم حمائم محبة وعنوان سلام .. انشروا ما يفعلون بالمسلمين في معتقلاتهم، فما أكثر الذين عذبوا على أيديهم! لماذا لا تحضرونهم إلى هذا البلد وتجرون معهم مقابلات صحفية بالتصوير وتنقلوا الكاميرا على أجسادهم لتروا آثار العذاب؟ لتروا كيف دخل الحديد في السواعد والأقدام! وكيف هتكت الأعراض! كيف جوع الأطفال! تطالعنا الصحف بيهودي يعطي فلسطيني منشفة .. القذر يعطي الطاهر منشفة! مثل هذه الصورة لا تنشر، ومع الأسف الشديد تقول وكالات الأنباء العالمية التي وراءها اليهود: لو علمنا أنهم عبيد العجل ما نشرنا مثل هذه الصور التي تقف معهم وتؤيدهم.
كذلك يجب أن نعلم أنه لا فرق الآن بينما يسمى باليهودي الصهيوني واليهودي المدني، كلهم يهود، ما فرق الله سبحانه وتعالى عندما وصفهم بعبادة العجل، وبأنهم أحرص الناس على حياة، ما قال: هذا صهيوني وهذا غير صهيوني، اليهودي يهودي، يجب أن نعي ذلك حتى لا يتذبذب الابن وهو يحمل الحجارة وغير الحجارة ويقول: هذا صهيوني أو غير صهيوني، أرميه أو لا أرميه؟! لا. ارم -يا بني- ولا تخف، فاليهودي الآن وغداً وإلى يوم القيامة، غضب الله عليهم، ولعنهم، ولعنة الأنبياء تطاردهم:
لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ
[المائدة:78].
اللهم بصَّرنا بطبائع اليهود، وأعدنا إلى كتابك الحكيم ..
لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ
[الأنبياء:10] اللهم إنا نسألك عقل المؤمنين الذين يعرفون أعداءهم من أصدقائهم، فيوالون أصدقاءهم ويحاربون أعداءهم، إنك على ذلك قدير.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
أحبتي في الله: لنرى الواقع المأساوي بينما يغيب عن أذهان كثيرٍ من المسلمين اليوم هذه الحقيقة على مستوى الساسة والقادة، يقول تعالى في كتابه الكريم:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ
[المائدة:51] لا تحتاج إلى تفسير:
وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ
[المائدة:51] أي: يهودي، لا يضر بعد ذلك إن كان عنده شهادة ميلاد أو شهادة وفاة أو اسم إسلامي، فالناس عند نزول الدجال يلغون كل الأسماء وكل الشهادات وكل الجنسيات وكل التابعيات، يصبح الناس مؤمن وكافر، وعند ظهور الدابة في آخر الزمان يصبح الناس مؤمن وكافر ..
وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ
[المائدة:51].
استمعوا كيف يلتقي هذا الولاء، أصلٌ أصيل في دين النصارى أن اليهود قتلوا المسيح ابن الله، لن تجد نصرانياً يخالفك في هذا، إلا إذا صارت البابوية الآن تتدخل في القضايا السياسية وتقبل الرشا، لا مانع أن البابا يصدر فتوى ويقول: لا. اليهود ما قتلوا المسيح ابن الله، وإنما الذي قتله القائد الروماني الوثني الذي صلبه، وهذا الفيلم أنا شاهدته في ذهابي إلى أمريكا منذ أسبوعين، كانوا يحتفلون بمولد اليسوع عيسى عليه السلام، وكان القسيس الخبيث الذي شاهدتموه يتناظر مع أحمد ديدات، والله -يا إخوان- لو شاهدتموه كما شاهدته لتعجبتم! جمعوا الناس في ملاعب الكرة في الصالات الرياضية، ولم يحدث هذا في العالم العربي والإسلامي أبداً أن تلقى محاضرة دينية في ملعب رياضي، بعض الدول العربية المحاضرات ممنوعة في بيوت الله وفي المساجد، أما هناك فقد امتلأت الملاعب والمدرجات حتى لا تجد لك موطئ قدم، وبدأت الناس تزحف حتى نزلت وملأت الساحة، ولا يوجد مكان .. أكل هذا تدين في الشعب النصراني الأمريكي؟!!! لا. لكن أجهزة الإعلام سخرت، وحرية الكلمة أعطيت، فوجد الناس لهم متنفساً وإن كانوا فاسقين، وفي عالمنا الناس الصالحون الأتقياء لا يجدون مثل هذا الجو لكي يتنفسوا به أو يتكلموا، وبدأ هذا القسيس بحركات تمثيلية عجيبة، ومعه مترجم بلغة ثانية، ويمسك الميكرفون على طريقة المغنين الأمريكان، ويتحرك ذهاباً وإياباً والمترجم يمشي خلفه ببدلة تخالفه، وبنغمة تشابه نغمته الحزينة، يتخذ نغمة حزينة مؤثرة، ويقول: ويلتقي ريجن وغورباتشوف ، أتعلمون من جمعهما؟ إنه المسيح يسوع، أوحى إليهما أن يوقعا اتفاقية إلقاء الصواريخ قصيرة المدى، وأنتم أيها الذين تشاهدونني بالتلفزيون -ويلتفت إليهم ودموعه تنزل، ممثل يعصر بصلاً وما تدري ماذا يفعل- ثم بعد ذلك يقول: أعلم أنكم جئتم لكي تشاهدونني الآن ليس بإرادتكم إنما الذي جاء بكم المسيح، تلك الكلمة التي تسري في دمائنا، وستنصرفون بعد ذلك إلى حياتكم في كل مكان، ثم في العام القادم ستجدون أنفسكم أمامي تسمعون كلامي، هذه ليست قوتي، الخبيث يقول: ليست قوتي، وأكثر من خمسة وعشرين محطة تنقله، وأكبر مليونير عنده شركات وأموال ومؤسسات يسخر أجهزة الإعلام هو، لكي يخدع الناس ويضللهم.
قسيس آخر في محطة ثانية تلفزيونية سرق الملايين، كان يجمع التبرعات باسم اليسوع ثم سرقها بعد ذلك، فأصدر ريجن فتوى من البيت الأبيض ألا يُمس؛ لأن هذا رمز ديني، حولت المحطة عليه وإذا به يقول: أتدرون لماذا سمي يسوع بالكلمة؟ لأنه يجعلنا نتفاهم مع جميع الشعوب، وإن كنا لا نعرف كلامهم، يقول: وسأضرب لكم مثلاً في نفسي: إذا ذهبت إلى أي عالم -العالم العربي أو غيره- أحفظ كلمة (شكراً) فإذا أسدوا لي خدمة قلت لهم: (شكراً) فتنفتح قلوبهم ويحبونني ويأخذون مبادئي، لكنني لما ذهبت إلى روسيا لم أعرف أن أتكلم اللغة الروسية، وكنت في المطار ولم أجد سيارة توصلني، فأوحى إليَّ يسوع أن أنزع حذائي وأن أضرب به على مكتب الضابط الروسي فعلم أني غضبان، فلما علم أني غضبان بلغة الحذاء التي أوحى إلي يسوع بها، عند ذلك أحضروا إليَّ سيارة ونقلوني إلى الفندق.
هذا مستوى محاضراتهم الدينية، ومع هذا يجتمعون إليها بالملايين، ويذرفون الدموع، وينفقون الملايين، وعندنا كتاب الله يقول:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
[المائدة:51] أحضر لي دولة الآن ليس لها ولاء معهم، لن تجد إلا من رحم الله.
استمع إلى صور الولاء .. هذا ثاني رئيس للولايات المتحدة: جون أديمس عام (1818م) يقول: سوف تجدون دائماً أن إسرائيل مستعدة للقيام بدورها النبيل إلى جانب الولايات المتحدة، في جهودها الرامية إلى تحقيق العدالة والسلام .. يقول: إنني حقاً أتمنى أن أرى اليهود في يهودا شعباً مستقلاً استعاد دولته المستقلة.
ابن غوريون عام (1956م) وهو أول رئيس وزراء يقول: ستجدون دائماً أن إسرائيل مستعدة للقيام بدورها النبيل بجانب الولايات المتحدة لتحقيق العدالة والسلام في العالم. كلام متشابه بين الرئيسين.
استمع ماذا يقول ليفي أشكول ثالث رئيس وزراء عام (1964م) يقول: بالنسبة للرجل العادي وليس بأقل بالنسبة للقيادة، فإن كلمة أمريكا تحمل في طياتها الأمل والحافز.
الرئيس هارت مارون، وهو الرئيس الثالث والثلاثين لـأمريكا قال عام (1952م): إن نمو وتقدم الدولة الحديثة إسرائيل يشكلان مصدر رضا عظيم لي، لقد كان عندي ثقة وإيمان بإسرائيل حتى قبل أن تتكون، لقد علمت مسبقاً بأنها سوف تؤسس على حب الحرية التي كانت وما تزال كالنجم للشعب اليهودي منذ أيام موسى.
استمع ما قال لندن جونسن، وهو الرئيس السادس والثلاثين عام (1964م): إن شعب إسرائيل بذلوا جهداً طويلاً وقاسياً من أجل أن يجعلوا من أرض أجدادهم شعباً متطوراً بدرجة عالية.
وضل رؤساؤهم يقولون ذلك مع اليهود إلى كارتر القسيس رئيس الولايات الأمريكية الذي جاء بمعاهدة كامب ديفيد، وأسس لليهود ما أسس، وجر العرب إلى التطبيع، ثم آخرهم الآن ريجن ماذا يقول؟ يقول: الذي نملكه معاً هو رابط الثقة والمحبة، هذه القيم تجعل من إسرائيل شعباً عظيماً في أعيننا، لا يوجد شعب قاتل أطول، وصارع أصعب، وضحى أكثر من شعبكم من أجل أن يبقى وينمو، من أجل أن يعيش في حرية .. التوقيع: ريجن.
ثم ننتظر بعد ذلك من البيت الأبيض أو الكونجرس الأمريكي أن يقف مع قضايانا؟! لا ورب الكعبة! معذرة -يا إخوان- إن أطلت، ولكن قلبي يحترق على القيادات، يحترق على الأمة، يحترق على بعض العقول التي لا تزال تؤمن أن أمريكا معنا، أو روسيا معنا، أو أوروبا معنا، وأشد مرارة أن من أبناء فلسطين من يوالي الحزب الشيوعي داخل إسرائيل، ويقول: إن هؤلاء اليساريين الشيوعيين داخل إسرائيل يحاربون حكومة اليهود وهم معنا!! جمعهم الحزب، وشعار الحزب، ونسو الله، ونسو الأقصى، ونسو القدس، ونسو جثمان الأنبياء الطاهر على أرض فلسطين ، وتذكروا من خلال الحزب عفن لينين ، ونجاسة استالين، إنها مأساة ما بعدها مأساة.
لن ننتصر على اليهود -أيها الأحباب- حتى نعود إلى كتاب الله:
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ
[ق:37].
اللهم انصر المسلمين والمسلمات، وارحم المسلمين والمسلمات، واغفر للمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريبٌ مجيب الدعوات يا رب العالمين.
تقول الآية:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ
[المائدة:51] هذه حقيقة ثابتة -أيها الإخوان- يجب أن نحفظها أبناءنا وبناتنا، وأن نعلقها شعاراً حتى لا نتورط، فنحشر يوم القيامة مع اليهود:
وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ
[المائدة:51] نسأل الله العافية.
اللهم انصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، واهدنا ويسر الهدى لنا، وانصرنا على من بغى علينا، اللهم إنا نسألك نصرك المؤزر المبين، لجندك وأوليائك المجاهدين، برحمتك يا أرحم الراحمين.
عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي؛ يعظكم لعلكم تذكرون، اذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
البث المباشرمن الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر