www.islamweb.net/ar/

قصة مكائد اليهود للشيخ : أحمد القطان

  • التفريغ النصي الكامل
  • يتصف اليهود بالخيانة ونقض العهود، والحرص الشديد على حرب الإسلام والكيد للمسلمين، وهنا بيان لحرص اليهود على كيدهم للإسلام، منذ بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، ومروراً بخلفائه الراشدين، حتى يومنا هذا، بالإضافة إلى بعض صفاتهم وخصالهم المذكورة في القرآن.

    ابتهالات ودعاء

    أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو الملك الحق المبين، الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما ينبغي لأسمائه الحسنى وصفاته العلى ووحدانيته، حمداً خالداً مع خلوده لا منتهى له دون علمه ولا منتهى له دون مشيئته، ولا أجر لقائله إلا رضاه والنظر إلى وجهه الكريم في جنات النعيم، حمداً لا ينقطع أوله ولا ينفد آخره، أبد الأبد يتضاعف أضعافاً مضاعفة.

    اللهم لك الحمد بجلالك وبجمالك وكلامك، لك الحمد كما يحمد ربنا نفسه ليس كمثله شيء في حمده وهو الولي الحميد.

    وكما يحمده حملة عرشه والملائكة المقربون والنبيون والمرسلون والصديقون والمحدثون والشهداء والصالحون عدد ما أحاط به علمه، وخط به قلمه، وأحصاه كتابه، وبلغ فيه لطفه، وأدركه بصره، وقهره ملكه، ووسعته رحمته، ورضيته نفسه، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا قابض لما بسطت ولا باسط لما قبضت، ولا ضال لمن هديت ولا هادي لمن أضللت، ولا خافض لما رفعت ولا رافع لما خفضت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد.

    اللهم إني أبرأ من الثقة إلا بك، ومن الأمل إلا فيك، ومن التسليم إلا لك، ومن التفويض إلا إليك، ومن التوكل إلا عليك، ومن الرضا إلا عنك، ومن الطلب إلا منك، ومن الصبر إلا على بابك، ومن الذل إلى في طاعتك، ومن الرجاء إلا لما في يديك الكريمتين، ومن الرهبة إلا لجلالك العظيم.

    اللهم تتابع برك، واتصل خيرك، وكمل عطاؤك، وعمت فواضلك، وتمت نوافلك، وبر قسمك، وصدق وعدك، وحق على أعدائك وعيدك، ولم تبق حاجة لنا إلا قضيتها برحمتك يا أرحم الراحمين!

    اللهم ألف على الخير قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، اللهم اجعلنا هادين مهديين غير ضالين ولا مضلين، سِلماً لأوليائك، حرباً على أعدائك، نحب بحبك من أحبك، ونعادي بعداوتك من خالفك، اللهم إنا نسألك لأمة محمدٍ صلى الله عليه وسلم نصراً مؤزرا، اللهم انصر أولياءك المجاهدين، اللهم فك أسر المأسورين، وسجن المسجونين من إخواننا المسلمين في سجون الطغاة والسلاطين، اللهم احقن دماءهم، اللهم احفظ أعراضهم، اللهم أمن عقولهم، اللهم سلم دينهم، اللهم حقق بالصالحات آمالنا وآمالهم، واختم بالطاعات أعمالنا وأعمالهم، وأرنا في أعدائك اليهود يوماً أسوداً كيوم فرعون وهامان وقارون.

    اللهم عليك باليهود وأعوانهم والنصارى وأنصارهم والشيوعيين وأشياعهم وعليك اللهم بيهود العرب الذين سلموا فلسطين المسلمة يد بيد من يد يهود العرب إلى يهود بني إسرائيل، اللهم احصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تبق منهم أحداً، اللهم جمد الدماء في عروقهم، اللهم شتت شملهم، واجعلهم أحاديث يا رب العالمين!

    نسألك لأمتنا قائداً ربانياً يسمع كلام الله ويسمعنا، وينقاد إلى الله ويقودنا، ويحكم بكتاب الله وتحرسه، لا يخضع للبيت الأبيض، ولا يركع للبيت الأحمر، إنما قلبه في البيت العتيق، وقدوته في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيادته في الأقصى شعاره الوحيد:

    نحن الذين بايعوا محمدا     على الجهاد ما بقينا أبدا

    فإذا ما تهددوا أو توعدوا صاح بهم صيحة خبيب :

    ولست أبالي حين أقتل مسلماً     على أي جنب كان في الله مصرعي

    وذلك في ذات الإله وإن يشأ     يبارك على أجزاء شلوٍ ممزع

    وإذا افتخروا بجيوشهم وعروشهم وقروشهم وكروشهم اعتز عليهم بدينه وصاح صيحة سلمان:

    أبي الإسلام لا أب لي سواه     إذا افتخروا بقيسٍ أو تميم

    أما بعد:

    أحبتي في الله: إني أشهد الله وملائكته على حبكم، رغبةً بندائه يوم القيامة على رءوس الأشهاد: (أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي) آمين.

    أحبتي في الله: إنني لأتقدم بالشكر الجزيل إلى كل من نظم هذا النشاط المبارك، وإنني لأعتذر لشيخي الجليل الأستاذ الصواف أنني تقدمته في المحاضرة، وما كان هذا ينبغي للتلميذ الصغير أمام أستاذه الكبير، ولكن لا أقول إلا: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، اللهم إنا نسألك أن تمد لنا بعمره، وأن تبارك لنا في عمله، وأن ترزقنا وإياه الشهادة مقبلين غير مدبرين بعد طول عمر وحسن عمل، صابرين محتسبين، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة.

    أحبتي في الله: أين الثرى من الثريا؟ وأين الشمعة بجوار الشمس؟ ولكنه الابتلاء ما عندي شيء، ولا فيَّ شيء ولا بي شيء، سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم.

    مكر اليهود في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه

    أحبتي في الله: إن اليهود كانوا يفتخرون على العرب في يثرب بأنه قد أظلهم زمان نبي إذا ما بعث سيقتلونهم قتل إرمٍ وعاد، وكان الأوس والخزرج على ما كانوا فيه من حروب دائمة استمرت أكثر من اثني عشر عاماً واليهود يدفعون فيها الأموال والفتن والكيد والمكر، كانوا أيضاً ينتظرون ذبحاً جديداً على يد نبي منتظر سيكون من سلالة يهود، وكان اليهود يظنون وهم يقرءون توراتهم وتلمودهم، عندما يقرءون الإصحاح القائل: لقد جعلت لنا الأرض ميراثاً أن النبي سيكون منهم، ولكن الله سبحانه المقدر والمدبر يعلم سبحانه حيث يجعل رسالته، فاطلع على قلوب العباد فوجد أبيضها قلباً وأزكاها روحاً وأثبتها نفساً محمداً صلى الله عليه وسلم، فأنزل عليه رسالته، وعلمه ما لم يكن يعلم، ومنَّ بهذه البعثة على الناس أجمعين: كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ * فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ [البقرة:151-152].

    أحبتي في الله: وغضب اليهود غضب الماكرين، وأخذوا يحسدون المسلمين على هذا النبي صلى الله عليه وسلم، وأخذوا يخططون في الليل والنهار، وظنوا أنه إذا جاء برسالة ستكون رسالته تبعاً لتلمودهم وتوراتهم المحرفة، وسيؤيدهم على ما فيه من باطل، ولكن هيهات هيهات! وجدوا القرآن يشن عليهم حملة بعد الحملة، وجولة بعد الجولة، ويعريهم ويفضحهم عند ذلك ناصبوا الرسول العداء، والإسلام العداء، وأخذوا يمكرون مكر الليل والنهار، لتفريق الصف وقتل الإسلام وطعن العقيدة والتآمر حتى على شخص الرسول صلى الله عليه وسلم، وسألقي الضوء على بعض المواقف الخبيثة التي جاء بها اليهود.

    اعتداء اليهود على امرأة مسلمة في المدينة

    اليهود يعلمون أن أول فتنة كانت لهم في النساء، لهذا أرادوا أن يدخلوا من هذا المدخل وأن يجربوا هذه التجربة التي أودت بدينهم وعقيدتهم، جاءت امرأة مسلمة تشتري ذهباً من صائغٍ يهودي فلما جلست تنظر إلى الذهب، قال لها: لا أبيع لك الذهب حتى تكشفي عن محاسنك ومواطن الزينة فيك، فأبت المرأة الحرة المسلمة الأبية، وكان أحد اليهود والمنافقين يجلس خلفها فعقد خمارها في ذيل ثوبها فلما قامت انكشفت سوأتها فصاحت: وآإسلاماه! فمر أول مسلم عليها فلما استمع استغاثتها جرد السيف ولم يرفع مشاريع السلام أو يلجأ إلى هيئة الأمم ومجلس العفن، الذي مات منه حتى الآن أربعة بمرض الإيدز وآخر من مات منهم الناطق الرسمي لدكولار مات بمرض الإيدز، مما يبين لك أن معظم أعضاء هيئة الأمم من الذين يمارسون الفاحشة ولا حول ولا قوة إلا بالله! وصدق الشاعر إذا يقول:

    أمتنا فريدة القيم وجودها عدم

    جحورها قمم لاءاتها نعم

    والكل فيها سادة لكنهم خدم

    أمتنا مؤمنة تطيل في ركوعها

    تطيل في سجودها

    وتطلب النصر على عدوها من هيئة الأمم

    هذا هو واقعهم، المسلم الشهم الغيور لما سمع استغاثة المرأة جرد سيفه وانطلق إلى اليهودي وأطاح برأسه، فاجتمع اليهود فقتلوا المسلم، فحاصرهم الرسول صلى الله عليه وسلم، وشدد عليهم الحصار ثم أجلاهم عن ديارهم، وماتوا بوباء هناك بعيداً عن جزيرة العرب ، وهذا هو العلاج الصحيح لأمثال هؤلاء من اليهود، مع الأسف الشديد إن المسلمين الآن لا يعودون إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم التي أعطت العلاج الصحيح لليهود، أما سمعتم الحديث القائل: (لتقاتلن اليهود ولتقتلنهم) لم يقل: تصالحونهم، لم يقل: تسالمونهم، حتى لم يقل: تأسرونهم، بل يأتي زمان لا علاج لهم إلا الإبادة، لا علاج لهم إلا الاستئصال، حتى يتبرأ الحجر والشجر منهم، ويقول: هذا يهودي خلفي، ولم يقل: اسلبه، ولم يقل: سالمه، ولم يقل: اسجنه، ولم يقل: انفه، إنما قال: (هذا يهودي خلفي تعال فاقتله) لا علاج لهم إلا القتل والإبادة.

    فأين هذا من مشاريع السلام اليوم التي تنادي أن اليهود حمائم المحبة وعنوان السلام؟

    وأين الذي يقول ويتشدق بقوله وهو المسئول عن الدين وأهل الدين: نحن واليهود أبناء عمومة وقد كنا نعيش معهم منذ زمن طويل بأمانٍ وسلام؟

    أين من يوصي وهو الذي ينصب نفسه رئيساً للجنة الدفاع عن المسجد الأقصى؟

    يقيم في بلده مؤتمر أديان اليهود ويأتي بهم يصلون على قبر أبيه ويحضر من الكنيسة الإسرائيلية هذا المؤتمر، أين هؤلاء من موقف هذا الشاب المسلم الغيور الذي سمع استغاثة امرأة واحدة فكان جوابها أن قطع رأس اليهودي بالسيف؟

    أحبتي في الله: اليهود يعرفون أن المعركة الحقيقية مع الإسلام لم تحدث حتى الآن، لهذا أنا لا أسمي فلسطين المحتلة ويوم أن نقول أنها محتلة فإننا نكذب على أنفسنا والتاريخ والدين والأجيال، إن فلسطين لم تحتل والاحتلال يكون بعد نشوب حرب حقيقية بين جيشين متكافئين متعادين في قضية واحدة، والذي حدث مسرحيات تسمى بالحروب، إنما سلم يهود العرب إلى يهود إسرائيل فلسطين يداً بيد، بمقابل ثباتهم على عروشهم وعلى كراسيهم، إذاً: هي فلسطين المُسَلَّمة وليست فلسطين المحتلة.

    وستأتي الجولة الأخيرة إن شاء الله، يوم أن يأتي فارس الميدان حامل القرآن فيتحول اليهود الأشاوس إلى جرذان: فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ [الإسراء:7].

    في عهد عمر كما دخلوه أول مرة: وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً [الإسراء:7] ما علوا من هيكل سليمان، ما علوا من شعارات زائفة، ما علوا من استنفار هيئة الأمم لهم، ما علوا في حق الفيتو الأمريكي والروسي، ما علوا بالطائرة التي تقصف ما تشاء، تقصف المفاعل الذري في العراق ، وتقصف هيئة المنظمة الفلسطينية في تونس ، إن هذا العلو ما كان إلا بعد أن ذللنا نحن وتشبهنا بهم بقوالبنا وقالبنا وقلوبنا، ويوم أن يأتي رجل الميدان والإيمان الذي يقول الله عنه: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ [الفتح:29].

    نعم. -أحبتي في الله- يوم أن يلتقي ذلك المسلم الغيور الذي دافع عن أخته هناك في المدينة المنورة مع المسلم الغيور في زماننا وقرننا هذا عندما يلتقيان تحت مظلة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) يحقق الله وعده، ويعز جنده، وينصر حزبه، ويهزم الأحزاب وحده لا إله إلا هو.

    تآمر اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم

    يتآمر اليهود كما تآمروا على الإسلام ومنهجه وتآمروا على القرآن تآمروا على الرسول صلى الله عليه وسلم، وتعرض أكثر من ثلاث مرات إلى الاغتيال على أيدي اليهود، أرادوا أن يلقوا عليه حجراً، سحروه في أهله، وضعوا له السم في الشاة، ولكن الله أمهله ومدَّ في أجله حتى استوفاه، فلما دنا الأجل أعطى أمته الإنذار الخالد،قال: (إني لأجد أثر تلك الأكلة التي أكلتها عند يهود تعاودني كل عام وإني أرى أنه آن أوان انقطاع أبهري) أي: عرق قلبي، قد آن أوان انقطاعه من سم اليهود، ومحمد صلى الله عليه وسلم في لحظاته الأخيرة يعطي هذا الإنذار، والذين غدروا بخاتم الرسل فغيره أولى، أين نحن وحكامنا وحكماؤنا من محمد صلى الله عليه وسلم وضعوا له السم حتى عاوده كل عام حتى انقطع عرق قلبه الكبير، وهو يقول عنهم وعن أمثالهم يوم أن تحدثوا عن كنيستهم، قال: (أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة). (لعن الله اليهود والنصارى كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح صوروا له التصاوير وبنوا على قبره مسجداً وعبدوها من دون الله، أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة، ألا لا تجعلوا قبري مسجداً) أو كما قال صلى الله عليه وسلم، وصاح صيحته: (لا يبقين دينان في جزيرة العرب ) وأجلاهم الفاروق إذ فرق الفاروق شملهم وأباد جمعهم، وجعلهم أحاديث، رضي الله عنه وأرضاه.

    ولكن هل تركوه؟ لا وأنا لا أستبعد أن مؤامرة أبي لؤلؤة المجوسي أن هناك يهودي أو شعوبي متدخل فيها في الخفاء، أنا لا أستبعد ذلك؛ لأن اليهود كانوا يسكنون في المملكة الساسانية منذ زمن بعيد وكانت هناك امرأة يهودية هي التي خلصتهم من أسرهم ومن ذلهم وحركت الإمبراطور الساساني إلى الإمبراطور البابلي لكي يخلصوا الأسرى اليهود هناك، فلا أستبعد أن هناك في الخفاء مكر وكيد هو الذي دفع أبا لؤلؤة المجوسي لكي يطعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، وأما مؤامرتهم على ذي النورين فهي واضحة بينة جلية، وكلنا يعرف قصة عبد الله بن سبأ الذي ألب الناس على هذا الخليفة الراشد، الذي اشترى الجنة بماله ثلاث مرات، والذي شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة.

    إن اليهود يعرفون من أين تؤتى هذه الأمة، إن هذه الأمة سر قوتها في اتحادها وسر قوتها أن تقف خلف رجل واحد، أن تقف خلف قيادة واحدة، إن تعدد القادة مرفوض في هذه الأمة، إن الله سبحانه وتعالى فطر الخلق أن يكونوا تحت قيادة واحدة، كما أن السماوات والأرض تأبى تعدد الآلهة: لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا [الأنبياء:22] ويقول الله: لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ [المؤمنون:91]، كما يذهب الآن كل قائد بشعبه الذي يربيه على منهجه وحزبه ويريد كل واحد منهم أن يفرغ محتواه في الآخر، فلا تجد جيش دولة إلا على حدود جيش دولة أخرى، يريد أن يحارب أخاه المسلم وجاره فلا يراعي فيه حق الأخوة ولا الجوار ولا الإسلام ولا حتى العروبة.

    لقد عرف اليهود سر انتصار هذه الأمة في وحدة صفها وفي اجتماعها في بنيانها المرصوص لهذا جاءوا إلى القيادة والرأس يحطمونه ويمزقونه وجاءوا إلى الصفوف يخلخلونها ويظهرون الإسلام ويبطنون الكفر حتى يمزقوا هذه الأمة، ولكن هيهات هيهات! إن أمة الإسلام لا ترتبط بالأشخاص، إن دعوة محمد صلى الله عليه وسلم لا ترتبط بذوات الأشخاص، إن الله راعيها: وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ [الفرقان:58] فمن توكل على قائده فقائده يموت وتموت معه الطموحات والآمال والأشواق ومن توكل على الله فالله حي باق لا يموت.

    لهذا الخليفة عثمان اغتيل وهو يقرأ القرآن ودمه يسقط على قوله تعالى: فَسَيَكْفِيكَهُمْ اللَّهُ [البقرة:137] وكفاه الله سبحانه وانتقم الله له.

    عبد الله بن سبأ اليهودي وتآمره على الإسلام

    هذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه في زمان خير القرون يأتي أناسٌ ممن خرجهم ابن سبأ فيغتال العقيدة في عقر دارها، فيقولون لـعلي: أنت هو، ماذا؟ قالوا: أنت الله، فقال: ويحكم من يقول مثلكم؟ قالوا: خلق كثير، فحفر لهم الأخاديد وأوقد لهم النيران وهددهم بالإحراق، فقالوا: تأكدنا الآن أنك أنت الله لا يحرق بالنار إلا صاحب النار، وأخذوا يلقون بأنفسهم في الأخاديد الملتهبة، ويقولون: وعجلت إليك رب لترضى.

    من الذي أفسد هذه العقيدة وهم في خير القرون؟

    اليهود، ابن سبأ ابن السوداء اليهودي الخبيث الماكر، الذي قال: إن علياً هو الوصي بعد محمد صلى الله عليه وسلم، وأن مقامه كمقام يوشع بن نون من موسى عليه السلام، وأنه ما قتل وإنما روحه في السحاب، صوته الرعد، وسيفه البرق، فإذا سمعتموه فقولوا: سبحانك سبحانك يا أمير المؤمنين، هكذا يوصيهم، وبدأت الانحرافات بعد الانحرافات وأول أسبابها وأول الباذرين لجراثمها هم اليهود.

    ولا ننسى فعل اليهود مع أشياعهم وأعوانهم من النصارى كما يقول الله: بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ [المائدة:51] وتآمرهم العظيم الخطير على هذه الأمة، ولكن الله سبحانه يحفظ هذه الأمة براية الجهاد في سبيل الله، فما دام الجهاد مرفوعاً فالدين محفوظ، لقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا تبايعتم بالعينة، واتبعتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد؛ سلط الله عليكم ذلاً لا يرفعه عنكم حتى تعودوا إلى دينكم) واعتبر العودة إلى الجهاد العودة إلى الدين كله؛ لأن الجهاد هو ذروة سنام الإسلام، ولكن عرف اليهود أيضاً سر الانتصارات، القيادات تقتل، الزعامات تغتال، والأمة تتقدم في فتحها فعلموا السر، فأضافوا مع اغتيال القيادات الإسلامية ومع خلخلة الصف المسلم تعطيل الجهاد، فاخترعوا مادة دستورية عالمية جيء بها من فرنسا ولعلهم يقولون: إن أول من وضعها محمد علي باشا المنشق عن الخلافة الإسلامية العثمانية وهذه المادة الدستورية تقول: الحرب الهجومية محرمة، وتناقلتها الدساتير كأنها قرآن منزل، وأصبح الجهاد محرماً باسم الدساتير الوضعية، ومع الأسف الشديد إن أول من يلتزم بهذه المادة هم العرب، وآخر من يلتزم بهذه المادة هم اليهود والأمريكان والروس وأذنابهم من الكافرين، اليهود يغتالونهم ويقتحمون ديارهم ويأخذونها شبراً شبراً وهم الذين أوحوا إليهم بهذه المادة الخبيثة، الحرب الهجومية محرمة، وهم يهجمون علينا بالليل والنهار، وما لبنان عنا ببعيد، وفلسطين وهجومهم حتى وصلوا إلى تونس والعراق ، ونحن مع الأسف الشديد نتشبث بهذه المادة ونفر عند هجومهم إلى هيئة الأمم، لنستمع إلى الدستور الحقيقي الذي فصل اليهود تفصيلاً، والذي بينهم تبياناً عظيماً: أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [الملك:14].

    حقائق اليهود

    هناك حقائق لليهود ذكرها الله في كتابه، وذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في كلامه.

    اليهود جبناء أذلاء

    الحقيقة الأولى: أن اليهود دائماً وأبداً حتى من قيادتهم يقفون موقف الخذلان المنهزمين، ولا تظن أن اليهود هم الذين يحققون الانتصارات، لكن نحن الذين حققنا لهم تلك الانتصارات، وإذا أردت أن تعرف هذه الحقيقة فاسأل الإخوان المسلمين، الذين خاضوا عام (48م) حروباً حقيقية مع اليهود، يوم أن كان بلحيته المجردة ويمسك بيده بندقية صدئة تفر أمامه المدافع والرشاشات، ولا أنسى حصار الجيش بـالفلوجة وتأتي سرية من سرايا الإخوان المجاهدين يفكون الحصار عنها ويستنقذونها، واليهود يرتجفون كالأرانب، اسمعوا ماذا يقول الله عن موقفهم مع مخلصهم ومنقذهم ومنجيهم موسى عليه السلام، قالوا: قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا [الأعراف:129] انظر، فبدلاً من أن يقولوا: جزاك الله خيراً عليك الصلاة والسلام الله أتى بك لنا منحة، لا يتبرمون ويتأففون ويشكون، ثم انظر إن من طبيعتهم دائماً التعجيز، مهما عقدت معهم الصلح والمعاهدة فإنهم يحورون بالمواد والبنود والقرارات والاتفاقات حتى يحصرون المعاهد معهم في زاوية حرجة لكي يعجزوه، وأول ما فعلوا ذلك مع موسى عليه السلام استمعوا ماذا يقولون له وهم يحاولون تعجيزه: وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمْ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ [البقرة:55] انظروا التعجيز: لا نؤمن بدينك ولا بما جئت به حتى ترينا الله جهرة ونحن ننظر إليه بعيوننا؛ فكان الجزاء أن أخذهم الله بصاعقة قتل منهم ما يقارب سبعين ألفاً ثم سبحانه وتعالى أحياهم مرة ثانية.

    ثم انظروا إذا أراد الله أن يتوب عليهم كيف يعطيهم أسلوباً جديداً للتوبة، ليس كتوبتي وتوبتك أن تقف بين يدي الله فتقول: ربِّ تبت، فيقول: عبدي غفرت، لا، شتان بين أمة محمد وتلك الأمة! أمة محمد قالوا: (سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ [البقرة:285] نقولها في كل حين، أما هم يقولون: سمعنا وعصينا ولا يزالون يقولونها.....

    ......ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [البقرة:75]، ثم استمعوا ماذا يقول الله سبحانه وتعالى عنهم وهم يطاردون أصفياءه وأنبياءه ويقتلونهم وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ [البقرة:61]، ويقول سبحانه وتعالى عن غطرستهم: أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنفُسُكُمْ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ [البقرة:87].

    ويخبر الله سبحانه وتعالى أن اليهود لا متنفس لهم كدولة وجيش وعسكر يقاتل إلا بحبل سري من البشر بحبل سري يمدهم، وهذا الحبل الذي يأتيهم من الناس يأتيهم الآن من طرفين: من البيت الأبيض بالمال والعتاد والخبرة والتأييد المطلق، ومن البيت الأحمر بالهجرة والكثافة السكانية والجسر الجوي لا يزال قائماً الآن بين الروس وبين اليهود، وفي المجلس الأعلى الأدنى في الاتحاد السوفيتي أركان الحزب الشيوعي قال: لقد استطعنا أن نميع في حزبنا وأيدلوجيتنا جميع الإقليميات وكل الأقليات وكل الأديان وكل اللغات إلا اليهود لم نستطع أن نميعهم في ديننا، فلا بد من تهجيرهم إلى إسرائيل؛ لأن اليهودي ولو كان واحداً في شعب لاعتبر نفسه أمة هكذا يخبر الله: وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَماً [الأعراف:168] لم يقطعهم أفراداً إنما كل واحد منهم يعتبر نفسه أمة، له كيان وله دين وله استقلال، وله ذبح خاص، وله تراتيل وترانيم، وله مقدسات، لهذا يرون أنفسهم أنهم أبناء الله وكل الناس حيوانات يجب أن يخدموهم كالعبيد الأذلاء، ومن خدم اليهودي فإنما اليهودي له الفضل عليه من خلال هذه الخدمة، هكذا يتلقون التعليمات من كتبهم المحرفة، يقول الله: ضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنْ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنْ النَّاسِ [آل عمران:112] لنستمع ماذا يقول الشاعر عن هذا الحبل يقول في قصيدة:

    أدري..

    أجل أدري وأحبس الأشعارْ

    أخشى من الأنياب والأظفارْ

    أدري بأن النار موقدة من حطب الفقر ليدفأ الدولارْ

    أدري بأن الثأر سحابة تحبل بالأعذارْ

    سيزأر الرعد ولكن بعده ستهطل الأمطار

    صمنا مدى الدهر وصومنا ظل هو الإفطار

    لقيطة فما لنا نختلق الأعذار

    في السر والجهر ونرتدي نيابة عن أمها      كل ثياب العار

    عن أم إسرائيل أي: أمريكا .

    وما لنا نعيش في جهنمٍ وأمها في جنة تجري من تحتها الآبار

    أي:آبار النفط.

    لا ترجموا زانية ثابتة العهر بل وفروا الأحجار

    لحبلها السري الذي يمدها بالحياة.

    لنستمع ماذا يقول عن حبلها السري:

    وطني ثوب مرقع     كل جزء فيه مصنوع بمصنع

    وعلى الثوب نقوس دموية

    فرقة أشكالها الأهواء لكن وحدت ما بينها نفس الهوية

    عفة واسعة تشقى وعهر يتمتع

    وطني عشرون جزاراً يسوقون إلى المسلخ قطعان خراف آدمية

    وإذا القطعان راحت تتضرع

    لم تجد عيناً ترى أو أذناً من خارج المسلخ تسمع

    فطقوس الذبح شأن داخلي     والأصول الدولية

    تمنع المس بأوضاع البلاد الداخلية

    إنها تسمح أن تتدخل أمريكا علينا في شئون السلم والحرب، وفي السلب والنهب، وفي البيت والدرب، وفي الكتب والنوم، وفي الأكل والشرب، وحتى في الثياب الداخلية.

    فإذا ما ظلت التيجان تلمع

    وإذا ظلت جياع الكوخ تستجدي باسداء عذاراها لتدفع

    وكلاب القصر تبلع

    وإذا لم يبق من كل أراضينا سوى متر مربع

    يسع الكرسي والوالي فإن الوضع في خير وأمريكا سخية

    فرقتنا وحدة الصف على طبل ودف وبتقبيل الأيادي الأجنبية

    وتوحدنا بتقبيل الأيادي الأجنبية

    عرب نحن ولكن أرضنا عادت بلا أرض وعدنا فوقها دون هوية

    هكذا نحن! لهذا يدعو الشاعر قائلاً:

    أعطنا يا رب جنسية أمريكا لكي نحيا كراماً في البلاد العربية

    جدال اليهود المقيت

    يقول الله سبحانه وتعالى عن لجاجهم لمن يريد أن يعقد معهم المؤتمرات اسمعوا لجاجهم مع الله وأنبياء الله: وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمْ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُمْ مِنْ الْخَاسِرِينَ * وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ * فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ [البقرة:63-66] ما أخذوا من موسى حتى رفع الله على رءوسهم جبل الطور، إما أن تأخذوا أو أدككم به دكاً، أهذا دين؟ أهذه أمة تسالم؟ أهذه أمة تعاهد؟ أهذه أمة يرجى خيرها؟

    استمعوا إلى هذا الجدال العظيم: وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً [البقرة:67] خذوا بقرة واذبحوا وانتهت المسألة: قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ [البقرة:67] وأنتم تعرفون قصة البقرة كيف أخذوا يجادلونه حتى ذبحوها ويقول الله سبحانه وتعالى: وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ [البقرة:71].

    اليهود واعتمادهم على المرتزقة

    يخبر الله سبحانه وتعالى أن اليهود في جميع حروبهم لا يعتمدون إلا على المرتزقة، أنت تظن أن اليهودي الآن أنه هو الذي يقاتل، لا. اليهودي ثمين غالٍ لا يفرطون به أبداً، إنما دائماً ينشرون في الإعلانات العالمية وعلى رأس هذه الإعلانات أمريكا ينادون المرتزقة في العالم، لهذا مرتزقة أوروبا وأمريكا وشبان العالم يقاتلون معهم، الآيات تبين هذا الصنف الذي لا يقاتل أبداً وإنما دائماً يدفع الناس أمامه! وأنبياؤهم هم أعلم بهم: أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلأِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمْ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ [البقرة:246].

    ثم استمع ماذا يقول الله سبحانه وتعالى عن عقوباتهم كل مقتول يقتل الآن لليهود لهم نصيب من وزره وإثمه إلى قيام الساعة: مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً [المائدة:32] في الأرض بلا استثناء، وكلكم تعرفون قصة عائلة روتشيلد الفقيرة الحقيرة كيف استطاعت بعد مدة أن تشتري المؤسسات، ثم بعد ذلك الشركات، ثم قام هذا اليهودي القذر الخبيث ببعث أولاده إلى فرنسا وإنجلترا وأمريكا واستطاعوا أن يسيطروا لا على التجارة هناك بل سيطروا على الدول الآن إنجلترا وفرنسا وأمريكا مملوءة بالربا اليهودي الذي يتصاعد ويتضاعف عاماً بعد عام، والله سبحانه وتعالى عندما شدد الحملة على الربا لم يكن للربا ذلك الأثر الكبير في جزيرة العرب ، ولكن الله يعلم علم الغيب يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون، فيأتي زمان في البشرية يضيق عليها خناق اليهود، ونحن الآن نعاني من أزمة اقتصادية حادة في هذا البلد بسبب الربا اليهودي الذي انتقلت عدواه إلينا في سوق المناخ والأوراق المالية والبورصة، حتى أصبح أكثر من ستين ألف مواطن مسلم في هذا البلد متورط في هذا الربا اليهودي الذي أعلن الله عليه المحق في كتابه الكريم: يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ [البقرة:276].

    والله سبحانه وتعالى عندما أعطانا حقيقة المرابي وهو قيامه كالمصروع من قبره لا تظنون أنها فقط يوم القيامة إنما هو والله تخبط مصروع في الدنيا قبل البعث: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ [البقرة:275] أما ترون هذا التخبط الذي نحن فيه الآن وهذه الويلات التي نعاني منها؟ إني أرى معظم الناس مصروعين بالربا اليهودي، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الربا بضع وسبعون شعبة، أدناها كأن يأتي الرجل أمه) ويقول صلى الله عليه وسلم: (درهم ربا يأكله العبد أشد عند الله من ست وثلاثين زنية).

    اليهود دائماً ينقضون العهود

    يخبر الله سبحانه وتعالى أنهم دائماً وأبداً ينقضون المواثيق: فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ [المائدة:13] إلى آخره، والقرآن كله يفضح مخططات اليهود، ولنرى أثر هذا الكيد المعاصر، يقول اليهود في بروتوكولات حكماء صهيون: إننا استحدثنا ألعاباً رياضية، وفنوناً كثيرة، وابتكارات ودوراً للأزياء حتى نلهي العامة فلا يعرفوا أمامهم من خلفهم، وإننا نخطط لهم ولا نزال ونسوقهم في هذا المجال ونجعل لهم الجوائز الثمينة والمسابقات الكبيرة ونشغلهم في هذا حتى لا يعرفوا ماذا يراد منهم.

    أليس هذا هو واقع الحال؟ أما صارت الرياضة والكرة غايات فوق غاية الدين والصلاة والإسلام والقرآن؟ أما تشاهدون الألوف تردح على المدرجات وتنادي: الجول الجول والمؤذن يقول: حي على الصلاة فما يجيبه المؤذن أحد إلا من رحم الله؟ أين الحديث النبوي: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير)؟ أصبحت الرياضة غاية وليست وسيلة إلى القوة الإيمانية وكل ذلك بمكر اليهود وتخطيطهم.

    ولا ننسى تآمرهم في المؤسسات كالروتاري وهم يحدثون تنظيمات عجيبة بأنواع مختلفة كم خدعت وضللت حتى بعض الصالحين أو الطيبين، وأخذوا يدورون في فلكهم وهم لا يعلمون وهم يكتبون في البروتوكولات: وإننا نحن البناءون الأحرار الذين وضعنا المنظمات الماسونية لنا القدرة الآن أن نقول: إن كل فرد على وجه الأرض يخدم مخططاتنا ويحقق أهدافنا علم ذلك أو لم يعلم، فبائع الصحف الذي ينشر الصورة الخليعة على الناس وهم يمشون يخدم مخططاتنا علم ذلك أم لم يعلم.

    تآمر اليهود على الخلافة العثمانية

    ولا ننسى تآمرهم الأخير على الخلافة الإسلامية الممثلة بـالسلطان عبد الحميد ، فكما تآمروا على عثمان رضي الله عنه تآمروا على العثمانيين، ولعل الاسم ما بين عثمان والعثمانيين يقض مضجع اليهود فأبوا إلا أن يتآمروا عليه، جاءه يهود السلانيك والدونمة وقالوا له: نريد أرضاً صغيرة في فلسطين نضع عليها بعض العائلات اليهودية، فقال لهم السلطان عبد الحميد : لا. إن أرض فلسطين أرضٌ مسلمة فتحت بدماء المسلمين ولا يحل لي أن أبيعكم شبراً واحداً إلا بموافقة المسلمين، فقالوا له: إذاً سنطيح بك، قال: إذا أطحتم بي خذوا بعد ذلك ما تشاءون.

    وكان السلطان عبد الحميد مع الأسف الشديد لم يقيض الله له عالماً مجاهداً إنما قيض له عالماً صوفياً عابداً وهذا هو الفرق، كان السلطان عبد الحميد يتلفت ينتظر الفتوى بعد الفتوى أن يقال له: اقتلهم بدداً، ولا تبق منهم أحداً، وارفع راية الجهاد يلتف العالم كله حولك من مشرقه إلى مغربه، وقد بلغت دولته إلى المجر وبعض المساجد الإسلامية هناك في المجر، ولكن كلما ذهب إلى شيخ الطريقة، قال له: سلم أمرك إلى الله وسوف يخلصك الله منهم ولا ندري ما نقول! هؤلاء كفار أصحاب تركيا كلهم ما بين يهودي وعلماني وماسوني، وجد فتوى من رجل اسمه موسى الكاظم العالم وهو شيعي يقول: بأن السلطان عبد الحميد ليس حاكماً شرعياً ولا بد من الإطاحة به، وبفتوى موسى الكاظم استخدم اليهود هذه الفتوى المتكررة عبر الزمان والمكان كما أفتى ابن العلقمي وموسى النصير وكما أفتى ابن أبي حديد لـهولاكو الوثني فأطاح بالخليفة العباسي المستعصم ، أفتى موسى الكاظم لهم فأطاحوا بالخليفة العثماني السلطان عبد الحميد، ومزقوا الأمة الإسلامية شر ممزق، وجعلوها عربية وإسلامية ومزقوا الإسلامية دويلات، ومزقوا العربية دويلات، وجاءوا بالبديل: الجامعة العربية التي في حقيقتها المفرقة العربية وليست الجامعة العربية.

    ماذا فعلت الجامعة وماذا فعل المجلس الدولي الذي يجمع الدول؟

    الملايين على الجوع تنام

    وعلى الخوف تنام

    وعلى الصمت تنام

    والملايين التي تسرق من جيب النيام

    تتهاوى فوقهم سيل بنادق ومشانق وقرارات اتهام

    كل ما نادوا بتقطيع ذارعي كل سارق وبتوفير الطعام

    عرضنا يهتك فوق الطرقات      وحماة العرض أولاد حرام

    عملاء اليهود وخطرهم على الإسلام

    عندما اجتاح اليهود وعملاؤهم لبنان كنت أقرأ الصحف كل يوم تأتي بأخبار سوداء؛ الفلسطينية المسلمة فلانة بنت فلان وضعت على وجهها الحجاب؛ لأن عرضها قد هتكه يهودي؛ ثم أخذت أصيح بالناس في الصحف: أيها الناس! حرام عليكم هذه فضائح أصبحت معلومة استروا على الناس، وليس هناك من يغار على أعراض المسلمين أبداً.

    عرضنا يهتك فوق الطرقات      وحماة العرض أولاد حرام

    نهضوا بعد السبات يفرشون البسط الحمراء      من فيض دمانا تحت أقدام السلام

    أرضنا تصغر عاماً بعد عام

    وحماة الأرض أبناء الإباء عملاء

    لا بهم زلزلة الأرض ولا في وجههم قطرة ماء

    كلما ضاقت بنا الأرض أفادونا بتوسيع الكلام

    حول جدوى القرفصاء وأبادوا بعضنا من أجل تخفيف الزحام

    أبادوا بعضنا من أجل تخفيف الزحام أيلول الأسود تل الزعتر .. بيروت .. طرابلس .. حماه ولا تزال الإبادة مستمرة والإحصائيات تقول: إن الذين قتلهم قادتهم من العرب أضعاف أضعاف ما قتله يهود إسرائيل.

    هذه الأمة ماتت والسلام.

    يقول سيد قطب رحمة الله عليه، أكثر من خمس وعشرين عاماً وسيد قطب ينذر هذه الأمة ولكن لا حياة لمن تنادي، وهو في سجنه ومعتقله يكتب في ظلال القرآن ويفسر سورة الأنعام ويأتي فيقول في أولها عندما فسر الصورة الثالثة أو الرابعة في قضية التوحيد يقول: لما عجزت المؤتمرات الصهيونية اليهودية الرأسمالية الشيوعية عن انحراف التوحيد في قلوب المسلمين استخدموا أسلوباً أخبث، وطريقةً أمكر، استحدثوا أنظمة تتمسح باسم الإسلام، وترفع شعار العقيدة، ولكنها تذبح الإسلام باسم الإسلام، وتخنق الحرية باسم الحرية، وتهجر الكرامة باسم الكرامة، وإنما حققته للصهيونية العالمية والاستعمار ما لم تحققه جميع مؤتمرات التبشير عبر القرون، وإن هذه الأنظمة تفتعل فيما بينها حروباً باردةً أو حروباً ساخنة، وتشتعل مع أسيادها من المعسكرات التي أوجدتها حروباً باردة أو حروباً ساخنة حتى تجود الحيلة على الشعوب، وإذا وجد من الشعب طائفة مؤمنة لم تجز عليهم الحيلة فتحوا لها السجون والمعتقلات، ونصبوا لها أعواد المشانق، وعلقوا عليها قوافل الشهداء وسحقوها سحقاً، ولكن الأمل بالله كبير، وبهذا الدين عظيم: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ [الأنفال:30]، إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً * وَأَكِيدُ كَيْداً * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً [الطارق:15-17].

    اليهودوالتحريش بين المسلمين

    كما استطاع اليهود بخبثهم ومكرهم وإيحائهم الشيطاني: يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً [الأنعام:112]، وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ [البقرة:14] كما شغلوا العراق وإيران في حرب ضروس امتدت أكثر من ستة أعوام استنزفت المال والبشر، الآن على أبواب حرب رهيبة أشد من حرب إيران والعراق بين مصر وليبيا ؛ لأنهم يعرفون أن مصر هي الدولة المرشحة للخلافة الإسلامية المنتظرة، شعبها هو الشعب الذي يستحق أن تكون الخلافة فيه، العلم عندهم، والكثافة السكانية عندهم، وهي دولة تستطيع أن تكتفي ذاتياً لو التفتت إلى دينها وإسلامها وقرآنها، لهذا كان اليهود يرتجفون عندما يذكرون مصر حتى استطاعوا عزلها عن العالم العربي والإسلامي، ثم الآن استطاعوا تحطيمها بالمخدرات والأفيون والملاهي والزنا والأخلاق، والآن يقودونها إلى حرب ضروس مع ليبيا ، لا تبقي ولا تذر، ولعل حادثة اختطاف الطائرة والكمندوز وأمثالها ما هي إلا مؤامرات لإقحام الشعب المصري، والحركات الإسلامية الصابرة المحتسبة المرابطة في حرب تستأصل خضراءهم وينام اليهود يفركون أيديهم من الفرح وهم يتفرجون إلى هذه المجازر هنا وهناك وهذه ليست غريبة، الله يقول: كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً [المائدة:64] فهم دائماً يوقدون نار الحروب ولا يستطيع إطفاءها أحد من البشر إنما تطفؤها مطافئ الله وليست مطافئ أمريكا ولا روسيا، إنما هي مطافئ إلهية تحت صيحة: الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، لهذا نسأل الله أن ينجي مصر من أن تتورط في هذه الحرب الضروس، الجيوش الليبية والمصرية على الاستنفار التام ولا تبقى إلا شرارة الاشتعال ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!

    أحبتي في الله: لا طريق إلى النجاة أبداً وكما ذكّرني شيخي جزاه الله خيراً، فقال: يا ليتكم سميتم شعار هذا الأسبوع (طريق النجاة) ولم تسموه (طريق الخلاص)؛ لأن النجاة كلمة إسلامية، والخلاص كلمة نصرانية، يسمون اليسوع المخلِّص وإنما محمد جاء لنجاة هذه الأمة: ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا [مريم:72] وهكذا يخبر الله سبحانه وتعالى أن طريق النجاة الحقيقي هو العودة إلى هذا الكتاب وهذا الدين وعبادة الله وحده: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً [النور:55] أولاً: الخوف، ثانياً: الأمن، ونحن الآن في حال الخوف وسيأتي الأمن إن شاء الله، فلا تيأسوا واستبشروا فإن الله لا يخلف الميعاد: وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ [النور:55] الفسق هو سبب الدمار؛ الزنا.. الفاحشة.. المخدرات.. العهر.. الدعارة.. مواخير باريس .. ممرات هوليود هذا الذي حطمنا وقضى علينا مع الأسف الشديد، لو عدنا إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لوجدنا النجاة كما يقول سبحانه في كتابه الكريم وكتب الأنبياء من قبل ومنها كتب آباء اليهود: وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِي الصَّالِحُونَ [الأنبياء:105] هناك تفسير يقول: إنها الجنة، وتفسير يقول: إنها الأرض التي نحن عليها بإذن الله.

    ولا نذهب بعيداً، فهذا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم يبشر: (ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، وليدخلن الله هذا الدين في كل بيت مدر أو وبر بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز به الله الإسلام وأهله، أو ذلاً يذل به الله الشرك وأهله) بل هناك حديث أفصح من هذا وأبلغ قال صلى الله عليه وسلم: (تكون فيكم النبوة ما شاء الله لها أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم يكون ملكاً عضوضاً -أي: متوارثاً يورثه السابق للاحق- ما شاء الله لها أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكاً جبرياً) الحكم الجبري هذا الذي نحن فيه أحزاب حاكمة.. انقلابات، حفنة من الضباط عند إشراقة كل هلال يعملون انقلاباً ويسومون الشعوب بالنار والحديد والسجون والمعتقلات: (ملكاً جبرياً ما شاء الله لها أن تكون ثم يرفعها الله ما شاء الله أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة) وسكت صلى الله عليه وسلم بعدها، حديث صحيح يبشر بخلافة منتظرة قريبة -إن شاء الله- فكل من صلىَّ وصام ودعا وأمر وتصدق وحاضر ودرس وجاهد فهو يضع لبنات تلك الخلافة وصرحها المنتظر، نسأل الله أن يعجل فرجها وأن ينصرها ويؤيدها، وأن يجعلنا من السابقين فيها هو ولي ذلك والقادر عليه.

    أحبتي في الله: يخبر الله سبحانه وتعالى في وعوده: إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ [غافر:51] أي: يوم القيامة يَوْمَ لا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ [غافر:52] هذا وعد من الله سبحانه وتعالى ثم لا تنظروا إلى أول الطريق فإن النظر إلى أول الطريق يهولك، أول الطريق فيه أنظمة وأحزاب ودبابات وعابرات وناقلات وراجمات وصواريخ نووية وأقمار صناعية و(عرب سات) وعرب هات، ولكن انظر إلى آخر الطريق تجد مكتوباً فيه: وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [الأعراف:128] وما علينا إلا أن نصبر: فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ [الروم:60] فبالصبر واليقين تتحقق المعجزات: وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ [السجدة:24] ثقوا بوعد الله وستنتصرون إن شاء الله.

    اللهم إنا نسألك نصرك المؤزر المبين لجندك وأوليائك المجاهدين، اللهم إنا ندفع بك في نحور أعدائنا، اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً ولا تبق منهم أحداً....