www.islamweb.net/ar/

مهرجان خطابي عن (سليمان خاطر) للشيخ : أحمد القطان

  • التفريغ النصي الكامل
  • سليمان خاطر الذي قتل سبعة من اليهود على الحدود المصرية، تعلن السلطات المصرية أنه انتحر، والواقع أن السلطة قتلته إرضاءً لليهود؛ لذلك أقيم مهرجان خطابي عن سليمان خاطر، يتحدث فيه الشيخ القطان وغيره عن هذه الحادثة ويستنكرونها، ويشيدون بالبطل سليمان خاطر.

    حادث اغتيال سليمان خاطر

    الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين.

    وبعد..

    ففي صباح السابع من يناير أعلنت سلطات النظام المصري في بيان مفاجئ من مستشفى السجن العسكري بالقاهرة أن سليمان خاطر وجد مشنوقاً داخل غرفته في مستشفى السجن، وأن الطبيب الشرعي أكد الوفاة بالانتحار شنقاً، وأن التحقيقات قد بدأت على الفور لمعرفة الملابسات التي دفعت إلى اغتيال خاطر .. هذا هو موجز البيان الرسمي المصري حول مقتل البطل سليمان خاطر، ذلك البيان الذي أثار الدهشة والاستغراب في صفوف معظم المراقبين الذين بادروا على الفور إلى تكذيب ونفي صيغة البيان الرسمي والتأكيد على أن سليمان مات اغتيالاً من قبل سلطات النظام المصري..!

    إننا نعتقد أن جميع الحجج والادعاءات التي قدمها النظام المصري، تبريراً لما حدث، لا يمكن أن يصدقها عقل أو تنطلي على أحد، ولذلك الإيمان الذي كان يملأ صدر سليمان خاطر وقلبه يدل دلالة ناطقة لا لبس فيها على أن حادثة الانتحار المزعوم لا أساس لها من الصحة.

    إن سليمان الذي سار على طريق خالد إسلام بولي في التصدي للعملاء والتصدي لمؤامرة كامب ديفد ودفع دمه ثمناً لذلك بات رمزاً يمثل ضمير الأمة الذي تحاول الأنظمة العميلة كبته.

    تحية إكبار وإجلال لـسليمان وإسلام بولي ولغيرهما من المخلصين على ما قاموا به من تحريك للقلوب والعقول وصد دياجير التآمر والخيانة التي تلف أمتنا، وسحقاً وذلاً لأولئك الذين فقدوا الإحساس والشعور بكرامة أوطانهم وشرفهم وعقيدتهم: أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ [الأعراف:179].

    في هذه المناسبة الحزينة تقيم الهيئة التنفيذية للاتحاد الوطني لطلبة الكويت مهرجاناً خطابياً تعرب فيه عن رفضها واستنكارها لهذه المزاعم، التي يذهب ضحيتها الدم المسلم الطاهر في كل فصل من فصول الجريمة، وقد دعت في المهرجان نخبة من الشخصيات الشعبية التي اشتهرت بمواقفها الصادقة محلياً وخارجياً.

    أما الآن فالكلمة للسيد رئيس الهيئة التنفيذية للاتحاد الوطني لطلبة الكويت فليتفضل..

    كلمة رئيس الهيئة التنفيذية للاتحاد الوطني لطلبة الكويت

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين.

    أيها الجمهور الكريم: أي مأساة تلك التي نعيشها كشعوب مسلمة هذه الأيام؟! أي ذل وهوان يعشعش في قلوبنا وأوطاننا دون أن نبدي حراكاً أو مقاومة؟! أي مهزلة تلك التي وصلنا إليها وأيدي الخونة والعملاء تغتال أحرارنا وأبطالنا الذين أضاءوا لنا طريق الحرية؟! حقاً إنها مهزلة تلك المسرحية التي أقدم عليها النظام المصري بالتعاون مع عناصر من الموساد الصهيوني لإنهاء حياة البطل سليمان خاطر الذي عبر برصاصاته المتتابعة عن ضمير الأمة في رفضها لكل مؤامرات الاستسلام مع العدو الصهيوني.

    أيها الإخوة والأخوات: إن الجريمة التي ارتكبها النظام المصري بحق البطل سليمان خاطر يجب أن تفتح القلوب قبل العيون على حقيقة هامة وهي: إن الأسلوب الذي نعالج به قضايانا أسلوب خاطئ يحتاج منا إلى تغيير، فردود الفعل الارتجالية تجاه مؤامرات العدو ومكايده لا يمكن أن تردع باغياً أو ترد معتدياً، فالغرور الصهيوني وصل حداً لا يحتمل في التطاول على كراماتنا ومقدساتنا وأبطالنا، وكل هذا بسبب تلك المعاهدات الاستسلامية وبفضل أولئك الخونة والعملاء الذين لا يريدون أرضنا منزوعة السلاح فقط، بل يريدون نزع نخوة الرجال وعقيدة الجهاد من نفوسنا أيضاً، ولكن أنى لهم هذا؟ فالأرض التي أنجبت سليمان خاطر وإسلام بولي لم تنضب أبداً، فلئن مات سليمان خاطر فسيولد على إثر دمه مليون خاطر ، فقد عرف الشعب الطريق، طريق العزة والكرامة في سبيل الله، فكما قال الشاعر:

    يا شهيداً رفع الله به     جبهة الحق على طول المدى

    سوف تبقى في الحنايا عالماً     هادياً للركب رمزاً للفدا

    ما نسينا أنت قد علمتنا     بسمة المؤمن في وجه الردى

    غالك الحقد بليل حالك     كنت فيه البدر يهدي للهدى

    نسي الفجار في نشوتهم     أن نور الله لا لن يخمدا

    نعم -أيها الإخوة- هذا هو الطريق الذي سلكه خاطر والذي لا يعرفه إلا من حمل الإيمان في قلبه والمصحف في يده والرشاش في اليد الأخرى، إنه الإسلام الذي يعيد العزة إلى النفوس، وإنه القرآن الذي يلهب الحماسة في القلوب، وإنه السلاح الذي يرد الحق المسلوب.

    أيها الجمهور الكريم: إن دم سليمان خاطر لن يذهب هدراً وإن روحه ستبقى حية في نفوسنا حتى يتحقق الهدف الذي استشهد من أجله، إننا ندعو الجميع إلى تحكيم منهج الله ورفع راية الجهاد في وجه أعدائنا وإلى إسقاط كل شعارات الصداقة الكاذبة، وكل مشاريع السلام المزيفة مع العدو الصهيوني، وبغير هذا فلن نجني إلا مزيداً من الخيبة والفشل ومزيداً من الذل والهوان، فتحية إكبار وإجلال لك يا سليمان خاطر على ما قمت به من تحريك لملايين القلوب في وسط دياجير التآمر والخيانة، وتحية لك يا شعب مصر، يا شعب البطولات، ويا شعب المجاهدين الأحرار: يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [الصف:8].

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    برقية الاتحاد الوطني لطلبة الكويت

    الاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع الجامعة ينادي ويصيح ويبرق لنا في هذه المناسبة ويقول للشعب المصري الأبي: جمهورنا الكريم! تحية إكبار وإجلال للشهيد المسلم البطل سليمان الذي قتلوه فأحياه الله في قلوب الملايين، تحية إقبال وإجلال للبطل الذي لم يتوانَ عن الاستجابة لنداء ربه حين قال: قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ [التوبة:29] وقال تعالى كذلك: قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ [التوبة:14] تحية إكبار وإجلال لشهيدنا البطل الذي سار على درب الشهداء وثأر لحق المسجد الأقصى، وثأر لمذبحة دير ياسين وثأر لضحايا مسلمي لبنان، وثأر للذل والصمت العربي.

    تحية إقبال وإجلال للشعب المصري الذي ما زال يقدم كل حين بطلاً مقداماً في مسيرة رفض الاستسلام والخضوع لغير الله ورفع راية الجهاد، تحية إكبار وإجلال للحركة الطلابية في مصر الحبيبة، التي خرجت تطالب بإلغاء اتفاقية الخزي والعار والثأر التي لطخت وجوه المسلمين بالذل والعار، يقول الله تعالى: وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران:139].

    عاش الشعب المصري الأبي.. عاشت الحركة الطلابية المصرية.. عاشت الحركة الطلابية الكويتية.

    الاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع الجامعة.

    كلمة مبارك دويلة

    الكلمة الآن للسيد/ مبارك دويلة النائب في مجلس الأمة فليتفضل..

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين.

    أيها الإخوة الكرام: لا أريد أن أضيف استنكاراً جديداً إلى قائمة الشجب والاستنكار، ولا أريد أن أنفس عن هموم رجل الشارع العربي المسلم؛ فإنه يعرف كيف ينفس عن همومه التي لولا هذا التنفيس لانفجر من شدة غيظه وحنقه ومآسيه التي تتتالى الواحدة تلو الأخرى، لا أريد أن أشجب وأستنكر وأندد، فإن بعض وسائل الإعلام المأجورة قد كفتني ذلك، ولكنني أريد أن أوضح قضيتين رئيسيتين.

    حقيقةً أنا لا يهمني سليمان خاطر كفرد فهو رجل من الرجال، ولا يهمني ما يحدث على أرض مصر العربية المسلمة، فهذه المآسي تعودنا عليها وما هي إلا حلقة من سلسلة طويلة وما هي بجديد، فهذه الصورة إنما هي نسخة ننظر إليها ونطالعها كل يوم، ولكنها تأتينا بحلة جديدة.

    أريد أن أبين قضيتين رئيستين في هذا المجال، قبل ذلك ذكر الأخ عريف الحفل أن الاتحاد الوطني لطلبة الكويت بمناسبة هذه المأساة، وأقول: إنها ليست بمأساة، لو اعتبرناها مأساة لما استطعنا أن نوجد في حياتنا فرحة واحدة، إنما هو انتصار، ما حدث في الأيام الماضية إنما هو انتصار لضمير الشعب العربي المسلم، ما حدث في الأيام الماضية ما هو إلا إعلان عن رغبة العديد من الشعوب المسلمة المقبورة، ما حدث ما هو إلا تعبير عما يختلج في نفس رجل الشارع العربي المسلم.

    أريد أن أوضح أن تفاصيل اغتيال سليمان خاطر تدل على أن هذه الأنظمة لا تحترم شعوبها، تدل دلالة قطعية لا مجال للشك فيها على أن هذه القيادات لا تجعل لشعبها أي وزن ولا تجعل لأفرادها أي اعتبار، فإذا كانت قياداتنا وأنظمتنا وسلطاتنا لا تحترمنا كشعب ولا تقدرنا كجماهير فمن باب أولى ألا ننتظر الاعتراف من دول أخرى هي أصلاً عدوة لنا.

    ما حدث في الأسبوع الماضي إنما يدل دلالة قاطعة على أن هذه الأنظمة التي قدر الله أن تسيطر على الجماهير العربية ما هي إلا أنظمة لا تحترم شعوبها ولا تعبر عن إرادة هذه الشعوب.

    القضية الأخرى التي أريد أن أركز عليها في هذه العجالة: هي أن مصر مرت بقيادات سياسية عقائدية متعددة، والشعب العربي في تلك الديار ذاق حلاوة هذه القيادات ومرارتها، ولكن ما يحدث في العصر الحديث يدلل على أن الشعب المصري اختار والجهاد والإسلام طريقاً له.

    نعم أيها الإخوة: عندما جدد الإمام المجاهد حسن البنا رحمة الله عليه الدعوة إلى الإسلام وأحيا بفضل الله عز وجل روح الجهاد وروح الإسلام في نفوس هذه الشعوب المقبورة نجد رموزاً قد ظهرت تعلن أن رغبة الشعب المصري أن يحكمه الإسلام، كان هذا واضحاً منذ أن أطلق خالد إسلام بولي رصاصته الأولى، وكان هذا واضحاً منذ أن أطلق سليمان خاطر رصاصاته السبع الأولى، خالد إسلام بولي أعلن بشكل واضح أن دعوته إسلامية وأنه يريد قدساً إسلامية وأنه يريد حكماً إسلامياً يحكم مصر والشعوب الإسلامية، وسليمان خاطر يظهر لنا في صورة ندية حلوة وهو يحمل الرشاش في يمينه والمصحف في يساره ليؤكد على أن الإسلام هو الطريق الوحيد لإحياء هذه الأمة من سباتها.

    أيها الإخوة: مع تقديري للاتحاد الوطني لطلبة الكويت على هذه المبادرة الطيبة إلا أنني أتمنى أن يأتي اليوم الذي نشاهد فيه هذه الخطب وهذه المواقف وهذه البيانات قد فتح لها المجال للتعبير الواقعي العملي لا أن تكون مقصورة فقط في هذه الخطب والبيانات.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    برقية جمعية القانون

    وتبرق لنا كذلك جمعية القانون هذه البرقية..

    بسم الله الرحمن الرحيم

    باسم طلبة وطالبات كلية الحقوق نستنكر هذه الجريمة النكراء والتي إن دلت على شيء فإنما تدل على أن الطريق إلى تحرير أراضينا العربية الإسلامية لا تكون إلا كما رسمه سليمان خاطر تحت راية لا إله إلا الله.

    جمعية القانون

    كلمة أحمد الباقر

    الكلمة الآن للسيد/ أحمد الباقر عضو مجلس الأمة فليتفضل..

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السيد رئيس مجلس الأمة، الإخوة والأخوات المحترمون

    السلام عليكم ورحمة الله

    إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.

    رحم الله سليمان خاطر الذي فتح بدمه عيون الكثيرين في العالمين العربي والإسلامي على هذا الواقع المؤسف الذي نعيشه اليوم، رحم الله سليمان خاطر الذي اتهم باتهامات شنيعة، اتهم بالجنون واتهم بالأمراض، ثم اتهم بأبشع هذه التهم على الإطلاق، اتهم رحمه الله بالانتحار.

    رحم الله سليمان خاطر الذي أظهرت عمليته البطولية اليوم كم هي الموازين مقلوبة، فالسكوت على المنكر في نظر أولئك المجرمين الذين يحكمونا اليوم هو البطولة والبسالة والوطنية، وإنكار المنكر باليد أو باللسان أو بالقلب في نظرهم هو المرض والجنون والإجرام والذي يستحق العقوبة.

    إخواني: في هذه المناسبة يجب أن نسأل الحكام في مصر وفي العالم العربي الذين يحكمون الملايين من العرب والمسلمين: أين هو المنكر الآن؟ يجب أن نستغل هذه المناسبة لكي نسأل هذا السؤال: أين المنكر وأين الحق وأين الباطل في واقعنا الذي نعيشه بعد أن ظهرت هذه الأحداث؟ يا أيها العسكر الذين تتسلطون على رقاب المسلمين في مصر منذ أكثر من ثلاثين عاماً! أين المنكر الآن؟ إنه -للأسف- في عقر دياركم، إنهم اليهود يستحلون الديار ويقتلون من يرفض الاحتلال، إنهم يقتلون كل من يرفض التطبيع الذي نصت عليه اتفاقيتهم الخيانية، هذا هو المنكر الذي يجب تغييره من واقع الأطر والموازين الإسلامية الشرعية، قال تعالى في سورة الممتحنة في آية وكأنها تنزل اليوم: لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [الممتحنة:8-9] آيات بينات يخبر الله سبحانه وتعالى أنه لا ينهانا أن نبر ونقسط إلى الذميين الذين لم يقاتلونا في الدين ولم يخرجونا من أرضنا ولكنه ينهانا عن البر والقسط مع الذين قاتلونا في الدين، وقاتلونا، أي: قاتلوا المسلمين في الدين وأخرجوا المسلمين من ديارهم وأرضهم، هؤلاء منهي عنهم بنص القرآن الكريم البر والموالاة في حقهم، ومن يفعل ذلك يستره الله سبحانه وتعالى بالظلم، نعم. الظلم هو في السكوت على التطبيع والمنكر هو في السكوت على تدنيس اليهود لأرض مصر باسم السياحة أو بأي اسم آخر كما دنسوا من قبل أرض فلسطين .. هذا هو المنكر -للأسف- الذي تقف سائر الأنظمة الآن إزاءه وكأنه معروف وليس منكراً، أما المنكر فهو عمل سليمان خاطر في نظرهم.. هكذا انقلبت الموازين.

    أيها الإخوة: الجنون هو في السكوت على اليهود المغضوب عليهم كما وصفهم الله سبحانه وتعالى في القرآن ينشرون الفساد والمخدرات والمنكر في بلاد المسلمين، الجنون هو أن نسكت عليهم وهم يرسلون عيونهم في مصر العزيزة وفي بلاد العالم الإسلامية والعربية ككل لكي تتجسس على عورات المسلمين وأعراضهم وديارهم.

    فإذا كان هذا هو المنكر فإذا علمنا أن هذا هو المنكر فإن أصحابه الذين ينشرونه اليوم من الحكام العرب الذين يحرسون الحدود الفلسطينية التي يحتمي وراءها اليهود الغاصبون، أولئك هم أصحاب المنكر الذين يجب قتالهم، إن الذين يستحقون النعوت السيئة التي ألحقت بـسليمان خاطر من جنون ومرض والانتحار، هم حكام سوريا ومصر والأردن ولبنان بالذات؛ لأنهم هم الذين اغتالوا المقاومة واغتالوا كل يد شريفة حملت السلاح في وجه اليهود.

    الذين يستحقون صفات الجنون هم أولى بالتصفية، هم الذين قاموا من قبل بقتل المقاومة في لبنان عبر مذابح تل الزعتر ونهر البارد وغيرها من المذابح، كما حصل أيضاً في سوريا ومصر والأردن ، ليست هذه أول مرة يصفى فيها الأبطال -أيها الإخوة- بهذه الشاكلة السيئة.

    قبل أعوام قليلة صفي الداعية كمال الدين السنانيري بطريقة مشابهة جداً، فقد قبض عليه في آخر أيام السادات المقبور وأودع السجن ثم أذيع بعد فترة بسيطة أنه انتحر، وهل يعقل أن ينتحر داعية مسلم قضى أكثر من ستين عاماً في الدعوة الإسلامية؟؟ هذه أساليبهم أيها الإخوة، مارسوها من قبل ويمارسونها اليوم مع سليمان ومع أمثال سليمان.

    قبل أعوام صفيت أيضاً الثورة في سوريا وصفيت المقاومة في أرض لبنان وبقيت حدود العدو في فلسطين آمنة لا تمس.. أليس هذا هو الجنون بعينه؟

    أيها الإخوة: رحم الله البطل سليمان خاطر الذي أظهر كم هي أوضاعنا سيئة وكريهة اليوم، رحم الله بطلنا سليمان خاطر وكثر من أمثاله، رحم الله بطلنا سليمان وبارك في أمته وبلده مصر التي أنجبت ولسوف تنجب إن شاء الله المزيد من الذين يعرفون المنكر ويغيرونه كما أراد الله سبحانه وتعالى.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    برقية الجمعية الكيميائية

    وأبت الجمعية الكيميائية إلا أن تشاركنا في هذا المهرجان حيث يقولون في برقيتهم التي وصلت إلينا:

    تضامناً مع الشعب الأبي العربي المسلم في مصر نستنكر هذه الجريمة النكراء التي ارتكبتها الظلمة الظالمة بحق من دافع عن شرف أمتنا، إليك يا سليمان في عهد مبارك ، إليك في عهد السادات ، إليك في عهد عبد الناصر وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [آل عمران:169].

    الهيئة الإدارية في الجمعية الكيميائية

    كلمة للرابطة الإسلامية لطلبة فلسطين

    الكلمة الآن للرابطة الإسلامية لطلبة فلسطين فليتفضلوا..

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، الحمد لله قاصم الجبارين وقاهر أعدائه أجمعين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على القوم الظالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وقائد المجاهدين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن سار على دربه إلى يوم الدين.

    أيها الإخوة.. أيتها الأخوات: بالأمس انطلق خالد الإسلام بولي صارخاً الله أكبر في وجه السادات ، وعندها قلنا: إن مات خالد فهناك ألف خالد ، واليوم يأتي سليمان ، يأتي إسلام بولي آخر ليقول: الله أكبر، يأتي سليمان ليوقظ هذه الأنظمة التي غرقت في العمالة والخيانة والغدر، بالأمس القريب وفي المستشفى الحربي امتدت يد الغدر والخيانة إلى البطل سليمان خاطر ، امتدت يد الغدر والخيانة إلى سليمان خاطر بطل سيناء وبطل الإسلام.

    أيها الإخوة.. أيتها الأخوات: إلى الأنظمة .. إلى الأنظمة الكافرة .. إلى أنظمة العمالة نقول: علكم استفدتم درساً من سليمان، علكم تعلمتم أنه إن مات سليمان فهناك ألف ألف سليمان، علكم تعلمتم أن من يغرق في الحلول الاستسلامية ومن يغرق في الغدر والمكر على شعبه ومن يغرق في ذلك فإن هناك سليمان ينطلق ليقول: الله أكبر .. ليوقف تلك المؤامرة.

    أيها الإخوة.. أيتها الأخوات: تحية الجهاد والثبات إلى بطل سيناء ، تحية العهد والبيعة على أن نرفع راية التحرير إن شاء الله راية الجهاد على أرض الإسراء المباركة ونحطم ذلك العدو الغاصب الذي ظل جاثماً على أرض فلسطين .

    وفي النهاية نقول لـسليمان خاطر : إن موعدنا معك في الجنة إن شاء الله لأننا سنسير على خطاك إن شاء الله، ونقول لمغتاليه: ويل لكم مما كسبتم أيديكم، ونذكرهم بقول الله عز وجل: وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ [الأنفال:30] والله أكبر والنصر للمؤمنين.

    برقية الجمعية التربوية

    هذه برقية من الجمعية التربوية.. إن اغتيال سليمان خاطر على يد العملاء الأمريكان والصهاينة دليل واضح على استمرارية معاهدة السلام، والركون تحت أقدامهم، ومحاولة لهدم الإسلام في قلوب الشعب المسلم، وبالمقابل فإن ثورة الطلبة في الجامعات المصرية دليل واضح على رفضهم لمعاهدة الاستسلام، ومطالبتهم بإقامة الشريعة الإسلامية التي باتت مطلباً شرعياً هناك.

    الجمعية التربوية

    قصيدة للشاعر عبد الفتاح أبو بديع

    أما الآن فيتفضل الأستاذ الشاعر/ عبد الفتاح أبو بديع ليلقي قصيدته..

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بسم الله الرحمن الرحيم

    سليمان فتحت لنا طريقاً     طريق المجد بعدك سائروه

    عليك تآمروا خاطر وخانوا     ومن ريجن أمراً نفذوه

    لقد باعوا ضمائرهم وخانوا     وجاءوا بالمجاهد أعدموه

    صلاح الدين لو تأتينا يوماً     وتنظر كيف صرحك هدموه

    أتوا من بعدك حكام سوءٍ     و نيل الطهر بعدك دنسوه

    ألا يا مصر يا فخر البرايا     فكيف تسمحي أن يعدموه

    فأنت تاج غاية كل حر     وتاج المجد يفرح لابسوه

    على نهج الشهيد لنا سبيل     وإن جهادنا لا يوقفوه

    أ خاطر سوف نعزمها جهاداً     ودمك لا يظنوا ضيعوه

    فلم أدرِ عبيداً أم كراماً     أم درب الخيانة سالكوه

    هو نبراس ثورتنا لمجد     وصرح شامخ لا يبلغوه

    هو الجسر الذي عنه ستمضي     قوافلنا لمجد يعرفوه

    أعاصير تعم الشرق ناراً     تدمر كل وكر شيدوه

    سنهدم للتآمر كل وكرٍ     ففي أرض العروبة أنشئوه

    سليمان فتحت لنا طريقاً     طريق المجد بعدك سائروه

    سنمضي والجهاد لنا طريق     على نهج الرسول وتابعوه

    جهادٌ في سبيل الحق نمضي وبالأقصى يصلي فاتحوه

    عليك رحمة الباري مداداً     مدام الخلد ينعم ساكنوه

    ويمطر كثرة ماء طهور     من الطهر الذي لا يعرفوه

    ختام قصيدتي طه حبيبي     رسول الله أفلح زائروه

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    برقية جمعية الرياضيات

    هنا برقية من جمعية الرياضيات..

    إننا نحن في جمعية الرياضيات إذ نستنكر هذا الحادث الأليم، وإننا ندعو الله عز وجل أن يجعل كل مسلم حربة كـسليمان خاطر لإبادة كل يهودي على الأرض الإسلامية وتحرير أرض القدس الطاهرة.

    جمعية الرياضيات

    كلمة فضيلة الشيخ أحمد القطان

    الكلمة الآن لفضيلة الشيخ/ أحمد القطان فليتفضل..

    الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

    ولد سليمان الخاطر ميتاً كسائر الأحياء الموتى في عالمنا، كسائر الأحياء الموتى من جيوش التلميع والمهرجانات، ثم ولد من جديد ولادة جديدة وحياة جديدة، فصار خاطر يقتلهم وهو القتيل، ويعريهم وهو العاري من السلاح، ويفضحهم وهو لا يملك القلم ولا الصحافات ولا الإذاعات، ويقض مضاجعهم وهو خلف القضبان سجين، قيدهم وهو المقيد، وسجنهم وهو المسجون.. لماذا كل هذا؟ لأنه ولد من جديد، هذه هي الولادة التي تنتظر الأمة، رأيناها في شخص خاطر، ونسأل الله أن يسهل على أمة العروبة والإسلام بعد هذا الحمل والمخاض أن يسهل عليها بولادة جديدة على رأس كل عام أو شهر أو أسبوع أو ليلة وما ذلك على الله بعزيز.

    سليمان كان ينظر بعيني يتيم باكٍ، وبقلب أم ثكلى شاكية، وبروح شباب حيارى تائهين غرباء، سليمان خاطر كان لا ينظر يوم أن قتل سبعة من اليهود إلى الرتبة والراتب كما ينظر الآخرون، لقد أزعج الجيوش والعروش وهو الأعزل، وأصابهم الإحراج الشديد فلم يجدوا بُداً من قتله، وظنوا أن هذا الأسلوب هو الذي يجدي، فقد جربوه كثيراً وأثاروا حوله الغبار في كل مكان، فهناك مناورات ومسرحيات بين البيت الأبيض وعملائه، هكذا دائماً عودونا أمام كل حدث جلل، ولكن هذه المرة شمس سليمان بددت جميع الغبار والعفن وأبت أن تحتجب، أشرقت على القلوب، وأشرقت على الأرواح، فصار سجنه خلوة، وقتله شهادة، وجنته في قلبه، وأنى يصلوا إلى قلبه؟

    نعم أيها الأحبة الكرام: إن سليمان خاطر ليس هو الأول وليس هو الأخير إن شاء الله، يا ليت كل رجل في أمتنا قبل أن يُقتَل يَقتُل سبعة من اليهود فنحن الرابحون لا محالة، لقد مرت علينا أيامٌ كئيبة كنا نبادل جثث اليهود المتعفنة بمئات وآلاف من الأسرى، ونسير باستخزاء وخجل واستحياء نقدم عظاماً عفنة في أرض سيناء لكي يطلقوا أبناءنا من سجون اليهود، والآن تغيرت الصورة، الآن رجل يعلمنا لغة جديدة غير لغة الإذاعات، يعلمنا لغة من أعماق الخنادق، لا من مؤتمرات ومؤامرات الفنادق، التي تنتهي دائماً بالموائد العامرة، والسهرات الغامرة، تحت الدخان الأزرق، إنه يعلمنا لغة ليست من خلف الميكرفونات ومكبرات الصوت، إنما هي من أفواه البنادق ونار طلقات الرصاص تكون نوراً للدعاة الصادقين في ظلمات دامسة وناراً تحرق العملاء والخونة، نعم.. إنه ولد ولادة جديدة نتمنى كلنا أن نولد مثلها.

    أحبتي في الله: في التاريخ في أرض الأندلس كان هناك سلطان عميل اسمه باديس بن حبوس واسمه يدل عليه! اتخذ مستشاراً يهودياً أذل العباد والبلاد؛ فقام شاعر حر أبو إسحاق الإلبيري ونظم قصيدة ثور عليه المخلصين من الأحرار في صنهاجة وغرناطة فزحفوا على بيت اليهودي فأحرقوه وقتلوه وأبادوا اليهود.

    وهكذا يقوم الآن نفس المقام، يتحرك رجال قرية أكياد والزقازيق ويزحفون على كل يهودي عميل، فوجدت أنه لابد أن آخذ قصيدة أبي إسحاق الإلبيري لأوجهها إلى أهل مصر الأبية:

    ألا قل لـمصر وللمسلمين     رجال الجهاد وأسد العرين

    مقالة ذي حرقة مشفق     يعد النصيحة زلفى ودين

    لقد ذل قائدهم ذلة     تقر بها أعين الشامتين

    تخير صاحبه كافراً     ولو شاء كان من المؤمنين

    فعز اليهود به وانتخوا     وتاهوا وكانوا من الأرذلين

    فكم مسلم راغب راهب     لأرذل قرد من المشركين

    وما كان ذلك من بأسهم     ولكن منا يكون المعين

    سليمان خاطر كنت الذي     قتلت اليهود وهم ينظرون

    سليمان خاطر أنت الذي     رفعت لواء الجهاد المبين

    سليمان خاطر أنت الذي     أعز الإله بك المسلمين

    رئيس الكنانة أنت الذي     أصابك شر اغتيال السجين

    فكيف خفي عنك ما يعبثون     وفي الجو تتركهم يخطفون

    وكيف تحب فراخ الزنا     وقد بغضوك إلى العالمين

    وكيف يتم لك المرتقى     إذا كنت تبني وهو يهدمون

    فلا تتخذ منهم صاحباً     وذرهم إلى لعنة اللاعنين

    لقد ضجت الأرض من مكرهم     وكادت تميد بنا أجمعين

    وفي أرض مصر وما حولها     فإني أراهم بها عابثين

    وقد قسموها لأقباطهم     فمنهم بكل مكان لعين

    وهم يقبضون جباياتها     فهم يقدمون وهم يقضمون

    وهم يلبسون ثمين الثياب     وأنتم لأوضعها لابسون

    وهم أمناكم على سركم     وكيف يكون أميناً خئون

    ويأكل غيرهم درهماً     فيقصى ويدنون إذ ينهبون

    وشيد قردهم بيته (أي: السفير الإسرائيلي).

    وشيد قردهم بيته     وأجرى إليه نمير العيون

    وصارت حوائجكم عنده     وأنتم على بابه قائمون

    ويضحك منا ومن ديننا     وإنا إلى ربنا راجعون

    فبادر إلى ذبحه قربة     وضح به فهو كبش سمين

    ولا ترفع الضغط عن رهطه     فقد كنزوا كل شيء ثمين

    ومزِّق عراهم وخذ ما لهم     فشعبك أولى بما يجمعون

    فلا تحسبن قتلهم غدرة     بل الغدر في تركهم يعبثون

    فقد نكثوا العهد فافتك بهم     فكيف تلام على ناكثين

    فلا ترض فينا بأفعالهم     فأنت رهين بما يفعلون

    وراقب إلهك في حزبه     فحزب الإله هم المفلحون

    نعم أيها الأحبة: وتلتقي قوافل الشهداء، استشهد على أرض مصر حسن البنا وسيد قطب وإخوانه وصالح سرية وخالد إسلام بولي ويستشهد الآن سليمان خاطر، إنها الأرض المباركة التي يتم فيها دائماً وأبداً -بإذن الله- وليد جديد

    كان وحده

    بطلاً صعر للطاغوت خده

    يوم كان الكل عبده

    واحتوى في الركعة الأولى يد الرشاش

    ألقى هامة التلمود في أول سجدة

    فتسامت به أرواح السماوات

    ولكن وقفت كل كلاب الأرض ضده

    تمضغ العجز وتشكو     شدة الضعف     لدى أضعف شدة

    لم يكن معجزة     لكن صوت القنبلة     يبعث الرعب بقلب الأنظمة

    فتظن الهمس رعدة

    كان وحده

    بطلاً مد السماوات لحافاً وطوى الأرض مخدة

    فغدت تهفو إلى نعليه تيجان الرءوس المستبدة

    والأذى يخطب وده

    لم تقيده قيود القهر     لكن هو من قيد قيده

    ورمى الرعب بقلب الجند لما أضحت الآلاف جنده

    كان وحده

    وجد الحبل معداً     وفم القبر معداً     والقرارات معدة

    فأعد القول لكن..     سجنه أصبح لحده

    فاكتبوا في الخاتمة

    رحم الله قتيل الأنظمة

    واكتبوا:

    لا رحم الله ولاة الأمر بعده

    أحبتي في الله: إننا لا نبكيه بل نفرح له بفرحة القرآن: وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ [البقرة:154] نسأل الله أن يجعل لنا ميلاداً لأمثاله في كل ثانية، وفي كل دقيقة، وفي كل ساعة؛ لكي تنتقل الأمة من الذل والهوان والموات إلى حياة الجهاد والمجاهدين.

    أيها الجند: يا من هناك ترابطون على الحدود والبحر هناك في سيناء وعلى حدود طابا.. اعلموا أنكم حتى هذه الساعة أموات، وعيونكم تتابع الكاسيات العاريات من أبناء اليهود، وإذا أردتم حياة العزة والكرامة فأسلموا مع سليمان لله رب العالمين، إنه الإسلام الجديد، إسلام الحرية والعزة والكرامة، من سيكون سليمان كما من سيكون ربعي بن عامر بدوي خلف الإبل ثم دخل بالإسلام، كسر إيوان كسرى وعرشه وذلهم وقهرهم وصاح في وجوههم: بعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدالة الإسلام.

    أيها الجند: إن ثغرة خاطر تنتظر أحدكم الآن، وياله من خاطر جهادي سريع العبور، مر علينا مسرعاً فأحيا في قلوبنا أيام سعد وخالد وعمرو بن العاص،

    خاطر ما فيه من عيب سوى     أنه مر كلمح البصر

    ولكن مروره لم يكن سهرة تحت الدخان الأزرق، ولا على هز القنان، ولا على هز البطون، إنما هو خاطر كانفجار القنبلة الذرية الذي لا تبقي ولا تذر!

    وقتلوه.. وظنوا أن في قتله نهاية المطاف.. لا، لا ورب الكعبة، لقد قتلوا قبله هاشم الرفاعي في السجن والمعتقل، وكتب ليلة التنفيذ قصيدة إلى والده، وأنا أزف هذه القصيدة إلى والدة سليمان خاطر لالتقاء الروحين والموقفين..

    أماه ماذا قد يخط بناني     والحبل والجلاد ينتظراني

    هاشم الرفاعي خاطب أباه، وسليمان خاطر بقيت له أمه الثكلى، ولكنها أبت أن تقيم بيت العزاء، وهل يقيم بيت العزاء من روحه -بإذن الله- في حواصل طير خضر معلقة بقناديل من ذهب في عرش الرحمن؟! إن من يقتل اليهود لا يقتل نفسه، لقد عجزتم كثيراً على إقناعنا فإن تعودنا السكوت عبر سنين طويلة نصدق إذاعاتكم وخطاباتكم فالآن لا نطيق، من يستطيع أن يظن أن الشمس غائبة في وضح النهار.. لا. أنتم الخفافيش يا زعماء العمالة، يا أصحاب الهزائم الثورية والشعارات الثورية، بهرتكم شمس خاطر فعركتم عيونكم يا خفافيش الظلام..

    أماه ماذا قد يخط بناني     والحبل والجلاد ينتظراني

    لم تبق إلا ليلة أحيا بها     وأحس أن ظلامها أكفاني

    ويهدني ألمي فأنشد راحتي     في بضع آيات من القرآن

    أنفاسك الحرى وإن هي أخمدت     ستظل تعمر أفقهم بدخان

    دمع السجين هناك في أغلاله     ودم الشهيد هنا سيلتقيان

    فيموت يقتلع الطغاة مزمجراً     أقوى من الجبروت والسلطان

    فإذا سقطت سقطت أحمل عزتي     يغلي دم الأحرار في شرياني

    وأكون بعد هنيهة متأرجحاً     في الحبل مشدوداً إلى القضبان

    وإذا سمعت نشيج أمي في الدجا     تبكي شباباً ضاع في الريعان

    وتكتم الحسرات في أعماقها     ألماً تواريه عن الجيران

    فاطلب إليها الصفح عني إنني     لا أبتغي منها سوى الغفران

    لكن إذا انتصر الضياء ومزقت     بيد الجموع شريعة القرصان

    فلسوف يذكرني ويكبر همتي     من كان في بلدي حليف هوان

    وإلى لقاء تحت ظل عدالة     قدسية الأحكام والميزان

    نعم.. إلى لقاء هناك، إنها ليست نهاية المطاف، إنها بداية النهاية.. هناك في محكمة العدل الإلهي يوم يقول الله للظالم: لا تتكلم، وللمظلوم تقدم وخذ مظلمتك ممن ظلمك.

    أمتنا أمة الابتلاء والمحن، ولا تزيدها المحن إلا صلابة وقوة: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ [البقرة:155] إنها بشرى يسوقها القرآن إلينا كل حين على أنفاس شهيد تبرعم السلاسل بورودها البيضاء وهي في يديه ورجليه لكي ينطلق الأحرار على جسر الجهاد ثابتي الخطى رافعي الرءوس تحت صيحة الله أكبر.

    محنة ودعت وأخرى أغارت     دك من عصفها البناء المشيد

    والمناحات في الديار تعالت     ولها كادت الرواسي تميد

    سحقتنا رحى الوقائع سحقاً     والرزايا والحادثات السود

    نصف أوطاننا كهوف بغايا     منتنات ونصفهن لحود

    يا قيود الطغاة منك ضجرنا     وعلى القهر كيف تغفو الأسود

    ما حياة الإنسان إن صار عبداً     يمتطي ظهره شقي مريد

    إن شخصاً يرى الهوان ويغضي     هو في شرعنا الحمار البليد

    نكره النائمين في ساحة الإسلام     هون حياتهم وهمود

    ونرى الموت راحة إن تعالت     في حمانا زعانف وقرود

    ناصريون نصرهم أين ولى     يوم داست على الجباه اليهود

    يا بني أمتي أقول وقلبي     في زوايا الآلام صب عميد

    حين بدلتموا الجهاد نكولاً     ذل ساداتكم وذل المسود

    أيها الدين أنت قائدنا للنصر     دوماً لو ساندتك الجنود

    غير أنا لما هجرناك ذقنا     كل مر وخالفتنا السعود

    لو أقمناك بيننا لانتصرنا     ولما داسنا العدو الحقود

    نعم.. الأمل بهذا الدين وبالله كبير إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً * وَأَكِيدُ كَيْداً * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً [الطارق:15-17].. وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ [الأنفال:30]وبانتظار ميلاد جديد لبطل شهيد إلى لقاء إن شاء الله.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    برقية رابطة طلبة القدس الكويتية

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ­أيها الإخوة والأخوات: لئن كانت جريمة الحكام في مصر باغتيالهم سليمان خاطر بأوامر يهودية؛ فإن شعلة الجهاد لن تنطفئ بإذن الله، وإن أمة أنجبت بطلاً كـسليمان لن تعقم أن تنجب آلافاً مثله يقضون مضاجع يهود إسرائيل، ويهود العرب، ويعيدون الكرامة إلى أمتنا، ويرفعون راية النصر على أرض الإسراء، أما الخونة فإن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب، والحمد لله رب العالمين.

    رابطة طلبة القدس الكويتية

    وبعد: جمهورنا الكريم، في ختام هذا المهرجان نشكر كل من شاركنا سواءً بالحديث أو بالحضور والاستماع، ونشكر السيد رئيس مجلس الأمة على حضوره، نشكر السيدين مبارك دويلة وأحمد باقر عضوي مجلس الأمة على كلمتيهما، نشكر فضيلة الشيخ أحمد القطان على حديثه، ونشكر كل من وقف على هذه المنصة متفاعلاً مع الشارع الإسلامي، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.