اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , تفسير سورة هود _ (20) للشيخ : أبوبكر الجزائري

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
ثم أما بعد:
أيها الأبناء والإخوة المستمعون، ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة -ليلة الثلاثاء من يوم الإثنين- ندرس كتاب الله عز وجل؛ رجاء أن نظفر بذلكم الموعود على لسان سيد كل مولود، إذ قال فداه أبي وأمي وصلى الله عليه ألفاً وسلم: ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم؛ إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده ).
وها نحن ما زلنا مع سورة هود عليه السلام، تلكم السورة المكية، وهي كغيرها من المكيات تعالج العقيدة، وتعالج أعظم أركانها: التوحيد والنبوة والبعث الآخر، ومعنا هذه الآيات، فهيا بنا لنصغي إلى تلاوتها مجودة مرتلة، ثم نتدارسها إن شاء الله تعالى، والله نسأل أن ينفعنا بما نعلم.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ * فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ * وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ * قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ * قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ * فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ * إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ * يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ [هود:69-76].
معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! هذا القصص من قصه؟ الله جل جلاله وعظم سلطانه، فالله حي قيوم، موجود، عليم حكيم، لولا وجوده وعلمه وحكمته فكيف سيأتي هذا القصص؟! من أين أتى؟ فلا إله إلا الله، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم العربي الهاشمي العدناني لو لم يكن رسول الله فكيف سيوحى إليه هذا القصص؟! مستحيل، فهو إذاً -والله- لرسول الله، وهذا هو معنى لا إله إلا الله محمد رسول الله.
وقد درسنا بعض هذا الآيات البارحة، ونمر بها لنربطها بالآيات الباقية.
فإبراهيم عليه السلام قال: (ألا تأكلون) على سبيل العرض، أما العزم فلا، روي أنهم قالوا: إنا لا نأكل طعاماً إلا بثمنه، قال: كلوه بثمنه، قالوا: وما ثمنه؟ قال: أن تسموا الله في أوله وتحمدوا الله في آخره. وهذه سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم، لا ينبغي لمؤمن ولا مؤمنة أن يتناول ماءً أو طعاماً ولا حبة تمر حتى يقول: باسم الله، وإذا فرغ يقول: الحمد لله، هذا حق الطعام، أن نسمي الله في أوله، ونحمد الله في آخره، ومن لم يفعل فما شكر الله عز وجل، بل أساء.
فقالت الملائكة لها: أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ [هود:73]؟ أمر الله ما يتعجب منه أبداً، يخلق ما يشاء ويفعل ما يريد، هو الذي سن السنن وإن شاء أبطلها، وإن شاء سن سنناً أخرى، يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، لا يتعجب من أمر الله أبداً، أنكروا عليها ذلك، قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ [هود:73]؟ ثم بشروهما بهذه البشرى: رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ [هود:73]، وقد تمت، فما من نبي بعد إبراهيم ولا رسول إلا من ذرية إبراهيم، رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ [هود:73]، أي: يا أهل البيت، وقد عرفنا أن زوجة الرجل من أهل بيته، وأشرنا بهذا إلى الذين يطعنون في عائشة ويخرجونها من آل البيت، وهم بذلك -والعياذ بالله- فسقوا عن أمر الله وخرجوا عن طاعته، رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ [هود:73]، فـخديجة ، حفصة ، عائشة ، ميمونة ، كل أزواج الرسول من أهل البيت، وفي قراءة ابن مسعود : (وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم) من سورة الأحزاب، في قوله تعالى: وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ [الأحزاب:6] الآية هكذا، ويزيد ابن مسعود : (وهو أب لهم).
وقوله تعالى: إِنَّهُ حَمِيدٌ [هود:73] أي: الله عز وجل حميد يحمده أهل السماء والأرض؛ إذ كل أفعاله يحمد عليها، فهو أهل الحمد بحق، مَجِيدٌ [هود:73] وأهل المجد كذلك والكرم والكمال.
ثم قال لهم: إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا [العنكبوت:32] نحن أعلم بمن في تلك البلاد، والمراد من القرية عمورة وسدوم، ثلاث مدن وحولهم قرى كثيرة، ودمر الله الجميع.
ثانياً: الأواه، الأواه ذاكم الذي يتألم لمصائب الأمة وويلاتها وما ووقع فيها، يتألم لنفسه ولما حل به: آهٍ.. آهٍ، كان يقول: وا حسرتاه، وما مصيبتاه، وا ويلاه! فكلمة (آهٍ) تخرج من قلبه حين يشاهد الباطل والمنكر والظلم والفساد، فما يتحمل، يتأوه، فهو أواه كثير التأوه.
ثالثاً: منيب: رجاع، ما يخرج عن الطريق قدر أصبع حتى يعود، ما يشعر بأدنى زلل حتى يقول: أستغفر الله وأتوب إليه.
هذه الصفات -معشر الأبناء والإخوان- جاهدوا أنفسكم علكم تظفرون بها:
أولاً: الحلم، أغضبوك في بيتك، أو خارج بيتك فلا تنطق بسوء ولا تقل باطلاً ولا منكراً، ولا تتجاوز غضبك في نفسك، فلا سب ولا شتم ولا أذى، وعود نفسك على هذا وتمرن عليه تكسبه، يصبح الحلم خلقاً من أخلاقك.
ثانياً: الأواه: هو أنك دائماً تنظر إلى ما يجري في هذا الكون من شر وفساد، من الشرك والكفر والباطل، فهل ترضى بذلك؟ هل تضحك؟ لا. بل دائماً تقول: آهٍ، فالأواه: كثير التأوه.
وهذا شأن المؤمنين الصادقين، ما يفرحون أبداً والشر يعم والفساد يغطي الأرض، دائماً في هم، دائماً في كرب، دائماً يتأوهون، ما هناك عندهم فرح وضحك ولهو باطل.
ثالثاً: المنيب: كثير الإنابة، أي: الرجوع إلى الله، كلما شعر أنه زلت قدمه أو أخطأ خطيئة رجع على الفور إلى الله عز وجل، إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ [هود:75]، وهذا الذي جعله لما بشر بدمار قوم لوط يخاف لأن بينهم مؤمنين ومسلمين، فكيف يهلكون أجمعون؟
وإبراهيم عرفتم مما سبق أن هذا الاسم مركب من اسمين، من أب رحيم، إبراهيم بالعبرية : أب رحيم: إب رهيم، وانظر ما وصفه الله تعالى به: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ [هود:75] لم يتأوه؟ للرحمة التي في قلبه، ما يطيق أن يشاهد الباطل والمنكر والشر والظلم والفساد والمعاصي.
يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا [هود:76] اترك هذا الأمر، لا تبك ولا تتألم أبداً، أعرض عن هذا، لا تتأسف بعد الآن فالأمر نافذ لا محالة، إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ [هود:76] أمر الله، أليس هو الذي أمر الملائكة أن يقلبوا تلك الديار؟ إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ [هود:76] من يرده؟ مستحيل، فتلك البلاد -كما سيأتي- قلبوا ظاهرها باطنها، فأصبحت بحيرة منتنة هي الآن في الأردن، والناس الأباعد أرسل الله عليهم حجارة فأهلكتهم بالحجارة، وإلى الآن البحر الميت لا يوجد فيه سمك ولا حيوان، غير صالح للحياة، فثلاث مدن من أكبر المدن قلبت ظاهرها على باطنها وأصبحت بحيرة، وهي إلى الآن، والله تعالى يقول للعرب: وَإِنَّ لُوطًا لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ * ثُمَّ دَمَّرْنَا الآخَرِينَ * وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ [الصافات:133-137] يا أهل الحجاز التجار بالشام وبمصر، لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ [الصافات:137-138].
وقد قال تعالى عنه: وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ [التوبة:114]، وعد والده بأن يستغفر الله له، فلما مات على الشرك والكفر -والعياذ بالله- تبرأ منه، نفذ تلك الموعدة التي وعده إياها، ولما علم بأنه من أهل النار أبى أن يستغفر له وترك الاستغفار له.
فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ [هود:74]، الروع ما يروعك، ويجعلك تفزع وترتعد، وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى [هود:74]، من يحمل هذه البشرى؟ الملائكة الثلاثة، يُجَادِلُنَا [هود:74]، هل يجوز الجدال في هذا الموطن؟ يجوز، لكن إذا رفعت القضية إلى القاضي إلى المحكمة فلا يجوز الجدال فيها أبداً، المجادلة في قضية ليظهر الحق فيها ويظهر الباطل، لكن إذا رفعت القضية إلى القاضي فلا يصح فيها المجادلة أبداً، لا جدال، لا بد أن يصدر الحكم الشرعي.
يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ * إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ * يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا [هود:74-76] من قال له هكذا؟ قاله الملائكة باسم الله تعالى، يا إبراهيم أعرض عن هذا الأمر، أمر تدمير قوم لوط وإهلاكهم، إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ [هود:76] أمر الله جاء؛ إذ كلف أولئك الملائكة أن يفعلوا هذه الفعلة، وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ [هود:76] من يرده؟ لا يستطيع أحد أن يرده.
[ معنى الآيات:
ما زال السياق الكريم في الحديث عن بشارة إبراهيم، قال تعالى: فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ [هود:74]، أي: الفزع والخوف من الملائكة قبل أن يعرفهم أنهم ملائكة، وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى [هود:74] بالولد وبهلاك قوم لوط؛ أخذ يجادل الملائكة في شأن هلاك قوم لوط؛ لأجل ما بينهم من المؤمنين، فقال: إن فيهم لوطاً، فأجابوه بقولهم الذي ذكر تعالى في سورة العنكبوت: نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ [العنكبوت:32] ]، نجى الله لوطاً وبنتاه، وأما امرأته فقد أهلكها الله لأنها كانت خائنة من الخائنات.
[ وقوله تعالى: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ [هود:75] تعليل لمجادلة إبراهيم الملائكة في قوم لوط ]، لم يجادل؟ ما العلة؟ [ وذلك أن إبراهيم رقيق القلب، حليم لا يعامل بالعقوبة، فأراد تأخير العذاب عنهم لعلهم يتوبون، وكان أواهاً ضارعاً قانتاً يكثر من قول (آهٍ) إذا رأى أو سمع ما يسوء، ومنيباً أي: تواباً رجاعاً إلى ربه في كل وقت.
ولما ألح إبراهيم في مراجعة الملائكة قالوا له: يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا [هود:76] أي: أعرض عن هذا الجدال، إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ [هود:76] أي: بهلاك القوم، وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ [هود:76] أي: غير مدفوع من أحد، وهو ما سيذكر في السياق الآتي بعد.
[ هداية الآيات:
من هداية الآيات:
أولاً: مشروعية الجدال عمن يرجى له الخير ]، تجادل أو تدافع عن شخص ترجو له الخير، [ وذلك في غير الحدود الشرعية إذا رفعت إلى الحاكم ].
هذه الآية دلت على مشروعية وجواز الجدال، نجادل عمن نرجو له الخير، لكن إذا رفعت القضية إلى المحكمة فلا يجوز الجدال.
[ ثانياً: فضيلة خلق الحلم والإنابة والتأوه ]، كلها فضيلة، وإن شاء الله يكون قد أخذها المسلمون الليلة وسوف يرانا الله عليها إن شاء الله، كلما زلت القدم: أستغفر الله.. أستغفر الله، أتوب إلى الله.. أتوب إلى الله، هذه الإنابة، والتأوه كلما نرى منكراً، باطلاً، سوءاً، شراً، ما نفرح ونضحك، بل نقول: آهٍ.
والحلم كذلك، لا نعامل مؤمناً ولا مؤمنة ببذاء أبداً.
[ ثالثاً: فضل الإنابة إلى الله تعالى ]، أي: الرجوع إليه في كل أمر من أمورنا.
[ رابعاً: قضاء الله لا يرد، أي: ما حكم الله به لا بد واقع ].
إذا حكم الله بشيء فهل يمكن أن يرد؟ والله! لا يرد، قضاء الله نافذ لا يرد أبداً، وإن قلنا: إذاً: كيف ندعو الله أن يدفع عنا كذا وكذا؟
فالجواب: بينا الحقيقة: لما كتب الله عز وجل أنك تقع أمام مشكلة وتزول عنك كتب معها سببها، تفعل ذلك السبب فتزول، كذلك الدعاء حين تدعو الله عز وجل وترفع يديك إليه ضارعاً سائلاً أموراً كتبها وتدفع عنك بدعائك هذا، فلهذا الدعاء مخ العبادة وهو العبادة، ولا تقل: ما قضاه الله واقع لا بد فلا حاجة إلى الدعاء، بل الدعاء له ثمراته الطيبة:
أولاً: أنك عبدت الله ووحدته، واعترفت بجلاله وكماله، واعترفت بعجزك وضعفك وفقرك.
ثانياً: أنك تثاب على هذا الدعاء.
ثالثاً: قد تعطى ما سألت وما دعوت، وإن لم تعط تعوض بذلك أجراً، أو يدفع عنك من الأذى بقدر ما دعوت، فلهذا كونوا من أهل الدعاء.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , تفسير سورة هود _ (20) للشيخ : أبوبكر الجزائري
https://audio.islamweb.net