اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , عشرون كلمة عتاب للرجل والمرأة للشيخ : سلمان العودة
أما بعد فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عنوان هذه الكلمة المختصرة "عشرون كلمة عتاب للمرأة" وحديثي موجهٌ إلى الأخت المسلمة بالذات.
أيها الأحبة.. أيها الأخوات الكريمات! إننا جميعاً يجب أن نكون أول المدافعين عن قضايا المرأة من منطلق الإسلام والرسالة التي بعث بها محمد صلى الله عليه وسلم فجاءت لإقامة العدل والقسط بين الناس.. وليس في مجتمع الإسلام فصام بين الرجل والمرأة، فإرضاء الرجل لا يعني إسخاط المرأة، وإرضاء المرأة لا يعني إسخاط الرجل، ولا يجوز أن نجعل منهما طرفين متناقضين، بل هما يسيران جنباً إلى جنب على سنن الوفاق والوئام والانسجام.
وثمة رسائل كثيرة واتصالات متعددة تأتيني من بعض الإخوة من الرجال، ويزعمون ويقولون: إنني قد أعطيت المرأة حقها، ولكنني بخست الرجال، ولم أتحدث عن حقوقهم!
نعم! يقول لي أحد الإخوة: لقد تكلمت في محاضرة طويلة بعنوان أنصفوا المرأة، وبينت ما للمرأة من حقوق؛ زوجة كانت أو أماً أو أختاً أو بنتاً أو غير ذلك، ثم طيبت خواطرنا في آخر المحاضرة بوعد مفتوحٍ أن تتكلم عن حقوق الرجل، ووجوب إنصاف الرجل، والقيام بواجباته ولكنك لم تفعل، وعلى أي حال فإنني أقول: إن الرجل والمرأة هما كما ذكر الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا [النساء:1] فمن هو الذي يستطيع أن يتصور الحياة بدون امرأة؟! فالأم كانت قبل وجودك، والزوجة كانت بعد وجودك، والبنت فرعٌ عنك؛ ولهذا فالإنسان يعتبر أن إنصاف المرأة إنصاف له هو، فهو إنصاف لأمه وأخته وابنته وزوجه؛ ولكن مع ذلك فإن هذا لا يمنع أبداً عن الحديث عن شئون الرجال وشجونهم.
إن هذا المنظر التي تقع عليه عيني يعطي انطباعاً بالإهمال، وعدم العناية بالمنـزل، وعدم ترتيب الأثاث، أو تنظيف المداخل والأفنية والصالات وغيرها.
إن الإنسان بطبيعته يحب التغيير والتنويع والتجديد، حتى ولو في طريقة تقديم الطعام، أو في الأواني التي يقدم فيها، أو في أي شئ أخر يضاف إليه أو يغير، أو يبدل؛ فيشعر الزوج بأن ثمة تجديداً فيما يقدم له.
إنني أحب أن أرى أطفالي وكأنهم زهرات تنضح بالروائح الطيبة، فإذا رآهم أبوهم سر لذلك، وإذا قدمهم للآخرين قدمهم بكل فخرٍ واعتزاز.
إنني أخجل حينما يرى أصدقائي أطفالي، فيرون فيهم تلك المظاهر التي لا يسرني أن أراها في أطفال الآخرين، وإذا كان ذلك كذلك بالنسبة لملابس الطفل أو شعره أو حذائه أو جسده، فكيف ما يتعلق بتربية الطفل، الكلمات التي يطلقها في لسانه؟!
إن طفلي لا يجيد قراءة القرآن الكريم، ولا حتى قصار السور لا يستطيع أن يقولها، ولا يحفظ شيئاً من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يعرف بعض القصائد والأبيات والأناشيد الإسلامية، ولا يحسن كيف يرد على من يتحدثون معه رداً حسناً جميلاً، لا يعرف كلمة جزاك الله خيراً، ولا يعرف كلمة أحسنت، ولا يعرف كلمة شَكَرَ الله لك، ولا يعرف الرد وإذا سئل كيف أنت؟ كيف حالك؟ عساك بخير؟ كيف أهلك؟ ما اسمك؟ ما اسم عائلتك؟ أين تدرس؟ ماذا تعمل؟ إنه لا يجيد راداً على ذلك كله، وإنما يردد كلماتٍ سوقية وألفاظٍ مبتذلة حفظها من أولاد الجيران، أو من أولاد الشارع.
وإذا كان هذا طفلي وهو في هذا السن، فإذا كبر فمن سوف يعلمه؟ من سوف يحل واجباته؟ من سوف يربيه؟ من سوف يؤدبه؟ من سوف يحمله على الصلاة، وعلى الصيام، وعلى طاعة الله، وينهاه عن معصية الله تعالى؟
قد يكون هذا الأخ مبالغاً أو مسرفاً أو مفرطاً، ولكنني أنقل ما يقوله هذا الأخ لتسمعه النساء حتى يعرفن ما هي الثغرات التي يأتي منها الرجال.
وما يدري المرأة أن تكون أولئك النساء قد كذبن عليها، وبالغن من باب التظاهر والمجاملة وادعاء أنهن سعيدات في حياتهن الزوجية، كما فعلت هي حينما حازت هذه النبرة، وقالت لهن هي الأخرى: وأنا زوجي ما قصر معي، جزاه الله خيراً! أعطاني كذا، وأتاني بكذا، ومنحني كذا، وذهب بي إلى كذا، ووعدني بكذا، وهذا كله كذب تقوله لهن، فإذا جاء الزوج انفجرت في وجهه، وقالت له: بنات الناس حصل لهن كيت وكيت، وأنت ما رأيت منك خيراً قط.
فيقول هذا الأخ: لقد أزعجني هذا الهاتف، وضايقني وسبب لي حرجاً شديداً.
ثم يقول: أحياناً أدخل البيت، وزوجتي تمسك بالسماعة، وجلستها تدل على أنها سوف تطيل المكالمة، فإذا رأتني اختزلت الكلام وغمغمت وأتت بعبارات مجملة، ثم وضعت سماعة الهاتف، وهذا جعلني أشك في الأمر ربما تكون مكالماتٍ أو اتصالات تعلم الزوجة أنها لا ترضيني أو أنها أشياء مذمومة؛ ولذلك وجدت أنها شعرت بالإحراج حينما اكتشفتها وهي تتكلم في الهاتف.
وهذا يؤكد على المرأة أن تقتصد في مكالماتها وتبتعد عما حرم الله عز وجل، وإذا دخل زوجها وهي في مكالمة، فعليها أن تكون طبيعية لئلا يظن الزوج أن تلك المكالمة قد تكون معاكسة مثلاً، أو اتصالاً برجلٍ آخر أو خيانة له، وما سبب هذا الظن والوسواس من الشيطان إلا أنها أنهت المكالمة بطريقة غير طبيعية.
إنني حين أعتذر عن بعض حاجتها، أو آتي يوماً من الأيام دون أن أحضر لها هدية، أو أعتذر عن بعض الطلبات، إنني أشعر أن الحياة قد تحولت إلى قلقٍ لا يستقر، وتوترٍ لا يهدأ، فالنفس قد أعرضت عني، ووجهها شاحب، وكلماتها مقتضبة، وأحاديثها مختصرة، حتى حاجاتي المنـزلية أجد فيها أحياناً نوعاً من التقصير.
إن من المطلوب جداً أن يكون هناك قدرٌ من المشاركة بين الزوجين في الهموم والمشاكل المشتركة، فعلى المرأة أن تحرص على أن تتحدث مع الرجل -أيضاً- في همومه، كما أن على الرجل أن يعمل على مشاركة المرأة في همومها.
وإذا لم يُجد هذا كله؛ تحول الأمر إلى بكاء ودموع وهموم وأحزان، فإذا لم يستجب فإن الحياة حينئذٍ تتحول إلى روتين بارد، لا حديث أو ابتسامات أو تبادل مشاعر أو ود، إنما هي حياة روتينية: عشاء، غداء، نوم، استيقاظ، دخول، خروج، والسبب هو أنك لم تُلبِّ هذا المطلب.
قد يكون الأخ مبالغاً فيما قال، ولكني أحدث الأخوات، وأقول لهن: أنا حين أنقل لكن هذا الحديث، لا أنقله ليسمعه الرجال، كلا! ولكني أنقله وقد تحدث فيه الرجال، حتى تسمعه الأخوات ويعرفن كيف يمكن معاملة الزوج، وكيف يمكن القضاء على مشكلاته، وكيف يمكن التسلل إلى قلبه وإسعاده والحصول على ما يمكن الحصول عليه منه.
ويقول: يوم من الأيام قُدِّر لي أن أرفع سماعة الهاتف، فوجدتها تتحدث مع صديقة لها أو مع قريبة لها، وهي تتحدث عن أهلي، وعن أخلاقياتهم، وعن معاملاتهم، وعن مشكلاتهم، وتنسب إليهم أشياء كثيرة ليست صحيحة، وبعضها حتى لو كان صحيحاً؛ فليس يكن معقولاً أن يكون مجالاً للحديث بين زوجتي وبين امرأة أخرى أجنبية، يقول ذلك الأخ: أين إعانتي على بري بأبوي وعلى صلتي بأقاربي وذوي رحمي؟ إن هذا ما كنت أرجوه من زوجتي، وأنا أريد أن تنجب لي بإذن الله تعالى أولاداً صالحين يكونون بارين بأمهاتهم، واصلين بأرحامهم.
خذي العفو مني تستديمي مودتي>>>>>ولا تنطقي في ثورتي حين أغضب
ولا تضربيني ضربك الدف مرة>>>>>فيجفوك قلبي والقلوب تقلب
فإني رأيت الحب في القلب والأذى>>>>>إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهب
إنني أنتظر "جزاك الله خيراً"، أو أنتظر: "شكر الله لك"، أو أنتظر: "خلف الله عليك"، أو "كثر الله خيرك"، أو ما أشبه ذلك من العبارات أو الكلمات الطيبة.. أنتظرها كثيراً فلا تأتي، ثم قلت لذلك الأخ: لماذا لا تعلمها قال: إنني أشعر أنه لا قيمة لكلمة أنا أمليها عليها، وأنا ألقيها على لسانها أو في فمها، أريدها أن تخرج منها، من قلبها، من شعورها، وألاَّ تكون من عندي أنا.
إن المنـزل يتسع لهذه المشكلات، وكان بالإمكان أن نتدارسها فيما بيننا، وتظل سراً يموت معنا لا يعلم به أحدٌ غيرنا، وهي أيضاً لا ترضى أن أحدث الآخرين بمثل هذه القضايا، فهو يشكو من تسرب مثل هذه الأمور إلى خارج المنـزل.
اغتنم ركعتين زلفى إلى الله >>>>>إذا كنت فارغاً مستريحاً
وإذا ما هممت القول بالبا>>>>>>>>>>طل فاجعل مكانه تسبيحا
والناس ألفٌ منهم كواحد >>>>> وواحد كالألف إن أمرٌ عنى
ولا شك أيضاً: يشكوها الرجل في زوجه أو بيته أو أهله، فهو يتحمل جزءاً من مسئوليتها، وإذا كان هذا ما يقوله الرجال، وأنا أرجو أن أكون ناقلاً أميناً لما قالوا متبرئاً من عهدتم، فلا تقل النساء: نحن كنا نرجو أن تنصفنا، وأن تتحدث عن الرجال، وأن تأمرهم بالإحسان إلينا، أنا مجرد ناقلٍ لهذا الحديث، وقصدي من ذلك أن أحدث الأخوات المؤمنات بضرورة العناية بهذه القضايا، والاجتهاد فيها بقدر الوسع، وأن تحرص الأخت -إذا رزقها الله زوجاً صالحاً- على أن تمسك به بكلتا يديها، وأن تتحمل بعض سلبياته وأخطاءه وعيوبه، ولتعلم الأخت المؤمنة أنه لا قوام للحياة إلا بالصبر، ولا لذة للعيش إلا به، كما قال عمر رضي الله عنه: [[وجدنا خير عيشنا بالصبر]].
ولي مع الرجال حديث آخر، فسوف أتحدث بوضوح وصراحة عن بعض الأخطاء والعيوب والملاحظات التي يفعلها الرجال، سواء كانوا من المتدينين الملتزمين أو من غيرهم في تقصيرهم بحقوق النساء، أو إخلالهم بما يجب لهن، وسيكون هذا الحديث إن شاء الله تعالى في الليلة المقبلة.
نسأل الله أن يجمع شمل المسلمين على ما يحب ويرضاه، ونسأل الله أن يوفق الأزواج ذكوراً وإناثاً إلى مرضاته، وأن يجمع قلوبهم على محبتهم وطاعته، وأن يرزقهم الذرية الصالحة، وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً [الفرقان:74].
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
تنبيه:
بقيت كلمة: بعد صلاة الوتر إن شاء الله تعالى سوف نقوم هذه الليلة بجمع التبرعات وسوف تكون التبرعات هذه الليلة مخصصة لمشاريع الدعوة وبالذات للدخول الثابتة، أي أنها سوف توظف في أعمال خيرة تريع وتدر على الدعوة، وتكون إن شاء الله أشياء ثابتة يستفيد منها الإنسان باعتبارها صدقة جارية يظل أجرها وذخرها له إن شاء الله تعالى حتى بعد وفاته، وهذا جانبٌ مهمٌ جداً فلا يجوز أن تظل الدعوة والعلم والجهاد وقفاً على التسول من الناس يوماً بعد آخر، فهو ميدان عظيم ومجال كبير، وأنا أدعو الإخوة إلى أن يقدروا هذا الأمر، ويسارعوا إلى الإنفاق.
الكثيرون ربما بعد وفاتهم يوصون بالثلث أو الربع، وقد يكون هذا الثلث أو الربع سبباً في مشكلات بين الأولاد تبدأ ولا تنتهي، والكثير منه يضيع ولا يوجد من يقوم عليه، فلماذا لا تتصدق وأنت صحيح شحيح بمال تعتبره كالوقف باقٍ في أصله ومنفعته للمسلمين؟ وأرجو من الشباب أن يقوموا بهذا العمل.
الكثيرون يسألون عن مجموعة التبرعات في الأيام الماضية، قلت لكم أول مرة: إن التبرعات للبوسنة والهرسك بلغت مائتا ألف، أما الآن فقد زادت هذه التبرعات إلى ثلاثمائة ألف ريال، فجزى الله المحسنين خير الجزاء، أما التبرعات للصومال فإنها تقارب مائتي ألف ريال، جزاكم الله تعالى خير الجزاء، وبارك الله فيكم، وخلف الله تعالى عليكم ما أنفقتم؛ إنه على كل شيء قدير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
في هذه الليلة عشرون كلمة لشريك الحياة.. لقد تحدثت أمس بعشرين كلمة موجهة إلى المرأة، وقد كان تجاوب الأخوات فيما وصلني من اتصالات يدل على تفهمٍ جيد لهذا الموضوع، ويبشر باستعداد كبير للتغيير نحو الأفضل، وهذا بحمد الله يدل على أن إمكانية العلاج لمشكلات مجتمعاتنا قائمة فعلاً، وأن الناس بخيرٍ ما تواصلوا وتناصحوا، وأن أكثر ما يدمر الحياة الزوجية هي تلك النصائح المغرضة التي تأتي أحياناً عبر الشاشة، وعبر صوت المُذيعة، وأحياناً كثيرة تأتي مكتوبة على ورق يسمى جريدة أو مجلة، أو حتى كتاباً يعالج مشكلات الأسر والأولاد والبنات، وها نحن اليوم مع عشرين كلمة أخرى نستعير فيها ضمير المؤنثة المتكلمة المتحدثة إلى زوجها.
زوجي العزيز! لقد وضعت فيك كل آمالي بعد الله عز وجل، ولم أعد أعبأ بما ألاقي من أهلي أو إخواني أو من سائر الناس، فبحسبي أن تكون أنت لي كما أحب، فأنت كل آمالي في هذه الدنيا بعد الله عز وجل.
نعم لقد كانت أيامنا الأولى مليئة بالسعادة، ولكنها سعادة لم تطل، شأنها في ذلك شأن الحياة الدنيا إذ هي زهرة تُقطف ثم تُرمى، ولحظة تعاش ثم تنسى، واسمح لي أن أهمس في أذنك بعشرين ملاحظة على غرار الملاحظات التي قدمتها لي أنت بالأمس.
إنني لا أعترض على أي مشروع خيري، أو دعوة إلى الله، أو مشاركة في إصلاح، أو نفع للناس قريبهم أو بعيدهم، فكل ذلك مما يجب أن أساعدك عليه، وأكون عضداً لك فيه، ولكنني أرجو منك شيئاً واحداً فقط هو أن تضيف إلى برنامجك خانة جديدة اسمها: نصيب الزوجة، وخانة أخرى: اسمها نصيب الأولاد والأطفال، وأن تجعل لهم من إجازتك إجازة، ومن فرصتك فرصة، فتسافر بهم ولو أياماً معدودات، وتذهب بهم ولو في رحلة إلى البر يغيرون فيها روتين الحياة الممل.
أنت إن جلست في البيت، فأنت أحياناً قارئ يدفن وجهه ورأسه في كتاب أو جريدة، أو متصلٌ عبر الهاتف، أو مستقبلٌ للضيوف، أو منهمك في عملٍ ما، إنني لا أكاد أجد الأوقات التي أتحدث فيها معك بما يجيش في صدري.
بنونا بنو أبنائنا وبناتنا >>>>>بنوهن أبناء الرجال الأباعد
فلماذا لا تقدر ظرفي وإحراجي في مثل هذا الموقف؟
إن الشجاعة الحقيقية هي في إعلانك الخطأ إذا تبين لك، والناس على دين ملوكهم، فلتعلم أنني أنا وأن أولادك من بعدك سيكونون صورة طبق الأصل لك، كما أنك أنت قد تكون صورة طبق الأصل لمن هم فوقك ممن يسمون بالكبار.
إنني أقولها لك بصراحة -والحديث للأخت- إنني فتاة صالحة -بحمد الله- وبنت حمولة طيبة كما يقال، حتى مراهقة البنات وحماقتهن قد عصمني الله تعالى منها، فلا تفسدني -بارك الله فيك- بكثرة الشكوك، وكما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم معاوية بن أبي سفيان: {لا تتبع عورات الناس؛ فإنك إن تتبعت عوراتهم أفسدتهم أو كدت تفسدهم}.
إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: {ابدأ بنفسك ثم بمن تعول} إن زوجتك صورة لك أمام الآخرين، فأين تعليمها، وتربيتها؟! وأين تفقيهها في دينها؟! وأين بيان الأحكام التي تخصها؟!
إن حواء خلقت من ضلع آدم، وإنها تدوم حتى في الدار الآخرة وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ [التكوير:7].
فهي علاقة بين قلبين وروحين وجسدين ورفقة درب طويل ينبغي أن تشمل كل أمورنا، ولا تكون مقصورة على لحظة في الحياة.
ألم تعلم أن الكلمة الطيبة صدقة كما قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، إن الصدقات ليست فقط أموالاً توزع، والهدايا ليست ثياباً أو أثاثاً أو ذهباً يُعطى فحسب، بل إن الكلمة الطيبة أحياناً تكون هدية ثمينة نفيسة، وتغني عن غيرها، ولا يغني عنها غيرها، وكما أنت فأنا أيضاً أنتظر منك ثناء على طبخٍ قدمته لك، أو تنظيفٍ للبيت اجتهدت فيه، أو ملابس تزينت بها لك، أو عملٍ حاولت أن أكسب فيه رضاك بعد رضا ربي عز وجل.
ولكنني أقول: أنت وأنا لا نرضى بالخادمة، أما المدرسة فأنت ترفض أن أتركها بحجة الحاجة إلى المعلمات الصالحات، وأن البنات في المدارس يفتقرن إلى الإرشاد والتوجيه، وأنا معك أيضاً على هذا، فإنني -إن شاء الله- وأنا في المدرسة محتسبة عند الله تعالى، والأولاد لا ترضى بأن يتأخر الحمل ولو شيئاً يسيراً، فالواحد منهم بعد الآخر، ليس بين الواحد والآخر حتى ولا سنة واحدة، وأنا أيضاً قد أوفقك على ذلك، ولكن أنت لا ترضى بأي تقصير آخر، فتريد كل شيء على ما يرام، وفي الوقت الذي تشاء، أنت أيضاً لا تشارك في تربية الأطفال، ولا تقوم بإعانتي عليهم ولو بأقل القليل، ولا ترضى أن تشاركني في عمل المنـزل بشيء.
لقد كان الرسول الله عليه وسلم يكون في مهنة أهله كما في صحيح البخاري، فإذا أذن المؤذن خرج إلى الصلاة، وأنت لم تبلغ شيئاً يذكر بالقياس إليه عليه الصلاة والسلام في كثرة مشاغله، وقيامه بأمر الأمة، وعلمه، وعمله، وصبره، وجهاده، واختلاطه بالناس كلهم، ومع ذلك وجد من وقته وقتاً يشارك حتى زوجه في عمل بيتها، أنا لا أطالبك بذلك، لكنني أرجو أن تُقِّدر ظروفي، فلماذا تعتذر أحياناً إذا وُجِد مناسبة أن يشاركنا فيها الطباخ الذي يقوم بالطبخ حيث صادفت تلك المناسبة ظروفاً خاصة أنت تعرفها.
إنني لست من تلك النساء -كما تعبر إحدى الأخوات- اللاتي يأمرن الزوج بالذهاب إلى المطبخ في كل يوم، أو أن يأتي بالطعام من المطعم باستمرار، كلا! بل أنا والحمد لله ربة بيت متعلمة -كما تقول الأخت ولعلها صادقة إن شاء الله- وأقوم بهذه الأشياء بكل سرورٍ وبهجة نفس، وأشعر بأنني أمارس شخصيتي، وأنا أقوم بهذه الأعمال، ولكن الظروف أحياناً تضطر إلى مثل ذلك؛ فلماذا لا تكون مرناً في بعض الأحيان.
فلماذا تثير أعصابي باستمرار بقضية الضرة الجديدة؟! إنني أقول لك: إذا عزمت فتوكل على الله، تقول إحدى الأخوات: دعني أذوق المرارة مرة واحدة فقط، ولا تجرعني العلقم كل يوم بتهديدي بالزميلة المنتظرة؛ إنه ليس من مكارم الأخلاق أن تهددني بالزوجة الجديدة صباح مساء في هزلك وفي جدك، وإذا قبلته منك مرة فإنني لا أقبله منك كل مرة.
وتقول الأخت: وهددتني بالطلاق أكثر من مرة وهو بغيض إلى الله كما سمعنا في الحديث: {أبغض الحلال إلى الله الطلاق} وهو حديث مرسل، وصححه جمعٌ من أهل العلم، بل هو من عمل الشيطان الذي يأمر به، فإنه ينصب عرشه على الماء ويبعث سراياه، فيأتيه أحدهم، فيقول له: ما زلت به حتى فرقت بينه وبين زوجه فيدنيه ويقربه، ويقول له: أنت أنت.
إنك تهدد به أو تضرب لسانك بالطلاق بغير ترو منك في وقوع المكروه، إن الله تعالى حين جعل العصمة والطلاق بيدك إنما كان ذلك؛ لأنك رجل منضبط التصرفات، منضبط الشخصية متأن، مترو، حليم، عاقل، فلماذا تهدد به في كل حين؟! ولماذا توقعه أحياناً على حين غضبٍ منك وانفعال؟!
ثم من الناحية الاجتماعية والعائلية والأسرية والزوجية فإن الانفراد في الأصل، أدعى إلى تحقيق معاني السعادة الزوجية، ولكنني أُقدِّر الظروف التي تمر بها، وأدرك أن الخروج من أهلك في مثل هذه الظروف يعتبر نوعاً من التقصير في حقهم، فكيف تترك أبويك شيخين كبيرين هما بحاجة إليك؟! بل إنني أقدر كثيراً روح المودة والبر والإحسان التي تحملها لأبويك، وأرجو الله عز وجل أن يرزقني -تقول إحدى الأخوات- منك أولاداً يكونون كأبيهم في البر والصلة والإحسان، فأنا فرحة مسرورة بما أرى من برك بأبويك وعنايتك بأخواتك، ولكنني أحيانا أشعر أن بعض أهلك -واسمح لي عن التفصيل- يغارون مني كثيراً، نعم! أنا أصبر وأصابر وأقابل الإساءة بالإحسان، ولكن على أقل تقدير أريد منك أن تدرك طبيعة موقفي، لا تعتبرني مخطئة دائماً وغيري مصيب.
إذا لم يكن إلا الأسنة مركباً >>>>>فما حيلة المضطر إلا ركوبها
وأنت تسوف بذلك وتماطل مرة بعد أخرى، ولست -تعبر إحداهن- ممن تسرع إلى المستشفى بأقل سبب وتكثر الشكوى على غير حق، بل كثيرٌ من الأشياء تمر، ثم يزيلها الله تعالى دون حاجة إليه.
ألست زوجتك بكتاب الله تعالى وعلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟ أليس النبي صلى الله عليه وسلم يخرج بأزواجه في الغزو فيقرع بينهن، فأيتهن خرج سهمها خرج بها؟ أليس خرج من معتكفه ليقلب صفية إلى منـزلها؟! ولما رآه بعض الأنصار قال لهم: { على رسلكم! إنها صفية } ألم يسابق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها؟! فلماذا تستحي أنت من أمرٍ لا حياء فيه في دين الله تعالى؟!
إنني أطمع أن يكون أولادنا علماء عاملين، أو أن يكونوا مجاهدين في سبيل الله، أو أن يكونوا خطباء في المساجد، أو أن يكونوا أئمة يتقدمون المصلين بين يدي الله عز وجل، ولست أريد أن يكونوا ممثلين أو مغنيين أو من أهل هذه الدنيا الفانية، فلماذا لا نخرج هذا الجهاز من منـزلنا؟ ولماذا لا تتظافر جهودنا في تربية أطفالنا؟
إنني أقترح عليك أن تأتي لهم بمكتبة صوتية، هي عبارة عن مجموعة من الأشرطة المتعلقة بقصص الأطفال والأناشيد المناسبة لمستواهم، ومكتبة مقروءة هي عبارة عن مجموعة من الكتب الصغيرة والكتيبات والقصص والأناشيد، وأن تجعل لهم أنت من أسبوعك ساعة واحدة فقط، وتترك الباقي لي، فإنني سوف أستعين بالله عز وجل وأعمل على تربيتهم، فلعلهم أن يقر الله بهم عيوننا في هذه الدنيا، ولعل الله تعالى أن يُقر بهم عيون المسلمين في كل مكان، وأي فخرٍ وشرف أكبر وأعظم من أن يكون فلان بن فلان مجاهداً مرموقاً، أو داعية شهيراً، أو عالماً مقصوداً يكون في الدنيا عزاً لنا، ويكون في الآخرة رفعة في درجاتنا، قال الله عز وجل: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ [الطور:21].
ليس الغبي بسيدٍ في قومه >>>>>>>>>>لكن سيد قومه المتغابي
ومن المحال -أيضاً- أن تستمر الحياة إلا بقدر من الصبر، فلا بد من الصبر، وأقول: الصبر أولاً، والصبر ثانياً، والصبر أخيراً، اصبر على زوجتك، واصبر على تعنتها، واصبر على خطئها!
هي الضلع العوجاء لست تقيمها >>>>>>>>>>ألا إن تقويم الضلوع انكسارها
أتجمع ضعفاً واقتداراً على الفتى >>>>>>>>>>أليس غريباً ضعفها واقتدارها
يقول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين: {إن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه} وبعض الناس يظنون هذا تنقصاً للمرأة هذا والله العظيم -هو غاية الحفاوة بالمرأة؛ لأن معنى الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: أيها الرجل! ارفق بالمرأة، وتحمل ضعف المرأة، وتحمَّل خطأ المرأة وتحمل ما قد يصدر من المرأة؛ لأن المرأة هكذا خلقت، فإذا أردتها أن تكون لك دائماً وأبداً كما تحب فلا تطمع في ذلك، إنَّ هذا لا يكون في نساء الدنيا، إنما يكون في نساء الجنة فاعمل صالحاً لتكسب الحور العين.
وكذلك أقول للأخوات المؤمنات: لا بد من الصبر فإني وجدت أسعد النساء في حياتهن الزوجية، والله تشتكي من أحوال ومن أحيان، وأقرأ بعض الرسائل من الأخوات فتكتب صفحتين كاملتين تصف فيها حياتها الزوجية مع زوجها، فتذكر أن الله تعالى رزقها بزوج صالح خلوق كريم يكرمها ويحبها ويقدرها ويحشمها، وأخيراً تقول: ولكن! ثم تذكر أشياء وعيوباً لا بد منها، إنها بهار للحياة، لا يمكن أن تخلو منه؛ لأن الله تعالى خلق الحياة الدنيا أصلاً مليئة بالأكدار.
جبلت على كدرٍ وأنت تريدها >>>>>>>>>>صفواً من الأقدار والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها >>>>>>>>>>متطلبٌ في الماء جذوة نار
فعليكم جميعاً رجالاً ونساء بالواقعية والاعتدال والمرونة، وأن تدركوا أن هذه طبيعة الحياة الدنيا، وإليكم نصيحة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أرضاه، قال: [[وجدناخير عيشنا بالصبر]].
.
الجواب: في الواقع أن الإخوة تجاوبوا تجاوباً مشكوراً جزاهم الله خيراً، وهناك العديد من الشباب وغيرهم جمعوا من زملائهم مبالغ طيبة ووافوني بها، وهذا رفع المبلغ الذي جمعناه للبوسنة ما يقارب مائة ألف ريال، وكذلك الحال بالنسبة للصومال، وندعوهم إلى المواصلة، وندعو الله أن يجزيهم خيراً على ما بذلوا، وأن يقر أعينهم بصلاح قلوبهم وأولادهم وزوجاتهم، إنه على كل شيء قدير، وليعلموا أن كل مبلغٍ قلَّ أو كثر يقومون بجمعه، فهم شركاء في الأجر فيه إن شاء الله تعالى.
الجواب: كلا! إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً [النساء:103] وتأخير الصلاة عن وقتها من كبائر الذنوب، ومن تركوا صلاة العصر إلى أن كادت أن تغرب واصفرت، فقد أخروا الصلاة عن وقت الاختيار، وأثموا بذلك فضلاً عن إثمهم بترك صلاة الجماعة؛ فهم آثمون بالوجهين:
أولاً: بتأخير صلاة العصر إلى اصفرار الشمس وقرب الغروب، وهذا الوقت لا يجوز تأخير الصلاة فيه إلا لضرورة.
ثانياً: أنهم آثمون بترك صلاة الجماعة.
الجواب: نعم! هو حزب إسلامي، سلفي المعتقد، موثوق المنهج، وله جهودٌ طيبة في الدعوة والتعليم والجهاد وغير ذلك، وهو من الأحزاب التي ينبغي مناصرتها وتأييدها.
الجواب: نعم عليك أن تنصح الناس بالمعروف ولو كنت تاركاً له، وتنصحهم عن ترك المنكر ولو كنت فاعلاً له، وهذا لا يضر، إنما الذي يضر تركك للمعروف وفعلك للمنكر، فهذا هو الذي تأثم به، أما النصيحة فهي واجبة حتى من المقصرين وحتى من المفرطين.
الجواب: هذه أحد الأخطاء، وأنا سوف أحتفظ بهذه الورقة، وسنخاطب أهل الاختصاص فيها، ونبذل ما يستطاع في مثل هذا، ونسأل الله أن يعين الجميع على فعل المعروف والأمر به وترك المنكر والنهي عنه.
الجواب: هذا لا يجوز؛ لأنه نوع من الميسر الذي نهى الله عنه؛ فإن هذه المبالغ قد يأخذ من دفعها أضعاف أضعافها، فضلاً عن أن استغلال وقت رمضان في مثل هذه الألعاب وتضييع الليل كله في ذلك أنه من باب استبدال الأدنى بالذي هو خير ومما نهى الله تعالى عنه بني إسرائيل: أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ [البقرة:61].
فكيف تترك قراءة القرآن والذكر التسبيح ومجالس العلم أو حتى الأعمال المباحة في مثل هذه الأشياء التي هي بلا شك محرمة، أعني جمع المبالغ وأن يأخذها الفريق الفائز، وهو قد شارك في جمعها.
الجواب: على النقيض والله يا أخي، الكلام عن مستقبل الإسلام يرفع المعنويات، ويزيد من همم الناس؛ لأن دين الله تعالى منصور، ولكن الله تعالى سينصر دينه على يد جنوده المخلصين، فنرجو أن نكون من هؤلاء، ولكن إذا شعر الإنسان بأن العدو كبير والخطر عظيم، فإنه ربما يداخله شيء من اليأس، فإذا قيل له: إن المستقبل لهذا الدين ارتفعت معنويته وتقدم ليقوم بمشاركة في هذا المجال.
الجواب: المباشرة هي أن تلمس البشرة البشرة مثل التقبيل أو لمس المرأة يعتبر مباشرة، ولكن لا تعني المباشرة الجماع في حال من الأحوال.
الجواب: هذا حرام، بل النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالاقتداء بالإمام، وقال كما في الصحيح: {إنما جعل الإمام ليؤتم به، فلا تختلفوا عليه، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا ولك الحمد}. وفي صحيح البخاري عن البراء بن عازب رضي الله عنه: {أنهم كانوا وراء النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا سجد النبي صلى الله عليه وسلم لم يخر أحد منهم ساجداً حتى تقع جبهة النبي صلى الله عليه وسلم على الأرض، ثم يسجدون بعد ذلك} فمسابقة الإمام لا تجوز، وموافقته يقول الفقهاء: مكروهة، وقد تؤدي إلى المسابقة ويتعود الإنسان عليها، وينبغي للمأموم ألاَّ ينتقل إلى الركن إلا بعد أن يتم انتقال الإمام إليه.
الجواب: أما من حيث التوجه إلى الله تعالى والاستقامة فنعم، انتشر الحجاب الشرعي، ومدارس تحفيظ القرآن، وحفظ القرآن الكريم، والمترددون على المساجد، وارتفعت معنويات المسلمين، وشعروا بالعداء للكفار، والمحافظة على الصلوات، وتحسنت عقائدهم، والكثير الحمد لله تعالى قد أقبلوا على الله تعالى رجالاً ونساء إقبالاً عظيماً محموداً، حتى إن العبد يقول: رُبَّ ضَارةٍ نافعة.
الجواب: أعجب ممن ييئس من انتصار الدين في هذا الوقت، فهذا الوقت حتى اليائسون عادت إليهم الآمال، فالإسلام قد أصبح يكسب أنصاراً جدداً، لا أقول: من المسلمين فقط، بل حتى من الكفار من الوثنيين والنصارى، أصبحوا يدخلون في دين الله أفواجاً على رغم ضعف الإمكانيات وضعف الوسائل، والإسلام أصبح اليوم يكسب مواقع جديدة في كل وقت، وأعداء الإسلام أصبحوا يتراجعون، والدول الكبرى التي كانت تحارب الإسلام أصبحت تتهاوى، فبعد سقوط الشيوعية العدو الأكبر للإسلام وللتوحيد، ها نحن نرى بأعيينا بوادر سقوط الرأسمالية في العالم الغربي، وعلينا أن ندرك أنه خلال سنوات ليست بالطويلة سوف ينتصر الإسلام، وتقوم تعلن تحكيم الشريعة، وتعلن حماية المسلمين في كل مكان، وعلينا نحن أن نكون من أنصار الله يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ [الصف:14].
الجواب: هذا أمرٌ عجيب! أن كثيراً من المسلمين -سواء في الإدارات الحكومية أو المؤسسات أو الشركات الأهلية- أنهم يستخدمون بعض النصارى، بل كثيراً من النصارى والبوذيين ويولونهم، وقد يكون هؤلاء أحياناً مسئولين عن أعمال، وتحت ولايتهم بعض المسلمين، فيذلونهم ويهينونهم، ويكتبون عنهم التقارير السيئة، ويسعون في إبعادهم بكل وسيلة، وقد يحولون بينهم وبين العبادة كالصلاة والصيام، وهذا في الواقع خيانة لأخوة الإسلام؛ كيف تأتمنونهم وقد خونهم الله؟! وتستعملونهم وقد أبعدهم الله تعالى؟! كيف يكون هذا؟! كيف تكرمونهم وقد أذلهم الله؟! ألا اتخذت حنيفاً مسلماً؟! هل ضاقت الأرض بالمسلمين؟!
يقول البعض: المسلمون ليس عندهم خبرة! نعم وسيظلون بدون خبرة إذا كنا نذهب فنأتي بالممرضات وبالأطباء وبالعاملين وبالخبراء وبألوانٍ من الاختصاصات من غير المسلمين، فيكسبون الخبرة والمال من بلادنا، ثم يعودون إلى بلادهم شوكة في حلوق المسلمين، لا! يجب أن نأتي بالمسلمين ونعلمهم ليكسبوا الخبرة والمال، ويتعلموا في هذه البلاد، ويرجعوا بالدين الصحيح، بالعقيدة السليمة، بالمال، بالخبرة حتى نساهم في رفع مستوى المسلمين في كل البلاد.
الجواب: هذا موضوع طويل ومتشعب، وقد وعدت أكثر من مرة بأنني سوف أتحدث عنه إن شاء الله تعالى، نعم سبق أن تحدثت عنه مراراً لكن دون تفصيل.
الجواب: مشكلة الموسوس أنه يقع في الوسواس في العمل، فإذا أفتيته وسوس في الفتوى، فهو يوسوس في قراءة الفاتحة فيعيدها، فإذا سمع هذه الفتوى قال: يمكن تكون صلاتي باطلة؛ لأني كررت الفاتحة، ونقول له: لا عليك قراءتك الفاتحة مرة واحدة تكفي، وينبغي ألا تتجاوز ما أمرك الله به، لكن لو أنك كررتها شاكاً في ذلك، فلا شيء عليك، وليست صلاتك بباطلة.
الجواب: أما دخول المرأة الحائض إلى المسجد فالراجح أنه لا يجوز، أما إذا كانت تجلس خارج المسجد في الساحة المحيطة بالمسجد او القريبة منه، ولو كانت تستخدم للصلاة أحياناً إذا ضاق المكان، فلا حرج في ذلك إن شاء الله تعالى.
الجواب: إذا كان المكان محجوزاً والرجال لا يرون النساء ولا يقربون منهن، فالظاهر أن الأفضلية للصفوف الأولى الأقرب إلى الإمام.
الجواب: بل يجب عليها أن تظل في هذا العمل ما دامت مخلصة باذلة لجهدها، وتسعى إلى الاعتدال في الدرجات وبذل ما تستطيع في التعليم، ولا يصل هذا الأمر بها إلى درجة الوسوسة والشك؛ فإن هذا الأمر مما قد يدخل به الشيطان إلى الإنسان.
الجواب: أما إذا كانت محرمة بحجٍ أو عمرة، فلا يجوز لقول النبي صلى الله عليه وسلم: {لا تنتقب المحرمة} وهكذا بعض ألوان النقاب التي انتشرت بين الفتيات تزين عيونها بألوان الكحل ثم تضع نقاباً واسعاً يبين عن عينيها وحواجبها وجزء من خدها، وربما يكون أداة للزينة والإغراء، فإن الملابس الشرعية والحجاب كله إنما شرع لكف الفتنة لا لإثارتها، أما إذا كان النقاب بقدر ما يبرز العين فحسب ولمشاهدة الطريق، فلا حرج في ذلك كما هو ظاهر حديث ابن عمر.
الجواب: إذا كان هذا الولد له مصارف أو مصادر متعددة للمال مثل ورث بعض المال وله تجارات، فلا حرج في قبول هبته ومساعدته وصدقته وأعطيته، أما إن كان دخله الوحيد من الربا، فلا يجوز قبول شيء من ذلك، ونوصي جميع الإخوة الذين يعملون في البنوك أن يتقوا الله تعالى ويتركوا ذلك ولا يقل الإنسان منهم: لا أجد عملاً، فإنه لو اضطر إلى أن يتسول فهذا خير له من أن يعمل في البنوك الربوية، فإن سؤال الناس إذا احتاج إليه حلال، ولكن العمل في البنوك الربوية حرام.
الجواب: على كل حال الحمد لله تعالى، هذه المنطقة فيها خيرٌ كثير، والمناطق الأخرى فيها خير أيضاً، وما يقع هنا يسمع به الإخوة في مناطق أخرى ويقتدون به، وقد يكونون من السابقين في بعض الأعمال؛ ولو أمكن أن يقوم بعض المحتسبين برصد هذه الأعمال ودراستها وإبرازها بطريقة إعلامية جيدة، لكان هذا حسناً.
الجواب: هؤلاء نحن قرأنا هذا السؤال، ولا حرج بل ينبغي على الإخوة بهذا أو مثله، مثل أن ينصحوا نصيحة مباشرة، فإن أصحاب محلات الأغاني قد خصصوا عملهم بذلك، ومثلهم أصحاب الفيديو، ومثلهم العاملون في بنوك الربا، ومثلهم الذين يتعاطون الحرام بأية صورة، فلماذا لا نكون ناصحين آمرين بالمعروف ناهيين عن المنكر في كل مكان وفي كل وقت وخاصة في هذا الشهر الكريم؟!
الجواب: إن هذا جائز، وقد فعله النبي صلى الله عليه وسلم وقال: {من أحب أن يوتر بخمسٍ فليفعل}.
الجواب: الحل هو إعادة هذا المال إليه؛ فما دمت تعرف صاحبه، فواجب أن ترجع إليه المال الذي أخذته منه، أما لو كان الإنسان لا يعرف صاحبه، أو كان انتقل إلى مكان آخر، فإن عليه أن يتصدق بهذا المبلغ.
الجواب: أوقات النهي خمسة؛ أولها: بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس، والثاني: من طلوع الشمس إلى أن ترتفع قدر رمح، وهذا يتم خلال عشر دقائق إلى ربع ساعة، وهذان الوقتان متصلان فنستطيع أن نقول: إنهما وقتٌ واحد من صلاة الفجر إلى أن ترتفع الشمس قدر رمح، أي إلى بعد طلوع الشمس بربع ساعة، الوقت الثالث: هو وقت الزوال وقت زوال الشمس لحظة الزوال، وهي قليلة أيضاً، تعادل نحو خمس إلى عشر دقائق، الوقت الرابع: من صلاة العصر إلى حين غروب الشمس، الوقت الخامس من حين غروب الشمس إلى أن تغيب في الأفق ويدخل المغرب وهذا الوقتان متصلان أيضاً وبعض الفقهاء يقسمونهما إلى قسمين النهي المخفف وهو ما بعد الفجر وما بعد العصر والنهي المغلظ وهو لحظة ارتفاع الشمس ولحظة الزوال ولحظة الغروب، وينبغي أن يعلم أن أوقات النهي هذه لا ينبغي للإنسان أن يبتدئ فيها بنافلة بتطوعٍ مطلق، لكن لو صلى لسبب كتحية المسجد مثلاً أو ما أشبه ذلك، فلا حرج عليه إن شاء الله تعالى.
الجواب: لا بأس، يجوز العمل بمثل هذة المؤسسة، وذلك لأن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قد عمل عند يهودي على تمرات كما هو معروف، لكن عليك أن تدعوه إلى الله تعالى.
الجواب: تطعم في أي مكان عشرة مساكين من أوسط ما تطعم أهلك أو تكسوهم.
الجواب: هي أجهزة في غاية الخطورة، وعلى الجيران وأهل المسجد وأخي السائل أيضاً أن يقوم بنصح أصحاب هذه الأجهزة وتذكيرهم بالله تعالى وتخويفهم بمغبتها وما تجره من الضرر عليهم وعلى أزوجهم وأولادهم.
اللهم اهدنا واهد لنا واهد بنا، ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين، اللهم وفقنا لما تحب وترضى.
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، واغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم، ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به، واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا، فأنت الله الذي لا إله إلا هو الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، الحي القيوم الذي هو على كل شيء قدير، وهو بكل شيء عليم، إنا آمنا بك وبرسلك، وتوكلنا عليك وفوضنا أمورنا كلها إليك، اللهم إنا نسألك أن تنـزل علينا في هذه اللحظة -رجالنا ونساءنا- من بركاتك يا حي يا قيوم ما تلم به شعثنا، وتقوي به ضعفنا، وترحمنا به في الدنيا والآخرة.
اللهم تب علينا، وارحمنا بترك المعاصي أبداً ما أحييتنا، الله تب علينا يا حي يا قيوم، اللهم تب على التائبين، اللهم وفقنا للتوبة، اللهم وفقنا للإقلاع عن الذنوب، اللهم استعملنا فيما يرضيك، اللهم إذا أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين ولا مبدلين ولا مغيرين.
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً وعملاً يا أرحم الراحمين، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد.
والحمد لله رب العالمين.
اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , عشرون كلمة عتاب للرجل والمرأة للشيخ : سلمان العودة
https://audio.islamweb.net