اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , الإمام أحمد بن حنبل للشيخ : نبيل العوضي
أما بعد:
فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وإن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
وإنما جئت لأقرأ على إخواني في الله، وأحبابي الحاضرين؛ أحداثاً ومواقف وعبراً من سيرة علم من أعلام الإسلام، من سيرة رجل له فضل كبير على المسلمين، من سيرة رجل هو محدث وفقيه وزاهد، وورع وعامل ومجاهد، وصابر في سبيل الله، من سيرة رجل دائماً نردد اسمه على ألسنتنا، ونقرأ اسمه في كتب الفقه والحديث.
ويجب علينا -أيها الإخوة- أن نتكلم عن حياة هؤلاء العلماء، وأن نذكر بهم، وننشر حياتهم، ونجعل منهم قدوة لنا في العمل والعلم، ونعرف تاريخنا، وعمن تلقينا العلم والفقه والتفسير، فيجب علينا أن نقرأ في تراجم هؤلاء، والقراءة سهلة في تراجمهم، فالكتب ميسرة في المكتبات العامة، ومكتبات المساجد والأوقاف، فيجب على المسلم أن يبادر بالقراءة، حتى يبرز هذه الثروة العظيمة للمسلمين الغافلين، السادلين النائمين اللاعبين، لعل وعسى أن يفيقوا من رقادهم، ويستيقظوا من نومهم.
اخترت لكم سيرة الإمام المبجل أحمد بن حنبل رحمه الله، الإمام العالم العامل.
الإمام أحمد ولد في بغداد سنة (164هـ) وتوفى سنة (241هـ) كذلك في بغداد .
تلقى علمه في بغداد على يد الإمام أبي يوسف الفقيه المشهور، ثم بعد ذلك انتقل منه إلى علماء الحديث، فطلب الحديث، ثم بعد ذلك أخذ يتنقل في بلاد المسلمين من قطر إلى قطر، ومن بلد إلى بلد، يتعبد الله بطلب العلم -وهو أشرف العبادات بعد الفرائض- فسافر إلى مكة والبصرة والمدينة واليمن، وكثير من بلاد الإسلام يطلب الحديث، ويدون العلم، ويزاحم العلماء بالركب، ويجثو بين أيديهم يأخذ منهم العلم، ويصبر على طلب العلم والفقه والدين، حتى يعبد الله سبحانه وتعالى على بصيرة وفهم، لا على جهل كما حصل لكثير من المسلمين، فكثير من المسلمين لا يعرفون الصلاة، ولا الوضوء، والذي ذهب إلى الحج يعرف ذلك بالمشاهدة والمعاينة، واحد من عشرة آلاف يدخل في دينه بعلم والبقية جهلة لا يعرفون شيئاً، والإنسان لا يعذر بجهله، يجب أن يتعلم على الأقل الفرائض التي هي فرض على كل مسلم: الصلاة .. الوضوء .. الصيام .. التيمم .. الغسل من الجنابة .. الطهارة .. كل هذه الأمور أساسية، ويجب على الإنسان أن يعرفها بالتفصيل، حتى يعبد الله سبحانه وتعالى على بصيرة.
وقال الشافعي رحمه الله: خرجت من بغداد وما تركت فيها أعلم من أحمد بن حنبل .
وقال الشافعي وهو يكلم أحمد بن حنبل؛ لأن أحمد من تلاميذ الشافعي، يقول له: يا أحمد! أنتم أعلم منا في الحديث، فإذا صح الحديث عندكم فأخبرونا، حتى نذهب إليه.
هذا يدل على الإنصاف، ويدل على اتباعهم للحق، ويدل على أن الرجال كانوا لا يتباهون في العلم، ولا يكتفون بالقليل منه ويعفون عن باقيه، بل أنى وُجِد الحق وحيثما وجد فهم وراءه، فـالشافعي يكلم تلميذه ويقول: إذا صح عندك الحديث فأخبرنا عنه، فإننا نذهب إليه، لا كما يفعل كثير من المسلمين في هذه الأيام: أنا على الحق وغيري على الغلط، ومن أراد أن يقرأ لـأبي زهرة، حيث يتكلم عن كثير من علماء نجد، يقول: لا يرون الحق إلا عندهم أما سواهم فهو باطل مهما بلغ، ما يقولون لعل الأمر فيه احتمال، لنا رأينا ولهم رأيهم، لنا اجتهادنا ولهم اجتهادهم، لا، نحن على الحق والباقي كلهم غلط، لكن العاقل والرزين الذي يسمع من هنا ومن هنا، فيعلم الحق مع من، كل إنسان يخطئ ويصيب، كل إنسان له وعليه، فيجب أن ننتبه لهذا، ولا نتعصب إلى بلدة معينة، ولا إلى رجال معينين، إنما نتبع الحق أينما كان.
أنا أقول كلاماً علمياً أختصره بتصرف يسير من محاضرة ألقاها محمد عبد الغفار بعنوان: الأئمة الأربعة، وهذه سلسلة أشرطة علمية شرعية، حبذا أنكم تحصلون عليها، وهي عشرة أشرطة في العلم الشرعي، ليست في السيرة ولا التاريخ ولا الرقائق، لكن في العلم الشرعي، أحد المحاضرات عنوانها: كيف تطلب العلم الشرعي، المحاضرة الثانية: أقسام العلم الشرعي، المحاضرة الثالثة: تاريخ التشريع الإسلامي، المحاضرة الرابعة: الأئمة الأربعة، المحاضرة الخامسة: البدعة أحكامها وأنواعها، المحاضرة السادسة: الاجتهاد والتقليد، المحاضرة السابعة: الفتيا، سلسلة علمية شرعية، يحرص عليها الإنسان المسلم، وسوف يستفيد منها، ومن أرادها يطلبها من مؤسسة تسجيلات الأذكار.
فنجد أن الإمام أحمد بن حنبل يوافق الشافعي في الأخذ بالاستصحاب، ويوافق أبا حنيفة بالأخذ بالاستحسان، ويوافق مالكاً في الأخذ بالمصالح المرسلة وسد الذرائع، ويأخذ بقول الصحابي ويقدمه على القياس، ويأخذ بالحديث الضعيف لشيوخه طبعاً ويقدمه على القياس، وكذلك يأخذ بالحديث المرسل؛ والحديث المرسل هو ما يرفعه التابعي إلى الرسول مباشرة دون أن يذكر الصحابي.
فيقول: قال إسحاق بن راهويه، يقول: كنت أجالس بـالعراق أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، وأصحابنا، فكنا نتذاكر الحديث من طريق وطريقين وثلاثة، نتذاكر طرق الحديث، حتى يقوونه بكثرة الطرق، فيقول يحيى بن معين من بينهم: وطريق كذا، فأقول: أليس هذا قد صح بإجماع منا؟
فيقولون: نعم.
فأقول: ما مراده؟
ما معنى الحديث؟ يتوقفون كلهم، والذي يعرف معنى الحديث، ويفك العبارة، ويعرف مرامي الألفاظ، ودقة العبارات، هو الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه؛ لأنه ما كان محدثاً فقط، وإنما كان فقيهاً، وكان محدثاً، ولذلك يجب على الإنسان أن يكون عالماً باللغة والعبارات، وما يأخذ العلم عن الكتب فقط، بل عن الفقهاء حتى يفكوا له العبارة، ومن هنا يحضرني هذا الموقف، كل من تعلم عن طريق القراءة من الكتب يزيد خطؤه كثيراً؛ لأن الكتب فيها أخطاء لغوية وتصحيف، لكن على الإنسان أن يأخذ العلم بدراسة الكتب على العلماء، لذلك دخل أحد العلماء في إحدى قرى العراق، فوجدهم عندما يذهبون إلى الصلاة، يعلقون قفة، وداخل القفة فأر وسكينة ومغرفة في كل صلاة تقام، يعلق الناس القفة وداخل القفة مغرفة وفأر وسكينة، فرآهم هذا الإمام وأظنه الإمام المزني تلميذ الشافعي، فلما رآهم تعجب وقال: لماذا تفعلون هذا الفعل؟ قالوا: يوجد نص ودليل على ذلك، ففتحوا كتاب: الرسالة للشافعي، أو الأم، فقالوا: تعال يا إمام (لا صلاة إلا بقفة) قال: لا. ما هو بقفة ولكن "إلا بفقه" أنتم غيرتم النقطتين من هنا إلى هنا (ولا صلاة إلا بسكِّينة) قال: يا أحبابنا (إلا بسكَينْة) (لا صلاة إلا بفأر) قال لهم: لا. (بوقار) نقصتم نقطة، لا صلاة إلا بمغرفة، قال لهم: بمعرفة ليس بمغرفة، انتبهوا لا تلخبطوا الدين وتغيروا الكلام.
من الأشياء التي ذكرها ابن الجوزي في كتابه: أخبار الحمقى والمغفلين، يذكر جانباً من حمقى القراء والفقهاء، أن أناساً ذهبوا للحج فلما أتوا إلى الجمرات يرمونها، أخذ أحدهم حماره وجعل يغسل خفَّاه؛ لأنه وجد نص في كتب الفقه (ويسن لرامي الجمرات أن يغسل خطى حماره) فأتاه أحد العلماء قال: ماذا تعمل؟ قال: أتبع الدليل، أي دليل هذا؟ قال: تعال انظر، وفتح الكتاب فقال له: ليس المراد (خطى حماره) وإنما المراد (حصى جماره) وكثير من الأخطاء التي يقع فيها الناس من هذا الباب، يقرءون الكتب دون الرجوع إلى العلماء، ودون الرجوع إلى الفقهاء، ولذلك قال وهب: الحديث مضلة إلا للعلماء، ومثاله حديث: (نهى الرسول صلى الله عليه وسلم أن ينتعل الرجل واقفاً) فهل معناه أن الرجل لا يلبس نعاله وهو واقف؟ والحديث رواه أبو داود، ويقول الأرناءوط في تحقيقه: حسن.
أولاً يا أخي أنت تتبع الحديث لا تلبس النعال وأنت واقف، لكن يأتيك أحد الأئمة ويقول لك: هذا نهي إرشاد لأن النهي ثلاثة وعشرون أو خمسة وعشرون نوعاً ذكرها الشيخ حسن هيتو في كتابه.
ما هو المقصود من النهي العادي؟ وحتى في كتاب: شرح رياض الصالحين لـصديق الشافعي قال: إن النهي يكون مكروهاً، فنهى أن ينتعل الرجل واقفاً نهي إرشاد وليس محرماً.
يقول إسحاق: فنقول: ما معنى الحديث؟ فيقفون كلهم إلا أحمد بن حنبل رحمه الله.
وهناك فرية تقال عن الإمام أحمد بن حنبل: أنه ليس بفقيه لكنه محدث، لذلك روى ابن الجوزي قال: قال أبو الوفاء علي بن عقيل الحنبلي رحمه الله: ومن عجيب ما تسمعه من هؤلاء الأحداث الجهال أنهم يقولون: أحمد ليس بفقيه لكنه محدث، وهذا غاية الجهل، وذكر صفحة في الاستدلال على علمه، راجع صفحة (91) مناقب الإمام أحمد بن حنبل .
ويقول ابن المديني رحمه الله تعالى: ودعت أحمد بن حنبل فقلت له: توصيني بشيء يا أبا عبد الله؟
فقال: نعم، اجعل التقوى زادك، وانصب الآخرة أمامك. ولا يحتاج إلى كلام أكثر من العبارة هذه، سطر واحد فيه كل التقوى، والورع، والخوف، والزهد، وانقضاء الأمل، والدنيا.
وقال يحيى الجلاب: سمعت أحمد بن حنبل يقول: عزيز عليَّ أن تذيب الدنيا أكباد رجال وعت قلوبهم القرآن.
أناس حفظوا القرآن ثم يموتون، ما يخلفهم بعدهم أحد، وفعلاً كلنا يشعر بهذا، عندما أصبحت معارك الردة بين المسلمين والكفار ومات كثير من حفاظ القرآن، خاف المسلمون على القرآن فجمعوه، والآن كم واحد فينا في المسجد هنا يحفظ القرآن يا إخواني؟ قليل جداً، نحفظ قال فلان وحدثنا فلان، نحفظ مصطلح الحديث، وكلام الله سبحانه وتعالى نغفل عنه كثيراً، ويمكن أن الواحد فينا لا يحفظ في اليوم آية، كلنا يا إخواني كلنا مقصرين، لذلك قالوا: الذي يحفظ كل يوم ثلاثة آيات على مدار خمس سنوات يحفظ القرآن كله، والذي يحفظ ست آيات يومياً يحتاج إلى سنتين ونصف ليحفظ القرآن الكريم.
انظروا.. يا إخواني المسألة سهلة؛ لكن بهمة ومصابرة ومتابعة، وعلى حسب نفسيات الناس.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قلت لأبي يوماً: أوصني يا أبي؟ فقال: يا بني انو الخير، فإنك لا تزال بخير ما نويت الخير. انو إذا كان عندك ألف دينار أن تتبرع بها كلها للمسلمين وللفقراء وللمحتاجين، لكن اصدق النية لعلَّ الله عز وجل برحمته أن يكتبها لك ويحسبها لك، ماذا خاسر أنت؟
وقال أبو بكر المروزي: سمعت أحمد بن حنبل وسئل: بم بلغ القوم حتى مدحوا؟ أي: العلماء الذين نتكلم عنهم لماذا يمدحهم الناس؟ فقال: الصدق مع الله، ويعني بالصدق هنا: الإخلاص لله رب العالمين.
يقول: أبو بكر نفسه: سمعت أحمد بن حنبل يقول: إن لكل شيء كرماً، وكرم القلب الرضا عن الله عز وجل.
وقال محمد بن إسماعيل بن العلاء: حدثني أبي قال: دعاني رزق الله الكلواني، فقدم إلينا طعاماً كثيراً، وذكر نوع الطعام، فقال أحد الجالسين -معهم يحيى بن معين وأبو خيثمة وجماعة، فقدم لهم طعاماً ثميناً، وأحمد بن حنبل جالس- فقال رجل من الجالسين: والله لقد أسرفت في الطعام، فقال أحمد بن حنبل: لا. والله، لو أن الدنيا جمعت حتى تكون في بغداد لقمة ثم أخذها امرئ مسلم فوضعها في فم أخيه المسلم لما كان مسرفاً، فقال له يحيى: صدقت يا أبا عبد الله.
قوة العلاقة بالإخوة، لو أن الدنيا كلها جمعتها كأنها لقمة ووضعتها في فم أخيك المسلم ما أنت بمسرف، لأن حق المسلم على المسلم قوي، وللمسلم على المسلم حقوق وردت في أحاديث كثيرة جداً.
أحمد بن حنبل مربٍ كبير يعلم الناس، اسمع هذه القصة كيف يربي ويوجه الناس:
كان في جيران أبي عبد الله أحمد بن حنبل رجل، وكان ممن يمارس المعاصي والقاذورات، جاء يوماً إلى مجلس أحمد بن حنبل فسلم عليه، فكأن أحمد لم يرد عليه رداً تاماً وانقبض منه، يعني: أحمد بن حنبل ما رد عليه رد كامل ليحسسه بعيبه من عمل المعاصي، إنما هو ليس راض عليه أن يعمل هذه المعاصي وهذه القاذورات، فكأن أحمد لم يرد عليه رداً تاماً وانقبض منه، فقال له: يا أبا عبد الله لم تنقبض مني؟ فإني قد انتقلت عما كنت تحذره مني برؤيا رأيتها -يقول: أنا تركت المعصية، وتركت الشيء الذي كنت تحسبني مداوماً عليه في المعاصي برؤيا رأيتها في المنام، والآن يقص الرؤيا التي رآها الرجل في المنام اسمع معي- فقال الإمام أحمد رضي الله عنه: وأي شيء رأيت؟ والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: (من رآني في المنام فقد رآني حقاً فإن الشيطان لا يتمثل بي أو بصورتي).
قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم كأنه على علو من الأرض، وناس كثير أسفل جلوس، قال: فيقوم رجل منهم إليه فيقول له: ادع لي، فيدعو له حتى لم يبق من القوم غيري، فأردت أن أقوم فاستحييت من قبيح ما كنت عليه، استحييت من النبي من المعاصي التي كنت أفعلها، فقال: يا فلان! لم لا تقوم إلي تسألني أن أدعو لك؟
قلت: يا رسول الله! يقطعني الحياء لقبيح ما أنا عليه، قال: إن كان يقطعك الحياء فقم فسلني أدعو لك، فإنك لا تسب أحداً من أصحابي، قال: فقمت فدعا لي، قال: فانتبهت وقد بغض الله إلي ما كنت عليه، قال: فقال الإمام أحمد بن حنبل: يا جعفر، يا فلان، يا فلان من طلبة العلم.. حدثوا بهذا واحفظوه فإنه ينفع.
حادثة جميلة يستأنس بها وتثار بين الناس، لعل فيها عبرة.
قال أحمد بن يحيى الثعلبي: كنت أحب أن أرى أحمد بن حنبل فصرت إليه، فلما دخلت عليه قال لي: فيم تنظر؟ فقلت: في النحو والعربية، فأنشدني أحمد بن حنبل يقول:
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل>>>>>خلوت ولكن قل علي رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة>>>>>ولا أن ما نخفي عليه يغيب
لهونا عن الأيام حتى تتابعت>>>>>ذنوب على آثارهن ذنوب
فيا ليت أن الله يغفر ما مضى>>>>>ويأذن في توباتنا فنتوب
ويقول: بلغني عن علي بن خشرم أنه سمع أحمد بن حنبل يقول: -انظروا يا إخواني يبين أن اللذة والمعصية تذهب، لكن يبقى سواد وخيبة يوم القيامة- يقول أحمد بن حنبل:
تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها>>>>>من الحرام ويبقى الاسم والعار
تبقى عواقب سوء من مغبتها>>>>>لا خير في لذة من بعدها النار
ويحضرني هنا الموقف الذي دائماً أستشهد به، يذكره ابن الجوزي في: تلبيس إبليس، أن رجلاً دخل على الإمام أحمد بن حنبل فقال له: يا أبا عبد الله ماذا تقول في قول الشاعر في القصائد الرقاق الحسان؟
قال أحمد: مثل ماذا؟
قال: يا أبا عبد الله! مثل ما قال الشاعر:
فسكت الإمام أحمد، وقال لي: يا هذا أعد عليَّ ما قال الشاعر، فقال الرجل يا أبا عبد الله! يقول الشاعر:
إذا ما قال لي ربي>>>>>أما استحييت تعصيني
وتخفي الذنب عن خلقي>>>>>وبالعصيان تأتيني
فقام أحمد بن حنبل ودخل بيته وأغلق الباب، يقول الراوي: سمعت نحيبه من وراء الباب وهو يبكي ويقول:
إذا ما قال لي ربي>>>>>أما استحييت تعصيني
وتخفي الذنب عن خلقي>>>>>وبالعصيان تأتيني
كان رقيق القلب، يبكي لكل موعظة وإن كانت شعراً.
فيقول أحمد بن العباس بن الوليد النحوي يقول: سمعت أبي يقول: رأيت أحمد بن حنبل رجلاً حسن الوجه، يخضب بالحناء خضاباً ليس بالغالي، في لحيته شعرات سود، ورأيت ثيابه غلاظاً إلا أنها بيض، ورأيته معتماً وعليه إزار.
والعمامة من السنة، لكن الناس حسب عاداتهم، قلت لأحد الإخوة: البس العلمامة، قال: يا أخي هذه سنة من السنن الجبلية، قلت: ما المراد بجبلية أمولود وعليه عمامة؟ الجبلية ما كان من طبيعة الرجل الذاتية مخلوقة فيه، وليست العمامة من هذا النوع، والعمامة فيها أحاديث راجعها في كتب الفقهاء والمحدثين، يقول: أنا ماذا أعمل بهذه السنة ما هي أمر ولا واجب، إنما هي سنن هيئة.
و أبو داود السجستاني يقول: لم يكن أحمد بن حنبل يخوض في شيء مما يخوض فيه الناس من أمر الدنيا، فإذا ذكر العلم تكلم، ما كان يتكلم في أمور الدنيا، لكن إذا جاء وقت العلم بالحلال والحرام، والمسائل الفقهية، وتفسير كتاب الله، ومعرفة حديث رسول الله تكلم، أما نحن فيقعد الواحد منا ساعة، والله الكابلت هذه موديل خمسة وسبعين، وساعة كاملة للكلام في ألوان السيارات، وساعة كاملة في أنواع التواير، وساعة كاملة والثوب هذا قطن وذاك حرير لكن أمور دينهم لا يسألون عنها؛ حتى في الأمور البسيطة، حتى الصلاة لا يسألون عنها أبداً، ولا يذهبون إلى العلماء، ولا يتصلون بهم.
اسمع إلى هذا الحديث الجميل: أبو العباس يقول: سمعت الحسن بن إسماعيل يقول: سمعت أبي يقول: كان يجتمع في مجلس أحمد زهاء خمسة آلاف أو يزيدون، أقل من خمسمائة يكتبون والباقون يتعلمون منه حسن الأدب وحسن السمت، خمسمائة فقط يكتبون الحديث، والباقي ينظرون إلى الخُلُق، ينظرون إلى التصرف، ينظرون إلى الورع، يتعلمون الأدب من شكله وهيئته.
الأخ يسأل يقول: خمسة آلاف كيف يسمعون الحديث عن الإمام أحمد ونحن بعضنا قاعدون في الخلق ولا يسمعون؟
وكذلك ورد عن البخاري أنه كان يحضره عشرة آلاف؛ كيف يكون ذلك ولا توجد عندهم سماعات ولا ميكرفونات؟
الجواب: أيها الإخوة! كانت طريقتهم التبليغ، يقوم المحدث يحدث ثم بعد مائة متر يختارون رجلاً صافي السمع يسمع المحدث ويقرأ الحديث ويبلغه كما هو، وبعضهم واقف على النخل يسمع الكلام والحديث فيبلغه، وهكذا أذان الحرم، المؤذن يقول: الله أكبر، وآخر يقول مثله فينتشر الأذان، ونتوقع في عشرة آلاف عندما يخلص الإمام الدرس يقول: وصلى الله وسلم على محمد، فينقلها الآخر، ويقوم أول الناس وآخرهم منتظر يسمع قوله: وصلى الله على محمد ثم يقومون، وهكذا تنتقل الكلمة شيئاً بعد شيء، نحن الآن ميكرفونات والناس يسمعون، وهذا الموقف يذكرني بالشيخ محمد الأشقر حفظه الله كان يلقي درساً عن البدعة، عند أناس عندهم كل شيء بدعة حتى البدعة بدعة عندهم، ما تركوا شيئاً، فيقول، كنت جالساً في بريدة فيقول أحد خطباء المساجد: هناك عالم لا يستخدم الميكرفون يقول: بدعة لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم، فيقول الشيخ محمد الأشقر: يريد إقناعه، بعد يوم من الأيام كنت جالساً معه، وكان عنده كتاب، قلت له: اقرأ علي هذا الكتاب، فحمل نظارته يريد يلبسها يقرأ، قلت: لماذا تلبس النظارة، ما لبسها الرسول صلى الله عليه وسلم فهي بدعة؟ قال: لا. تكبر الكلام، قلت: والميكرفون يكبر الصوت، فاقتنع بهذا.
قال سليمان بن الأشعث: ما رأيت أحمد بن حنبل ذكر الدنيا قط، إنسان منقطع للآخرة، لذلك منَّ الله عليهم بالعلم وبكل خير، لأنهم أناس كانوا للآخرة، خلقهم الله هكذا حتى يحفظون الدين، ولذلك لما قيل لـابن المبارك: إن الحديث كثر فيه الوضع والكذب، قال: استرح، فإنها تعيش له الجهابذة، والله يخلف من تعيش لهذا الحديث.
ويقول أبو حفص عمر بن سليمان المؤدب: صليت مع أحمد بن حنبل التراويح، وكان يصلي به ابن عمير، فلما أوتر رفع يديه إلى ثدييه، وما سمعنا من دعائه شيئاً ولا ممن كان في المسجد، أي أنه كان يبكي، وكان من شدة البكاء ولا يسمع دعاؤه، وكان في المسجد فراش على الدرجة، لم يكن فيه قنديل ولا حصير ولا شيء، زهد وفقر، وكذلك خوف من الله سبحانه وتعالى.
طبعاً: صلاة التراويح عند الإمام أحمد رحمه الله كلها عشرين ركعة.
كذلك يقول أبو بكر المروزي: سمعت أبا عبد الله يقول لـشجاع بن مكنز العطار: يا أبا الفضل إنما هو طعام دون طعام، ولباس دون لباس، وإنها أيام قلائل، أي: فلاد داعي لكثرة الهم والاغتمام، فإنما هو عمر قصير ثم نرحل إلى الله سبحانه وتعالى، وكلٌ قادم على عمله، وأول ما يحاسب المرء يوم القيامة عليه دينه وصلاته، ولكن مع ذلك فإن الله جميل يحب الجمال، وفي الوقت نفسه ( البذاذة من الإيمان) كما قال صلى الله عليه وسلم.
من شدة ورعه رحمه الله أنه كان معه طست، فجاء رجل فوضع طسته بجواره، ثم لم يعرف أيهما طست الإمام أحمد فقال: أيهما طستك؟ فاشتبه على الإمام ذلك فقال: هما لك.
وقال أحمد بن القاسم الطوسي: كان أحمد بن حنبل إذا نظر إلى نصراني أغمض عينيه، فقيل له في ذلك، فقال: لا أقدر أن أنظر إلى من افترى على الله وكذب عليه، لأنه يقول: إن لله ولداً، فكيف أنظر إليه! فمن شدة ورعه لا يطيق النظر إليهم حتى لا يتذكر الجرم في حق الله سبحانه وتعالى.
وقال علي بن المديني: ليس في أصحابنا أحفظ من أحمد بن حنبل، وبلغني أنه لا يحدث إلا من كتاب، ولنا فيه أسوة حسنة، ما كان واحد أحفظ منه، ومع ذلك يفتح الكتاب ويقرأ ليتأكد أنه صحيح، لذلك يقول الشيخ محمد فوزي: كان مشايخنا الكبار رحمهم الله يعلموننا يقولون: إذا كنت حافظاً للمسألة، وسألك عنها أحد سواء كانت قضية إسلامية أو مسألة سهلة في الصلاة -مثلاً- في الحلال أو الحرام، فالأفضل أن ترجع إلى الكتاب، لأن الإنسان قد يسهو أو يشتبه عليه الأمر، فارجع إلى الكتاب لأن هذا دين.
لذلك قيل: أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار.
وأنتم تعرفون أن أحمد بن حنبل ممن تطرق إلى مسألة فتنة خلق القرآن، وتعذيب الأمراء له كـالمعتصم والمأمون وكيف جلد بالسياط، وكيف صبر رحمه الله، وكيف فتن المسلمون لولا ثبات أحمد بتثبيت الله له، فكان بعض أبنائه -له ابن اسمه: عبد الله وابن اسمه: صالح- فكان صالح يقبل الفلوس من الأمراء والحكام فكان الإمام لا يقبل منه طعاماً ولا شراباً، حتى وهو على فراش الموت قال: لا تغسلوني بماء ولدي صالح، ولا تكفنوني بكفن اشتريتموه من أموال صالح، لماذا؟
يخاف من هذه الأموال التي من الأمراء وفيها حرام وربا، وفيها ظلم، فهو يبتعد عنها تورعاً، ولذلك لما علم أن ولده صالحاً يأخذ الأموال من الأمراء ماذا فعل؟
قال أحمد بن محمد الدستري: ذكروا أن أحمد بن حنبل أتى عليه ثلاثة أيام ما طعم فيها ولا أكل شيئاً، فبعث إلى صديق له فطلب منه شيئاً من الدقيق، فعرفوا في البيت شدة حاجته إلى الطعام، فخبزوا له بعجلة وسرعة في التنور، فلما وضع بين يديه قال: كيف خبزتم بهذه السرعة؟ فقيل له: كان التنور في بيت صالح مسجوراً فخبزنا به، قال: ارفعوا الطعام، ولم يأكل، وأمر بسد بابه إلى دار صالح، انظروا شدة الحرص وشدة الورع من هذا الإمام الجليل رضي الله عنه.
ويذكرون كذلك في باب تعبده وورعه رحمه الله أن صالح بن أحمد بن حنبل ولده قال: كان أبي لا يجعل أحداً يستسقي له إناء لوضوئه، يعني: يجر الدلو من البئر، بل يخدم نفسه بنفسه لوضوئه، وكان إذا أخرج الدلو مدروساً ماء -ملئ بالماء- قال: الحمد لله، قلت: يا أبي! أي شيء في هذا؟ فقال: يا بني أما سمعت الله يقول: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ [الملك:30] انظر كيف يستشعر الآيات، ويستشعر كلام الله سبحانه وتعالى.
ويقول إبراهيم بن شماس: كنت أعرف أحمد بن حنبل وهو غلام وهو يحيي الليل، أما نحن فقد تركنا السنن وأهمها قيام الليل، وكأنا لم نعلم أن المرء إذا صلاها صغيراً ثم عجز عنها كتب له أجره عليها.
وقال الخلال عن عبد الله بن أحمد قال: رأيت أبي لما كبر وأسن، اجتهد في قراءة القرآن، وكثرة الصلاة بين الظهر والعصر، فإذا دخلت عليه انفتل من الصلاة وربما تكلم، وربما سكت، فإذا رأيت ذلك خرجت فيعود لصلاته، ورأيته أكثر من ذلك يقرأ القرآن.
فتأمل كيف يقرأ القرآن، فإذا حس بأن واحداً يدخل عليه في البيت وضع القرآن تحت البشت والعباءة حتى لا يكشف أمره للناس يقولون: كان يقرأ القرآن، ما شاء الله! فلان صوته حلو بالأذان، ما شاء الله فلان خطيب جيد، لا يحب هذه الكلمات أبداً، وإنما دائماً من الورع والتقوى يخفي أعماله بينه وبين الله سبحانه وتعالى.
إثبات الكرامة عندنا من العقيدة الإسلامية كما قال:
وأثبت للأولياء الكرامة>>>>>ومن أنكرن فانبذن كلامه
أي: أن الكرامة مبدأ من مبادئ العقيدة الإسلامية عند أهل السنة والجماعة .
اسمع كرامات الإمام، وكيف يستجيب الله دعاءه مباشرة.
قال محمد بن علي السمسار: رأيت أبا عبد الله جاء بالليل إلى منزل صالح، وابن صالح تسيل الدماء من منخريه، يعني: ولد ولده، وقد جمع له الطب وهم يعالجون بالكتل وغيرها، والدم يغلبهم، فقال له أبو عبد الله: أي شيء حالك يا بني؟ قال: يا جدي! هو ذا أموت، يعني: كأني أموت، ادع الله لي، فقال له: ليس عليك بأس، ثم جعل كأنه يحرك يده فانقطع الدم وقد كانوا يئسوا منه؛ لأنه كان يرعف دماً، بشدة.
الحادثة الثانية المشهورة ويذكرها ابن الجوزي في صفة الصفوة كذلك، قال العباس بن محمد الدوري: حدثني علي بن أبي حرارة، أحد جيرانه، قال: كانت أمي مقعدة، أي: مشلولة نحو عشرين سنة، فقالت لي يوماً: اذهب إلى أحمد بن حنبل فسله أن يدعو الله لي، فسرت إليه فدققت عليه الباب وهو في دهليزه، فلم يفتح لي وقال: من هذا؟ فقلت: أنا رجل من أهل ذاك الجانب، سألتني أمي وهي زمنة مقعدة أن أسألك أن تدعو الله لها، فسمعت كلامه كلام رجل مغضب، يعني: غضبان، فقال: نحن أحوج أن تدعو الله لنا، يعني: اذهب حق على أمك أن تدعو الله لنا، أما نحن فأناس فقراء، فولى الولد منصرفاً، وفي رواية: ولى يبكي على أمه المسكينة، أحمد بن حنبل ما دعا لها، فخرجت عجوز من داره فقالت: أنت الذي كلمت أبا عبد الله أقبل، فقلت: نعم، فقالت قد تركته يدعو الله لها، يعني: أن هذه العجوز والظاهر أنها أم أحمد بن حنبل قد جعلته يدعو الله لها، قال: فجئت من فوري إلى البيت فدققت الباب، فخرجت أمي على رجلها تمشي حتى فتحت الباب، فقالت: قد وهب الله لي العافية، وهذه من كرامات الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله.
حدثني إبراهيم بن هانئ قال: حدثني النساج جار لـأبي عبد الله قال: كنت أشتكي، فكنت أئن في الليل، فخرج أبو عبد الله في جوف الليل، فقال: من هذا عندكم يشتكي؟
فقيل له: فلان، فدعا له وقال: اللهم اشفه، ودخل فكأنه كان ناراً صب عليه ماء، محموم ويئن فصار بعد ذلك بارداً وصح مباشرة من دعاء الإمام أحمد بن حنبل، مطعمه حلال، ورَعٌ، ودعاءٌ، وقيامُ ليلٍ، وخوفٌ مِنَ الله، ونحن لماذا لا ندعو؟ ولماذا لا يستجيب الله لنا؟! الله أعلم.
إن أحمد سوف يموت، إن أحمد سوف يفارق الدنيا، الناس في هم وكرب عظيم، حتى الطرقات احتشدت، والناس لم يعد يسعهم مكان، وتعطلت الباعة، يقول: دخل عليه شيخ فكلمه، في روايات كثيرة، وقال: اشكر وقوفك بين يدي الله يا أبا عبد الله! فشهق أحمد بن حنبل، وسالت الدموع على خديه، فلما كان قبيل وفاته بيوم أو يومين، قال: ادعوا الصبيان -أولاده وأولاد أولاده الصغار- ادعوا الصبيان الصغار، فجاءوا ينضمون إليه، وجعل يشمهم ويمسح بيده على رءوسهم، وعينه تذرف الدموع لمفارقتهم، فقال له رجل: لا تهتم لهم يا أبا عبد الله، فأشار بيده، فظننا أن معناه أني لم أرد هذا، وكان يصلي قاعداً، ويصلي وهو مضطجع لا يكاد يصبر، ويرفع يديه إيماء بالركوع أنه في الصلاة، وفي رواية: وأدخلت الصحفة تحته فرأيت بوله دماً في آخر أيامه، فيقول: فوضعته فقال: خلل الأصابع، فلما كانت ليلة الجمعة ثقلت، فظننت أنه قد قبض، وأردنا أن نمدده، فجعل يقبض قدميه وهو موجه، وجعلنا نلقنه لا إله إلا الله، ونردد ذلك عليه، وهو يهلل، وتوجه إلى القبلة واستقبلها بقدميه، فلما كان يوم الجمعة اجتمع الناس حتى ملئوا السكك والشوارع، فلما كان صدر النهار قبض رحمه الله، فصاح الناس، وعلت الأصوات بالبكاء، حتى كأن الدنيا قد ارتجت وقعد الناس، فخفنا أن ندع الجمعة، فأشرفت عليهم فأخبرتهم: إنا نخرجه بعد صلاة الجمعة، يعني: إلى الدفن، فخاف أن الناس لا تروح إلى الجمعة من شدة البكاء، وبعدها وضع على فراش الموت، تذكر أن له ثلاث شعرات من النبي صلى الله عليه وسلم كان محتفظاً بها، فقال: إذا أنا مت فاجعلوا واحدة على عيني والأخرى على عيني الأخرى والثالثة على لساني، ثم أغلقوا فمي وادفنوني مع شعر النبي صلى الله عليه وسلم، كأنه يتبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم كما يذكر ذلك ابن حجر وكما يذكر ذلك القسطلاني وكل العلماء المعتبرين.
هذه رواية تبين يا إخواني دور الشيطان في فتنة الإنسان:
ابنه عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: لما حضرت أبي الوفاة جلست عنده.. واختصار القصة، أنهم كانوا يقولون: قل: لا إله إلا الله، فيقول: لا بعد، لا بعد، فلما أفاق قالوا: يا أبا عبد الله مالك كنت أقول لك: قل: لا إله إلا الله فكنت تمتنع؟ قال: نعم، رأيت الشيطان يقف في زاوية البيت وقد عظ على يديه وقال: لقد فتني يا أبا عبد الله ويريد أن يفتنه، ويقول لي: مت على دين آبائك وأجدادك من كفار قريش، فأقول: لا. لا، حتى لا أفتن في ديني، وما مات إلا بعد أن قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم، وبارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً.
اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , الإمام أحمد بن حنبل للشيخ : نبيل العوضي
https://audio.islamweb.net