إسلام ويب

بين النبي صلى الله عليه وسلم فضل الأذان، وأن من فضله أن المؤذن لا يسمع صوته شيء إلا شهد له يوم القيامة، وأن الشيطان يفر من سماع الأذان، ولذا حث النبي عليه الصلاة والسلام على التنافس فيه والمسابقة إليه، ويستحب الترديد والقول مثلما يقول المؤذن.

فضل التأذين

شرح حديث: (إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين...)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب: فضل التأذين.

أخبرنا قتيبة عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين، فإذا قضي النداء أقبل، حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر، حتى إذا قضي التثويب أقبل، حتى يخطر بين المرء ونفسه، يقول: اذكر كذا، اذكر كذا لما لم يكن يذكر، حتى يظل المرء إن يدري كم صلى)].

هنا أورد النسائي رحمه الله باب: فضل التأذين.

هذه الترجمة عقدها النسائي رحمه الله لبيان فضل التأذين في نفسه، وأن من فضله أنه يطرد الشيطان، وأنه يهرب الشيطان منه، أما بالنسبة لفضل المؤذنين وما لهم من الأجر العظيم، فقد مر جملة من الأحاديث التي تدل على ذلك، ومنها ما جاء في الحديث الذي يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن المؤذن يرفع صوته، وأنه لا يسمعه إنس ولا جن ولا رطب ولا يابس إلا شهد له يوم القيامة)، فذلك من فضل المؤذنين.

وأما هنا فهو في بيان فضل التأذين، وأنه يطرد الشيطان، وأن الشيطان يهرب عندما يسمع ذكر الله عز وجل الذي يرفع وينادى به.

وقد أورد النسائي حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط؛ حتى لا يسمع التأذين، فإذا قضي النداء أقبل)، يعني: إذا نودي بالإقامة، (حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر)، يعني: كما أدبر عند سماع الأذان فإنه يدبر عند سماع الإقامة؛ لأنه يهرب إذا حصل الأذان، ثم إذا فرغ منه عاد، فإذا ثوب بأن حصلت الإقامة، فإنه يهرب عند سماعها كما يهرب عند سماع الأذان، ثم يعود بعد الفراغ من الإقامة حتى يخطر بين الإنسان ونفسه، فيذكره أموراً كان قد نسيها، فيقول له: (اذكر كذا، اذكر كذا)، حتى يشغله في صلاته بتلك الأمور التي يذكره بها من أمور الدنيا، ثم تكون النتيجة أنه لا يدري كم صلى؛ لأنه انشغل عن صلاته بتلك الأمور التي وسوس له الشيطان بها، والتي ذكره إياها الشيطان، حيث شغله بها عن صلاته، فصار لذلك لا يعرف مقدار ما صلى من الركعات، فالحديث دال على فضل الأذان كما ترجم له المصنف.

قوله: (أدبر وله ضراط)، هذا الكلام محمول على الحقيقة، وأن الشيطان يحصل منه ذلك؛ لفزعه ورعبه واستيائه، فإنه يولي وهو على هذه الحالة التي بينها رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهذا فيه فضل الأذان، فإذا فرغ من الأذان عاد حتى يوسوس ويخطر بين الإنسان ونفسه، فيشوش عليه في صلاته، وفي إقباله على صلاته، وفي استعداده لصلاته، وقوله: (فإذا ثوب)، أي: رجع إلى ذكر الله عز وجل؛ لأن التثويب هو الرجوع، وثاب بمعنى: رجع، ثم إنه يعود بعد الفراغ من الإقامة حتى يخطر بين الإنسان ونفسه، فيقول: اذكر كذا، اذكر كذا لأمور كان قد نسيها، حتى لا يدري الإنسان كم صلى نتيجة لهذه الوسوسة، ولهذا الشغل الذي حصل للإنسان من الشيطان.

ثم إنه من المعلوم أن الصلاة فيها قراءة قرآن، وهو ذكر لله عز وجل، ومع ذلك ما جاء أن الشيطان يهرب كما جاء الهروب من الأذان والإقامة، وقال العلماء في ذلك أجوبة، منها: أن الأذان ألفاظه محصورة، ويرفع ذكر الله عز وجل بها، ويرفع الصوت بها، فيسوءه ذلك كثيراً، لأنه لا ينشغل عنها عندما يأتي بها المؤذن، ولا يشغله عنها شاغل، بل يأتي بها لأنها تؤتى بها على هيئة، وألفاظ معروفة، وبصوت مرتفع، بخلاف القرآن فإنه قد يشغله عن قراءة القرآن، وينسيه ما هو فيه، ويشغله عن القراءة بالأمور التي يشغله بها؛ لأنه يتمكن من شغل الإنسان عن قراءة القرآن، لكنه لا يشغله عن الأذان، ولا يشغله عن الإقامة؛ لأنها ألفاظ محصورة، ويؤتى بها برفع الصوت، والإنسان مقبل عليهما، ولا ينشغل عنهما بشيء آخر.

أما الصلاة، ومنها: قراءة القرآن، فإنه قد ينشغل حتى ينسيه قراءة القرآن، ويصرفه عن قراءة القرآن بالأمور التي يفكر بها، والأمور التي يشتغل بها، فهذا هو الفرق بين الأذان والإقامة التي منهما يحصل الهروب، وبين الصلاة التي هي مشتملة على القراءة، ومشتملة على الذكر، ومع ذلك يأتي الشيطان ويوسوس فيها.

فالمقصود من ذلك: أن الفرق أن القراءة يمكن للشيطان أن يصرف عنها المصلي، بأن يذكره ما يشغله عنها، وأما الأذان فإنه لا يشغله عنه ولا يصرفه عنه؛ لأن ألفاظه محصورة، وألفاظه معدودة يأتي بها بصوت مرتفع، ثم ينتهي منها.

تراجم رجال إسناد حديث: (إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين...)

قوله: [أخبرنا قتيبة].

هو ابن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، وهو ثقة ثبت، وخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو من شيوخ النسائي الذين أكثر عنهم، بل هو أول شيخ روى عنه النسائي في سننه؛ لأن أول حديث في سنن النسائي هو من روايته عن شيخه قتيبة بن سعيد هذا، وقتيبة هذا اسمه من الألفاظ المفردة التي لم يتعدد التسمية بها؛ لأنه ليس في الكتب الستة من يسمى قتيبة سواه، فهو من الأسماء المفردة التي لم تتكرر، أو لم تتعدد التسمية بها.

وقتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني أسماء أبوه وأجداده هي على وزن فعيل: قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف فكلها على وزن فعيل.

[عن مالك].

هو ابن أنس إمام دار الهجرة هذه المدينة المباركة، وهو من العلماء المشهورين فيها في عصر أتباع التابعين، ويمكن أن يقال: في عصر التابعين؛ لأن مالك أدرك زمنه زمن صغار الصحابة، فإذا كان لقي أحد منهم فإنه يعتبر من صغار التابعين، وهو إمام مشهور، وصاحب المذهب المعروف، وأحد المذاهب الأربعة، وقد ذكرت -فيما مضى- أن أصحاب المذاهب الأربعة هناك أناس مثلهم في العلم وعلو المنزلة قبل زمانهم وفي زمانهم وبعد زمانهم، ولكن ما حصل لهؤلاء العلماء مثلما حصل لهؤلاء الأربعة من وجود أتباع يعنون بفقههم وجمعه وترتيبه وتنظيمه والعناية به، فلهذا اشتهرت هذه المذاهب الأربعة، وهي مذاهب أهل السنة والجماعة، وحديث الإمام مالك أخرجه أصحاب الكتب الستة.

[عن أبي الزناد].

هو عبد الله بن ذكوان، وهو ثقة، وأخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[عن الأعرج].

الأعرج لقب به عبد الرحمن بن هرمز، وهو مشهور بلقبه، ويأتي أحياناً باسمه ونسبته، فيقال: عبد الرحمن بن هرمز، ومعرفة ألقاب المحدثين هي من أنواع علوم الحديث، وفائدتها: حتى لا يظن أن الشخص الواحد شخصين، فيما لو ذكر مرة بلقبه ومرة باسمه، فإن من لا يعرف أن الأعرج لقب لـعبد الرحمن بن هرمز يظن أن الأعرج شخص، وأن عبد الرحمن بن هرمز شخص آخر، أما إذا عرف فإنه لا يلتبس عليه، وذلك إذا جاء في بعض الأسانيد عبد الرحمن بن هرمز، وفي بعضها الأعرج، فإنه يعرف أن هذا هو هذا، وأن الأعرج هو لقب لـعبد الرحمن بن هرمز، وهو ثقة، وخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

قوله: [عن أبي هريرة].

هو عبد الرحمن بن صخر صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأكثر الصحابة حديثاً على الإطلاق، وهو أكثر السبعة الذين عرفوا بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذين قال فيهم السيوطي في ألفيته:

والمكثرون في رواية الأثرأبو هريرة يليه ابن عمر

وأنس والبحر كالخدريِوجابر وزوجة النبيِ

والبحر هو ابن عباس، وزوجة النبي يعني: عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها، فهؤلاء السبعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم أكثر الصحابة حديثاً، وأكثر هؤلاء السبعة: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وهؤلاء الخمسة الذين هم رجال الإسناد: قتيبة بن سعيد، ومالك بن أنس، وأبو الزناد عبد الله بن ذكوان، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وأبو هريرة، هؤلاء الخمسة حديثهم أخرجه أصحاب الكتب الستة.

الاستهام على التأذين

شرح حديث: (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول... لاستهموا عليه)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الاستهام على التأذين.

أخبرنا قتيبة عن مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو علموا ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبواً )].

هنا أورد النسائي رحمه الله هذه الترجمة وهي: باب: الاستهام على الأذان.

الاستهام هو الاقتراع؛ يعني: عمل قرعة حتى يميز من يكون الأحق، ومن يكون الأولى؛ لشدة التنافس والحرص على التأذين، فيكون الفاصل والمميز لهم هو القرعة، يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه)، يعني: لو يعلمون ما في النداء الذي هو الأذان، والصف الأول الذي هو أول الصفوف، لو يعلمون ما فيها من الأجر لتنافسوا وتسابقوا حتى لا يميز بينهم إلا بالقرعة، وكل يقول: أنا المستحق ولا يتنازل عن حقه، فيكون الفاصل بينهم القرعة، وهذا يبين لنا فضل التأذين، وعظم شأنه، وأن هذا دال على فضله، إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا)، يعني: لم يجدوا شيئاً يميز بينهم، ويقدم بعضهم على بعض إلا الاستهام لاستهموا، وهذا فيه بيان فضل الصف الأول، وفضل التأذين، وأنهم لو يعلمون ما فيه من الأجر لكان التنافس والتسابق بينهم، بحيث لا يميز بعضهم على بعض، ويقدم بعضهم على بعض إلا القرعة، وهذا هو محل الشاهد من إيراد الحديث في الباب.

وقوله: (ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه)، هذا من الأدلة الدالة على مشروعية القرعة، فقد جاء فيها أحاديث منها هذا الحديث، وجاء ذكرها في القرآن في قصة مريم: أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ [آل عمران:44]، وجاءت أيضاً في قصة يونس: فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ [الصافات:141]، يعني: عملوا قرعة على من يرمى في البحر، فوقعت القرعة عليه فرمي في البحر فابتلعه الحوت، فجاء ذكرها في القرآن وجاء ذكرها في السنة في مواضع، منها هذا الموضع الذي معنا: (ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه)، فهو دال على مشروعية القرعة.

ثم أيضاً قوله: (ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه)، التهجير: هو التبكير إلى الصلوات، قيل: إنها صلاة الظهر، وقيل: مطلقاً؛ يعني: لو يعلمون ما فيه من الأجر لاستبقوا إليه، ولكانوا يتنافسون في الوصول إلى المسجد مبكراً.

ثم قال: (ولو يعلم الناس ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبواً)، العتمة: هي العشاء، يعني: لو يعلمون ما فيهما من الأجر لأتوهما، أي: لأتوا المساجد ليصلوهما، وليأتوا بهاتين الصلاتين اللتين هما صلاة العشاء وصلاة الفجر، وقوله: (ولو يعلم الناس ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبواً)؛ أي: لأتوا إلى المسجد لأدائهما ولو حبواً على الركب، يحبون على ركبهم لوجود المانع والعائق الذي يعوق ويحول بينهم وبين ذلك من شدة المرض، فإنهم يكون هذا حالهم لو يعلمون ما فيهما من أجر، وقد جاء في الحديث من حديث أبي هريرة من طريق أخرى أنه قال: (أثقل الصلاة على المنافقين: صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيها من الأجر لأتوهما ولو حبواً)، وهنا يقول صلى الله عليه وسلم: (ولو يعلم الناس ما في العتمة والصبح لأتوهما)؛ أي: لأتوا إلى المسجد لأدائهما ولو حبواً على ركبهم، وكلمة: (ولو حبواً)، حبواً هذه خبر لكان واسمها، يعني: كان واسمها قد حذف وبقي الخبر، ولو كان إتيانهم إليهما حبواً على ركبهم، ففي هذا مثال على حذف كان واسمها.

وجاء أيضاً في الحديث الذي أشرت إليه أنه قال عليه الصلاة والسلام: (والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عَرْقاً سميناً أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء)؛ يعني: لو كان يعلم أحدهم أنه يجد في المسجد لحماً يوزع في وقت صلاة العشاء ووقت صلاة الفجر، ولو كان ذلك اللحم شيئاً هزيلاً، ولم يكن نفيساً وثميناً، فإن ذلك يؤدي إلى أنهم يأتون ليحصلوا نصيبهم من الدنيا، وأما الآخرة فإنهم لا يفكرون فيها، ولا يشتغلون بها، ولا يستعدون لها، فهذا هو شأن المنافقين، وعلى عكس ذلك ما كان عليه أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، ورضي الله تعالى عنهم وأرضاهم كما جاء عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه أنه قال: [من سره أن يلقى الله غداً مؤمناً فليحافظ على هؤلاء الصلوات الخمس حيث ينادى لهن، فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف]؛ يعني: من شدة المرض لا يستطيع أن يمشي على رجليه، ولكنه يأتي بمن معه يسنده على يمينه، ويسنده على شماله، فيمسك بعضده اليمنى وعضده اليسرى حتى يأتي إلى المسجد، ويقام في الصف من شدة المرض.

وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عنهم وأرضاهم لما كانوا يعلمون الفضل ويعلمون الأجر كانوا يبادرون ويأتون مع شدة المرض.

أما المنافقون فإنهم يتخلفون، ولو يعلمون أن هناك لحماً يوزع في المسجد، ولو كان ذلك اللحم يسيراً وتافهاً لأتوا؛ لأن همهم الدنيا وليس همهم الآخرة، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم همهم الآخرة، ولهذا يعلمون ما فيها من الأجر، ويأتي الواحد منهم يهادى بين الرجلين، فهذا الحديث يدلنا على فضل التأذين، وعلى فضل الصف الأول، ويدلنا على فضل التبكير إلى المساجد، ويدلنا على أن من علامة خسران المنافقين أنهم لا يعلمون الأجر الذي أعده الله تعالى لمن يصلي العشاء والفجر، فلهذا يتخلفون عنها.

وإنما خصت العشاء والفجر دون بقية الصلوات؛ لأن العشاء تكون في أول الليل، والفجر تكون آخر الليل، ومن المعلوم أن الناس عندما يكدحون في النهار لتحصيل الرزق في أعمالهم، فإنه إذا جاء الليل فإنهم يبادرون إلى النوم، فيأتي وقت العشاء وقد ناموا عنها، وقد كان عليه الصلاة والسلام يكره النوم قبلها والحديث بعدها؛ وذلك لأن ذلك يؤدي إلى تفويتها، فهي تأتي في أول الليل، وفي الوقت الذي الناس بحاجة إلى النوم، وأما صلاة الفجر فتأتي في آخر الليل، وفي الوقت الذي يكون الناس قد تلذذوا بالنوم، وطاب لهم الفراش، فيكون هذا شأن الذين لا يعلمون الأجر، ولا تهمهم الآخرة، وإنما تهمهم الدنيا والعياذ بالله.

تراجم رجال إسناد حديث: (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول... لاستهموا عليه)

قوله: [أخبرنا قتيبة عن مالك].

وقد مر ذكرهما.

[عن سمي].

هو مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وهو ثقة، وخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام هو أحد الفقهاء السبعة على أحد الأقوال في السابع منهم

[عن أبي صالح].

هو ذكوان السمان، أبو صالح ذكوان السمان، وهو ثقة، وخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[عن أبي هريرة].

وقد مر ذكره في الإسناد الذي قبل هذا.

اتخاذ المؤذن الذي لا يأخذ على أذانه أجراً

شرح حديث عثمان بن أبي العاص في اتخاذ المؤذن الذي لا يأخذ على أذانه أجراً

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب اتخاذ المؤذن الذي لا يأخذ على أذانه أجراً.

أخبرنا أحمد بن سليمان حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة حدثنا سعيد الجريري عن أبي العلاء عن مطرف عن عثمان بن أبي العاص أنه قال: (قلت: يا رسول الله، اجعلني إمام قومي، فقال: أنت إمامهم، واقتد بأضعفهم، واتخذ مؤذناً لا يأخذ على أذانه أجراً)].

هنا أورد النسائي رحمه الله هذه الترجمة باب: اتخاذ المؤذن الذي لا يأخذ على أذانه أجراً.

وقد أورد النسائي فيها حديث عثمان بن أبي العاص رضي الله تعالى عنه: أنه طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعله إمام قومه، فقال: (أنت إمامهم، واقتد بأضعفهم)، يعني: في الإمامة عندما يصلي بالناس يلاحظ الضعيف، بحيث لا يشق عليه، ولا يطيل الصلاة إطالة تشق على من كان ضعيفاً، وإنما يلاحظ جانب الأضعف، فيكون هو الذي يحسب حسابه في الصلاة من حيث الإطالة والتقصير، فلا يطيلها إطالة تشق على من كان ضعيفاً، أو تضر به وهذا يماثله ما جاء في كلامه صلى الله عليه وسلم مع معاذ، عندما شكاه بعض الصحابة الذين قالوا: إنه أطال في صلاته، فقال: (أفتان أنت يا معاذ!)، وهنا قال: (واقتد بأضعفهم)؛ يعني: في إطالتك للقراءة، وإطالتك الصلاة اعتبر الضعيف هو الذي يقاس عليه المقدار، فلا ينظر إلى القوي، بل ينظر إلى الضعيف، ويراعى جانب الضعيف ولا يراعى جانب القوي.

قوله: (واتخذ مؤذناً لا يأخذ على أذانه أجراً).

وهذا هو محل الشاهد، والعلماء اختلفوا في أخذ الأجرة على الأذان، فمنهم من أجاز ذلك واعتبره مثلما جاء في أخذ الأجرة على الرقية من اللّدغة في قصة اللديغ الذي رقاه أحد منهم، وأعطوه قطيعاً من الغنم، ولما أخبروا الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله)، فقالوا: هذا منه، ومن العلماء من منع ذلك، وقال: إن هذا من قبيل القرب التي يكون الباعث عليها الإخلاص، ولا يكون الباعث عليها الدنيا، قالوا: فيمنع الأجر، ولكن يجوز أن يؤخذ الجعل، وهو ما يجعل من أوقاف، وما يجعل من التبرعات، وما يجعل من أعطيات ومنح، وخاصة لمن يقوم بهذه المهمة، فإن هذا جعل يعطاه من يتولى هذا العمل، ومن يهيئ نفسه لهذا العمل.

والذين قالوا: بعدم أخذ الأجرة على الأذان، قالوا: إن هذا على سبيل الكراهة، وليس على سبيل التحريم؛ بحيث أنه لا يتخذ أجراً، وأنه لا يجوز غيره، قال: إن هذا هو الأولى؛ أي: الأولى هو المؤذن الذي لا يأخذ على أذانه أجراً، أما كونه يأخذ فإن ذلك سائغ، ومن المعلوم أن الإنسان يلاحظ الإخلاص، ويكون الباعث له على ذلك هو رجاء الأجر والثواب من الله عز وجل الذي أعده الله تعالى للمؤذنين، ولكنه إذا وضع شيء، وخصص شيء من بيت المال، أو من أوقاف توقف لمن يقوم بهذه المهمة، فإن أخذه إياها لا بأس به، ولا مانع منه.

تراجم رجال إسناد حديث عثمان بن أبي العاص في اتخاذ المؤذن الذي لا يأخذ على أذانه أجراً

قوله: [أخبرنا أحمد بن سليمان].

هو الرهاوي، وهو ثقة، حافظ، وقد أخرج حديثه النسائي وحده.

[حدثنا عفان].

هو ابن مسلم الصفار، وهو ثقة، ثبت، وخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[حدثنا حماد بن سلمة].

هو حماد بن سلمة بن دينار، وهو ثقة، وخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

[حدثنا سعيد الجريري].

هو سعيد بن إياس الجريري، وهو ثقة، وخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[عن أبي العلاء].

هو يزيد بن عبد الله بن الشخير أخو مطرف بن عبد الله بن الشخير الذي يروي عنه في هذا الإسناد، وهو مشهور بكنيته أبو العلاء، فهو يروي عن أخيه مطرف بن عبد الله بن الشخير، وهو ثقة، وخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[عن مطرف].

هو مطرف بن عبد الله بن الشخير، وهو ثقة، زاهد، عابد، وخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[عن عثمان بن أبي العاص].

هو عثمان بن أبي العاص الثقفي الطائفي، وقد استعمله الرسول صلى الله عليه وسلم على الطائف، وحديثه أخرجه مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

القول مثلما يقول المؤذن

شرح حديث: (إذا سمعتم النداء فقولوا مثلما يقول المؤذن)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب القول مثلما يقول المؤذن.

أخبرنا قتيبة عن مالك عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا سمعتم النداء فقولوا مثلما يقول المؤذن)].

يعني: مشروعية القول مثلما يقول المؤذن، والمقصود من ذلك: أن من يسمع النداء يقول مثلما يقول، ولكن يستثنى من ذلك: حي على الصلاة حي على الفلاح فإنه يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله عند كل منهما، أما ما عدا ذلك فإنه يقول كما يقول المؤذن: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله مثل ذلك تماماً، وعند حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح يقول عند كل منها: (لا حول ولا قوة إلا بالله)، والله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله مثله تماماً، والصلاة خير من النوم يقول: (الصلاة خير من النوم)، وكذلك في الإقامة يقول كما يقول في الأذان إلا عند قد قامت الصلاة فإنه يقول: (قد قامت الصلاة)، يعني: أن من يسمع النداء يقول مثل قوله، ويستثنى من ذلك حي على الصلاة حي على الفلاح، فإنه يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فهو عام مراد به الخصوص؛ لأنه لا يقول: حي على الصلاة؛ لأن حي على الصلاة هي نداء، والإنسان لا ينادي، بل المؤذن هو الذي ينادي، وأما الباقي فهو ذكر لله عز وجل.

أما حي على الصلاة حي على الفلاح فيقولها المؤذن لكي ينادي الناس.

وقد أورد النسائي في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: (إذا سمعتم النداء فقولوا مثلما يقول المؤذن)، والنداء هنا يشمل الأذان والإقامة، فإن الإقامة يقال فيها مثلما يقال في الأذان؛ لأن العموم يشملها: (إذا سمعتم النداء فقولوا مثلما يقول المؤذن)، ويستثنى من ذلك -كما قلنا- حي على الصلاة حي على الفلاح، فيقال: لا حول ولا قوة إلا بالله.

تراجم رجال إسناد حديث: (إذا سمعتم النداء فقولوا مثلما يقول المؤذن)

قوله: [أخبرنا قتيبة عن مالك].

وقد مر ذكرهما.

[عن الزهري].

هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب يلتقي نسبه مع نسب الرسول صلى الله عليه وسلم بـكلاب، زهرة بن كلاب أخو قصي بن كلاب، وهو ينسب إلى جده زهرة فيقال: الزهري، وينسب إلى جده شهاب فيقال: ابن شهاب، وهو محدث فقيه مكثر من رواية الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من صغار التابعين الذين رأوا صغار الصحابة، فإنه روى عن أنس بن مالك كما سبق أن مر بنا بعض الأحاديث التي يرويها الزهري عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، فهو من صغار التابعين، وهو ثقة، وخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[عن عطاء بن يزيد].

هو عطاء بن يزيد الليثي المدني، وهو ثقة، وخرج حديثه أصحاب الكتب الستة أيضاً.

[عن أبي سعيد الخدري].

هو سعد بن مالك بن سنان، وهو مشهور بكنيته ونسبته، وكنيته أبو سعيد الخدري، واسمه سعد بن مالك بن سنان رضي الله تعالى عنه، وهو أحد السبعة المكثرين من رواية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذين ذكرتهم قريباً عند ذكر أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.

ثواب القول مثلما يقول المؤذن

شرح حديث أبي هريرة في ثواب من قال مثلما يقول المؤذن

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب ثواب ذلك.

أخبرنا محمد بن سلمة حدثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث أن بكير بن الأشج حدثه أن علي بن خالد الزرقي حدثه أن النضر بن سفيان حدثه أنه سمع أبا هريرة رضي الله تعالى عنه يقول: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام بلال ينادي، فلما سكت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال مثل هذا يقيناً دخل الجنة)].

هنا أورد النسائي رحمه الله باب: ثواب ذلك.

يعني: ثواب القول مثلما يقول المؤذن؛ لأن ذلك يرجع إلى التراجم السابقة، وهي القول كما يقول المؤذن، وهذه الترجمة وهي باب: ثواب ذلك؛ أي: ثواب القول مثلما يقول المؤذن أورد النسائي فيه حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم فأذن بلال، فلما سكت قال: (من قال مثل هذا يقيناً دخل الجنة).

وقوله: (من قال مثل هذا) يعني: مثلما قال هذا الذي قاله المؤذن، (يقيناً)؛ يعني: مخلصاً من قلبه، صادقاً في قوله، يرجو ثواب الله عز وجل، فإن ذلك من أسباب دخول الجنة، فهذا دال على فضل القول كما يقول المؤذن؛ لأن فيه هذا الأجر العظيم الذي أرشد إليه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.

تراجم رجال إسناد حديث أبي هريرة في ثواب من قال مثلما يقول المؤذن

قوله: [أخبرنا محمد بن سلمة].

هو المرادي المصري، وهو ثقة، وخرج حديثه مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه ، ولم يخرج له البخاري، ولا الترمذي.

[حدثنا ابن وهب].

هو عبد الله بن وهب المصري، وهو ثقة، وخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[عن عمرو بن الحارث].

هوعمرو بن الحارث وهو المصري، وهو ثقة، وخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[أن بكير بن الأشج حدثه].

هو بكير بن عبد الله بن الأشج، وهو ثقة، وخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[ أن علي بن خالد الزرقي حدثه].

علي بن خالد الزرقي صدوق، وقد أخرج له النسائي وحده.

[أن النضر بن سفيان حدثه].

وهو مقبول، وأخرج له النسائي وحده.

[أنه سمع أبا هريرة].

وقد مر ذكره قريباً في الإسناد الذي قبل الذي قبل هذا.

الزرقي هو نفسه الدؤلي، وقال الحافظ ابن حجر يقال: إنهما اثنان، لكن هو ذكره شخصاً واحداً، وكذلك في الخلاصة، وقال: إنه روى عنه بكير بن الأشج، وروى هو عن النضر بن سفيان، وقال: المدني الدؤلي، والحافظ في التقريب قال: (إنه مقبول).

وغالب رجال الإسناد مصريين، بكير مصري، ومحمد بن سلمة مصري، وابن وهب مصري، وعمرو بن الحارث مصري، وبكير بن الأشج مصري، وعلي بن خالد الزرقي مدني، وشيخه مدني، وأبو هريرة مدني.

والزرقي صدوق، وأما النضر بن سفيان هو المقبول.

والزرقي هو بضم الزاي، نسبة إلى جماعة من الأنصار.

القول مثلما يتشهد المؤذن

شرح حديث معاوية بن أبي سفيان في القول مثلما يتشهد المؤذن

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب القول مثلما يتشهد المؤذن.

أخبرنا سويد بن نصر أخبرنا عبد الله بن المبارك عن مجمع بن يحيى الأنصاري قال: (كنت جالساً عند أبي أمامة بن سهل بن حنيف رضي الله تعالى عنه، فأذن المؤذن، فقال: الله أكبر الله أكبر، فكبر اثنتين، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، فتشهد اثنتين، فقال: أشهد أن محمداً رسول الله، فتشهد اثنتين، ثم قال: حدثني هكذا معاوية بن أبي سفيان عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم)].

ثم قال النسائي رحمه الله باب: القول مثلما يتشهد المؤذن.

يعني: أن من يسمع المؤذن يتشهد، بأن يقول مثلما يقول، وهذه تعتبر جزء من التراجم السابقة؛ لأن التراجم السابقة عامة، فيقول مثلما يقول المؤذن، والمؤذن يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، فيقول: أشهد أن لا إله إلا الله، ويقول: أشهد أن محمداً رسول الله، فيقول: أشهد أن محمداً رسول الله، وقد أورد النسائي فيه حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنه: (أنه لما قال المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله الله تشهد)، قال: مثل ذلك مرتين.

قوله: (فكبر اثنتين)، يعني: أن هذا الذي قاله قاله مرتين، حتى يكون موافقاً لما جاء من ألفاظ الأذان بأنها أربع قبل الشهادتين، فقوله: (الله أكبر الله أكبر، كبر اثنتين)، يعني: قال ذلك مرتين، الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، فعلى هذا يكون أربع، وعلى هذا يتفق ما جاء في الروايات الأخرى أن المؤذن يقول في أول الأذان: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، فتربيع الأذان في الأول؛ يعني: إذا كان مرتين فسر؛ لأنه قال: الله أكبر الله أكبر، وكررها مرتين؛ معناه: أنه ربّع الأذان، فصار مطابق للروايات الأخرى.

قوله: (فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، فتشهد اثنتين)، يعني: أنه قال مثلما قال المؤذن، وهذا هو محل الشاهد من الحديث، ثم قال: إنه يرويه عن معاوية، ومعاوية يحدث بذلك عن رسول الله.

(قال: حدثني هكذا معاوية بن أبي سفيان عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم).

قوله: (عن رسول الله صلى الله عليه وسلم)، وهذا هو الذي يدل على أنه مرفوع؛ لأن معاوية حدّث بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه يتشهد عندما يتشهد المؤذن؛ أي: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، فيقول كما يقول تماماً.

تراجم رجال إسناد حديث معاوية بن أبي سفيان في القول مثلما يتشهد المؤذن

قوله: [أخبرنا سويد بن نصر].

هو سويد بن نصر المروزي، وهو ثقة، وخرج حديثه الترمذي، والنسائي.

[أخبرنا عبد الله بن المبارك].

هو عبد الله بن المبارك المروزي، وهو ثقة، ثبت، جواد، مجاهد، قال الحافظ ابن حجر في التقريب بعدما ذكر جملة من صفاته: (جمعت فيه خصال الخير)، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

[عن مجمع بن يحيى الأنصاري].

هو مجمع بن يحيى الأنصاري، وهو صدوق، وخرج له مسلم، والنسائي.

[عن أبي أمامة حدثني معاوية بن أبي سفيان].

وقد مر ذكرهم في الإسناد الذي قبل هذا.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , شرح سنن النسائي - كتاب الأذان - (باب فضل التأذين) إلى (باب القول مثل ما يتشهد المؤذن) للشيخ : عبد المحسن العباد

https://audio.islamweb.net