إسلام ويب

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي الليل سبعاً، وتسعاً، وإحدى عشرة، وثلاث عشرة، وكان غالب أحواله إحدى عشرة، ولما أسن صار يصلي سبعاً.

ذكر الاختلاف على حبيب بن أبي ثابت في حديث ابن عباس رضي الله عنهما في الوتر

شرح حديث: (أنه صلى الله عليه وسلم قام من الليل فاستن ... ثم أوتر بثلاث وصلى ركعتين ..)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب ذكر الاختلاف على حبيب بن أبي ثابت في حديث ابن عباس رضي الله عنهما في الوتر.

أخبرنا محمد بن رافع حدثنا معاوية بن هشام حدثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن محمد بن علي عن أبيه عن جده رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه قام من الليل فاستن ثم صلى ركعتين، ثم نام ثم قام فاستن ثم توضأ فصلى ركعتين، حتى صلى ستاً، ثم أوتر بثلاث وصلى ركعتين)].

ثم ذكر النسائي اختلاف الناقلين على حبيب بن أبي ثابت، في حديث ابن عباس في الوتر، وأورد فيه حديث ابن عباس من طرق، أولها هذه الطريق الذي فيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قام من نومه فاستن، أي: استاك وصلى ركعتين، ثم نام ثم قام، واستن، وتوضأ وصلى ركعتين حتى صلى ستاً، ثم صلى ثلاثاً، وصلى ركعتين، وفيه ذكر أنه صلى ثلاثاً التي أوتر بها.

تراجم رجال إسناد حديث: (أنه صلى الله عليه وسلم قام من الليل فاستن ... ثم أوتر بثلاث وصلى ركعتين ...)

قوله: [أخبرنا محمد بن رافع].

هو محمد بن رافع النيسابوري القشيري شيخ الإمام مسلم، وقد أكثر مسلم من الرواية عنه، وهو من بلده ومن قبيلته؛ لأن مسلم قشيري، ونيسابوري، ومحمد بن رافع نيسابوري قشيري، فهو من أهل بلد الإمام مسلم، ومن قبيلة الإمام مسلم التي هي: قشير، ولهذا عندما يذكرون الإمام مسلم ونسبته إلى قبيلته فيقولون: القشيري من أنفسهم، يعني: أن نسبته إلى قشير نسبة أصل ونسب، بخلاف البخاري، فإنهم إذا قالوا: الجعفي قالوا: مولاهم، ليست نسبته نسبة نسب، ولكنها نسبة ولاء؛ لأن أحد أجداد البخاري أسلم على يدي أحد الجعفيين، فقيل له: الجعفي، أي: جده، نسبة إلى ذلك الشخص الذي أسلم على يديه، فكان ينسب إليهم، فهو ونسله يقال لهم: الجعفيين ولاء، فإذا ذكروا نسبة البخاري إلى الجعفيين قالوا: مولاهم، يعني نسبته نسبة ولاء، والولاء يكون بالحلف، ويكون بالإسلام، ويكون بالعتق، فيقال: مولى للمولى بالحلف، والمولى بالإسلام، ومنه نسبة البخاري إلى الجعفيين، فإنها ولاء بالإسلام، ونسبة إلى العتق، رقيق يعتق فينسب إلى من أعتقه ولاء، فيقال: مولاه أو مولى آل فلان. وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه.

[حدثنا معاوية بن هشام].

صدوق له أوهام، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

[حدثنا سفيان].

هو الثوري، وقد مر ذكره.

[عن حبيب بن أبي ثابت].

ثقة يرسل ويدلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

[عن محمد بن علي].

هو محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

[عن أبيه].

هو علي بن عبد الله بن عباس، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

[عن أبيه عبد الله بن عباس].

وقد مر ذكره.

شرح حديث: (... فقام فتوضأ واستاك ... وصلى ركعتين وأوتر بثلاث) من طريق ثانية

وقال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أحمد بن سليمان حدثنا حسين عن زائدة عن حصين عن حبيب بن أبي ثابت عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده رضي الله عنهما قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فقام فتوضأ واستاك وهو يقرأ هذه الآية حتى فرغ منها: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ [آل عمران:190]، ثم صلى ركعتين، ثم عاد فنام حتى سمعت نفخه، ثم قام فتوضأ واستاك، ثم صلى ركعتين، ثم نام، ثم قام فتوضأ واستاك، وصلى ركعتين وأوتر بثلاث].

أورد النسائي حديث ابن عباس من طريق أخرى، وهي مثل الذي قبلها، يعني: صلى ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين، ثم صلى ثلاثاً، والطريق الأولى أنه صلى ركعتين يعني: بعد الوتر بثلاث، صلى ركعتين، وفيه أنه نام بعد الركعتين، ثم نام مرة أخرى بعد الركعتين، ثم نام، ثم أوتر بثلاث.

تراجم رجال إسناد حديث: (... فقام فتوضأ واستاك ... وصلى ركعتين وأوتر بثلاث) من طريق ثانية

قوله: [أخبرنا أحمد بن سليمان].

هو الرهاوي، ثقة، حافظ، أخرج له النسائي وحده، وقد مر ذكره آنفاً.

[حدثنا حسين].

هو حسين بن علي الجعفي البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[عن زائدة].

هو زائدة بن قدامة البصري، وهو ثقة ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[ عن حصين ].

هو حصين بن عبد الرحمن الكوفي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[عن حبيب عن محمد بن علي عن أبيه عن ابن عباس].

وقد مر ذكرهم في الإسناد الذي قبل هذا.

طريق ثالثة لحديث: (استيقظ رسول الله صلى الله فاستن) وتراجم رجال إسنادها

وقال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن جبلة حدثنا معمر بن مخلد ثقة حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد عن حبيب بن أبي ثابت عن محمد بن علي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستن. وساق الحديث].

أورد النسائي حديث ابن عباس من طريق أخرى، وفيه الإحالة على الطريق التي قبلها: أنه استيقظ واستن، ثم ساق الحديث الذي هو كونه قام، واستاك، وتلا الآيات من آخر سورة آل عمران، وصلى ركعتين ثم نام، ثم صلى ركعتين ثم نام، ثم صلى ركعتين ثم نام، ثم قام وصلى ثلاثاً، يعني: هذا الحديث الطريق الأخرى: أنه قام واستن، وساق الحديث، أي: كالرواية التي قبله.

قوله: [أخبرنا محمد بن جبلة].

صدوق، أخرج حديثه النسائي وحده.

[حدثنا معمر بن مخلد].

ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.

[حدثنا عبيد الله بن عمرو].

هو الرقي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[عن زيد].

هو زيد بن أبي أنيسة، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[عن حبيب بن أبي ثابت عن محمد بن علي عن ابن عباس].

وقد مر ذكرهم.

شرح حديث: (كان رسول الله يصلي من الليل ثمان ركعات ويوتر بثلاث ...)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب ذكر الاختلاف على حبيب بن أبي ثابت في حديث ابن عباس رضي الله عنهما في الوتر.

أخبرنا هارون بن عبد الله حدثنا يحيى بن آدم حدثنا أبو بكر النهشلي عن حبيب بن أبي ثابت عن يحيى بن الجزار عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثمان ركعات، ويوتر بثلاث، ويصلي ركعتين قبل صلاة الفجر). خالفه عمرو بن مرة فرواه عن يحيى بن الجزار عن أم سلمة رضي الله عنها، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم].

فهذا الحديث حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يصلي ثمان، ثم يوتر بثلاث، ثم يصلي ركعتين قبل صلاة الصبح. فيه أنه عليه الصلاة والسلام كان يصلي إحدى عشرة ركعة، يصلي ثمانياً ثم يصلي ثلاثاً، فيكون مجموع صلاته في الليل إحدى عشرة ركعة، ثمان منها، إما متصلة، وإما مفصولة، وثلاث منها إما متصلة بحيث لا يسلم إلا في آخرها، وإما أنه يسلم بعد الاثنتين، ثم يأتي بالركعة على حدة، وكل ذلك جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان يأتي بثلاث لا يسلم إلا في آخرها، وليس هناك تشهد بين الثانية والثالثة، وإنما هي ثلاث مسرودة، وكذلك يأتي باثنتين يتشهد ويسلم، ثم يأتي بركعة مستقلة، فهذا من هديه عليه الصلاة والسلام، وعمله في قيام الليل، والوتر صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.

تراجم رجال إسناد حديث: (كان رسول الله يصلي من الليل ثمان ركعات ويوتر بثلاث)

قوله: [أخبرنا هارون بن عبد الله].

هو البغدادي الحمال، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم وأصحاب السنن الأربعة.

[يروي عن يحيى بن آدم].

هو ابن سليمان الكوفي، وهو ثقة، حافظ، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[عن أبي بكر النهشلي].

هو عبد الله بن قطاف أبو بكر النهشلي، وهو صدوق، أخرج له مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، لم يخرج له البخاري، ولا أبو داود.

[عن حبيب بن أبي ثابت].

هو حبيب بن أبي ثابت الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو يرسل ويدلس.

[عن يحيى الجزار].

وصدوق، أخرج حديثه مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

[عن ابن عباس].

هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد العبادلة الأربعة من أصحابه الكرام، وهم: عبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، هؤلاء هم العبادلة الأربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وجابر، وأبو سعيد، وأنس بن مالك، وأم المؤمنين عائشة، رضي الله تعالى عن الجميع.

شرح حديث: (كان رسول الله يوتر بثلاث عشرة ركعة ...)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أحمد بن حرب حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن يحيى بن الجزار عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث عشرة ركعة، فلما كبر وضعف أوتر بتسع). خالفه عمارة بن عمير فرواه عن يحيى بن الجزار عن عائشة رضي الله تعالى عنها].

وهذا أيضاً حديث عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها وأرضاها، فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث عشرة ركعة، أي: جملة صلاة الليل التي نهايتها الوتر، ويطلق الوتر على الثلاث، وعلى الركعة الأخيرة، وعلى صلاة الليل كلها؛ لأنها وتر وليست بشفع؛ لأنها قد ختمت بوتر، فتقول أم سلمة: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث عشرة ركعة، فلما كبر وضعف أوتر بتسع)، وقوله: [(ثلاثة عشرة ركعة)] مع أن المعروف، أو الكثير في الروايات أنه يصلي إحدى عشرة ركعة، وقيل: إن التوفيق بين الروايتين أن المراد بهاتين الثنتين التي هي مكملة للثلاث عشرة ركعة بعد الحادية عشرة، هي ركعتان خفيفتان يبدأ بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الليل، وقيل غير ذلك، والثلاث عشرة ركعة هي أكثر ما جاء عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه يفعله، فأكثر ما روي عن رسول الله عليه الصلاة والسلام فعله في قيام الليل ثلاث عشرة ركعة، وأقل ما جاء عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه صلى في الليل سبع ركعات، وهذا عندما كبر صلى تسعاً، وقد جاء في بعض الأحاديث أنه صلى سبعاً.

تراجم رجال إسناد حديث: (كان رسول الله يوتر بثلاث عشرة ركعة ...)

قوله: [أخبرنا أحمد بن حرب].

هو أحمد بن حرب الموصلي، وهو صدوق، أخرج حديثه النسائي وحده.

[حدثنا أبو معاوية].

هو محمد بن خازم الضرير الكوفي، وهو ثقة، أحفظ الناس لحديث الأعمش، وهو مشهور بكنيته أبو معاوية، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

[عن الأعمش].

هو سليمان بن مهران الكاهلي الكوفي، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.

[عن عمرو بن مرة].

هو عمرو بن مرة الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[عن يحيى الجزار عن أم سلمة].

وقد مر ذكرهما.

شرح حديث: (كان رسول الله يصلي من الليل تسعاً ...)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أحمد بن سليمان حدثنا حسين عن زائدة عن سليمان عن عمارة بن عمير عن يحيى بن الجزار عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل تسعاً، فلما أسن وثقل صلى سبعاً)].

أورد النسائي حديث عائشة رضي الله عنها، وأنه كان يصلي تسعاً، يعني: في بعض أحواله، ويصلي إحدى عشرة، ويصلي ثلاث عشرة، ويصلي سبعاً، في بعض أحواله، فأقل شيء جاء عنه عليه الصلاة والسلام أنه صلى من الليل سبعاً، وأكثر شيء جاء عنه أنه صلى ثلاث عشرة، وأكثر ما ورد عنه أنه كان يصلي إحدى عشرة ركعة، وجاء عنه أنه يصلي تسعاً، كما جاء في هذا الحديث، والمقصود أن هذا في بعض أحواله أنه يصلي تسعاً، ويصلي إحدى عشرة، ويصلي ثلاث عشرة، ولما أسن كان يصلي سبعاً.

تراجم رجال إسناد حديث: (كان رسول الله يصلي من الليل تسعاً ...)

قوله: [أخبرنا أحمد بن سليمان].

هو أحمد بن سليمان الرهاوي، وهو ثقة، حافظ، أخرج حديثه النسائي وحده.

[حدثنا حسين].

هو ابن علي الجعفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[عن زائدة].

هو زائدة بن قدامة، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[عن سليمان].

هو الأعمش، سليمان بن مهران الكاهلي، يأتي ذكره باسمه كما هنا، ويأتي ذكره باللقب الأعمش، يأتي أحياناً هكذا وأحياناً هكذا، ومعرفة ألقاب المحدثين هي نوع من أنواع علوم الحديث، وفائدة معرفة هذا النوع ألا يظن الشخص الواحد شخصين، فيما إذا ذكر باسمه مرة وبلقبه أخرى، يظن أن هذا شخص وهذا شخص، مثلما هنا جاء ذكر الأعمش في الإسناد الذي قبل هذا، وجاء ذكر سليمان في هذا الإسناد، وسليمان هو: الأعمش، والأعمش هو: سليمان، ذكر باسمه مرة وذكر بلقبه مرة، فمن لا يعرف يظن أن الشخص الواحد شخصين، الأعمش شخص، وسليمان شخص، والذي يعلم بأن الأعمش لقب، وصاحب اللقب هو سليمان بن مهران، يذكر باسمه أحياناً، ويذكر بلقبه أحياناً، لا يلتبس عليه الأمر.

[عن عمارة بن عمير].

ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[عن يحيى عن عائشة].

وقد مر ذكرهما.

ذكر الاختلاف على الزهري في حديث أبي أيوب رضي الله عنه في الوتر

شرح حديث: (الوتر حق فمن شاء أوتر بسبع ...)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب ذكر الاختلاف على الزهري في حديث أبي أيوب رضي الله عنه في الوتر.

أخبرنا عمرو بن عثمان، حدثنا بقية، حدثني ضبارة بن أبي السليك، حدثني دويد بن نافع، أخبرني ابن شهاب، حدثني عطاء بن يزيد عن أبي أيوب : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الوتر حق، فمن شاء أوتر بسبع، ومن شاء أوتر بخمس، ومن شاء أوتر بثلاث، ومن شاء أوتر بواحدة)].

أورد النسائي ذكر الاختلاف على الزهري في حديث أبي أيوب في الوتر، وقد جاء من طرق متعددة، منها ما هو مرفوع، ومنها ما هو موقوف على أبي أيوب، والطريق الأولى من هذه الطرق هي هذه الطريق التي يقول فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الوتر حق، فمن شاء أوتر بسبع، ومن شاء أوتر بخمس، ومن شاء أوتر بثلاث، ومن شاء أوتر بواحدة)، وهذا يدلنا على أن أمر الوتر واسع، وأنه يمكن للإنسان أن يوتر بواحدة، وهي أقل شيء، ويمكن أن يوتر بثلاث، ويمكن أن يوتر بخمس، ويمكن أن يوتر بسبع.

وقوله: [(الوتر حق)]، استدل بعض أهل العلم بهذا القول على وجوب الوتر، وأما جمهور العلماء، يقولون: أن المقصود بقوله (حق)، أي: أنه مشروع ثابت، وهو من آكد السنن المستحبة، وقد عرفنا في الدروس الماضية جملة من النصوص الدالة على أنه ليس بواجب، وإنما هو مستحب، ومنها: أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يوتر على الراحلة، وكان من هديه ألا يصلي الفرائض إلا وهو نازل على الأرض، لا يصلي الفرض وهو راكب على الدابة، بل كان ينزل إذا أراد أن يصلي الفريضة، وأما بالنسبة للنوافل ولصلاة الليل والوتر، فإنه يوتر وهو على دابته وعلى راحلته صلى الله عليه وسلم.

وفيه أن الوتر أمره واسع، من شاء أن يوتر بسبع، ومن شاء أن يوتر بخمس، ومن شاء أن يوتر بثلاث، ومن شاء أن يوتر بواحدة، والسبع تكون متصلة، وكذلك الخمس تكون متصلة، والثلاث تكون متصلة، وكلها يقال لها: وتر.

تراجم رجال إسناد حديث: (الوتر حق فمن شاء أوتر بسبع ...)

قوله: [أخبرنا عمرو بن عثمان].

هو عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي، وهو صدوق، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه.

[حدثنا بقية].

هو بقية بن الوليد، وهو صدوق، كثير التدليس عن الضعفاء وحديثه أخرجه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

[حدثني ضبارة بن أبي السليلك].

قد قال عنه الحافظ في التقريب: إنه مجهول، وحديثه أخرجه البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.

[حدثني دويد بن نافع].

مقبول، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي ، وابن ماجه.

[أخبرني ابن شهاب].

هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب، وهو ثقة، فقيه، تابعي من صغار التابعين، مكثر من رواية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

[حدثني عطاء بن يزيد].

هو عطاء بن يزيد الليثي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[عن أبي أيوب].

هو أبو أيوب الأنصاري، وهو خالد بن زيد الأنصاري، مشهور بكنيته أبي أيوب، صحابي جليل مشهور، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

والإسناد فيه شخص مجهول، وفيه شخص مقبول، لكن الحديث قد جاء من طرق متعددة، فهو ثابت، يعني: كونه من شاء أن يوتر بسبع، ومن شاء أن يوتر بخمس، ومن شاء أن يوتر بثلاث، ومن شاء أن يوتر بواحدة.

شرح حديث (الوتر حق فمن شاء أوتر بخمس ...) من طريق ثانية

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي حدثنا الأوزاعي حدثني الزهري حدثنا عطاء بن يزيد عن أبي أيوب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الوتر حق، فمن شاء أوتر بخمس، ومن شاء أوتر بثلاث، ومن شاء أوتر بواحدة)].

أورد النسائي حديث أبي أيوب من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله إلا أنه ليس فيه ذكر الإيتار بسبع، إنما فيه الإيتار بخمس، والإيتار بثلاث، والإيتار بواحدة، وهو مثل الذي قبله دال على أن الوتر يكون بخمس، ويكون بثلاث، ويكون بواحدة، وهو دال على أن الوتر يكون ركعة واحدة ليس معها شيء، وهذا هو أقل ما يكون من الوتر، يكون واحدة ثم يكون ثلاث، ثم يكون بخمس، ثم يكون بسبع، ثم يكون بتسع، ثم يكون بإحدى عشرة، ثم يكون بثلاثة عشرة، ويكون بأكثر من ذلك.

تراجم رجال إسناد حديث (الوتر حق فمن شاء أوتر بخمس ...) من طريق ثانية

قوله: [أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد].

صدوق، عابد، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.

[أخبرني أبي الوليد بن مزيد]

ثقة، ثبت، أخرج حدثه أبو داود، والنسائي.

[حدثنا الأوزاعي].

هو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، وكنيته أبو عمرو، فقيه الشام، ومحدثها، ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو ممن وافقت كنيته اسم أبيه.

[حدثني الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي أيوب].

وقد مر ذكرهم.

شرح أثر أبي أيوب: (الوتر حق فمن شاء أوتر بخمس ..) من طريق ثالثة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا الربيع بن سليمان بن داود حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الهيثم بن حميد حدثني أبو معيد عن الزهري حدثني عطاء بن يزيد: أنه سمع أبا أيوب الأنصاري رضي الله عنه يقول: الوتر حق، فمن أحب أن يوتر بخمس ركعات فليفعل، ومن أحب أن يوتر بثلاث فليفعل، ومن أحب أن يوتر بواحدة فليفعل].

أورد النسائي هذا الأثر عن أبي أيوب رضي الله عنه، وهو من قوله، وموقوف عليه، ليس مرفوعاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه قال: الوتر حق، فمن شاء أن يوتر بخمس فليفعل، ومن شاء أن يوتر بثلاث فليفعل، ومن شاء أن يوتر بواحدة فليفعل.

تراجم رجال إسناد أثر أبي أيوب: (الوتر حق فمن شاء أوتر بخمس ..)

قوله: [أخبرنا الربيع بن سليمان بن داود].

هو الربيع بن سليمان بن داود الجيزي المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي، وهو غير الربيع بن سليمان بن عبد الجبار، صاحب الشافعي الذي مر ذكره قريباً، والذي يكون عند الإطلاق يراد به صاحب الشافعي؛ ولهذا فإنه هنا ذكر جده الذي هو: الربيع بن سليمان الجيزي فقال: الربيع بن سليمان بن داود ؛ لأن الغالب عليه عندما يطلق الربيع بن سليمان، وكلاهما من شيوخه الجيزي وابن عبد الجبار، ينسب الجيزي كما هنا، حيث ذكر جده داود، الربيع بن سليمان بن داود، وهو الجيزي المصري، ثقة أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.

[حدثنا عبد الله بن يوسف].

هو عبد الله بن يوسف التنيسي المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.

[حدثنا الهيثم بن حميد].

صدوق، أخرج له أصحاب السنن الأربعة.

[حدثني أبو معيد].

هو حفص بن غيلان، وهو صدوق، أخرج له النسائي، وابن ماجه، وهو مشهور بكنيته أبو معيد.

[عن الزهري عن عطاء عن أبي أيوب].

وقد مر ذكرهم.

شرح أثر أبي أيوب: (من شاء أوتر بسبع ومن شاء أوتر بخمس ....) من طريق ثالثة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع عن سفيان عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي أيوب رضي الله عنه قال: من شاء أوتر بسبع، ومن شاء أوتر بخمس، ومن شاء أوتر بثلاث، ومن شاء أوتر بواحدة، ومن شاء أومأ إيماء].

أورد النسائي هذا الأثر عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، وهو مثل الذي قبله، إلا أن الذي قبله من شاء أوتر بخمس، وهنا بسبع وخمس وثلاث وواحدة وإيماء.

قال في هذا الأثر: [من شاء أوتر بسبع، ومن شاء أوتر بخمس، ومن شاء أوتر بثلاث، ومن شاء أوتر بواحدة، ومن شاء أومأ إيماء]. فهو مثل ما تقدم من كون الإنسان يوتر بما شاء، إما سبعاً، وإما خمساً، وإما ثلاثاً، وإما واحدة.

وفي هذا يقول في آخره: [ومن شاء أومأ إيماء]، ولا أدري ما المراد بهذا لأن الوتر سواء يكون سبعاً أو خمساً أو ثلاثاً أو واحدة إذا كان الإنسان راكباً، فإنه ليس أمامه إلا الإيماء، وليس عنده إلا الإيماء، فلا أدري ما المقصود من قوله: [ومن شاء أومأ إيماء].

فإذا كان المقصود في حالة المرض، فكذلك الفرض يومئ إيماء، وهذا ما يرجع إلى المشيئة، هذا يعني ليس أمام الإنسان إلا هذا.

تراجم رجال إسناد أثر أبي أيوب: (من شاء أوتر بسبع ومن شاء أوتر بخمس ...)

قوله: [أخبرنا الحارث بن مسكين].

هو الحارث بن مسكين المصري، ثقة، فقيه، أخرج حديثه أبو داود والنسائي.

[عن سفيان].

هو ابن عيينة الهلالي المكي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

يروي عن الزهري، والذي يروي عن الزهري هو: ابن عيينة ؛ لأن سفيان الثوري ليس معروفاً بالرواية عن الزهري، وقد أكثر عنه هو ابن عيينة، وقد قال الحافظ ابن حجر في بعض المواضع في فتح الباري: أن الثوري لا يروي عن الزهري إلا بواسطة.

[عن الزهري عن عطاء عن أبي أيوب].

وقد مر ذكرهم.

الأسئلة

مدى تأثير مخالفة عمرو بن مرة في حديث ابن عباس: (يصلي من الليل ثمان ركعات)

السؤال: من قولهم في حديث ابن عباس في السواك خالفه عمرو بن مرة هل الاختلاف عموماً مذموم هنا أم لا؟

الجواب: ليست القضية قضية الاختلاف المذموم، وإنما قضية أن هذا رواه في هذا الطريق، وهذا رواه بهذا الطريق، وهذا الاختلاف لا يؤثر، لأن كل الطرق صحيحة، الطريق التي هي من طريق عمرو بن مرة صحيحة، والطريق التي قبلها صحيحة، وكل الطرق صحيحة ثابتة، وهذا الخلاف لا يؤثر، وإنما بيان أن هذا رواه من هذا الطريق، وهذا رواه من هذا الطريق، فهذا رواه عن الزهري من طريق، وهذا رواه عن الزهري من طريق آخر.

ويقول ابن حجر: رمي بالغلو في التشيع، ومن المعلوم أن هذا ليس له علاقة بالبدعة، هذا المروي ليس له علاقة بالتشيع.

الكلام حول عزرة بن عبد الرحمن

السؤال: يا شيخ بالنسبة لـعزرة؟

الجواب: هو عزرة بن عبد الرحمن، هو الذي روى عن قتادة، وروى عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، أما عزرة بن تميم، فقد روى عنه قتادة، ولم يرو عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، فعلى هذا الذي كتب منكم عن عزرة بن تميم، يبدل بـعزرة بن عبد الرحمن، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.

الضابط في ثوب الشهرة

السؤال: فضيلة الشيخ! ما هو الضابط في ثوب الشهرة؟ وهل يعتمد على نية الشخص أم على نوع اللباس، جزاكم الله خيراً؟

الجواب: ما أعرف هذا إلا أن يكون شيئاً اشتهر وتميز وصار له ميزة على غيره؛ لأن هذا هو معنى الشهرة.

أكثر وأقل ما ورد عن رسول الله في صلاة الوتر

السؤال: ما أقل الوتر الذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ وهل ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أوتر بثلاث عشرة ركعة؟

الجواب: نعم أنا قلت: أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء عنه سبع، وجاء عنه تسع، وجاء عنه إحدى عشرة، وجاء ثلاث عشرة، أقل شيء جاء عنه سبع، وأكثر شيء جاء عنه ثلاث عشرة، هذا هو الذي ثبت من فعله، وأما الذي ثبت من قوله: فهو واحدة، أقل شيء واحدة؛ لأن قوله صلى الله عليه وسلم: (من شاء أن يوتر بسبع، ومن شاء أن يوتر بخمس، ومن شاء أن يوتر بثلاث، ومن شاء أن يوتر بواحدة)، فأقل شيء جاء من قوله: واحدة، وأقل شيء في فعله سبع.

معنى قولهم: فلان أثبت الناس في فلان والمراد بالسفيانين

السؤال: ما معنى قولهم: فلان أثبت الناس في فلان؟ وهل يوجد سفيانان أقران غير الثوري وابن عيينة يحصل بينهما التباس؟

الجواب: ما أعرف، المعروف أنه إذا قيل: السفيانان، أو روى عنه السفيانان، هما: الثوري، وابن عيينة، أيضاً يقال: الحمادان، والسفيانان، كثيراً ما يأتي ذكرهما في التلاميذ والشيوخ: روى عن السفيانين وعن الحمادين، أو: روى عنه السفيانان، والحمادان، سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة، هذان هما اللذان يأتي ذكرهما مثنيان في التلاميذ والشيوخ، عندما يأتي في تراجم بعض الرجال.

وأما قولهم: فلان أثبت الناس في فلان فمعناه أن روايته لحديث فلان متقن، وهو أثبت الناس في حديثه، وأحفظ الناس لحديثه.

حكم الجلوس على مشط القدم (الإقعاء)

السؤال: هل يجوز الجلوس على مشط القدم في الصلاة؟ وهل في ذلك سنة؟

الجواب: الجلوس على مشط القدم، ما المقصود بمشط القدم؟

إذا قصد الإقعاء الذي يكون بين السجدتين، بحيث يجلس على عقبيه، يعني: يضع أصابعه على الأرض موجهة إلى القبلة، والقدمان منصوبتان وإليته عليهما، فهذا نوع من الإقعاء، وقد جاء في بعض الأحاديث: أن الجلوس بين السجدتين يكون بهذه الكيفية.

تخصيص الاستسقاء بيوم الإثنين والخميس

السؤال: هل هناك شيء في تخصيص الاستسقاء في الاثنين والخميس؟

الجواب: ما أعلم شيئاً يخصص الاستسقاء بيوم الاثنين ويوم الخميس، بل كل الأيام هي أوقات للاستسقاء.

أنواع العلل التي يعل بها الحديث

السؤال: كيف يمكن بالطرق معرفة علة الحديث إذا كان صحيح السند، فهل تكون العلة في المتن أو ماذا؟

الجواب: العلة كما هو معلوم هي علة عامة وعلة خاصة، العلة العامة كل أنواع الضعف يقال له: علة، ولهذا يأتي في بعض الأحيان: أعل بالإرسال أعل بالوقف أعل بالانقطاع، أعل بكذا أعل بكذا، هذه علة عامة، وهناك علة خاصة، وهي: التي يكون الحديث معها غير ثابت مع ظهور قوة الإسناد واتصاله وسلامته في الظاهر، وهي التي تأتي في تعريف الصحيح، ما روي بنقل عدل تام الضبط، متصل الإسناد، غير معلل ولا شاذ، يعني: علة خفية يطلع عليها بعض الجهابذة النقاد، بأن يكون فيه وهم أو خطأ، مع أن ظاهر الإسناد السلامة، لكن يكون في نفس السند علة خفية، وكذلك الشذوذ أيضاً فإنه يكون مع سلامة الإسناد فيه شذوذ، وهذا يكون في المتن؛ لأن رواية تخالف رواية؛ فرواية تحكي شيئاً معيناً، ثم تأتي رواية ثقة مخالفة لرواية ثقات، فيكون الإسناد ظاهره الصحة، ولكنه من حيث المتن شاذ غير محفوظ، وهذا مثل قصة صلاة الكسوف، فإنها جاءت من طرق ثقات: أن كل ركعة فيها ركوعان، وجاء من طريق بعض الثقات أن كل ركعة فيها ثلاثة ركوعات، مع أن الكل يحكي صلاة واحدة معينة، صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات ابنه إبراهيم، فالإسناد الذي فيه الثلاث صحيح من حيث الرجال، لكن فيه وهم، وفيه خطأ، وهو ذكر الثلاثة الركوعات، فالمحفوظ الركوعان، والشاذ الثلاثة الركوعات.

ومثل حديث: السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، فإن أكثر الطرق فيها: (ولا يسترقون)، وفي طريق عند مسلم: (لا يرقون)، فرواية (يرقون) هذه شاذة، والمحفوظة رواية: (يسترقون)، ومما يوضح عدم صحتها، بالإضافة إلى أن فيه ثقة خالف ثقات، يعني: ثقات رووها: يسترقون، وثقة رواها: يرقون، يضاف إلى ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم رقي عليه الصلاة والسلام، فقوله: (لا يرقون)، الرسول صلى الله عليه وسلم قد رقي.

ذم التعصب للشيوخ

السؤال: ما رأيكم فيمن يتعصب لشيخه؟

الجواب: التعصب مذموم، فلا يتعصب لأحد من الناس، وإنما الذي يعول على كلامه، ويؤخذ بكلامه، ويعظ على كلامه بالنواجذ، هو رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى، والذي هو معصوم فيما يبلغه عن الله عز وجل، أما غيره من الناس، فإنه يخطئ ويصيب، لكنه لا يعدم الأجر أو الأجرين، إذا اجتهد وأصاب فله أجران، وإن اجتهد فأخطأ فله أجر واحد، فالتعصب لشيخ أو لإمام أو لأحد من الناس مذموم، وصاحبه مذموم.

ضابط النوم الذي ينقض الوضوء

السؤال: رجل أغمض عينيه ولكنه يشعر بنفسه وهو مستلقي، فهل ينتقض وضوءه؟

الجواب: إذا كان شعر بأنه قد نام وهو مضطجع فوضوءه انتقض.

حكم تلقيح الخنزير للبقرة

السؤال: إذا حصل تلقيح بين البقرة والخنزير -وهذا موجود في بعض الدول- فما حكم أكل لحمها وشرب لبنها وغير ذلك من المنافع منها، وقد ظهر هذا في بعض البلاد؟

الجواب: اللقاح من الخنزير للبقرة، أو من الثور إلى الخنزير ما ندري عنه.

قتل الحشرات المؤذية بالمبيدات

السؤال: هل على قتل الحشرات بفليت أو غيره جناح أم لا؟

الجواب: أبداً، ليس فيه شيء، التي تؤذي لا مانع من قتلها بهذه المبيدات التي تبيد، وليس فيه بأس.

سبب النكارة أو الشذوذ في متن الحديث مع صحة الإسناد

السؤال: ما السبب في نكارة متن أو شذوذه مع صحة الإسناد؟

الجواب: السبب هو الخطأ، يعني: كونه غير محفوظ فحصل فيه وهم وخطأ، هذا هو سببه، يعني: كونه ثقة خالف ثقات، أو ضعيف خالف ثقة؛ لأن المنكر مخالفة الضعيف للثقة، والشاذ مخالفة الثقة للأوثق.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , شرح سنن النسائي - كتاب قيام الليل وتطوع النهار - باب ذكر الاختلاف على حبيب بن أبي ثابت في حديث ابن عباس في الوتر - باب ذكر الاختلاف على الزهري في حديث أبي أيوب في الوتر للشيخ : عبد المحسن العباد

https://audio.islamweb.net