أما بعد:
فهذا هو اللقاء الثامن والستون بعد المائة من لقاءات الباب المفتوح، التي تتم كل يوم خميس، وهذا الخميس هو الثاني والعشرون من شهر جمادى الآخرة عام (1418هـ).
نبتدئ به كما هي العادة بتفسير ما تيسر من آيات الله عز وجل في كتابه العظيم، وقبل الشروع أنبهكم أنه في الخميس القادم ليس هناك لقاء.
وأما قوله تعالى: وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ [الإسراء:60] فالمراد بها رؤية العين لا رؤية المنام.
يقول الله تعالى في سياق الآيات في المعراج: مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى [النجم:11] (الفؤاد) القلب، والمعنى: أن ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم بعينه فإنه رآه بقلبه وتيقنه وعلمه، وذلك أن العين قد ترى شيئاً فيكذبها القلب، وقد يرى القلب شيئاً فتكذبه العين، فمثلاً: الإنسان قد يرى شبحاً بعينه فيظنه فلان ابن فلان، ولكن القلب يأبى هذا؛ لأنه يعلم أن فلان ابن فلان لم يكن في هذا المكان، فهنا العين رأت والقلب كذَّب، أو بالعكس قد يتخيل الإنسان الشيء في قلبه ولكن العين تكذبه.
أما ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج فإنه رآه حقاً ببصره وبصيرته، ولهذا قال: مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى [النجم:11] بل تطابق القلب مع رؤية العين، فلم يكن النبي صلى الله عليه وسلم كاذباً فيما رآه من الآيات العظيمة في تلك الليلة، بل هو صادق، ولكنكم تعلمون أن المشركين كذبوه، وقالوا: كيف يمكن أن يصل إلى بيت المقدس ويعرج إلى السماء في ليلة واحدة؟!!
أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى فهل المعنى على ما يرى الآن أم على ما رأى من قبل، ولكن عبر عما رأى بالمضارع؟
رآه وله ستمائة جناح قد سد الأفق، وهذا يدل على عظمته، كل الأفق الذي حول الرسول عليه الصلاة والسلام في حراء انسد من أجنحة هذا الملك الكريم، ولهذا وصفه الله بأنه ذو قوة، ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ [التكوير:20] وبأنه ذو مرة، أي: هيئة حسنة كما سبق في هذه السورة، فرآه مرة في الأرض ومرة في أفق السماء، في الأرض وهو في غار حراء، أما في السماء ففوق السماء، فتارة رآه من تحت السماء من فوق الأرض، وتارة من فوق السماء، ولهذا قال: وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى نزلة أي: مرة أخرى.
الطرف الأول: ما يصعد من الأرض إلى السماء ينتهي عند هذه السدرة، وما ينزل من الرب عز وجل ينتهي عند هذه السدرة، وما يصعد من الأرض ينتهي إليها فهي منتهى من الطرفين.
يلزم أن تكون الجنة فوق السماء السابعة وهو كذلك، وأعلاها وأوسطها الفردوس -جعلنا الله وإياكم من أهلها- التي فوقها عرش الرحمن جل وعلا، ولهذا قال تعالى: كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ [المطففين:18] وعليين مبالغة في العلو، يعني: في أعلى شيء، المهم أن الله يقول: (عندها) أي: عند هذه السدرة (جنة المأوى) المأوى يعني: المصير، ومأوى مَن؟ مأوى من جمعوا بين الإيمان والعمل الصالح، هي مأواهم يأوون إليها ويخلدون فيها، وأما النار فهي مثوى الكافرين -والعياذ بالله-.
وفي هذا دليل واضح على أن غاية الخلائق -الجن والإنس- إما إلى الجنة وإما إلى النار ولا ثالث لهما، فالجن والإنس إما في النار وإما في الجنة، قال السفاريني رحمه الله في عقيدته:
وكل إنسان وكل جِنَّة في دار نار أو نعيم جَنَّة |
لا دار غيرهما.
والقبور هل هي مثوى ومأوى؟
لا. ليست مثوى ولا للموتى أيضاً، لأن القبور ممر ومعبر إذ أن وراء القبور بعث.
ويذكر أن بعض الأعراب من البادية سمع قارئاً يقرأ قول الله تعالى: أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ [التكاثر:1-2] فقال الأعرابي بفطرته وعربيته: والله ما الزائر بمقيم، وإن وراء ذلك شيئاً. فما معنى: ليس الزائر بمقيم؟
الزائر يزور ثم ينصرف، أيضاً القبور يمكث الناس فيها ما شاء الله أن يمكثوا ثم يخرجون منها، قال الله تعالى: وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [المؤمنون:100] فالناس لابد أن يبعثوا.
والعبارة التي نسمعها أو نقرؤها أحياناً: أن الرجل حملوه إلى مثواه الأخير -يعني: إلى المقبرة- عبارة غير صحيحة، لماذا؟ لأن القبور ليست المثوى الأخير، ولو كان قائلها يعتقد معناها لكان لازم ذلك أن ينكر البعث.
سدرة المنتهى، لأنه قال في الأول: وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى [النجم:13-14] ثم قال: إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ [النجم:16] و(أل) في مثل هذه العبارة تسمى عند النحويين أل للعهد الذكري، كقوله تعالى: كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً * فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ [المزمل:15-16].
إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ [النجم:16] يعني: سدرة المنتهي، مَا يَغْشَى [النجم:16] أبهم الله ذلك للتفخيم والتعظيم يعني: غشاها شيءٌ عظيم، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إنه غشيها من الحسن والبهاء ما لا يستطيع أحدٌ أن يصفه) سبحان الله العظيم!
إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى نظير ذلك في الإبهام للتعظيم قول الله تبارك وتعالى: فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ [طـه:78] أي: غطاهم من ماء البحر ما غطاهم، وهو شيء عظيم، هذا أيضاً: إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى أي: غشيها شيء عظيم بأمر الله عز وجل، بلحظة كن فيكون.
بصر النبي صلى الله عليه وسلم، (وما طغى) يقول العلماء: (زاغ) أي: انحرف يميناً وشمالاً (طغى): أي: تجاوز أمامه، يعني: الرسول عليه الصلاة والسلام كان على كمال الأدب في هذا المقام العظيم، لم يلتفت يميناً وشمالاً ولم يتقدم بصره أكثر مما أذن له فيه، وهذا من كمال أدبه عليه الصلاة والسلام، جرت العادة أن الإنسان إذا دخل منزلاً غريباً تجده ينظر يميناً وشمالاً .. ما هذا المنـزل؟! خصوصاً إذا تغير تغيراً عظيماً في هذه اللحظة لابد أن ينظر ما الذي حدث، لكن لكمال أدب النبي صلى الله عليه وسلم ورباطة جأشه صلوات الله وسلامه عليه وتحمله ما لا يتحمله بشر سواه صار في هذا الأدب العظيم.
(ما زاغ البصر) بصر الرسول صلى الله عليه وسلم، أي: ما انحرف يميناً ولا شمالاً، (وما طغى) أي: ما تجاوز أمامه، بل كان على غاية من كمال الأدب عليه الصلاة والسلام، ولهذا قال الله عنه: وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم:4].
الأول: قسم مقدر.
والثاني: اللام.
والثالث: قد.
لأن معنى (ولقد) معناه: والله! لقد..، فتكون جملة مؤكدة بالقسم، واللام، وقد، والقسم مقدر لكن دل عليه السياق.
(ورأى) يعني: النبي صلى الله عليه وسلم، مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى [النجم:18] الآية: هي العلامة المخصصة لمدلولها التي لا يشركه فيها أحد، وإلا لم تكن علامة .. لم تكن آية، فالآية لابد أن تكون خاصة بمدلولها، فليس كل علامة آية، بل هي التي تختص بمدلولها، فهذا الذي رآه النبي عليه الصلاة والسلام من آيات الله كبيرٌ عظيم، وقوله: (الكبرى) قيل: إنها مفعول ثان لرأى لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى [النجم:18]. وقيل: إن الكبرى صفة لآياته، والمعنى: أنه رأى من آيات الله الكبيرة.
والثاني أصح وأقرب، يعني: أنه رأى من آيات الله الكبرى ما رأى، وليس ما رآه أكبر شيء، بل قد يكون هناك شيء أكبر لا نعلمه.
والحاصل: أن الرسول صلى الله عليه وسلم رأى في هذا المعراج من آيات الله الكبيرة ما لم يكن يراه من قبل، وما لا يستطيع الصبر عليه أحدٌ من البشر، نحن لو رأينا سرادقاً عظيماً لملك من الملوك لانبهرنا وتعجبنا وجعلنا نلتفت يميناً وشمالاً، لكن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يتغير عقله ولا اتزانه، بل كان على أكمل ما يكون من الاتزان، وإلا فقد أسري به من المسجد الحرام؛ من الحجر عند الكعبة -والحجر من الكعبة- إلى بيت المقدس مسيرة شهر أو شهرين؟
شهرين، في لحظة؛ لأنه ركب على البراق، والبراق دابة عظيمة قوية سريعة خطوته مد بصره، وسريع جداً، وصل إلى هناك وصلى بالأنبياء ثم عرج به إلى السماء؛ والسماء كم بعدها عن الأرض؟ بعيدة جداً، ثم من سماءٍ إلى سماء، وهو تتلقاه الملائكة تسأله تقول لجبريل: من معك؟ يقول: محمد، هل أرسل إليه؟ يقول: نعم، ثم يسلم على بعض من في السماوات من الأنبياء ثم تفرض عليه الصلاة ويتردد بين الله وبين موسى، كل هذا وهو ثابت الجأش عليه الصلاة والسلام.
وهذا شيء حقيقي هو بنفسه عليه الصلاة والسلام صعد، ولهذا لما جاء وحدث الناس من الغد أنكرته قريش؛ لأنها تنكر ما لا يمكن في عقلها، وإنكار ما لا يمكن بالعقل ليس خاصاً بكفار قريش .. بل حتى في من ينتسب لهذه الأمة أنكروا من صفات الله ما لا تدركه عقولهم، أليس كذلك؟
أناس ينتسبون للأمة الإسلامية وهم من أهلها أنكروا شيئاً من صفات الله أثبتها الله لنفسه؛ لأنه على زعمهم لا يمكن في العقل.
قريش أنكرت هذا المعراج، أرأيتم لو كان مناماً هل تنكره قريش؟
لا تنكره؛ لأن المنامات يكون فيها مثل هذا، لكنه أمر حسي حقيقي، أسري بالرسول عليه الصلاة والسلام بجسده وعرج به في ليلة واحدة، وحصلت كل هذه الأمور التي حصلت ثم عاد إلى الأرض، وصلى الفجر في مكة عليه الصلاة والسلام.
لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى وفي هذا إشارة إلى أن آيات الله عز وجل منها الكبير ومنها ما دون ذلك، ما نقول ومنها الصغير؛ لأن الكبرى اسم تفضيل، وغلط من قال من المفسرين المتأخرين: إن الكبرى اسم فاعل بل هي اسم تفضيل؛ لأن آيات الله عز وجل إما كبيرة، وإما كبرى عظمى، فالمعراج الذي حصل لا شك أنه من الآيات الكبرى العظيمة.
الجواب: أما الاتكاء وهو واقفٌ في الفريضة فإنه مكروه، وإذا كان لو أزيل المتكأ عليه لسقط بطلت الصلاة، أما الاتكاء وهو قاعد فإنه لا يضر؛ لأنه لو اتكأ وهو قاعد لم يتأثر حتى لو زال المتكأ عليه ما يسقط، لكن مع ذلك كونه يعتمد على نفسه أفضل وأولى.
الاتكاء في حال الجلوس لا بأس به، يعني: قد يستريح الإنسان قليلاً، أما الاتكاء في حال القيام فإذا كان في الفريضة وكان اعتماداً تاماً بحيث لو أزيل ما اعتمد عليه لسقط فإن الصلاة باطلة.
الجواب: يقول: إن بعض الناس إذا جاء المطر وصادف مجيء المطر مجيء شخصٍ آخر قال: لما جاءنا جاء المطر، فجعل مجيء الرجل سبباً للمطر، وهذا كذب، وما أدراه أن الله أنزل المطر من أجله؟!!
فهذا قال على الله بلا علم، وفي هذا نوع من الشرك؛ لأنه أضاف الشيء إلى سببٍ غير معلوم، فعليه أن يتوب إلى الله ولا يعود.
السائل: هل يكون هذا شركاً أكبر أم أصغر؟
الشيخ: لا. لا يكون شركاً أكبر؛ لأنه لم يقل: هذا الرجل هو الذي جاء بالمطر.
الجواب: أما المحاضرات فلا بأس؛ لأن فيها مصلحة وليست هذه من الصور التي يحذر منها؛ لأنها في نفس الشريط لا ترى ولا تشاهد، وأما الأنبياء فلا يجوز أن تصور صور الأنبياء، لا في الفيديو ولا في الأوراق؛ لأنهم أشرف من أن تبتذل صورهم بين أيدي الناس.
السائل: أفلام الكرتون؟
الشيخ: أفلام كرتون أرجى؛ لأن الكرتون حسب ما نعرفه تجعل الصور مشوهة، ما هي حقيقية فلا يجوز.
السائل: من قصص القرآن مثل غلام الأخدود.
الشيخ: هذا أيضاً غلط؛ لأنه ما الذي أدراهم أن أصحاب الأخدود على هذه الكيفية من الأجسام والصفة، الخلق يتضاعف من آدم إلى هذه الأمة، كان الناس في السابق طولهم ستون ذراعاً وعرضهم سبعة أذرع، ثم بدأ الخلق يتناقص إلى أن وقف عند هذه الأمة، وصار كما تشاهدون، فالذي أرى أن ما يمثل شيئاً لا علم للإنسان به فإنه لا يجوز عرضه.
السائل: بعضهم يقول: لكي يترسخ في عقول الأطفال.
الشيخ: هل أنت الآن لا تعرف قصة أصحاب الأخدود؟
السائل: بلى!
الشيخ: عرفتها بواسطة هذا؟
السائل: لا.
الشيخ: انتهى، إذا عرفتها أنت عرفها غيرك بدون هذه الأشياء، ثم من الذي يمثل هذا قد يكون إنساناً لا يعرف شيئاً عن قصة أصحاب الأخدود، لكن تخيله قال: هذه هي صورتهم.
السائل: القصة بها أشياء ظاهرية تفهم.
الشيخ: المهم أني أرى أن ما يتعلق بقصص القرآن لا يجوز تمثيله ولا يجوز عرضه على الصبيان حتى أنا في نفسي شيء من عرض قصة محمد الفاتح على الصبيان؛ لأنه إذا كان لا يعرض أمام الصبي إلا قصة هذا الرجل فسوف يظن أن هذا الرجل هو بطل الإسلام، وأنه لا بطل غيره، وهذا ليس بصحيح، ففي الإسلام أبطالٌ لا يدركهم الفاتح ولا إلى ركبهم.
الجواب: هذا حديث كذب .. (لعن الله الشارب قبل الطالب) هذا لا صحة له، لكنه ليس من الأدب إذا طلب الإنسان ماءً أن يتقدم أحدٌ عليه، بل يعطى الطالب ثم الطالب يعطي الذي عن يمينه.
الجواب: لا شك أن بذل الأموال في المساجد في شيء يبقى أحسن، يعني: مثلاً شراء الأرض يبقى حتى لو هدم المسجد بقيت الأرض، البناء يبقى، الفرش ما يبقى، يتمزق ويتلف، الأجهزة الأخرى كاللمبات وما أشبهها أيضاً تزول، مكبرات الصوت تخرب، فالمهم أن كل ما كان أبقى فهو أفضل.
الجواب: لا يصلي الفجر جماعة ولا وحده؟
السائل: نعم.
الشيخ: هذه مسألة اختلف فيها العلماء -الذي يترك صلاةً واحدة حتى يخرج وقتها بدون عذر- من العلماء من قال: إنه كافر، وإليه ذهب بعض السلف وبعض الخلف، وهو رأي الشيخ عبد العزيز بن باز في وقتنا الحاضر أنه إذا ترك صلاةً واحدة بلا عذر حتى خرج وقتها فهو كافر.
لكن الذي أرى: أنه لا يكفر إلا إذا ترك الصلاة نهائياً، وأن الذي يصلي يترك مع إقراره بوجوبها لا يكفر، لكن يعد من أفسق عباد الله.
مثلاً: الذي يصلي ويترك، هذا إذا قلنا: لا يكفر فذنبه أعظم من الزنا وشرب الخمر وقتل النفس؛ لأنه أتى أمراً يرى بعض العلماء أنه كافر.
الجواب: يرى بعض العلماء أنه من الخلفاء الراشدين، ولكن هذا من الخلفاء الراشدين في سيرته رحمه الله لكنه لا يعد في قوله وهديه كالخلفاء الأربعة؛ لأن الخلفاء الأربعة من الصحابة وقول الصحابي حجة لا سيما مثل هؤلاء الأربعة، أما هو فيعتبر قوله كقول أكابر التابعين، لكن في سيرته وهديه لا شك أنه حريصٌ على اتباع سنة الخلفاء الراشدين.
الجواب: الشعر الذي على الرقبة تحت الذقن يجوز حلقه؛ لأنه ليس من اللحية، وأما الذي على الخدود فعلى حسب ما قال علماء اللغة من اللحية، فيحرم حلقه.
الجواب: يجوز للإنسان أن يضع المصحف في جيبه الذي على صدره وفي جيبه الذي على جنبه، لكن إذا وضعه في جيبه الذي على جنبه فيلاحظ عند الجلوس ألا يكون عند مقعدته، يعني: يجعله على فخذه.
الجواب: التسبيح بالمسبحة جائز، لكن باليد أحسن وأفضل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبعض الصحابة وهن نساء يعددن بالحصى قال: (اعقدن بالأنامل فإنهن مستنطقات) يعني: تقول: سبحان الله والحمد لله والله أكبر، أما ما يفعله بعض الناس يقول: سبحان الله والحمد لله والله أكبر في إصبع واحدة فهذا لا أظنه من السنة، أما السنة يكون العقد بالإصبع كله؛ لأن قوله: (اعقدن بالأنامل) معروف العقد عند العرب، أنهم لا يعقدون بكل أنملة وحدها، وإنما يعقدون بالإصبع كله، فمثلاً يقول: سبحان الله والحمد لله والله أكبر بدون أن يشير إلى المفاصل.
بعض الناس يقول: سبحان الله والحمد لله والله أكبر على كل مفصل تسبيحه أو تحميده وهذا لا أظن أنه هو السنة، السنة هكذا: سبحان الله والحمد لله والله أكبر، سبحان الله والحمد لله والله أكبر، سبحان الله والحمد لله والله أكبر، لماذا؟ لأن الرسول قال: (اعقدن بالأنامل) والعقد عند العرب ما يكون في كل مفصل بل بالأصابع كما في حديث ابن عمر عقد ثلاثاً وخمسين أو ثلاثاً وستين.
الجواب: إي نعم، المسيح الدجال من ولد آدم لا شك فيه.
السائل: وهو موجود الآن؟
الشيخ: لكنه رجل خبيث والظاهر أنه غير موجود، وأما حديث الجساسة ففي النفس منه شيء لا يظهر لي بأنه حديث صحيح لما فيه من الاضطراب وفي بعض ألفاظه نكارة.
السائل: لكن يوم القيامة ورد شيء من مصيره يوم القيامة؟
الشيخ: كل كافر فهو في النار وهو من الكفار، فالأصل أنه من أهل النار، لأن عيسى عليه الصلاة والسلام هو الذي يقتله على أنه كافر.
السائل: سمعنا -يا شيخ- من ينسب إليكم القول بأنه كان موجوداً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في قصة تميم الداري ثم نفيتم وجوده بحديث: (أرأيتكم ليلتكم) .. ؟
الشيخ: لا، لا، أبداً ما قلنا هذا.
السائل نفسه: غير صحيح؟
الشيخ: إي نعم، من أصله، نحن نشك في صحة حديث تميم الداري في قصة الجساسة.
الجواب: لا يجوز أن يستعمل الموقوف على جهة في جهة أخرى، فالذي للمساجد من اللاقطات والمصاحف والكتب وغيرها لا يجوز أن ينقل إلى مدرسة ولا إلى مسجدٍ آخر، إلا إذا تعطل المسجد فينقل إلى مسجدٍ آخر، لا إلى المدراس.
السائل: يؤخذ لمدة ساعة أو ساعتين؟
الشيخ: ولا دقيقة ولا دقيقتين.
الجواب: لا لا، أولاً: تقدمك في الخروج من المسجد أفضل من كونك تبقى إلى أن تطلع الشمس في المسجد، اخرج أيقظ هؤلاء.
السائل: لكن قد اضطر لهذا؟
الشيخ: ولو أتاك أشخاص، لأن بقاءك لهؤلاء الأشخاص سنة، وكونك توقظ من أنت مسئولٌ عنهم واجب.
الشيخ: كيف يتأخر؟
السائل: يتأخر في مدة السجود أو في التشهد أو الجلسة، وإذا به قد شرع في قراءة الفاتحة خاصة عند من يقول: بأن قراءة الإمام تجزئ عن المأموم؟
الشيخ: التأخر عن الإمام خطأ عظيم ومخالف لأمر النبي عليه الصلاة والسلام، حتى في السجود وهو يدعو لا يتأخر؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (إذا كبر فكبروا) فأتى بالفاء الدالة على التعقيب، وهي أيضاً جواب الشرط.
السائل: حتى في قراءة الفاتحة يا شيخ؟!
الشيخ: حتى في قراءة الفاتحة ما يجوز.
السائل: ما تجزئ قراءة الإمام للفاتحة عن المأمومين؟
الشيخ: ما تجزئ لابد أن يقرأ المأموم الفاتحة، لابد أن يقرأها قائماً مع القدرة على القيام، ولا يجوز أن يتخلف عنها في السجود، وإذا رأيتم أحداً على هذا فانصحوه، سواء في الفجر أو غير الفجر، قل له: أنت الآن لست مستقلاً أنت تبع إمامك، لا تتقدم عليه ولا تتأخر عليه.
الجواب: لا، يقوم ويقرأ ما تيسر من الفاتحة ويكملها ولو ركع الإمام.
السائل: هل يقرأ في حال نهوضه؟
الشيخ: لا يقرأ في حال نهوضه؛ لأنه قادر على القيام.
السائل: قد لا يدرك إلا آيتين حتى إن الإمام ركع؟
الشيخ: لكن ألا يستطيع أن يقرأ الخمس آيات الباقية؟
السائل: لا يمكنه لأنه بطيء النهوض.
الشيخ: والله! لا أدري، نتوقف فيها حتى يفتح الله علينا.
السائل: ألا يصلي جالساً؟
الشيخ: ما أدري.
الشيخ: ما هو القزع؟
السائل: أن يحلق بعض الشعر.
الشيخ: أنا أفهم يا أخي! أنا أريد هذا السائل أن يعلمني عنه؟
السائل: حلق بعض الرأس وترك البعض.
الشيخ: القزع: حلق بعض الرأس وترك بعضه منهي عنه، أقل أحواله الكراهة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى غلاماً حلق بعض رأسه دون بعض، فقال: (احلقه كله أو اتركه كله).
الشيخ: كم عدد الرضعات؟
السائل: مشبعات.
الشيخ: كم هي، ما أقول: هي مشبعة أم غير مشبعة، قل: كم هي؟
السائل: أرضعتهم فترة طويلة.
الشيخ: كم هي أربع أم خمس؟
السائل: خمس.
الشيخ: كل واحد أرضعته خمس رضعات؟
السائل: نعم. في أوقات متفرقة وكلهم في سن واحد؟
الشيخ: يكون الجميع إخوة من الرضاعة، ويكون أولاد المرضعة إخوة لهم أيضاً.
السائل: لقد أرضعت الأخريات أبناءها، فزوجتي أرضعت أيضاً ابنها، وهي أرضعت ابني.
الشيخ: يكون ابنك أخاً لأولاد التي أرضعته، ويكون ابنها أخاً لأولادك سواء كانوا قبل أو بعد.
السائل نفسه: والذين يأتون من بعدهم؟
الشيخ: والذين بعدهم.
السائل: إخوان؟
الشيخ: أي الذين بعدهم من المرأة التي أرضعت لا الذين بعدهم من أم الراضع.
الجواب: هذا ليس بحديث.
الجواب: استماع الفاحش من الكلام سواء الأناشيد أو غير الأناشيد لا يجوز؛ لأن الله وصف عباد الرحمن فقال: وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ [الفرقان:72] كل شيء حرام لا تستمع إليه ولا تقرأه.
وإلى هنا ينتهي هذا اللقاء، وإلى اللقاء القادم يوم الخميس إن شاء الله تعالى.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والسلام عليكم جميعاً.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر