إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (55)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم.

    أيها السادة المستمعون! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ومرحباً بكم في لقائنا هذا الذي نعرض فيه ما وردنا منكم من أسئلة واستفسارات على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    سماحة الشيخ! لدينا مجموعة كبيرة من الأسئلة، ولعلنا نتمكن في لقائنا هذا من استعراض ثلاث رسائل هي للمستمع (ح. س. م. س. غزواني ) من بلاد بلغازي، ومحمد عبد الله الدعجاني من جدة المملكة العربية السعودية، والمستمع سعود عبد الرحمن الفرج .

    ====

    السؤال: ونبدأ -يا سماحة الشيخ- برسالة المستمع (ح. س. م. س. غزواني ) من بلغازي، ويسأل عن تفسير آية، يقول: ما تفسير قوله تعالى: إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ [الأحزاب:72] الآية؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فهذه الآية على ظاهرها، يخبر سبحانه أنه عرض الأمانة على السموات والأرض والجبال يعني لحملها والأخذ بها، فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً.

    وهذه الأمانة هي التكاليف التي كلف الله بها العباد من الأوامر والنواهي المتعلقة بحق الله والمتعلقة بحق العباد، فشأنها عظيم وخطرها كبير، وحملها الإنسان؛ لأنه كان ظلوماً جهولاً، هذا هو الغالب على بني آدم الظلم والجهل إلا من تعلم واستقام على أمر الله فخرج من حيز الجهل إلى العلم، ومن حيز الظلم إلى العدل والإنصاف والاستقامة، فالتكاليف كلها أمانات، الصلاة والزكاة والصيام، والحج، والجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والطهارة الصغرى والطهارة الكبرى، وغير ذلك مما أمر الله به ورسوله كلها أمانات، وهكذا ترك المحارم والحذر منها أمانة، الكف عن المحارم طاعة لله وتعظيماً لله من الأمانات، وهكذا أداء الودائع والرهون والعناية بها وصيانتها عن الأذى هي أمانة، فيجب على المؤمن أن يصونها وأن يؤديها كما أخذها من غير تفريط ولا إضاعة ولا عدوان، فمن قصر في شيء من ذلك فقد قصر في الأمانة وخانها، والخيانات تختلف بعضها أكبر من بعض، والله يقول جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [الأنفال:27]، ومدح أهل الإيمان برعاية الأمانة فقال: وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ [المؤمنون:8]، هذا من وصف أهل الإيمان؛ لأن الله قال في أول الآيات: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون:1-2]، ثم ذكر صفات جليلة منها قوله سبحانه: وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ [المؤمنون:8]، فالواجب على المؤمن أن يرعى الأمانة والعهد، وأن يحذر الخيانة في جميع الأمانات، أمانات الله وأمانات عباده سبحانه وتعالى.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088588134

    عدد مرات الحفظ

    777520479