إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (121)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.

    هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب.

    رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    في بداية لقائنا نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====

    السؤال: نعود في بداية لقائنا سماحة الشيخ إلى رسالة الأخت: (ن. ع. غ) من الرياض، أختنا تسأل في هذه الحلقة وتقول: توجد لدينا خادمة مسيحية، هل يجب علينا التحجب عنها أم لا؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    أولاً: يجب أن نعلم أنه لا يجوز استقدام الكفرة إلى هذه الجزيرة، لا من النصارى ولا من غير النصارى كالبوذيين وغيرهم، والهندوس ونحو ذلك؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بإخراج الكفرة من هذه الجزيرة، وأوصى عند موته صلى الله عليه وسلم بإخراجهم من هذه الجزيرة وهي: المملكة العربية السعودية واليمن ودول الخليج، كل هذه جزيرة عربية، فالواجب أن لا يقر فيها الكفرة، من اليهود والنصارى والبوذيين والشوعيين والوثنيين جميع من يحكم الإسلام بأنه كافر، لا يجوز بقاؤه ولا إقراره في هذه الجزيرة، ولا استقدامه إليها، إلا عند الضرورة القصوى التي يراها ولي الأمر ضرورة لأمر عارض ثم يرجع إلى بلده، كالبريد الذي يأتي من دولة كافرة، وأشباه ذلك مما قد تدعو الضرورة إلى مجيئه إلى هذه المملكة، وشبهها كاليمن ودول الخليج.

    أما استقدامهم ليقيموا هنا، أو ليخدموا هنا، أو ليعملوا هنا، فلا يجوز استقدامهم، بل يجب أن يكتفى بالمسلمين في كل مكان، وأن تكون المادة التي تصرف لهؤلاء الكفار تصرف لغيرهم من المسلمين، وأن ينتقى من المسلمين من يقوم بالأعمال حسب الطاقة والإمكان، على المحتاجين إلى هؤلاء المشركين أن ينظروا في البلاد التي فيها المسلمون، ويستقدموا من المسلمين ما يغنيهم عن هؤلاء الكفرة، وأن يختاروا من المسلمين من كان أبعد عن البدع والشر، حتى لا يستقدم إلا من هو طيب ينفع البلاد ولا يضرها، هذا هو الواجب، لكن من بلي بشيء من هؤلاء الكفرة كالنصارى ؛ فإنه يحرص على التخلص منهم وردهم إلى بلادهم بأسرع وقت حسب الإمكان، ولا يجب على المرأة أن تحتجب عن النصرانية أو البوذية ونحوها على الصحيح، ذهب بعض أهل العلم إلى أن المسلمة تحتجب عن الكافرات؛ لقوله سبحانه في سورة النور: أَوْ نِسَائِهِنَّ [النور:31] لما ذكر من تمنع من إبداء الزينة له قال: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ [النور:31]، قال بعض أهل العلم: (نسائهن)، يعني: المؤمنات، فإذا كان النساء كافرات فإن المؤمنة لا تبدي زينتها لها، وقال آخرون: المراد بنسائهن يعني: جنس النساء ليس المراد هنا الخاص جنس النساء مؤمنة أو غير مؤمنة، وهذا هو الأرجح أنه ليس على المرأة المؤمنة أن تحتجب من الكافرة.

    وكان اليهوديات في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، وهكذا الوثنيات كن يدخلن على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ولم ينقل: أنهن كن يحتجبن عنهن، ولو كان هذا واقعاً من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أو من غيرهن لنقل، فإن الصحابة لم يتركوا شيئاً إلا نقلوه رضي الله عنهم وأرضاهم، فهذا هو المختار وهو الأرجح؛ أنه لا يلزم المؤمنة أن تحتجب عن المرأة الكافرة، فلها أن ترى منها وجهها وشعرها كالمرأة المسلمة، هذا هو الصواب وهذا هو الأرجح، والله المستعان.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088514477

    عدد مرات الحفظ

    777058049