إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (195)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم.

    أيها الإخوة في الله! السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، نحييكم بتحية الإسلام الخالدة التي نستهل بها لقاءنا المتجدد مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، والذي يسعدنا أن نلتقي به وأن يكون ضيف لقائنا في هذه الحلقة من برنامج نور على الدرب، ليتولى سماحته الإجابة على رسائلكم التي تحمل أسئلتكم واستفساراتكم.

    ====

    السؤال: هذه أول رسالة في البرنامج وردت من المستمع شحاتة عبد الفضيل مصري الجنسية ومقيم بمدينة الرياض، ويقول فيها: يوجد في القرية عندنا رجل مسيحي وهو يصوم شهر رمضان ولا يصلي، هل صيامه هذا صحيح، أفيدونا أفادكم الله؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه، نبينا وإمامنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فهذا النصراني الذي يصوم ولا يصلي ينظر في أمره ويدعى إلى الإسلام، فإن الصيام من دون الدخول في الإسلام لا ينفعه، فالكفر مبطل الأعمال، كما قال عز وجل: وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [المائدة:5]، ويقول سبحانه: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام:88]، فلابد أولاً من تصديقه للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ودخوله في الإسلام، فإذا صدق محمداً صلى الله عليه وسلم ودخل في الإسلام فحينئذ يطالب بالصلاة والصوم والزكاة والحج وغير ذلك، أما كونه يصوم أو يصلي وهو على نصرانيته هذا لا يصح منه، صلاته باطلة وصومه باطل ولا ينفعه ذلك؛ لأن شرط هذه العبادات الإسلام، فإذا صلى وهو غير مسلم أو صام وهو غير مسلم فعباداته باطلة.

    فعليكم أيها الإخوة الذين بقربه أن تنصحوه وتوجهوه إلى الإسلام وتعلموه أنه لابد من الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وتصديقه، وأنه رسول الله حقاً إلى الناس عامة الجن والإنس، وأن عليه أن يلتزم بالإسلام بإخلاص العبادة لله وحده وترك ما عليه النصارى من القول بأن المسيح ابن الله أو بالأقانيم الثلاثة، ليترك هذا كله ويؤمن بأن الله إله واحد ليس له شريك، وأن المسيح بن مريم عبد الله ورسوله وليس هو ابن الله، تعالى الله علواً كبيراً، فإن الله سبحانه ليس له صاحبة ولا ولد، قال عز وجل: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص:1-4]، فإذا ترك ما عليه النصارى من هذا القول الشنيع وإذا آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم وصدق ما جاء به والتزم بالإسلام، فهذا حينئذ يكون مسلماً له ما للمسلمين وعليه ما على المسلمين، وعليه أن يصلي وعليه أن يصوم وعليه أن يزكي إذا كان عنده مال وعليه أن يحج مع الاستطاعة، هكذا كسائر المسلمين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088462247

    عدد مرات الحفظ

    776869270