وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين فأهلاً وسهلاً.
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====
السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من اليمن الحديدة، باعثة الرسالة إحدى الأخوات تقول المرسلة أم عبد الله ، أم عبد الله صدرت رسالتها بالعبارات التالية تقول: يسعدني أن أخبركم بأنني لم أعرف طريق الالتزام بأوامر الله ورسوله إلا بعد أن سمعت برنامجكم الذي اسمه: نور على الدرب، وهو حق اسم على مسمى، فجزى الله كل من شارك في هذا البرنامج خيراً في الدنيا والآخرة، ولدي بعض الأسئلة أرجو من سماحتكم التفضل بالإجابة عليها، وجزاكم الله خيراً، سؤالها الأول تقول -يا سماحة الشيخ-: هل يجوز للرجل أن يتبرع لزوجته بدمه إذا احتاجت إلى ذلك، جزاكم الله خيراً؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فلقد سرني كثيراً انتفاعك أيها السائلة بهذا البرنامج والتزامك بأوامر الشرع بأسباب ذلك فالحمد لله، نسأل الله أن يزيدك من الخير، وأن يمنحك الفقه في الدين والثبات عليه، وأن يوفقك وجميع المسلمين والمسلمات لكل ما فيه رضاه وصلاح أمر عباده، ولا شك أن هذا البرنامج بحمد الله نافع ومفيد، فنسأل الله أن يوفق القائمين عليه لكل خير، وأن يمنحهم إصابة الحق إنه سميع قريب.
أما سؤالك فلا بأس أن يساعدها بشيء من دمه، إذا احتاجت الزوجة إلى شيء من دمه فلا بأس؛ لأن هذه الأشياء لا دخل لها في التحريم إنما هذا خاص بالرضاعة، أما مسألة المساعدة بشيء من الدم فلا حرج في ذلك عند الضرورة.
الجواب: الزكاة في الأجرة إذا كانت الشقق للقنية والاستفادة والتأجير ليس فيها زكاة، ولكن الزكاة تكون في الأجرة إذا حال عليها الحول زكاها، فإذا أجر الشقة مثلاً بألف ريـال، إذا حال الحول على الألف وهو عنده ما أخرجه ولا أنفقه يخرج زكاته ربع العشر، إذا حال الحول على الأجرة، إذا بقيت عنده حتى حال عليها الحول، أما إذا أوفى بها ديناً، أو أنفقها في حاجاته قبل الحول فلا زكاة فيها.
الجواب: من أسباب ذلك التفكر في عظمة الله، وما أعده لأوليائه من النعيم، وما أعده لأعدائه من العذاب في دار الهوان من النار، التفكير في هذا، كون المسلم والمسلمة يجعل هذا على باله، وأنه على خطر في هذه الحياة، إلا إذا قبضه الله على الإسلام والاستقامة، يفكر في هذا كثيراً، ويسأل ربه أن الله يمنحه رقة القلب، وخشوع القلب، والبكاء من خشيته سبحانه، يسأل ربه ويضرع إليه، هذا من أسباب حصول البكاء من خشية الله. ومن أسباب ذلك العناية بطيب المطعم، كونه يتحرى الكسب الحلال الطيب، ويبتعد عن الكسب الحرام، كذلك مجالسة الأخيار، والحرص على صحبتهم هذا من أسباب خشوع القلب ودمع العين.
الجواب: الله يقول سبحانه في كتابه الكريم: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125]، الحكمة: العلم، قال الله قال رسوله ووضعها في المحل المناسب، هذه الحكمة أن تكلم بالحق في الوقت المناسب والمحل المناسب، تؤدي هذه الأوامر بالعبارات الحسنة والألفاظ اللينة التي ليس فيها عنف، هذه الموعظة الحسنة قال الله قال رسوله، يا عبد الله؛ هذا لا يجوز، اتق الله يرحمك الله، هذا يجب عليك، هذا يجب تركه، بعبارات لينة، مع بيان الأدلة قال الله كذا، قال الرسول عليه الصلاة والسلام كذا، هكذا تكون الحكمة والموعظة الحسنة، بالكلام الواضح من كلام الله وكلام رسوله مع الرفق وعدم العنف والشدة أو السب أو نحو ذلك، بل يكون كلاماً واضحاً ليناً، ليس فيه عنف ولكن فيه الرفق والكلام الطيب، والجدال بالتي هي أحسن عند المجادلة، إذا جادل من فعل المنكر تجادله بالتي هي أحسن إلا من ظلم؛ لقوله تعالى: وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ [العنكبوت:46]، من ظلم يستحق الجدال بمثل عمله.
الجواب: النبي صلى الله عليه وسلم فصل ذلك، قال: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)، هذه حدوده، باليد عند القدرة، وهذا يكون للمسئولين من جهة الدولة الذين جعلت لهم الدولة السلطة في هذا الشيء، أو للإنسان مع أهل بيته ومع أولاده يستطيع هذا باليد، أو مع خدمه أو نحوه حيث قدر.
الثاني: من ليس له سلطة وليس عنده قدرة فهذا باللسان، يقول: يا عبد الله! كذا هذا لا يجوز، هذا واجب عليك، هذا حرام عليك، اتق الله، هداك الله، أصلحك الله، وما أشبه ذلك.
الثالث: القلب، ما يقدر يتكلم ينكر بقلبه، ولا يحضر المنكر يفارق المنكر، ينكر المنكر ويكرهه بقلبه.
إذاً الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر درجات وكل بحسبه ويشترط في هذا أيضاً أن لا يكون هذا الإنكار يسبب أنكر منه، أن لا يكون هذا الإنكار يسبب وقوع ما هو أنكر، فإذا كان إنكاره لهذا المنكر يخشى منه منكر أكبر فليجتنب ذلك، حتى لا يقع الأكبر، إذا أنكر عليه مثلاً جلوسه في محل ما هو مناسب، أو أنكر عليه شرب الدخان أو ما أشبه ذلك شرب المسكر شرب الخمر مغايظة له، أو إذا أنكر يسب المسلم سب الله، ما كفاه سب المسلم سب الله، فهذا يترك حتى يعالج بطريقة أخرى، المقصود أنه يتحرى في إنكار المنكر أن يترتب عليه زوال المنكر، وعدم حصول ما هو أنكر منه، فإذا كان في جماعة لو أنكر عليهم حصل منهم ما هو أنكر، يتركهم إلى وقت آخر، أو إلى جهات أخرى تقوم عليهم.
المقدم: إذاً هناك حدود وهناك قواعد على الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يتبعها ويسير عليها؟
الشيخ: نعم، وقد صرح أبو العباس ابن تيمية رحمه الله بهذا المعنى في كتابه الذي سماه: الحسبة.
المقدم: جزاكم الله خيراً يبدو لي أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر علم مستقل بذاته سماحة الشيخ؟
الجواب: نعم علم مستقل ويحتاج إلى عناية، والناس أقسام، فلابد من رعاية حصول المصلحة وزوال المضرة، فالمقصود من إنكار المنكر زوال الشر وحصول الخير، هذا المقصود، فإذا كان هذا الإنكار يترتب عليه زيادة الشر يؤجله ولا يفعله.
الجواب: لقد أحسنت في إنكار المنكر وجزاك الله خيراً، وفعلت ما يجب من إنكار المنكر، والله جل وعلا هو الذي يهدي من يشاء كما قال سبحانه: لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [البقرة:272]، ويقول سبحانه: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [القصص:56]، والواجب عليه أن يتقي الله، وأن يطيع الرسول صلى الله عليه وسلم، فالرسول عليه السلام يقول: (قصوا الشوارب وأعفوا اللحى، خالفوا المشركين)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (قصوا الشوارب ووفروا اللحى، خالفوا المشركين)، فالواجب عليه أن يتقي الله وأن يطيع الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن يعفي لحيته ويكرمها ويوفرها طاعة لله ولرسوله، وحذراً من غضب الله، فالواجب عليه أن يسمع ويطيع لأمر الله ورسوله، وأن يشكرك على ما فعلت من الخير، وأن يقبل منك النصيحة؛ لأنك فعلت ما ينبغي وما يجب.
أما ما يتعلق بطلب الطلاق فهذا شيء يرجع إليك إذا رأيت المصلحة في طلب الطلاق فلا بأس، إذا كان استمر على حاله ولم تنجبي منه فلا مانع من طلب الطلاق لعل الله يرزقك من هو خير منه، ويرزقك أيضاً ذرية، فهذا عذر شرعي، لا بأس أن تطلبي الطلاق إذا سمح أن يطلق فهذا طيب، ولعل الله يرزقك بما هو أصلح منه.
الجواب: لا تنزلي، ما دام يقول: لا تنزلي فلا تنزلي وإذا كانت هناك حاجات لم يشترها، ليشتريها أخوك أو غيره والحمد لله، استنيبي من يشتريها بدل من خروجك إلا بإذنه، المرأة لا تخرج إلا بإذن زوجها إلا عند الضرورة، وهذه ما هي بضرورة، والحمد لله يكفيك أخوك أو غيره.
الجواب: لا تزورينهن إلا بإذنه، وهم قد أحسنوا إذا زاروك، جزاهم الله خيراً، أما أنت فاعتذري إليهم أن زوجك منعك، فهذا عذر شرعي، وقد يكون له مقاصد طيبة، وقد يكون غير ذلك، فعلى كل حال الذي نوصيك به أن لا تعصيه في هذا، الزوج يطاع في المعروف، وهذا من المعروف فلا تعصيه فيه.
الجواب: مبطلات الإسلام هي نواقض الإسلام، أسباب الردة، وهذه بينها العلماء في باب مستقل في كتب الفقه، قد سموه: باب حكم المرتد، ذكروه في كتب الفقه، في أواخر كتب الفقه، عندما ذكروا الديات والقود والحدود ذكروا هذا الباب، ففي إمكانك أن تراجع هذا الباب في كتب الحنابلة، والشافعية، والمالكية، والحنفية، وكتب أهل الحديث، حتى تستفيد من هذه الكتب العظيمة.
المقصود أن هذا الباب باب عظيم، ذكروا فيه نواقض الإسلام، وأعظمها: الشرك بالله عز وجل، أن يدعو الأوثان، يدعو أصحاب القبور، أو يدعو النجوم، أو يدعو الأصنام، أو يدعو الأشجار والأحجار، يستغيث بها أو ينذر لها، أو يذبح لها، هذا من الشرك بالله الأكبر.
ومن نواقض الإسلام: سب الدين، كونه يسب الدين، يسب الإسلام أو يعيبه، أو يتنقص الإسلام هذا من نواقض الإسلام.
ومن نواقض الاسلام: الاستهزاء بالدين، الاستهزاء بما قاله الله ورسوله، أو الاستهزاء بالرسول صلى الله عليه وسلم عليه أفضل الصلاة والسلام أو بالقرآن، هذا من نواقض الإسلام.
كذلك: إذا استحل ما حرم الله، إذا قال: الزنا حلال، أو الخمر حلال، أو الربا حلال، يكون ردة عن الإسلام، بإجماع المسلمين.
كذلك: إذا أسقط ما أوجب الله، مثل الذي يقول: الصلاة ما هي بواجبة، أو صوم رمضان ما هو بواجب على المكلفين، أو الزكاة غير واجبة، أو الحج ما هو بواجب على المستطيع، هذا كله ردة عن الإسلام، وذكروا أنواعاً كثيرة غير هذه الأشياء.
الجواب: ما أوجب الردة هذا كفر أكبر، وما لم يوجب الردة من أنواع الشرك، كالرياء في الصلاة أو في القراءة، هذا يسمى شركاً أصغر، وهكذا: (اثنتان في الناس هما بهم كفر: النياحة على الميت، والطعن في الأنساب)، سماها النبي صلى الله عليه وسلم كفراً، يعني: كفراً أصغر، فالمقصود أن الكفر كفران: أكبر وأصغر، والشرك شركان، والنفاق نفاقان، فإذا تأملت النصوص والأدلة عرفت ذلك.
فالنفاق الأصغر مثل: الكذب، خيانة الأمانة، الفجور في الخصومة، إخلاف الوعد، هذه من خصال النفاق الأصغر.
أما النفاق الأكبر: فهو كونه يضمر الكفر ويظهر الإسلام، يعني في الباطن لا يرى وجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يوحد الله في الباطن، ولا يرى أن الدين حق، ولا يرى تحريم الزنا، ولا تحريم ما حرم الله، في الباطن مع المنافقين مع الكفرة، فهذا هو النفاق الأكبر نسأل الله العافية، كونه يعتقد خلاف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، يعتقد أن الدين ما هو بصحيح، أو أن الصلاة ما هي بواجبة، أو أن صيام رمضان ما هو بواجب لكن لا يبين، سراً بينه وبين أصحابه، هذا ردة عن الإسلام، ونفاقاً أكبر، نسأل الله العافية.
الجواب: الأفعال والأعمال التي تقربه من الجنة طاعة الله ورسوله، كل ما أمر الله به ورسوله وشرع الله يقرب من الجنة، الصلاة النافلة والفريضة، صوم النافلة والفريضة، حج النافلة والفريضة، الصدقة النافلة والفريضة، الإكثار من ذكر الله، والتسبيح والتهليل، الدعوة إلى الله، تعليم الناس الخير، عيادة المريض، الأمر بالمعروف، النهي عن المنكر، قراءة القرآن، كل هذه من أسباب دخول الجنة، وتقرب من الجنة. المعاصي كلها تباعد من الجنة وتقرب من النار، نسأل الله العافية، كالغيبة والنميمة، والتكاسل عن الصلاة في الجماعة، يصلي في البيت، قص اللحية، تطويل الشوارب، إسبال الثياب، كل هذه معاصي تقرب من النار، نسأل الله العافية.
الجواب: الحديث ضعيف غير صحيح، لكن المؤمن مأمور بالمحافظة على الصلاة في الجماعة، المحافظة على صلاة الجماعة من أسباب دخول الجنة والنجاة من النار، وتكفير السيئات، لكن هذا الحديث الذي فيه الأربعين وأنه يكتب له براءة من النار وبراءة من النفاق ضعيف.
الجواب: نعم، تأجير السيارات بيع؛ لأن الأجرة بيع المنافع، يدخل في الآية الكريمة : إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ [الجمعة:9] تقف السيارات، ويقف أهل التكاسي ويتوجهون إلى المسجد يجب عليهم، ولا يجوز لهم أن يؤجروها في هذه الحال، بل يوقفونها ويتوجهون إلى المسجد إذا سمعوا النداء هذا هو الواجب عليهم؛ لأن التأجير نوع من البيع، بيع المنافع يسمى: أجرة، وهو بيع.
المقدم: جزاكم الله خيراً، سماحة الشيخ! إذا كان النداء الثاني يتفاوت من مسجد إلى آخر، قد يكون بين بعض المساجد والبعض الآخر ما يقرب من نصف ساعة، ما هو توجيه سماحة الشيخ؟
الشيخ: متى سمع المنادي في المحل الذي فيه كفى، فالعبرة بالمحل الذي هو فيه.
الجواب: هذا يدل على خير إن شاء الله، يدل على عنايتك بالصلاة واهتمامك بالصلاة، فأنت على خير إن شاء الله، هذه علامة خير إن شاء الله.
الجواب: الزوجة الصالحة هي المقيمة لأمر الله، المحافظة على الصلاة في أوقاتها، البعيدة عن التبرج في خروجها إلى الأسواق، المعروفة بحسن السمت والسيرة، هذه هي الزوجة الصالحة، فالتي تريد زواجها اسأل عنها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (فاظفر بذات الدين تربت يدا)، فإذا ذكرت لك بالمحافظة على الصلاة، والتستر وعدم التبرج، وعدم تعاطي الكذب وأشباه ذلك، فهذه هي المرأة الصالحة، الله ييسر أمرنا وأمرك.
الجواب: الصلاة صحيحة والحمد لله، والتوبة صحيحة من تاب تاب الله عليه إذا تاب توبة صادقة، وإذا كان حين رابى جاهلاً فله ما سلف، أما إن كان يعلم ويتساهل فيتصدق بما دخله من الربا، يعطيه للفقراء والمساكين؛ لأن الله يقول جل وعلا: وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ [البقرة:275]، فإذا كان حين جاءته الموعظة وحين علم التحريم تاب إلى الله، فله ما سلف ولا يرد معاملته السابقة، أما إذا كان قد علم ولكن تساهل واستمر فإنما دخل عليه من الربا لا يجوز له، بل يجب عليه أن يصرفه في وجوه البر والخير، بالصدقة على الفقراء والمساكين، والمشاريع الخيرية، ولا يبقيه لنفسه.
الجواب: نعم ينبغي أن تكون على حدة، ما داموا لا يصلون لا تصحبهم ولا تجالسهم، بل يستحقون الهجر حتى يتوبوا إلى الله ويصلوا، وأنت خلك على حدة، طعامك يكون على حدة، اللهم إلا أن تقع صدفة في ضيافة أو دعوة أو نحو ذلك، فالشيء القليل العارض مع النصيحة ومع التوجيه لا يضر إن شاء الله.
المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة الإخوة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
الشيخ: وأنت كذلك.
المقدم: نرجو ذلك.
مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، شكراً لسماحة الشيخ، وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم، ونحن نرحب برسائلكم على عنوان البرنامج: المملكة العربية السعودية، الرياض، الإذاعة، برنامج نور على الدرب.
مرة أخرى شكراً لكم مستمعي الكرام! ولكم تحية من زميلي مهندس الإذاعة الخارجية فهد العثمان، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر