أيها الإخوة الأحباب! أيها الإخوة المستمعون الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حياكم الله إلى لقاء طيب مبارك من برنامج نور على الدرب، ضيف اللقاء هو سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، مع مطلع هذا اللقاء أرحب بسماحة الشيخ عبد العزيز : أهلاً ومرحباً سماحة الشيخ!
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: أهلاً ومرحباً.
====السؤال: على بركة الله نبدأ هذا اللقاء برسالة من السائل (أحمد عبد الله . أ) يقول: كنا نصلي في أحد المساجد في قريتنا، وصلينا فترة طويلة من الزمن إلى غير القبلة حيث كانت القبلة مائلة كثيراً، هل نعيد الصلاة سماحة الشيخ، نرجو من سماحة الشيخ التوجيه في سؤالنا؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذا فيه تفصيل: إن كان الميل كثيراً فعليكم الإعادة، أما إن كان الميل يسيراً وأنتم إلى جهة القبلة ولكن ملتم يميناً أو شمالاً فليس عليكم إعادة، لكن إن كان الميول كثيراً فعليكم القضاء؛ لأنكم صليتم إلى غير القبلة، وأنتم في البلد في إمكانكم السؤال والحرص فهذا فيه تساهل وفيه عدم عناية فلهذا يجب القضاء.
الجواب: العاصي إن كان قد أعلن المعصية لا غيبة له في المعصية التي أعلنها وجاهر بها، كالمجاهرة بحلق اللحية، والمجاهرة بشرب الخمر، فإذا ذم بذلك فلا غيبة له، أما إذا كان سراً لا يجهر بها بينه وبين أهل بيته فلا يجوز اغتيابه، بل يجب الحذر من ذلك والستر عليه.
الجواب: نعم إذا فاتته الصلاة مع الجماعة إن وجد أحد صلى معه وإلا صلى وحده، والحمد لله، وإن وجد جماعة ولو واحداً صلوا جماعة.
الجواب: حجها صحيح والحمد لله، وعليها ذبيحة دم تذبح في مكة عن جمعها الجمرات؛ لأن جمعها الجمرات يعتبر جمرة واحدة وكأنها ما رمت إلا حجراً واحداً، فعليها دم يذبح في مكة للفقراء عن ترك الجمار التي جمعتها.
الجواب: هذا ليس بصحيح! هذا غلط! الذي يقول هذا غلط، بل جهل ومنكر، بل يشرع لها أن تتصدق عنه، والدعاء له والاستغفار له، والحج عنه، والعمرة كله طيب، الله جعل بينهما عشرة واجتماعاً لا ينبغي أن ينسى فضله، الله يقول: وَلا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ [البقرة:237] لا تنس الزوجة زوجها ولا ينساها هو إن ماتت قبله، كل منهما يشرع له الإحسان إلى الميت قبله بالصدقة والدعاء والاستغفار والحج عنه وقضاء دينه، وغير هذا من وجوه الخير، والذي يقول: لا يفعل، هذا قول باطل ومنكر، لا يقوله عاقل.
الجواب: إذا توضأ الإنسان في وقت النهي يصلي سنة الوضوء ليس لها وقت نهي، إذا توضأ بعد الفجر أو بعد العصر يشرع له أن يصلي ركعتين سنة الوضوء، سواء كان رجلاً أو امرأة، وهكذا لو دخل المسجد بعد العصر أو بعد الفجر شرع له أن يصلي تحية المسجد وليس لها وقت نهي، وهكذا لو كسفت الشمس بعد العصر شرع للمسلمين أن يصلوا صلاة الكسوف بعد العصر وليس لها وقت نهي؛ لأن هذه كلها من ذوات الأسباب، والصلاة التي لها أسباب تفعل في وقت النهي.
الجواب: يقرؤها إذا سكت الإمام، بعد أن يقرأ الفاتحة الإمام إذا سكت يقرأها وقت سكوت الإمام، فإن كان الإمام لا يسكت يقرأها في أي وقت ولا حرج، يقرؤها المأموم وإن كان إمامه يقرأ، يقرؤها ثم ينصت، سواء قبل الفاتحة أو بعد الفاتحة، لكن إن كان الإمام له عادة يسكت يقرأها المأموم في حال السكوت، جمعاً بين المصلحتين، بين قراءتها وبين الاستماع للإمام وقت القراءة.
الجواب: ليس عليها زكاة إذا كانت على مماطلين أو فقراء معسرين؛ لأن الزكاة مواساة، وهذا المال ليس في يده كيف يواسي عنه، هذا هو الصواب من أقوال أهل العلم، أن المال الذي في ذمة المعسرين أو المماطلين لا زكاة فيه حتى يحصل عليه ربه، فإذا حصل عليه ربه زكى إذا تم عليه الحول.
الجواب: عليك الترحم عليه والاستغفار له، وسؤال الله أن يسامحك ويعفو عنك عما قصرت فيه، والصدقة عنه، والحج والعمرة عنه، وفعل الخيرات وأنت على خير، مع التوبة والندم، التوبة إلى الله والندم مما حصل منك من التقصير، وسؤال الله أن يعفو عنك جل وعلا، ومع ذلك تفعل الخيرات، تترحم عليه، تدعو له، تستغفر له، تتصدق عنه، تحج عنه، تعتمر عنه، كل هذا طيب.
الجواب: ترك ذلك أولى؛ لأنه يخشى أن يكون من جنس القزع، يشبه القزع وهو حلق بعض الرأس وترك بعضه، تركه أحوط، أما لو أخذت من جميع الرأس من أطراف الرأس كله لأنه يشق عليها بكلفته، وأخذت من أطراف الشعر لا حرج إن شاء الله، فقد ثبت أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته أخذن من رءوسهن قصرنها لأجل الكلفة، فالحاصل أنه إذا كان من جميع الرأس لأجل الكلفة والمشقة فلا بأس، أما أخذ المقدمة فترك هذا أحوط وأولى؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك).
الجواب: لا حرج أن تستعمل الحناء أو غيرها من أسباب الزينة وتلبس الحلي وتستعمل الحناء والكحل.. كل شيء يرغب في عين الزوج كل هذا لا بأس به.
الجواب: لا حرج في ذلك، قول المعلمة هذا لا أصل ولا أساس له، لا حرج في البكاء عند الحاجة والدمع عند الحاجة، إذا أصاب المرأة أو غيرها ما يؤذيها ودمعت عيناها لا بأس، المحرم الصياح والنياحة ضرب الوجه شق الثوب، نتف الشعر أما كونها تبكي.. تدمع عيناها لا يضر هذا عند الحاجة، عندما يحزنها شيء، عندما تضرب إلى غير ذلك لا حرج في هذا والحمد لله.
الجواب: لا حرج في ذلك كما تقدم في جواب السؤال السابق، إذا أصابها ما يؤلمها ويشق عليها فلا حرج من الضجر أو نحو ذلك، أو وارأساه! أو واجنباه! أو واظهراه! لا بأس، لكن الممنوع الصياح، أو ضرب الوجوه وشق الجيوب، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من ضرب الخدود أو شق الجيوب أو دعا بدعوى الجاهلية) ويقول صلى الله عليه وسلم: (أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة) الصالقة: التي ترفع صوتها عند المصيبة، والحالقة: تحلق شعرها عند المصيبة، والشاقة: تشق ثيابها عند المصيبة، هذا هو الممنوع، أما كونها تتضجر، النبي صلى الله عليه وسلم لما أحس برأسه قال: (وارأساه) لا حرج، وقالت عائشة : وارأساه، كل هذا لا بأس به، كون الإنسان يقول: أنا أشكو شدة حرارة الحمى، أو أشكو مرض كذا أو مرض كذا كونه تدمع عينه يبكي من دون صياح ولا نياحة كل هذا لا حرج فيه والحمد لله، في متنفس للمريض.
الجواب: القضاء والقدر شيء واحد، القضاء والقدر هو الشيء الذي قضاه الله وقدره سابقاً، يقال له: القضاء، ويقال له: القدر، يعني ما سبق في علم الله أنه قدره من موت وحياة وعز وذل وأمن وخوف وغير ذلك كله يسمى قضاء ويسمى قدراً.
الجواب: ثبت في الحديث الصحيح أن الرسول صلى عليه وسلم قال: (اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، فإن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة) هذا يدل على أن قراءة سورة البقرة، وقراءة القرآن والإكثار من الذكر من أسباب طرد الشيطان والحماية من شره، فيشرع للمرأة وللرجل أن يكون لهم نصيب من القراءة في البيت من قراءة القرآن، والإكثار من ذكر الله؛ لأن ذلك من أسباب السلامة من شر عدو الله الشيطان، الله يقول سبحانه: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ [الزخرف:36] ومعنى (يعش) يعني: يغفل ويعرض فالغفلة عن ذكر الله، وعن قراءة القرآن من أسباب استيلاء الشياطين على الإنسان، وكثرة الوساوس، والهموم، وكثرة القراءة للقرآن وكثرة الذكر والتسبيح والتهليل والاستغفار من أسباب طرد الشيطان، ومن أسباب سلامة القلب من الوساوس والهواجس الضارة، فنوصي من يستمع هذا البرنامج بالإكثار من ذكر الله، من قراءة القرآن في الليل والنهار، في جميع الأوقات في التسبيح والتهليل، فإن هذا كله من أسباب الحماية من عدو الله، ومن أسباب عدم الوساوس ومن أسباب طرد الشياطين من بيتك.
المقدم: جزاكم الله خيراً سماحة الشيخ! تقول في فقرة أخرى يا سماحة الشيخ: هل يكفي أن نفتح شريطاً بصوت أي قارئ ونحن نستمع فقط، وهل يشترط أن نقرأ هذه السورة في جلسة واحدة أو نستمع إليها باستماع متواصل من بداية السورة حتى نهاية السورة.
الشيخ: يستحب لكم السماع للقارئ وإذا قرأتم بأنفسكم فهو خير والحمد لله، يستحب لكم سماع القارئ والإنصات والتدبر والتعقل، النبي صلى الله عليه وسلم: (أمر
والله يقول: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا [الأعراف:204] فالمؤمن يقرأ.. ويقول صلى الله عليه وسلم: (اقرءوا القرآن فإنه يأتي شفيعاً لأصحابه يوم القيامة) فالمؤمن يقرأ في بيته ويصلي النوافل في بيته ويكثر من التسبيح والتهليل والتحميد والاستغفار والدعاء، كل هذا من أسباب المغفرة ومن أسباب رضا الله ومن أسباب انشراح الصدر وقوة الإيمان، ومن أسباب طرد الشياطين.
الجواب: لا بأس بذلك، النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالنظر إلى المخطوبة فالسنة للخاطب أن ينظر إليها، وإلى وجهها وشعرها ويديها وقدميها كل هذا لا بأس به، لكن من غير خلوة، ينظر إليها من دون خلوة بها.. بحضور أبيها أو أمها أو غيرهما أو من بعيد من فرجة أو من جدار، أو من شبه ذلك لا بأس، أما الخلوة بها في محل واحد فلا يجوز، لكن إذا اجتمع بها مع أمها أو مع أختها أو مع عمتها أو مع غيرهم فلا حرج في ذلك بل هو مستحب وله أن ينظر؛ لأن هذا من أسباب التوفيق ومن أسباب أن يؤدم بينهما.
الجواب: الدف مستحب في الزواج، في حفل العرس، مستحب الدف للنساء، وكان يفعل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ويحضره أزواج النبي عليه الصلاة والسلام، وهو من إعلان النكاح، فلا بأس بحضوره، ولا بأس بسماع الأغاني المعتادة التي ليست فيها فحش، لا حرج في ذلك، يستحب حضوره ويستحب فعل الدف أيضاً؛ لأن هذا كله من باب إظهار النكاح، ولا بأس بالرقص أيضاً إذا كان ما فيه إلا النساء بين النساء، لا حرج في ذلك.
المقدم: بالنسبة -يا سماحة الشيخ- لمكبرات الصوت التي توضع عادة في حفلات الزواج أيضاً هل لكم توجيه؟
الشيخ: لا حرج في ذلك إذا كانت لإسماع النساء، إذا كان الحفل كبيراً، وكونهم يحتاجون إلى مكبرات الصوت فلا بأس، لكن يلاحظ فيه أن لا يظهر للأسواق وللرجال، يلاحظ هذا، أن يكون بقدر الحاجة، يكون بقدر حاجة النساء المستمعات، هذا أحوط.
الجواب: كتاب جيد مفيد، وفيه بعض الأشياء الضعيفة لكنه مفيد في الجملة، يستفاد منه في الجملة.
الجواب: لا حرج فيها؛ لأنها من الشيطان، لكن لم يرد شيء يدل على استحبابها، لكن أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن التثاؤب من الشيطان (فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع) وفي اللفظ الآخر: (فليضع يده على فيه) فهذا يدل على أنه من الشيطان، فإذا قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فلا بأس، لكن لم يرد في هذا شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمر بالكظم، يعني ضم الفم وعدم فغره، وكذلك وضع اليد على الفم، كل هذا مستحب؛ لأن الشيطان إذا فغر فاه يضحك منه، فالسنة أن يكظم ما استطاع، وأن يضع يده على فيه، هذا هو السنة، وإذا قال: أعوذ بالله من الشيطان فلا حرج إن شاء الله.
الجواب: هذا يختلف إذا كان قد قام بحق أمه، في ملابسها المعتادة، وطعامها وشرابها ولكن يخص الزوجة بأشياء تناسبها وتناسب أمثالها فلا بأس، للزوجة ملابس تناسبها وللأم ملابس تناسبها، فإذا أعطى كل واحدة ما يناسبها فلا حرج في ذلك، ولو كان الذي أعطى الزوجة أكثر أو أعلى؛ لأنه الذي يناسبها، والمرأة التي هي أمه يناسبها شيء آخر فلا حرج في ذلك، كل واحدة تعطى ما يناسبها من الشخص، فيعطي الزوجة من الملابس وغيرها ما يناسبها، ويعطي الوالدة من الملابس ما يناسبها.
الجواب: من لم يبت في مزدلفة عليه دم، يذبح في مكة للفقراء؛ لأن المبيت فيها واجب فمن تركه عمداً أو تساهلاً فعليه دم؛ لأن الواجب هكذا فالواجب إذا ترك يكون فيه دم يذبح في مكة للفقراء، والمبيت في مزدلفة واجب إلا من تعسر عليه بأن حيل بينه وبين ذلك بسبب الزحمة عند انصرافهم من عرفات، ولم يتيسر له ذلك، للزحمة الكثيرة حتى فات الوقت فهو معذور.
الجواب: نعم الهجر بين الإخوان حده ثلاث، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا هجرة فوق ثلاث) وفي اللفظ الآخر يقول صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام) يعني: في الحق الذي بين الناس، حقوق الدنيا، الخصومات أو غيرها، أما إذا كان هجراً لله من أجل بدعة أو معاصي ظاهرة، فهذا ليس له حد، فله أن يهجره حتى يتوب، وقد هجر النبي صلى الله عليه وسلم كعب بن مالك وصاحبيه لما تخلفوا عن غزوة تبوك بغير عذر هجرهم خمسين ليلة عليه الصلاة والسلام، حتى تاب الله عليهم.
المقصود أنه إذا كان لحقه خصومة بينك وبينه أو سبه أو شتمه أو هجره لا بأس لكن مدته ثلاثة أيام فأقل، أما إذا كان لحق الله لأنه رجل مبتدع أو أظهر المعاصي ولم يقبل النصيحة فهذا يهجر حتى يتوب.
الجواب: يستحب أن يأتي بالوداع لأنه يوجد خلاف، بعض أهل العلم يراه واجب، فإذا طاف للوداع في العمرة يكون أفضل وأحوط.
إلا إذا كان خروجه في الحال، اعتمر ومشى ما يحتاج وداع، طاف وسعى ثم مشى ما يحتاج وداع، لكن لو تأخر يوماً أو يومين يعني تأخر وقتاً طويل يستحب له أن يودع.
المقدم: شكر الله لكم سماحة الشيخ! وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين، وأسأل الله عز وجل أن يحفظكم بحفظه وأن يكلأكم برعايته.
أيها الإخوة والأخوات! أجاب على أسئلتكم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء، شكر الله لسماحته على ما بين لنا في هذا اللقاء الطيب المبارك وشكراً لكم أنتم أيها الإخوة والأخوات! وفي الختام تقبلوا تحيات زميلي مهندس الصوت فهد العثمان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر