إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (294)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين فأهلاً وسهلاً.

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====

    السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من جمهورية مصر العربية محافظة قنا، وباعثها المستمع إيهاب صلاح الدين ، يقول: ما هي مبطلات الإسلام؟ وإذا وقع أحد في أحد هذه المبطلات فكيف يرجع إلى الإسلام مرة أخرى، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله و أصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فهذا سؤال عظيم يجب على كل مؤمن أن يفهمه وأن يعتني به؛ لأن نواقض الإسلام اليوم كثيرة وخطرها عظيم، وهذا السؤال فيه فائدة كبيرة لكل مسلم، قد ألف العلماء في نواقض الإسلام مؤلفات وذكروا في كتب الفقه باباً مستقلاً في هذا الباب في هذه المسألة سموه: باب حكم المرتد، باب سموا هذا المقام، مسائل هذا الباب جعلوها تحت باب وهو باب حكم المرتد، وهو الذي يكفر بعد إسلامه، ثم ذكروا النواقض التي يحصل بها الردة يقال لها: نواقض الإسلام، مبطلات الإسلام، أسباب الردة، وهي كثيرة ذكرها العلماء في هذا الباب في مذهب الحنابلة، والشافعية، والمالكية، والحنفية وغيرهم، وذكرها أيضاً جماعة في مؤلفات خاصة مستقلة.

    فيجب على المؤمن والمؤمنة الحذر من ذلك والتفقه في ذلك حتى لا يقع فيه، ومنها: الشرك بالله عز وجل، منها: الشرك وهو أعظمها،كدعاء أصحاب القبور كـالبدوي أو الحسين أو غيرهم، والاستغاثة بهم، والنذر لهم والذبح لهم، وكسؤال الأصنام، أو الضراعة إلى الجن والاستغاثة بالجن أو بالملائكة، أو بالنجوم، كل هذا من الشرك بالله ناقض من نواقض الإسلام ومن أسباب بطلان الإسلام.

    كذلك: سب الله أو سب الرسول عليه الصلاة والسلام، أو الاستهزاء بدين الله، أو الاستهزاء بالقرآن أو بالرسول صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [التوبة:65-66].

    من ذلك: ترك الصلاة؛ لأن الصلاة عمود الإسلام وهي أعظم الأركان بعد الشهادتين، وإذا جحد وجوبها كفر إجماعاً، إذا قال: ما هي بواجبة كفر إجماعاً، وإن تركها تساهلاً وتكاسلاً كفر في الصحيح من قولي العلماء.

    وهكذا لو جحد وجوب الزكاة قال: ما هي بواجبة الزكاة على الناس، أو قال: صيام رمضان ليس بواجب على الناس كفر عند الجميع، أو قال: إن الحج مع الاستطاعة لا يجب على المكلفين كفر إجماعاً؛ لأن الله أوجب الحج مع الاستطاعة، أو قال: إن الزنا حلال، استحل ما حرم الله، قال: الزنا حلال كفر عند الجميع؛ لأنها ردة ومن نواقض الإسلام، أو قال: إن الخمر حلال كفر عند الجميع، أو قال: إن الربا حلال ما فيه ربا، كل الربا حلال، هذا كفر عند الجميع، أو قال: اللواط حلال، إتيان الذكور، هذا ردة عند الجميع، والعياذ بالله.

    أو قال: إن الحكم بغير الشريعة جائز، لا بأس بتحكيم القوانين الوضعية وترك الكتاب والسنة، من أجاز هذا وأباحه كفر إجماعاً، وهي نواقض كثيرة حتى بلغ بعضهم أربعمائة ناقض، وإذا تدبرها الإنسان وتقصاها فهي كثيرة.

    فالواجب على المؤمن الحذر وأن يتفقه في دين الله ويتبصر، وكذلك يراجع هذا الباب باب حكم المرتد، طالب العلم يراجع هذا الباب ويتأمل حتى يستفيد أو يفيد، نسأل الله للجميع العافية والسلامة، لا حول ولا قوة إلا بالله.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088567595

    عدد مرات الحفظ

    777372597