إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (401)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.

    هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ: عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====

    السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من إحدى الأخوات المستمعات من سلطنة عمان، أختنا تقول اسمي صفية عامر تسأل وتقول: في العام الماضي في شهر رمضان ختمت القرآن الكريم عن والدي المتوفى من اثني عشر عاماً، وفي هذا العام -أي: في شهر رمضان- أريد أن أختم القرآن الكريم عن أمي، مع العلم أنها ما زالت على قيد الحياة والحمد لله ولكنها لا تجيد القراءة، مع العلم أيضاً أنني لم أختم القرآن عن نفسي وجهوني جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فليس في الأدلة الشرعية فيما نعلم ما يقتضي قراءة القرآن عن الغير، لا عن الوالد ولا عن الوالدة ولا عن غيرهما، وإنما يقرأ الإنسان القرآن لنفسه، يريد ثواب الله لنفسه.

    فنصيحتي لك أن تقرئيه ابتغاء وجه الله لنفسك أنت، وهكذا كل مؤمن يقرأ لنفسه لا يقرؤه عن غيره.

    وقد ذهب بعض أهل العلم إلى جواز ذلك ولكن ليس عليه دليل، والصواب أن الإنسان يقرأ لنفسه لا عن غيره، وإذا دعا ربه بالغيب لوالديه.. لأخواته.. لإخوانه.. لأقاربه حال قراءته أو في أي وقت فهذا كله طيب، الإنسان يدعو لأقاربه ولإخوانه المسلمين ويؤجر على ذلك، قال الله تعالى في وصف عباد الله الصالحين التابعين لمن سبقهم بإحسان قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [الحشر:10] فأثنى عليهم بهذا، قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) فبين أن الدعاء ينفع، وهكذا في الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا دعا المؤمن لأخيه في ظهر الغيب، قال الملك الموكل: آمين ولك بمثله).

    فالمؤمن مشروع له الدعاء لإخوانه المسلمين ولقراباته ولوالديه وترجى له الإجابة، فلا حاجة إلى أن يقرأ عن غيره، بل يقرأ لنفسه ويدعو لوالديه ولإخوانه المسلمين بما يسره الله له من الدعاء، طلب المغفرة والنجاة من النار ودخول الجنة مضاعفة الحسنات إلى غير ذلك.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088783561

    عدد مرات الحفظ

    779008363