مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.
هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء.
مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين يقول: محمد ناجي مهيوب من مكة المكرمة، أخونا له جمع من القضايا من بينها قضية يقول فيها: قمنا بصلاة المغرب خلف إمام وفي الركعة الثانية سجد سهي سجدة واحدة وقام بالركعة الثالثة فقلنا له: سبحان الله ولم يستجب لنا وتابعنا معه الصلاة حتى سلم، فقلنا له بما حصل وقام وأتى بركعة وسجد سجود السهو قبل السلام، فهل ما قمنا به صحيح؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
هذا الذي عمله الإمام لا حرج فيه ولا بأس؛ لأنه بطلت الركعة التي ترك منها السجدة وأتى بركعة عوضاً منها والحمد لله ولا حرج في ذلك، وأنتم حين نبهتموه لعله لم يقتنع بتنبيهكم ولم ينتبه لما أردتم، فلهذا لم يفعل شيئاً.
الجواب: الوتر فات صل من النهار ما يسر الله لك، فإذا كنت توتر بثلاث صل في النهار تسليمتين وإذا كانت عادتك خمس ركعات تصلي في النهار ثلاث تسليمات ست ركعات وهكذا، كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فاته وتره من الليل لمرض أو نوم صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة كما قالت عائشة رضي الله عنها، وكان وتره في الغالب إحدى عشرة، فإذا فاته ذلك الوتر إما لمرض أو لنوم صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة، يعني: زاد ركعة ست تسليمات، وهكذا السنة لمن فاته ورده من الليل يصليه من النهار والحمد لله، وإذا قمت بعد طلوع الفجر تصلي سنة الفجر ثم الفجر والحمد لله.
الجواب: إذا كان الوالدان ميتين أو عاجزين لكبر السن أو مرض لا يرجى برؤه فلا بأس أن تعتمر عنهما وأن تحج عنهما كل واحد على حدة، لمجيء الأحاديث في ذلك عن النبي عليه الصلاة والسلام، فإنه سئل كثيراً عمن قال: توفي أبي وعليه كذا توفيت أمي وعليها حجة فقال: (حج عن أبيك حج عن أمك)، وسمع رجلاً يقول: (لبيك عن
الجواب: يمسح على الشراب مثلما يمسح على الخف الجلد، إذا كان عليه جوربان وقد لبسهما على طهارة يمسح عليهما مثلما يمسح على الجوربين، يمسح على اليمنى باليمنى ثم يمسح على اليسرى باليسرى ويكفي ذلك والحمد لله، على ظاهر القدم يمسح ظاهر الخفين ظاهر الجوربين ويكفي ذلك.
أما عند البدء فلا يمسح عليهما إلا إذا كان لبسهما على طهارة، لابد أن يتوضأ أول ثم يلبسهما، وإذا لبس الخف أو الجورب في الرجل اليمنى قبل أن يكمل الوضوء ثم غسل اليسرى ولبس، فالأحوط له أن يخلع اليمنى ثم يلبسها بعد كمال الوضوء؛ لأنه لبسها قبل كمال الوضوء، فيخلعها بعدما غسل اليسرى ثم يعيد لبسها، حتى يكون لبسها على طهارة كاملة.
الجواب: عليك أن تراجع الذي أعطاك الصك وفيما يراه الكفاية إن شاء الله.
الجواب: إذا كنت رضعت من والدة أب الفتاة رضاعاً كاملاً خمس مرات فأكثر وأنت في الحولين، فأنت عم لها أخ لأبيها، فليس لك نكاحها، إذا كنت ارتضعت من أم أبيها خمس رضعات أو أكثر، ولو في مجلس واحد، وأنت في الحولين قبل أن تفطم، فأنت حينئذ عم لها ولا تحل لك.
الجواب: إذا كان السلس مستمراً معك وهو خروج الماء -يعني البول- فلا تتوضأ إلا إذا دخل الوقت، وإذا توضأت تصلي بهذا الوضوء ما دمت في الوقت مثل المستحاضة التي أمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تتوضأ لكل صلاة؛ لأن حدثها دائم وهو خروج الدم، فهكذا من كان بوله مستمراً معه فإنه يتوضأ لكل صلاة، يعني: إذا دخل الوقت فيتوضأ للعصر إذا دخل وقتها ويصلي حتى يخرج الوقت، ويقرأ القرآن من المصحف، وهكذا يتوضأ للمغرب ويصلي حتى يغيب الشفق وهكذا بعد العشاء يتوضأ حتى يذهب الوقت، المقصود أن لكل وقت وضوءاً لصاحب السلس، والأحوط لك أن لا تصلي بالناس إماماً؛ لأن جمعاً من أهل العلم يرون أنه لا يصلي صاحب السلس إماماً بالناس، وإن صليت تكون الصلاة صحيحة إن شاء الله على الصحيح، لكن ترك ذلك أولى.
الجواب: نعم أنت عاصية في هذا العمل، قد أخطأت خطأً كبيراً؛ لأن المسلم لا يشهد بما لا يعلم، الله يقول: إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [الزخرف:86].
فعليك التوبة إلى الله والرجوع إليه والندم على ما مضى وعدم العودة إلى مثل هذا، وعليك إبلاغ الذي شهدت عنده، إذا كانت هذه الشهادة يترتب عليها أمر يختل به حكم الشرع، فعليك أن تبلغي هذا الذي شهدت عنده كان رضاع تعلمينه؛ لأن شهادتك باطلة حينئذ، إذا كنت شهدت بالرضاع أو أن فلانة أرضعت فلاناً فعليك أن تبلغي، المقصود عليك أن تبلغي من شهدت عنده أنك شهدت غلطاً منك لم تري ولم تعلمي.
الجواب: لا أصل لهذا الشرط، يجوز أن يكون الإمام متزوجاً وغير متزوج ولا حرج في ذلك، فهذا القول باطل، الإمام ليس من شرطه أن يكون متزوجاً، وإذا صليت مع أخيك صلي خلفه لا تصفي معه، المرأة ما تصف مع الرجال، فإذا صليت معه في الليل مثلاً في التهجد بالليل تكوني خلفه، وهو لا يصلي في البيت الفرائض يلزمه أن يصلي مع الناس الفريضة ولا يصلي في البيت، وإذا صلى في البيت؛ لأنه فاتته الصلاة؛ بسبب نوم أو نحوه أو صلاة النافلة في الليل وصليت معه فلا بأس، لكن لا تقفي عن يمينه ولكن خلفه، نعم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر النساء أن يكن خلف الرجال، وصلت معه أم سليم مع ابنها أنس فصف أنس معه صلى الله عليه وسلم وصفت خلفهم، وفي الحديث الآخر: (صف
الجواب: نعم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان هناك نبي يخط، أما نحن فليس لنا أن نخط؛ لأنا لا نعلم الشيء الذي فعله النبي والشيء الذي أجازه الله، فالخطوط الآن التي يفعلها الناس ضرب من الرجم بالغيب ولا يجوز تعاطيها ولا فعلها بل يجب ترك ذلك.
الجواب: من أفطر في رمضان للعذر فإنه يفطر سراً كالمسافر الذي لا يعرف أنه مسافر، والمرأة التي لا يعرف أنها حائض، فيكون أكلها سراً وشربها سراً حتى لا تتهم بأنها متساهلة، وحتى لا يتهم الرجل بأنه متساهل بأمر الله.
أما إذا كان بين قوم يعرفون حاله أنه مسافر، وكانت بين جماعة من النساء يعرفون أنها حائض فلا حرج عليها أن تأكل عندهم وتفطر؛ لأنه يعرفون حالها، وهكذا المسافر بين قوم يعرفون حاله، أما أن يأكل عند الناس وهم لا يعرفون حاله فهذا لا ينبغي له حينئذ، بل الواجب عليه أن يختفي بذلك حتى لا يتهم بالشر، وهكذا المرأة التي لا يعرف من حولها أنها حائض، فإنها لا تأكل عندهم ولا تشرب؛ لأن هذا يسبب تهمتها بأنها متساهلة بأمر الله وأنها لا تصوم رمضان.
الجواب: إذا كان الطفل يأكل الطعام ويتغذى به فإنه يغسل ما أصاب الثوب منه غسلاً، ولا يغسل الثوب كله، ولكن يغسل ما أصابه البول، وهكذا بقية النجاسات يغسل محل النجاسة فقط من البدن ومن الثوب ومن البقعة في الأرض، وما سوى ذلك طاهر.
وأما إن كان الصبي لا يأكل الطعام ولا يتغذى به إنما يتغذى بالحليب باللبن بالرضاع من أمه، فإنه لا يجب الغسل بل يرش مكان البول رشاً، يمر عليه الماء فقط ويكفي، يمر عليه الماء من دون حاجة إلى فرك ولا غسل، بل إذا مر عليه الماء كفى؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم بال على ثوبه طفل لا يأكل الطعام فأتبعه الماء ولم يغسله عليه الصلاة والسلام، وقال عليه الصلاة والسلام: (بول الرضيع الذي لا يأكل الطعام ينضح، وبول الجارية يغسل)، فبول الغلام الذي لا يأكل ولا يتغذى بالطعام إنما يرش رشاً وينضح محله بالماء ويكفي.
الجواب: معناه: أن الظالم يتحمل هذا الجزء وما تحته إلى سبع أرضين، ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم: (من ظلم شبراً من أرض طوقه الله إياه يوم القيامة من سبع أرضين) يعني: يجعل طوقاً في عنقه ذلك الجزء وما تحته إلى آخر الأرض، وهذا نوع من التعذيب الشديد له بظلمه لأخيه، ويستدل به على أن الأرض إذا ملكها إنسان ملك ما تحتها، له أن يحفر ويحفر ويحفر ولو بعد المدى؛ لأنه قد ملك الأرض وما تحتها لهذا الحديث الصحيح.
الجواب: ليس بصحيح، لا حرج في ذلك قتل البرغوث أو القمل أو العقرب حوله وهو يصلي أو حية رآها وقتلها، النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اقتلوا الأسودين في الصلاة: الحية، والعقرب)، فكيف بالبرغوث والبعوض؟ لا حرج في ذلك.
الجواب: إذا كنت أعدت الرمي في وقته فلا بأس وإلا فعليك دم يذبح بمكة للفقراء عما تركت من الجمار؛ لأن الأربع كثيرة، فالحاصل أنك عليك دم يذبح بمكة للفقراء عما تركت من الجمار.
الجواب: الوقوف خلف الإمام وأنت وحدك ليس بجائز ولا تصح معه الصلاة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا صلاة لمنفرد خلف الصف)، ورأى رجلاً يصلي خلف الصف وحده عليه الصلاة والسلام فأمره أن يعيد الصلاة، فليس للفرد أن يصلي خلف الناس ولكن ينتظر حتى يجد فرجة أو يحصل من يصف معه أو يتقدم فيصف مع الإمام عن يمينه، أما أن يصلي وحده لا، ولكن ينتظر أو يلتمس فرجة.
الجواب: المشروع لك الزواج، بل يجب عليك إذا كنت تحتاج إلى ذلك، ولا يجوز لك تركه إذا كان قد يفضي بك إلى الخطر، المقصود أن الواجب عليك الزواج، وعليك كفارة اليمين عن يمينك لزوجتك، وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، عشرة كل واحد له نصف الصاع من قوت البلد من تمر أو حنطة أو أرز أو شعير أو نحو ذلك، وليس لك أن تدع الزواج وأنت تقدر عليه.
الجواب: تبدأ من أي يوم، ليس لازماً أن تبدأ من أول الشهر تبدأ من أي يوم على أن تكون ستين يوماً متتابعة مثلما ذكرت في السؤال.
الجواب: هذا الشعور وهذا الخوف يدل على خير إن شاء الله وأنت على خير، ولا يلزمك إلا لزوم التوبة والحمد لله، وهذه الوساوس دعها عنك وتعوذ بالله من الشيطان، واعلم أن التوبة تجب ما قبلها كما قاله النبي عليه الصلاة والسلام: (التوبة تجب ما قبلها)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، فاحمد ربك واستقم ودع عنك هذه الوساوس.
الجواب: إذا كان المسجد بعيداً لا تسمع النداء فأنت معذور، أما إذا كنت تسمع النداء لو كانت الأرض يعني متهيئة ما فيها أصوات تمنع ولا فيها شيء يمنع، فإنك تسعى إلى المسجد، والمقصود صوت المؤذن من دون مكبر، إذا كنت تسمع الصوت المعتاد عند هدوء الأصوات تسمعه فعليك السعي إلى المسجد؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر. قيل لـ
أما إذا كنت بعيداً لا تسمع النداء فلا يلزمك، وإن تجشمت المشقة وصبرت بالمجيء بسيارة أو على قدميك فأنت على خير عظيم.
الجواب: إذا كان الواقع كما ذكرت فليس عليك شيء، الله يقول سبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]، والوكيل يقوم مقامك في الرمي، أما عدم المبيت بمنى فإذا كنت تركت ذلك عجزاً أو للذهاب إلى الطبيب فلا شيء عليك والحمد لله.
الجواب: عليك أن تحسن الظن بالله مع التوبة مما أسلفت من التقصير، وعليك الاستمرار في الخير والحذر من وساوس الشيطان ومن طاعة الهوى وأبشر بالخير، فالمقصود الاستقامة والتوبة مما سلف من التقصير مع حسن الظن بالله عز وجل، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يقول الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني)، فعليك أن تحسن ظنك بربك وتستقيم على الحق، وما مضى من تقصير عليك التوبة إلى الله منه.
المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى؛ على تفضلكم بإجابة الإخوة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
الشيخ: نسأل الله ذلك.
المقدم: اللهم آمين، مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء.
شكراً لسماحة الشيخ، وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر