إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (445)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين هو أحمد علي ناجي محمد الصباحي من الجمهورية العربية اليمنية، أخونا أحمد عرضنا بعض أسئلة له في حلقة مضت وفي هذه الحلقة بقي له ما يقرب من خمسة أسئلة، في أحدها يقول: ما هو الحكم في الجهر بالبسملة في الصلاة؟ وبم نرد على من يقول: إن ذلك هو مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه؟ وهل هي آية في سورة الفاتحة؟ وإذا لم تكن آية فلماذا هي مرقمة بالرقم واحد في سورة الفاتحة في المصحف؟

    الجواب: الصواب أن البسملة ليست آية من الفاتحة ولا من غيرها من السور، ولكنها آية مستقلة أنزلها الله فصلاً بين السور، علامة أن السورة التي قبلها انتهت وأن التي بعدها سورة جديدة، هذا هو الصواب عند أهل العلم، وترقيمها في بعض المصاحف أنها الأولى غلط ليس بصواب، الصواب أنها ليست من الفاتحة، وإنما أول الفاتحة الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2]، هذه الآية الأولى الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [الفاتحة:3] الثانية، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [الفاتحة:4] الثالثة، إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5] الرابعة، اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة:6] هي الخامسة، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ [الفاتحة:7] هذه هي السادسة، غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7] هي السابعة، أما التسمية فهي آية مستقلة فصل بين السور، ليست من الفاتحة ولا من غيرها من السور في أصح قولي العلماء إلا أنها بعض آية من سورة النمل من قوله تعالى: إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [النمل:30]، فهي بعض آية من سورة النمل ولكنها آية مستقلة أنزلها الله فصلاً بين السور وليست آية من الفاتحة وليست آية من غيرها ولكنها بعض آية من سورة النمل هذا هو الصواب الذي عند أهل العلم. أما الجهر بها فالأولى عدم الجهر؛ لأن الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يجهر بها، ثبت في الصحيحين من حديث أنس رضي الله تعالى عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين)، وفي رواية أهل السنن: (لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم)، فالمقصود أنهم يبدءون بالحمدلة الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2]، فدل ذلك على أنهم كانوا يسرون، يعني النبي صلى الله عليه وسلم والصديق وعمر كانوا يسرون بالتسمية، وقد جاء من طريق أبي هريرة ما يدل على أنه قد يجهر بها؛ لأنه جهر رضي الله عنه بالتسمية فلما صلى قال: إني أشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم، فاحتج بهذا بعض الناس على أنه يجهر بها ولكن ليس حديثاً صريحاً في ذلك ولو ثبت التنصيص على ذلك فيحمل على أنه كان في بعض الأحيان والأكثر منه صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يجهر جمعاً بين الروايات، فالأفضل والأولى عدم الجهر إلا إذا فعله الإنسان بعض الأحيان جهر بها ليعلم الناس أنه فسمي وليعلم الناس أنها مشروعة ويسمي الإنسان سراً بينه وبين ربه، هذا حسن.

    المقدم: جزاكم الله خيراً، أخونا يقول: بم نرد على من يقول: إن ذلك هو مذهب الإمام الشافعي؟

    الشيخ: هذا يحتاج إلى مراجعة نصوص الشافعي رحمه الله، فلعل الشافعي رحمه الله إذا ثبت عنه أنه قال ذلك أخذ برواية أبي هريرة حين سمى وجهر ولما فرغ من الصلاة قال: إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا ظاهره أن النبي صلى الله عليه وسلم جهر لأن أبا هريرة جهر وقال: إني أشبهكم صلاة برسول الله، فالجهر بها جائز ولكن الأفضل عدم الجهر.

    المقدم: بارك الله فيكم! إذاً: لا تستوجب أن يكون هناك خلاف بين المسلمين؟

    الشيخ: ما ينبغي في هذه النزاع، ينبغي أن يكون الأمر فيها خفيفاً والأفضل تحري سنة الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم الجهر وإذا جهر بعض الأحيان من أجل حديث أبي هريرة أو من أجل التعليم أو ليعلم الناس أنها تقرأ فلا بأس به، وقد جهر بها بعض الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088786912

    عدد مرات الحفظ

    779039624