مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.
هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز.
الشيخ: حياكم الله، وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====السؤال: نعود مع مطلع هذه الحلقة إلى رسالة المستمع محمد صالح الشرقي المري، من مدينة المرة بدولة قطر، الأخ محمد عرضنا له سؤالاً في حلقة مضت، وفي هذه الحلقة يقول: في آخر يوم من أيام التشريق حيث حجيت ذلكم العام، عند رمي الجمرات وزعت الحصيات على جيوبي، وجعلت السبع الحصيات في الجيب الأيمن، وسبعاً في الأيسر، وسبعاً في جيب الصدر، ورميت الجمرات الصغرى والوسطى والكبرى، وعندما ذهبت إلى المنزل، لقيت حصاة واحدة في جيب الصدر، فهل علي أي شيء، جزاكم الله خيراً؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فالصواب في هذه المسألة أنه لا شيء عليك، وأن الحصاة الواحدة تغتفر والحمد لله، قد ثبت عن بعض الصحابة أنهم لما رجعوا من حجهم، قال بعضهم: (رميت بست، وقال الآخر: رميت بسبع) فلم يعب بعضهم على بعض، فالواحدة لا حرج فيها إن شاء الله، ولا ينبغي تعمد ذلك.
لكن من نسيها أو غلط فلا حرج عليه، أما فلا يجوز التعمد، يجب أن ترمى كل واحدة بسبع، كما رماها النبي صلى الله عليه وسلم، وقال بعض العلماء: إن عليه مداً من حنطة أو نصف صاع من الحنطة أو الرز بدل الحصاة الواحدة، ولكن ليس عليه دليل، فالأمر في هذا إن شاء الله واسع، وأنت معفو عنك إن شاء الله.
الجواب: حكم تارك الصلاة فيه تفصيل عند أهل العلم: إن تركها جاحداً لوجوبها، يقول: ما هي بواجبة وهو عاقل كفر بإجماع المسلمين، لأنه مكذب لله ولرسوله، والله سبحانه يقول: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ [البقرة:43] ويقول سبحانه: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى [البقرة:238] ويقول جل وعلا: ِ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا [النساء:103] والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت) متفق عليه.
ولما سأله جبرائيل عن الإسلام، قال عليه الصلاة والسلام: (الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً) فالصلاة عمود الإسلام، فمن جحد وجوبها كفر بإجماع المسلمين، فإن كان بعيداً عن الإسلام في محلات لا تعرف الإسلام بين له، وأقيمت عليه الحجة وتذكر له الآيات، فإن أصر على جحده وجوبها كفر إجماعاً.
أما الذي بين المسلمين يسمع القرآن والسنة فهذا إذا جحدها كفر.
أما إذا تركها وهو لا يجحد لكن تكاسل، فذهب جمع من أهل العلم إلى أنه يكفر أيضاً، إذا تركها ولو لم يجحد وجوبها، لأنها عمود الإسلام، وقد صح فيها أحاديث تدل على كفر من تركها، ونقل ذلك عبد الله بن شقيق العقيلي عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أنهم كانوا لا يرون شيئاً تركه كفر إلا الصلاة، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: (رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة) ولقوله صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) رواه مسلم في صحيحه.
والكفر والشرك إذا عرف فالمراد به الكفر الأكبر والشرك الأكبر، ولقوله صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) وهذا هو الأرجح وأصح القولين، أنه يكفر كفراً أكبر، نعوذ بالله، ولو ما جحد وجوبها، سواء تركها كلها أو ترك الفجر أو الظهر أو العصر، أو تارة يصلي وتارة لا يصلي يكفر بذلك، وعليه أن يجدد توبة نصوحاً.
وذهب الأكثرون من الأئمة الأربعة: من المالكية، والحنفية، والشافعية إلى عدم كفره، وأنه كفر أصغر، وشرك أصغر، وهو قول جماعة من الحنابلة أيضاً، ولكن الصواب الأول أنه كفر أكبر، لأن الأدلة الشرعية تدل على كفره، لأنها عمود الإسلام فيجب الحذر من ذلك.
فالواجب على كل مسلم أن يحذر ترك الصلاة، وأن يحافظ عليها في جميع الأوقات، المغرب، والعشاء، والفجر، والظهر، والعصر، يجب أن يحافظ عليها جميعاً، وأن يصليها في الجماعة أيضاً إذا كان رجلاً، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من سمع النداء فلم يأت، فلا صلاة له إلا من عذر) ولما سأله رجل أعمى، قال: يا رسول الله! ليس لي قائد يقودني للمسجد، فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ قال له صلى الله عليه وسلم: (هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب) أعمى ليس له قائد يلائمه، ومع هذا يقال له: (أجب) صل في الجماعة، كيف بحال البصير، يكون الوجوب عليه أشد وأعظم.
ولأن الصلاة في الجماعة وسيلة إلى تركها بالكلية والتهاون بها.
فالواجب على كل مكلف وكل مسلم الحذر من ذلك، وأن يصليها في الجماعة ويحافظ عليها، وأن يحذر التأسي بأهل الباطل، يحذر صحبة الأشرار الذين يتركونها ويتهاونون بها ليحذرهم غاية الحذر.
والتهاون بها من صفات المنافقين، فلا يجوز لمسلم أن يتأسى بهم، يقول الله سبحانه: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا [النساء:142] فاحذر أن تشابه أعداء الله المنافقين، يقول الله في حقهم: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا [النساء:145].
فالواجب الحذر من صفات المنافقين، والواجب على الرجال والنساء جميعاً المحافظة عليها في أوقاتها، والرجل يؤديها في الجماعة، والمرأة تؤديها في بيتها، وتحافظ عليها في وقتها، وتحذر الكسل والتهاون فهي عماد الإسلام، وهي الفارقة بين الكفر والإسلام، في الحديث الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم (أول ما يحاسب عنه -يعني يوم القيامة- العبد من عمله؛ صلاته فإن صلحت؛ فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر) وهذا من الأدلة على كفر تاركها.
فالواجب على كل مسلم أن يتقي الله، وأن يحافظ على الصلاة في الجماعة، وهكذا كل مسلمة عليها أن تتقي الله وأن تراقب الله، وأن تحافظ على الصلاة في وقتها، ولا يجوز تأخير الفجر إلى طلوع الشمس، إلى أن يذهب إلى العمل لا، يجب أن يصليها في الوقت مع الجماعة في مساجد الله، فإن صلاها في البيت صحت مع الإثم، لكن ليس له أن يؤخرها إلى طلوع الشمس، ولا يؤخر العصر إلى أن تصفر الشمس، ولا يؤخر المغرب إلى أن يغيب الشفق، يجب أن يصلي في الوقت، ويجب أن يصلي في الجماعة إذا كان رجلاً في المساجد، فإذا أهملها وضيعها كفر، نسأل الله العافية، بنص الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) والحكم عام للرجل والمرأة، ولهذا في الحديث الآخر: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر) فالأحكام مشتركة، ما ثبت في حق الرجل ثبت في حق المرأة، وما ثبت في حق المرأة ثبت في حق الرجل، إلا ما دل عليه الدليل بالخصوصية.
فنصيحتي لكل مسلم ومسلمة تعظيم الصلاة، والعناية بها والمحافظة عليها وعلى طهارتها، وعلى جميع شئونها، وعلى السترة فيها، الطهارة شرط لابد منها، والوقت كذلك، واستقبال القبلة كذلك، فالواجب على الجميع العناية بهذه الأمور، وأن يعتني بالطهارة والسترة، يستر العورة، ويعتني باستقبال القبلة، وأن يصليها في الوقت، والرجل يؤديها في الجماعة في مساجد الله مع إخوانه.
كان عمر رضي الله عنه يكتب إلى عماله وأمرائه، ويقول: (إن أهم أمركم عندي الصلاة، فمن حفظها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع). يعني: متى ضيع الصلاة ضيع دينه نسأل الله العافية، ولا تجد إنساناً يتهاون بالصلاة إلا وهو متهاون بدينه، فهي علامة التهاون وعلامة المحافظة، من حافظ عليها حافظ على بقية الدين واستقام أمره، ومن ضيعها وتهاون بها تهاون ببقية الدين، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وقد ثبت في المسند -مسند أحمد رحمه الله- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يوماً لأصحابه: (من حافظ على الصلاة كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة، وحشر يوم القيامة مع فرعون و
وإن ضيع الصلاة من أجل الوزارة، شابه هامان وزير فرعون، فيحشر معه إلى النار يوم القيامة، نسأل الله العافية.
وإن ضيع الصلاة بأسباب الأموال والشهوات شابه قارون، الذي خسف الله به الأرض وبأهله، فيكون معه يوم القيامة في النار، نسأل الله العافية.
وإن ضيعها بأسباب المعاملات والتجارة شابه أبي بن خلف الذي كان من تجار أهل مكة قتل يوم أحد قتله النبي صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة عليه الصلاة والسلام، كافراً، فمن ضيع الصلاة من أجل البيع والشراء والمعاملات شابه عدو الله أبي بن خلف فيحشر معه إلى النار يوم القيامة.
فيجب الحذر أيها الإخوة في الله! يجب الحذر أيها المسلمون! أيها المسلمون نوصيكم بالصلاة، احرصوا عليها حافظوا عليها في أوقاتها، بالخشوع والطمأنينة، وعدم النقر وعدم العجلة، اتقوا الله في صلاتكم، حافظوا عليها، اركدوا فيها، اخشعوا فيها لله، لا تعجلوا، أدوها بالطمأنينة والخشوع في القراءة وفي الركوع وفي السجود، وفي الرفع بعد الركوع، وبين السجدتين، إذا ركع يقول: سبحان ربي العظيم، لا يعجل، سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي، لا يعجل، يطمئن، وإذا رفع يقول: سمع الله لمن حمده، إن كان إماماً أو منفرداً، وإن كان مأموماً يقول: ربنا ولك الحمد، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد، يكون مطمئناً يعتدل، واقف، ثم ينحط ساجداً ويعتدل في السجود على سبعة أعضاء، على جبهته وعلى أنفه ويديه وركبتيه وأطراف قدميه ويطمئن، يطمئن يقول: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي، يدعو ربه في سجوده، ويخشع لله في السجود، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم)، يعني: حري أن يستجاب لكم، ويقول عليه الصلاة والسلام: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء) وهكذا بين السجدتين يطمئن ولا يعجل، يقول: رب اغفر لي، رب اغفر لي، اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، واجبرني، وارزقني، وعافني، لا يعجل، ثم يسجد الثانية ويكبر ويسجد الثانية، ويطمئن، يقول: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي، ويدعو بما تيسر ولا يعجل، هكذا المؤمن فالرجل يؤديها في الجماعة، في مساجد الله، ويسارع إليها إذا سمع الأذان حي على الصلاة، حي على الفلاح، بادر وسارع إلى هذه العبادة العظيمة، والمؤمنة كذلك في بيتها، تصليها في بيتها في وقتها، بخشوع وطمأنينة وإقبال وإحضار قلب، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.
الجواب: اللقطة إن كانت في الحرم، مكة والمدينة لا تحل، عليه أن يعرفها دائماً حتى يجد ربها، سواءً دراهم، أو متاع آخر كالبشت أو غيره من المتاع.
أما في غير الحرم يعرفها سنة، فإن عرفت وإلا فهي له، أما في الحرم لا، في مكة والمدينة يعرفها أبداً، فإن شق عليه يسلمها للجنة التي في مكة والمدينة، يقول: هذه لقطة وجدتها في المحل الفلاني، وهم يقومون بالتعريف، ويتولون أمرها، وإلا فليعرفها هو بنفسه أو بوكيله حتى تعرف، ولو بقي سنتين أو ثلاثاً أو أكثر يعرفها؛ حتى يوجد ربها أو يسلمها للجنة.
أما إذا كان في غير مكة والمدينة، فإنه يعرفها سنة كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم، قال في مكة: (لا تحل ساقطتها إلا لمعرف) يعني: منشد لها يعرفها، من له الدراهم، من له الشنطة، من له كذا، من له كذا، في مجامع الناس.
أما في غير مكة والمدينة، يعرفها بمجامع الناس، من له كذا من له كذا، من له اللقطة، من له الشاة، من له العنز، من له البشت، من له كذا، يعرف ويبين والعلامات الخفية يخليها عنده لا يبينها، فإذا جاء من يعرفها، يقول: ويش صفاتها علمني صفاتها، فإذا عرف صفاتها، أعطاها إياه، وإن شك في الأمر طلب البينة عليه، حتى يحضر بينة أن هذه ضائعة له وأنها ملكه، وإذا عرف الصفات الدقيقة الخفية عرفها يعطيه إياه، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بهذا، أمر من وجد اللقطة أن يعرفها سنة، ويعرف عفاصها إن كان لها عفاص ووكائها، يعني: خرقتها إن كانت النقود في خرقة، أو في كيس أو في ظرف، يعرف الظرف، ويعرف فئات الدراهم ويش هي، يضبطها ويعرفها، فإذا جاء من يعرفها أعطاه إياه سنة كاملة، ويعرف عددها ألف، ألفين، ثلاثة آلاف يعرف عددها، فإذا مرت السنة وما جاه أحد فهي له.
وتكون كالوديعة عنده متى عرف ربها، ولو بعد سنتين، أو ثلاث، أعطاه إياه كالدين عليه، وإذا لم تعرف فهي ماله بعد السنة، النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فإن لم تعرف فأنفقها) فسبيلها سبيل مالك، قال: (ولتكن وديعة عندك)، يعني: كالوديعة، يحفظها ويتصرف فيها، لكن متى جاء ربها وعرفها ولو بعد سنتين أو ثلاث يعطيه إياه كأنها دين، لكن يعرفها كل شهر مرتين ثلاث أكثر، من له الضائعة، من له الدراهم، ما يبين عددها، يقول: من له الدراهم، من له العنز، من له البشت، من له كذا، من له كذا، يبين الشيء حتى يفطن له صاحبه.
الجواب: هذا فيه تفصيل: إن كان المرض يرجى برؤه، والأطباء يقولون: يرجى يعالج ويرجى برؤه، يبقى الدين يبقى الصوم في الذمة حتى يشفى المريض ثم يقضي.
أما إذا قرر الأطباء أن هذا لا يرجى برؤه، مرض دائم، فهو مثل كبير السن الذي ما يستطيع يصوم، يطعم عن كل يوم مسكيناً، المريض الذي لا يرجى برؤه، سواء رجل أو امرأة، يطعم عن كل يوم مسكيناً، نصف صاع تمر، أو رز يجمعها في أول الشهر أو في آخر الشهر ويعطيها فقيراً أو فقيرين أو أكثر، ما هو بلازم كل يوم لفقير يجمعها ويعطيها بعض الفقراء.
هذا إذا كان ما يرجى برؤه، مرض ذكر الطبيب المختص أنه لا يرجى برؤه، أو طبيبان أحوط مختصان يقولان: إن هذا لا يرجى برؤه، مرض يستمر، فهذا المريض الذي مرضه يستمر يفطر ويطعم عن كل يوم مسكيناً، يجمعها خمسة عشر صاعاً، إذا كان الشهر تاماً، أو أربعة عشر ونصف إذا كان ناقصاً ويعطيها بعض الفقراء، يعطيها بيت فقير، أو شخص فقير والحمد لله.
أما إذا كان يرجى برؤه، يمكن يطيب إن شاء الله، هذا يتأجل عليه الصوم، فإذا عافاه الله يقضي، لقول الله سبحانه: وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة:185] تبقى في ذمته حتى يشفيه الله ثم يقضي، ولو بعد سنتين أو ثلاث والحمد لله.
الجواب: إذا حلفت المرأة أو الذكر أنه إذا نجح يصوم كذا أو يعزم المدرسين أو المدرسات، فهو بالخيار، إن شاء كفر عن يمينه، وإن شاء صام وعزم، فإذا كان ما يستطيع الصيام ولا يستطيع العزيمة، يكفر عن يمينه، والحمد لله، كفارة يمين إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، وهذا ما يسمى نذراً هذا يمين، إذا قال: والله إذا نجحت أصوم ثلاثة أيام، أو عشرة أيام، والله إذا نجحت أعزم المدرسين، أو قالت الطالبة: والله إذا نجحت أصوم كذا أو أعزم المدرسات فهي بالخيار، إن صام أو صامت الطالبة وعزموا المدرسين وعزمت المدرسات أدت يمينها وهذا أحسن لها، من قدر فهذا أحسن، يوفي بيمينه.
أما إذا شق عليه ذلك يكفر عن يمينه والحمد لله، كفارة اليمين إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم عشرة، كل واحد يعطى نصف الصاع تمر أو رز، يعني: كيلو ونصف لكل واحد، أو قميص مقطع يعطيه إياه، يكفي هذا والحمد لله عشرة.
الجواب: إذا دعت الحاجة إلى ذلك فلا بأس بتقصيرها، وإن تركتها زينة وجمالاً وأزالتها وراء الرأس كفى، وإن دعت الحاجة إلى تقصيرها وقصها، أو قص بعض الرأس حتى يخف فلا حرج في ذلك، ولاسيما إذا كان زوجها موافقاً عليها، إن كان عندها زوج ووافق فلا حرج، أما إن كان ما عندها زوج فالترك أحسن، لأن الرأس جمال لها، فإذا دعت الحاجة إلى قص شيء منه تخفيفاً، وليس القصد مشابهة الكفار، ولكن قصدها التخفيف فلا بأس بذلك على الصحيح، ولا حرج في ذلك، وقد ثبت عن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما توفي صلى الله عليه وسلم قصصن من رءوسهن تخفيفاً.
فالحاصل أن المرأة لها أن تقص من الطويل، سواء من القصة أو من أطراف العمايل للتخفيف والتيسير، وإن تركت ذلك فهو أجمل وأفضل.
الجواب: هذا باطل ولا أصل له، الحناء يجوز في صفر وفي غير صفر في كل الشهور، للمرأة أن تتحنى في صفر، وفي رمضان، وفي شعبان، وفي رجب وفي كل شهر وفي كل يوم، سواء كانت طاهرة أو حائضاً أو نفساء، لها أن تتحنى ولا حرج في ذلك.
الجواب: هذا باطل ولا أصل له، الحناء ما له تعلق بالجنة ولا بالنار، الحناء من الأمور المباحة، من زينة المرأة، فإذا حنت يديها للجمال والزينة فهذا طيب، حتى لا تكون مثل الرجل، وإلا ليس بواجب، إنما هو مستحب لها، جمال لها، ولا تعلق له بالجنة ولا بالنار، ولم يرد فيه حديث في هذا المعنى.
الجواب: كل هذا باطل، وكل هذه من خرافات العامة، تكتحل ليلة الإثنين وإلا غير ليلة الإثنين، وتتحنى ليلة الإثنين وإلا غيره، كله واحد، في جميع الليالي الحناء والكحل.
الجواب: يصليها في النهار والحمد لله، كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا شغله مرض أو نوم صلى من النهار، تقول عائشة رضي الله عنها: (كان صلى الله عليه وسلم إذا شغله مرض، أو نوم، صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة)، وكان وتره صلى الله عليه وسلم في الغالب بإحدى عشرة ركعة، فإذا نام ولم يستيقظ، أو شغله مرض، صلى من النهار ست تسليمات، ثنتي عشرة ركعة، والأفضل أن يكون في الضحى، هذا هو الأفضل، وإن صلاها بعد الظهر فلا بأس، وليس بواجب، إنما هذا سنة مستحب.
الجواب: نعم، إذا وافقت صلاة العيد وصلى مع الناس صلاة العيد لا تلزمه الجمعة كما نص عليه النبي صلى الله عليه وسلم، لكن يصلي ظهراً، إن تيسر جماعة صلاها جماعة وإلا صلاها وحده، وإن صلى الجمعة مع الناس فهو أفضل، فإذا وافق يوم الجمعة يوم العيد، وصار ممن حضر صلاة العيد مع الناس، سقطت عنه الجمعة وصلاها ظهراً، وإن صلى مع الناس الجمعة فإن الأئمة عليهم أن يقيموا الجمعة، على أهل المساجد أن يقيموا الجمعة لمن حضر، ومن لم يصل معهم صلى ظهراً.
الجواب: هذا لا أصل له، هذا بدعة، والقرآن لا يقرأ على القبور، يقرأ في المساجد وفي البيوت، وفي الطريق ما يخالف، أما على القبور فلا يقرأ والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبوراً، فإن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة) دل على أن القبور لا يقرأ عندها، فقراءته في المساجد وفي البيوت، أما القبور تزار ويسلم عليهم، ويدعى لهم بالمغفرة والرحمة، ولكن لا يجلس عندهم للقراءة، ولا يجلس عندهم للدعاء ولا للصلاة، لا يصلى عندها ولا يقرأ عندها، ولا تتخذ محلاً للدعاء، ولكن يسلم عليهم، فالزائر يدعو لهم ويستغفر لهم ثم ينصرف، هذه هي السنة، كان النبي صلى الله عليه وسلم يزور القبور في البقيع فيسلم عليهم ثم ينصرف، وهكذا الصحابة كانوا يزورون القبور فيسلمون على أهلها ويدعون لهم ثم ينصرفون، هذه السنة.
أما القراءة عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو عند قبر غيره، أو الصلاة عند القبر أو الجلوس عنده يتحرى الدعاء عنده لأنه يظن أنه أقرب للإجابة فهذا لا أصل له، هذا من البدع التي أحدثها الناس.
المقدم: جزاكم الله خيراً.
سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى، على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
شكراً لسماحته، وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر