الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الإخوة الأحباب أيها الإخوة المستمعون الكرام! هذا لقاء طيب مبارك من برنامج نور على الدرب، ضيف اللقاء هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء.
مع مطلع هذا اللقاء نرحب بسماحة الشيخ عبد العزيز فأهلاً ومرحباً سماحة الشيخ.
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
====السؤال: هذا السائل طالب من الجامعة يقول في سؤاله الذي كتبه باختصار يقول: سماحة الشيخ! ما هي السبل المعينة للداعي إلى الله عز وجل؟ وهل الدعوة خاصة بأناس معينين حيث أنني أريد أن أدعو إلى الله بحكمة وبصيرة، ولكن معرفتي بالأمور الشرعية قليلة جداً، وجهوني بذلك يا سماحة الشيخ في ضوء هذا السؤال؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فالدعوة إلى الله سبحانه هي منهج الرسل عليهم الصلاة والسلام، فإن الله بعثهم دعاة للحق وهداة للخلق بما أوحى إليهم سبحانه وتعالى وعلى رأسهم خاتمهم وإمامهم نبينا محمد عليه الصلاة والسلام فقد قال الله له: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125]، وقال سبحانه: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ [يوسف:108].
وسبل الدعوة هي توجيه الناس إلى الخير بالخطابة والمواعظ والكتابة والمشافهة الخاصة، ومن طريق الهاتف ومن أي طريق يوصل به الداعية الحق إلى المدعوين، ليس لذاك حد محدود بل متى أمكن الداعي إلى الله جل وعلا أي طريق يوصل به الحق مما أباحه الله ومما شرعه الله فعل ذلك؛ لأن المقصود هو إيصال الحق إلى الناس والحرص على هدايتهم وعلى قبولهم للحق من طريق الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، فهو يعظهم بآيات الله، ويتلو عليهم كتاب الله، ويتلو عليهم السنة، ويفقههم في المعنى حسب الطاقة.
ولكن ليس له أن يدعو إلا على علم، الذي ليس عنده علم ليس له أن يدعو على جهالة، قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ [يوسف:108]، المعنى: على علم، فالجاهل يجتهد حتى يتعلم، فإذا تعلم وكان على بصيرة دعا غيره على حسب ما عنده من العلم والبصيرة، أما الجهلة فلا يجوز الدعاء، الجاهل لا يجوز له أن يدعو وهو جاهل، بل ذلك محرم، قال الله سبحانه: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [الأعراف:33]، فجعل القول عليه بغير علم فوق مرتبة الشرك نسأل الله العافية، وقال في وصف الشيطان: إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [البقرة:169].
فالواجب على الدعاة إلى الله سبحانه أن يكونوا على بصيرة، وعلى علم، وأن يتوخوا الطرق والسبل الطيبة والجائزة التي توصل الحق إلى المدعوين وتوضحه لهم تلاوة وكتابة وغير ذلك مما يتيسر به إيصال الحق إليهم، وللداعي مثل أجر من هداه الله على يديه كما قال صلى الله عليه وسلم: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً) والناس بحاجة إلى الدعوة بل هي ضرورة إلى الدعوة في كل زمان، ولكن بعض الناس أشد حاجة من بعض في المدن والقرى، فالذين عندهم علماء وعندهم موجهون حاجتهم أقل من حاجة الذين ليس عندهم أحد.
فعلى العلماء أينما كانوا أن يوجهوا الناس ويرشدوهم إلى الحق، ويبصروهم بدين الله عز وجل، ولهم مثل أجور من هداه الله على أيديهم، وعليهم أن يتوجهوا إلى البلدان والقرى التي ليس فيها دعاة حتى يقوموا بالواجب حسب طاقتهم، وهكذا في القبائل.. قبائل العرب التي ليس فيها من يوجههم للخير يجب على ولاة الأمور أن يوجهوا لهم الدعاة حتى يبصروهم ويرشدوهم إلى الحق.
الجواب: هذا كله من الشيطان، والواجب عليك تقوى الله سبحانه والضراعة إليه أن يعيذك من الشيطان ونزغاته وهمساته، والحذر من هذه الوساوس، عليك بالصدق والإقبال على الله عز وجل في جميع أعمالك وأبشري بالخير العظيم ودعي عنك الوساوس، اجزمي على أنك فعلت المطلوب ولا تلتفتي للظنون الكاذبة التي يأتي بها الشيطان لا في الصلاة، ولا في الوضوء، ولا في غير ذلك، عليك بالجزم، إذا صليت اجزمي أنك صليت والحمد لله، إذا توضأت كذلك، ودعي الوساوس، حاربيها بالتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وبتركها والحذر منها، والبناء على ما وقع في نفسك أنك فعلتيه من وضوء أو صلاة أو غير ذلك؛ لأن الشيطان عدو مبين، حريص على إفساد أعمال بني آدم، فالواجب محاربته كما قال الله جل وعلا: وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ [الأعراف:200]، وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا رسول الله! إن الشيطان قد لبس علي صلاتي، فقال له صلى الله عليه وسلم: استعذ بالله ثلاثاً، انفث عن يسارك ثلاث مرات واستعذ بالله ثلاثاً) قال عثمان بن أبي العاص وهو الذي سأل: فعلت ذلك فأذهب الله عني ما أجد.
هكذا ينبغي إذا أحس الإنسان أن ينفث عن يساره ثلاث مرات، ويتعوذ بالله من الشيطان ولو في الصلاة إذا جاءته الوسوسة، ينفث عن يساره ثلاث مرات ويقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثلاث مرات، وهكذا في جميع الأحوال، كلما أحس بالوساوس يستعيذ بالله من الشيطان ويزول ذلك إن شاء الله.
الجواب: هذا موضوع يحتاج إلى حضورك وزوجك ووليك عند بعض المشايخ لإثبات ما جرى، وبعد هذا أنظر في الموضوع إن شاء الله، عند المحكمة في بلدكم أو عند بعض المشايخ المعروفين يكتبون كلامك وكلام الزوج وكلام الولي إن كان عنده شيء مما جرى بينكما حتى ننظر في الأمر إن شاء الله؛ لأن هذا موضوع مهم ويحتاج إلى عناية وتحقيق، وبعد هذا ننظر في الأمر إن شاء الله.
الجواب: لا شك أن الواجب على كل من الزوجين المعاشرة بالمعروف؛ لأن الله قال جل وعلا: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:19]، فالواجب على الزوج أن يعاشر بالمعروف وعلى الزوجة كذلك، على كل منهما المعاشرة بالمعروف، فالزوج يجتهد في معاشرتها بالمعروف وهي كذلك، وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ [البقرة:228]، فهو يجتهد وهي تجتهد بالكلام الطيب والأسلوب الحسن، وحفظ اللسان عما لا ينبغي، وحفظ اليد عما لا ينبغي، فهو يعاشر بالمعروف وهي كذلك في جميع الأحوال، ويحرص كل منهما على الكلام الطيب والأسلوب الحسن وأداء الواجب، الرجل يأتي بما أوجب الله عليه من النفقة مع الكلام الطيب والأسلوب الحسن، وهي كذلك عليها أن تسلم نفسها له، تسمع وتطيع له في المعروف وتخاطبه بالتي هي أحسن، ولا تمنعه من حاجته التي شرع الله له أداءها، هكذا الواجب عليهم أن يتعاونا جميعاً على الخير، وأن يكون كل واحد حريصاً على المعاشرة الطيبة، وعدم النزاع، وعدم الظلم، وبهذا تصلح الأمور وتستقيم الأحوال، أما مع الظلم ومع سوء العشرة فلا تستقيم الأحوال، نسأل الله السلامة.
الجواب: الواجب على والدتك أن تتقي الله وأن لا تمنعك من هذا الزواج الذي ينفعك ولا يضرك ما دامت البنت على ما ذكرت، فالواجب على الوالدة الموافقة، لكن إذا وجدت ابنة تناسب الوالدة وهي أيضاً تناسبك من جهة دينها وخلقها وخلقها فلا بأس إذا جمعت بين المصلحتين، إذا تيسر بنت ترضاها وترضاها الوالدة فهذا خير؛ لأن بر الوالدة مهم ومراعاة خاطرها مهم، فإذا تيسرت لك زوجة غير هذه ترضاها الوالدة فاحرص على ذلك، أما إذا لم يتيسر ذلك فليس لها أن تمنعك ولك أن تتزوج وإن لم ترض؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إنما الطاعة في المعروف)، وزواجك معروف فيه خير كثير ومصالح جمة إذا كانت الزوجة صالحة والحمد لله، وعليك أن ترضي الوالدة بالكلام الطيب والأسلوب الحسن حسب الطاقة، لكن إن تيسرت امرأة ترضاها أنت وترضاها الوالدة فهذا أكمل وآكد.
الجواب: هذا موضوع قد شغل بال الكثير من الناس؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن سفر المرأة إلا بمحرم، والحاجة ماسة إلى سفر هؤلاء للقيام بمهمتهم وليس كل امرأة يتوفر لديها المحرم، فالواجب على المرأة أن تحرص على أن لا تسافر إلا بمحرم ولو كان مع نساء ولو كانت مع سائق معه زوجته فلا يغني هذا عن المحرم، الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم) وهؤلاء النسوة يسافرن من دون محرم مسافات طويلة، وهذا فيه نظر؛ لأنه مخالف للسنة الصحيحة، وبعض أهل العلم أجاز ذلك للحاجة والضرورة إذا كان الطريق آمناً وليس هناك خطر، ولكن هذا فيه نظر.
فالذي يظهر لي أنه لا يجوز لأي امرأة أن تسافر إلا مع محرم، فليس هذا مقام ضرورة ففي إمكان المرأة أن تسافر مع زوجها أو أخيها أو أبيها، والله المستعان.
الجواب: لا شك أن المصائب فيها خير عظيم لمن صبر واحتسب، قال الله جل وعلا: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ [البقرة:155-156]، قال الله سبحانه: أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [البقرة:157]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من عبد يصاب بمصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم آجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيراً منها) في الحديث الصحيح: (من مات له ثلاثة أفراط لم يبلغوا الحلم كن له حجاباً من النار، قالوا: يا رسول الله! أو اثنين؟ قال: أو اثنين)، فموت الأطفال من أسباب نجاة والديهم من النار، إذا كانوا ثلاثة أو اثنين أو أكثر من ذلك.
فالمقصود أن في الصبر على المصائب أجراً عظيماً وخيراً كثيراً، وفي موت الأطفال خير عظيم لوالديهم، بل ذلك من أسباب دخول الجنة والنجاة من النار، نسأل الله العظيم أن يوفق المسلمين ويعينهم على كل خير.
الجواب: لا ريب أن بقاءك عند أولادك وأطفالك هو المصلحة والخير، وأن وجود الخادمة في البيت بدلاً منك لا يكفي بل فيه خطر بينها وبين زوجك.
فالحاصل أن الذي أرى وجودك عند الأطفال وترك التدريس، تبقين عند أطفالك وزوجك وتقومين بالواجب وتحفظين سمعتك وسمعة زوجك، فالمقصود: أن بقاءك في البيت أولى وأصلح، والتدريس سوف يغني الله عنك، ويسهل لهم من يقوم مقامك، دينك وأمانتك عليك أهم وألزم، فالجلوس في البيت فيه مصالح كثيرة لتربية الأطفال، هذا لا شك أنه خير لك وأصلح لك ولزوجك، ونسأل الله أن يصلح حال الجميع.
الجواب: لا أعلم له أصلاً؛ لأن الأذان هذا مما أحدثه عثمان رضي الله عنه في خلافته ووافق عليه الصحابة، والغرض تنبيه الناس على أن اليوم يوم الجمعة، وهو غير داخل في قوله صلى الله عليه وسلم: (بين كل أذانين صلاة) فإن المراد بالأذانين يعني: الأذان والإقامة، أما هذا فهو أذان للتنبيه على أنه يوم الجمعة، فالأظهر والأقرب ترك القيام للصلاة بعد الأذان الأول، وبعض أهل العلم رأى أنه يدخل في العموم وأنه لو قام وصلى فلا بأس، فالأمر في هذا فيه سعة إن شاء الله لكن ترك ذلك فيما أرى أفضل.
الجواب: سنة ورد فيها عدة أحاديث بعضها ضعيف وبعضها جيد، فهي سنة بعد كل صلاة، اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة:255]، بعد الصلوات الخمس.
الجواب: هذا الدعاء لا أصل له فيما نعلم، ولا ينبغي الدعاء به، بل يسأل الله الخير ويتعوذ به من الشر كما جاء في الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم للحسن : (اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقني شر من قضيت)، فالإنسان يسأل ربه العافية من الشر كله، ويسأل ربه الخير كله: اللهم إني أسألك الخير كله عاجله وآجله، ويتعوذ بالله من الشر كله عاجله وآجله، أما أن يقول: لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف في القضاء فهذا دعاء لا أعلم له أصلاً، وإنما المشروع أن يسأل الله الخير أو يتعوذ بالله من الشر.
الجواب: هذه أعمال المشركين، قال الله جل وعلا: وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا [الفرقان:23]، وقال تعالى: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام:88]، وقال تعالى: وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [المائدة:5]، هذه أعمال الكفار، من قدم يوم القيامة وهو مشرك لم يتب قبل الموت فأعماله حابطة وتكون هباءً منثوراً، أما أصحاب المعاصي فهم على خطر ولكن ليسوا داخلين في هذه الآية وهي قوله جل وعلا: وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا [الفرقان:23]، العاصي على خطر، والله جل وعلا قال في حقه: وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48]، فهو تحت مشيئة الله إن شاء الله عفا عنه وأدخله الجنة بتوحيده وطاعته، وإن شاء عاقبه على بعض المعاصي التي مات عليها، ولم يتب، وأما هؤلاء الذين تكون أعمالهم هباءً منثوراً فهؤلاء هم الكفرة بالله نسأل الله العافية.
الجواب: القرآن والصيام كلاهما يشفعان، القرآن يشفع لمن قرأه وعمل به كما قال صلى الله عليه وسلم: (والقرآن حجة لك أو عليك) القرآن من عمل به واستقام عليه شفع له يوم القيامة في إدخاله الجنة والنجاة من النار، وهكذا الصيام لمن أتقنه وصان صيامه كان شافعاً له، فينبغي للمؤمن في حال صيامه أن يصون صيامه عن اللغو والرفث كما قال صلى الله عليه وسلم: (الصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم) ويقول الرب جل وعلا: (كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه).
فالمقصود: أن الصيام يشفع لمن أتقنه وصانه، والقرآن كذلك يشفع لمن أحل حلاله، وحرم حرامه، واستقام على تعاليمه.
المقدم: شكر الله لكم يا سماحة الشيخ وبارك الله فيكم وفي علمكم، ونفع بكم المسلمين.
أيها الإخوة الأحباب أيها الإخوة المستمعون الكرام! أجاب عن أسئلتكم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، شكر الله لسماحته على ما بين لنا في هذا اللقاء الطيب المبارك، وفي الختام تقبلوا تحيات الزملاء معي في الإذاعة الخارجية فهد العثمان، من هندسة الصوت سعد عبد العزيز خميس ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر