أيها الإخوة والأخوات! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حياكم الله إلى لقاء طيب مبارك من برنامج نور على الدرب.
ضيف اللقاء هو سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.
في مطلع هذا اللقاء نرحب بسماحة الشيخ: عبد العزيز ، فأهلاً ومرحباً سماحة الشيخ..
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: وفيكم.
====
السؤال: على بركة الله نبدأ هذا اللقاء برسالة من إحدى الأخوات تقول: هل المصافحة على الخدين أم باليد أيهما جائز؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
المصافحة تكون باليد اليمنى مع يد أخيه اليمنى، وهكذا المرأة مع أختها، اليد اليمنى تصافح اليد اليمنى، هذه المصافحة الشرعية، أما تقبيل الخد ما هو من السنة، السنة المصافحة، وإذا كان الرجل يصافح أمه أو جدته قبلها بين عينيها لا بأس.
الجواب: لا حرج في ذلك سواء أحرمت في ملابس أهديت إليها أو في ملابس أخرى، ما دامت ملابس مباحة الحمد لله.
الجواب: إذا كانت تستطيع الرمي ولم ترم فعليها دم؛ لأنه لا يجوز التوكيل إذا كانت قوية تستطيع رمي الجمار، وإنما يباح التوكيل للشيخ الكبير العاجز .. العجوز الكبيرة .. المريض .. الأطفال، وأما المرأة القوية والرجل القوي فليس لهما التوكيل، ومن وكل منهما لم يصح رميه وعليه دم، ذبيحة واحدة تجزئ في الأضحية تذبح في مكة للفقراء.
الجواب: المرأة إذا طهرت من حيضها أو نفاسها عليها أن تغتسل عند جميع أهل العلم كما قال الله جل وعلا: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ [البقرة:222]، فلابد من التطهر، لا تصلي ولا يقربها زوجها حتى تغتسل.
أما الملابس إن جاءها دم يغسل ما أصابه الدم فقط، والملابس طاهرة عرقها طاهر، لكن إذا أصاب شيئاً من ملابسها شيء من الدم، يغسل محل الدم؛ كما أخبرت عائشة رضي الله عنها: أنهن كن يغسلن ما أصابه الدم من ذلك.
الحاصل: أن ملابس المرأة التي حاضت فيها أو نفست فيها طاهرة، ولا يضرها كونها تعرق فيها أو تنام فيها إلا إذا أصابها دم، فما أصابه الدم يغسل منها، من أي بقعة أصابها الدم تغسل، وإذا غسلت الثوب كله فلا بأس، لكن لا ينجس إلا الذي أصابه الدم فقط، فإذا غسلت بقع الدم كفى، وإن غسلت الثوب كله فلا بأس.
الجواب: لا بأس، إذا غطين أكفهن بقفازات أو بالملابس أو بالعباءة كله طيب، الحمد لله، إلا المحرمة لا، التي هي بإحرام بحج أو عمرة ليس لها أن تلبس القفازين، ولا أن تلبس النقاب في وجهها وهي محرمة بحج أو عمرة، أما إذا كانت غير محرمة فلا بأس أن تغطي يديها بقفازين، أو بعباءتها أو بجلال أو بغير ذلك.س
الجواب: السبعة ليست حداً للحيض يزيد وينقص، قد تكون سبعة، قد تكون ثمانية، وقد تكون خمسة، وقد تكون ثلاثة، العادة تختلف، لكن المرأة المبتدأة التي ليس لها عادة سابقة تتحيض ستة أيام أو سبعة أيام إذا استمر معها الدم، تتحرى ستة أو سبعة كعادة نسائها ثم تغتسل.
أما المرأة التي لها عادة تمشي على عادتها، التي لها عادة ست، خمس، سبع، ثمان، عشر، تبقى مع عادتها ولا يتحدد بسبع ولا بخمس ولا بسبع ولا بثمان حسب العادة، مثلما قال النبي صلى الله عليه وسلم لـأم حبيبة : (امكثي قدر ما كانت تحبسك حيضتك ثم اغتسلي)، فإذا كانت عادتها عشراً جلست عشرا، وإذا كانت عادتها ثلاثاً جلست ثلاثاً.. وهكذا، وإذا رأت دماً في حال الطهر فهذا دم فساد، أو صفرة أو كدرة، هذا دم فساد تتوضأ لكل صلاة، وإنما تسير على عادتها التي استقرت لها، خمس، ست، سبع، ثمان، عشر، أقل، أكثر، إلى خمسة عشر، لا تزيد العادة على خمسة عشر عند جمهور أهل العلم.
فالحاصل أنها تقف مع عادتها، إذا كانت العادة خمساً، تتحيض خمسة أيام، إذا كانت عادتها سبع، عادتها ثمان كذلك.. وهكذا.
الجواب: التوبة والاستغفار والحمد لله، عليها التوبة والاستغفار ويكفي.
الجواب: مذهب أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته، أنهم يؤمنون بها ويثبتونها كما جاءت في القرآن والسنة ويمرونها كما جاءت؛ من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، هكذا قول أهل السنة والجماعة، وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن سلك سبيلهم، يؤمنون بأسماء الله وصفاته الواردة في القرآن الكريم أو في السنة الصحيحة، ويثبتونها لله على الوجه اللائق بالله من غير تحريف لها، ومن غير تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، يعني: لا يحرفونها ويغيرونها، ولا يعطلونها كما تفعل الجهمية والمعتزلة، ولا يمثلون صفات الله بصفات خلقه، ولا يكيفون ويقولون: كيفيتها كذا، كيفيتها كذا، لا، بل يمرونها كما جاءت، من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، مثل: الرحمن، نقول: هو موصوف بالرحمة على الوجه اللائق بالله، ليست مثل رحمة المخلوقين، ولا نعلم كيفيتها، ولا نزيد ولا ننقص، وهكذا نقول: إن الله موصوف بالاستواء: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5]، أما كيف استوى؟ الله أعلم، ولا نقول كما تقول الجهمية:إنه استولى لا، نقول: استوى، يعني: ارتفع وعلا فوق العرش، الاستواء هو العلو والارتفاع، لكن على الوجه اللائق بالله، لا يشابه استواء المخلوقين على دوابهم أو في سطوحهم لا، استواؤه يليق به ويناسبه لا يماثل صفات المخلوقين، ولا يعلم كيفيته إلا هو سبحانه وتعالى.
كذلك كونه يغضب، صحيح هو يغضب جل وعلا على من عصاه وخالف أمره، لكن ليس مثل غضبنا، ولا نكيف ونقول: كيفيته كذا وكذا لا، نقول: يغضب غضباً يليق بجلاله لا يشابه صفات المخلوقين، كما قال سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11]، قال تعالى: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص:4]، قال تعالى: فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا [البقرة:22] يعني: أشباهاً ونظراء.
وهكذا نقول: إنه يعطي ويمنع، وإنه يحب وأنه يكره، لكن على الوجه اللائق بالله، لا يشابه صفات المخلوقين في محبتهم وكراهتهم وبغضهم وسخطهم، لا، صفاته تليق به، وهكذا نقول: له وجه، وله يد، وله قدم، وله سمع، وله بصر، لكن ليس مثل أسماعنا ولا مثل أبصارنا، ولا مثل أيدينا ولا مثل وجوهنا، وجه يليق بالله، يد تليق بالله، سمع يليق بالله .. عين تليق بالله، لا يشابه خلقه في شيء من صفاته جل وعلا، كما قال سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11]، وقد أخبر عن نفسه: إنه سميع بصير، إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [الأنفال:63]: بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ [المائدة:64]، مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ [ص:75]، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تزال جهنم يلقى فيها وهي تقول: هل من مزيد؟ حتى يضع الجبار فيها قدمه فينزوي بعضها إلى بعض، ثم تقول: قط قط)، يعني: حسبي حسبي، وهكذا بقية الصفات نمرها كما جاءت مع الإيمان بها وإثباتها لله على الوجه اللائق بالله، من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، نقول: إنها ثابتة، وإنها حق، ولا يعلم كيفيتها إلا هو سبحانه، كما قال جل وعلا: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11].
ولما سئل مالك بن أنس رحمه الله عن الاستواء قال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عن ذلك بدعة، يعني: عن الكيفية.
وهكذا قال سفيان الثوري ، وابن عيينة والأوزاعي ، والإمام أحمد بن حنبل ، والإمام إسحاق بن راهويه ، وغيرهم من أئمة السلف، وهكذا الصحابة والتابعون على هذا الطريق، لا يمثلون صفات الله بصفات خلقه، ولا يكيفونها، ولا يقولون: كيف كيف؟ بل يقولون: نثبتها لله، على الوجه اللائق بالله، من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، بل نقول كما قال سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11].
الجواب: لا حرج، الحمد لله تقرؤها متى شئت الحمد لله، أقول: تقرؤها متى شئت والحمد لله، وهي إحدى سورتي الإخلاص، كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بها وبـ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] في سنة الفجر، وفي سنة المغرب، وفي سنة الطواف، كان يقرأ بهما عليه الصلاة والسلام قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1]، في الأولى، و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] في الثانية بعد الفاتحة، فهي سورة عظيمة، وإذا قرأت بها كثيراً فلا بأس.
الجواب: هذا يوم القيامة، تمر مر السحاب، يوم القيامة كما قال جل وعلا: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا [طه:105]، وفي الآية الأخرى: وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا [النبأ:20]، يعني: يوم القيامة، نعم ما هو في الدنيا، هي في الدنيا راكدة هادئة ثابتة، الله أرساها وجعلها أوتاداً للأرض في حال الدنيا، قال تعالى: وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ [النحل:15]، (رواسي) يعني الجبال، (أن تميد) يعني: لئلا تميد بكم، لئلا تضطرب بكم، ويوم القيامة تسير هذه الجبال وتذهب وتضمحل كما قال تعالى: وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا [النبأ:20]، قال تعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا * فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا * لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا [طه:105-107].
الجواب: ذكر جمع من أهل العلم أن نقصها من أطرافها موت العلماء، وأن العلماء يموتون شيئاً فشيء وتشتد غربة الإسلام، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ)، ومن غربته قلة العلماء.
الجواب: هذا كان في أول الإسلام يتخذون من ثمرات النخيل والأعناب السكر -الخمر- حين كانت مباحة، ثم نسخ الله ذلك وحرمها في قوله جل وعلا: إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ [المائدة:90] في سورة المائدة فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [المائدة:90]، والنبي صلى الله عليه وسلم: (لعن الخمر وشاربها، وساقيها، وحاملها والمحمولة إليه، وعاصرها ومعتصرها، وبائعها ومشتريها، وآكل ثمنها)، وكانت في الأول مباحة يشربها الناس في مكة وفي أول الإسلام، في أول الهجرة، ثم حرمها الله في المدينة ولعن شاربها.
الجواب: إن كان الحبر له جسم يمنع الماء فلابد تعيد الوضوء سواء كان في ذراعك أو في رجلك، لابد تعيد الوضوء، أما إن كان ما له جسم مجرد صفرة أو سواد .. صبغ ما يمنع الماء، فلا بأس ولا حرج، أما إذا كان له جسم يمنع الماء فهذا لابد من إزالته قبل الوضوء، وإذا نسيت ولم تزله تعيد الوضوء، وهكذا في الغسل، لابد أن تزيله عند غسل الجنابة، إذا كان له جسم، أما إذا كان ما له جسم، إنما هو مجرد صورة سواد، صورة حمرة، صورة شهبة، فهذا ما يضر ما يمنع؛ لأنه ما له جسم.
الجواب: يعلم ما في الأرحام قبل أن يخلق، أما إذا خلق عرفه الملك وأمكن علم الناس به بالطريقة الجديدة بالآلات الجديدة، أما قبل ذلك فلا يعلمه إلا الله سبحانه، هو الذي يعلم ما في الأرحام، لكن متى أطلع الملك شارك الملك علمه الملك، الذي أمر بتصوير الجنين ذكر أو أنثى إلى آخره، عرفه الملك وقد يعرفه هؤلاء الآن بالأدوات الجديدة هذه؛ لأنه تصور الآن في جوف أمه، أما قبل ذلك حينما كان ماء نطفة أو علقة قبل أن يصور فلا يعلم هل هو ذكر أو أنثى إلا الله عز وجل، وهل يتم أو ما يتم، وهل يسقط أو يكمل؟ الله هو الذي يعلم؛ لكن بعدما يصور في الرحم ذكر أو أنثى يطلع عليه الملك، الملك يأمره الله بتصويره، والملك حين اطلع صار العلم ما هو بخاص بالله صار الملك شريكاً في هذا العلم، وهكذا ما يعرفه الأطباء وغيرهم من هذا بالأدلة الجديدة والاختراعات الجديدة، هذا ما يكون من علم الغيب حينئذ.
فأنا الآن بين نارين وبناتي أصبحن كبيرات، لا أستطيع تركهن معه، ولا أستطيع الوقوف مع ابني ضده، فلسنا له أنداد، وجهونا -يا سماحة الشيخ- في ضوء هذه الرسالة؟
الجواب: إن كان الرجل لا يصلي أو يدع الصلاة في بعض الأحيان، فهذا كفر وضلال، الصحيح أن من ترك الصلاة كفر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) وقوله صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر)، فالواجب عليك فراقه، والذهاب إلى أهلك، والمطالبة بالطلاق من جهة المحكمة.
أما إن كان يصلي ولكن قد يتأخر عن صلاة في الجماعة وإلا يصلي في البيت فهو عاصٍ، وقد تشبه بالمنافقين، ولكن لا يكفر بذلك.
أما ما كان من جهة النفقة ومن جهة السب والشتم فهذا عليك نصيحته أنت وأقاربه كإخوانه أو أبيه إن كان له أب أو جد، أو أقارب جيدين أو جيران صالحين، تقولين لهم، وتستعين بالله ثم بهم على نصيحته، لعل الله يهديه بأسبابكم، وإذا لم يقبل النصيحة ففي إمكانك الرفع إلى المحكمة، أو الذهاب إلى أهلك وطلب الطلاق؛ لأن هذه الحال لا عيشة معها، حالة سيئة، فإذا لم يستقم على الطريق السوي، فلك أن تعافيه وتطلبي الطلاق لسوء أخلاقه وسوء أعماله، ولكن إذا تيسر منك ومن أبيه أو جده أو إخوانه أو أعمامه أو جيرانه الطيبين، إذا تيسر نصيحته، لعله يهتدي، لعله يستقيم، لعل أخلاقه تصلح، لعله يترك السهر، إذا تيسر هذا فأبشري بالخير واحتسبي الأجر، فإن لم يتيسر هذا، فلك أن تذهبي إلى أهلك وتطلبي الطلاق؛ لأن هذه أخلاق سيئة لا يلزمك الصبر عليها، نسأل الله العافية، ونسأل الله لنا وله الهداية.
الجواب: نعم، نصيحتي للأزواج أن يتقوا الله، نصيحتي لجميع الأزواج أن يتقوا الله في نسائهم، وأن يعاملوهن باللطف والمعاملة الطيبة، كما قال الله جل وعلا: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:19]، بالكلام الطيب .. بالأسلوب الحسن، بالحلم .. بالخلق الكريم .. بأداء حقوقهن كاملة، هذا الواجب على جميع الأزواج، الله يقول: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ [البقرة:228]، مثل ما أنك تحب أن تعاشر بالمعروف وأن تكون طيبة معك في أخلاقها وسيرتها أنت كذلك، الله يقول: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ [البقرة:228]، كون حقك أكبر لك درجة زيادة لا يقتضي، هذه الدرجة ما تقتضي أنك تسيء إليها، وأنك تظلمها لا، يجب عليك أن تحسن الخلق، وأن تعاشر بالمعروف، وأن تقوم بالواجب، من جهة النفقة اللازمة بالمعروف، ومن جهة طيب الكلام، وحسن المخاطبة، هذا هو الواجب على الأزواج جميعاً أن يتقوا الله، وأن يحسنوا إلى أزواجهم بالكلام الطيب والأسلوب الحسن والسيرة الحميدة، وعدم السهر، وعدم التقتير في النفقة، كل هذا واجب.
عليك أن تنفق بالمعروف، وعليك أن تحذر السهر الذي يضر زوجتك ويضرك، ويسبب أيضاً فساد دينك، فإن السهر شره عظيم، قد تضيع معه صلاة الفريضة، قد يكون مع أناس من أهل الشر يضرونك ويجرونك إلى أنواع الفساد، فاحذر.
الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن السمر بعد العشاء، فالسنة أن تأتي إلى بيتك بعد العشاء، وأن تنام مع أهلك، تستريح في بيتك، تدع السهر بعد العشاء.
ويجب على الرجل أن يحذر صحبة الأشرار، صحبة الأشرار شرها عظيم، فالواجب الحذر من صحبة الأشرار، والواجب العناية بصحبة الأخيار، وعدم السهر، والعناية بالصلوات الخمس والمحافظة عليها في الجماعة، وحسن الخلق مع الزوجة وطيب الكلام مع الزوجة.. هكذا، كما قال صلى الله عليه وسلم: (خياركم خياركم لنسائهم)، والله يقول وهو أعظم: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ [البقرة:228]، ويقول سبحانه: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:19]، نسأل الله للجميع الهداية.
الجواب: الواجب عليها ستر القدمين عند جمهور أهل العلم، الواجب عليها ستر القدمين، وقد جاء في حديث أم سلمة أنها سئلت عن المرأة تصلي في درع وخمار، فقالت: إذا كان الدرع سابغاً يغطي ظهور قدميها، تصلي في درع سابغ يستر أقدامها، أو تكون في أقدامها الجوارب، هذا هو المشروع عند جمهور أهل العلم، يجب عليها ستر القدمين، إما بكون الثياب ضافية أو باتخاذ جوارب في الرجلين، هذا هو المشروع لها وهو الواجب عند جمهور أهل العلم.
الجواب: لا حرج في الشعر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن من الشعر حكمة)، إذا كان شعراً طيباً في مدح الأخلاق الطيبة .. في الحث على الصلاة .. في الحث على الأخلاق الفاضلة .. في الحث على إحسان عشرة للنساء .. في الحث على بر الوالدين .. على صلة الرحم.. إلى غير هذا، إذا كان شعراً طيباً، فلا بأس، حسنه حسن وقبيحه قبيح، إذا كان الشعر في شيء مباح، أو شيء مندوب مطلوب، فهذا طيب.
الجواب: إذا تزوج امرأة وليس عنده غيرها يقيم عندها دائماً الحمد لله، يبيت عندها دائماً، لها ليلة من أربع، ويوم من أربعة أيام، أما إذا كان نكحها على غيرها فهذا بين النبي صلى الله عليه وسلم حكمه، إذا تزوج امرأة على امرأة إن كانت المرأة المتزوجة بكر أقام عندها سبعاً، خصها بسبع ليال ثم يدور ، كل واحدة لها ليلة بعد السبع، وإن كانت الزوجة الجديدة ليست بكراً بل ثيباً أقام عندها ثلاثاً، يخصها بثلاث ثم يدور بينهما، كل واحدة يعطيها ليلة ويعدل بينهن، هذا إذا كان عنده زوجة ونكح زوجة أخرى، فإنه إن كانت بكراً جديدة أقام عندها يعني خصها بسبع ليالٍ، ثم يقسم بينهما، وإن كانت الزوجة الجديدة ثيباً قد تزوجت قبله خصها بثلاث ليالٍ أول ما يتزوجها ثم يدور، ليلة عند هذه وليلة عند هذه، يعدل، والنهار كذلك يعدل بينهما.
أما إن كان ما عنده إلا هي فهو عندها في جميع الليالي والأيام، الحمد لله.
الجواب: الرضعة الواحدة لا تحرم، والرضعتان لا تحرمان، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تحرم الرضعة ولا الرضعتان، ولا المصة ولا المصتان)، ويقول صلى الله عليه وسلم لـسهلة بنت سهيل : (أرضعي
المقدم: شكر الله لكم يا سماحة الشيخ، وبارك الله فيكم وفي علمكم، ونفع بكم المسلمين.
أيها الإخوة والأخوات! أجاب عن أسئلتكم سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء، شكر الله لسماحته على ما بين لنا في هذا اللقاء الطيب المبارك. شكراً لكم أنتم، إلى الملتقى إن شاء الله.
في الختام تقبلوا تحيات الزملاء معي في الإذاعة الخارجية الزميل: فهد العثمان، من هندسة الصوت الزميل: سعد بن عبد العزيز بن خميس، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر