إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (711)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.

    هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين فأهلاً وسهلاً.

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من المغرب باعثها أحد الإخوة من هناك يقول: شاب يسأل من المغرب، أخونا يقول: توفي رجل ثم قام الناس بتشييعه وهم يقولون: لا إله إلا الله محمد رسول الله وبصوت مسموع ومرتفع، ثم قام أهل الميت بالصدقة عليه، وعندما رجع الناس من دفنه بدءوا في الأكل والشرب والضحك فيما بينهم، ما رأي سماحتكم في مثل هذه التصرفات؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فاتباع الجنازة ورفع الأصوات بالذكر أو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لا أعلم له أصلاً في الشرع بل السنة خفض الصوت في هذه الحالة وأن الإنسان يحاسب نفسه ويتذكر مصير هذا الميت ومصيره هو أيضاً؛ لأن الموت له شأن عظيم وذكره يحرك القلب إلى الاستعداد للقاء الله والقيام بحقه والحذر من معاصيه سبحانه وتعالى.

    فالمسنون لأتباع الجنازة أن يتأملوا مصير هذا الميت ومصيرهم وأن يعدوا العدة وأن يخفضوا الأصوات تقديراً لهول الموقف وشدة الحاجة إلى الإعداد للآخرة والتأهب للموت قبل نزوله.

    وأما صنع الطعام من أهل الميت فهذا فيه تفصيل: أما صنع الطعام من أجل المصيبة وجمع الناس فهذا ليس من المشروع بل من عمل الجاهلية، أما إذا صنعوه لأجل ضيف نزل بهم أو لأنفسهم فلا بأس، أو جاءهم طعام من غيرهم فإنه يسن لجيرانهم وأقاربهم أن يصنعوا لهم طعاماً؛ لأنه قد أتاهم ما يشغلهم لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر أهله أن يصنعوا طعاماً لأهل جعفر لما قتل في مؤتة، لما جاء خبر جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه إلى المدينة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أهله أن يصنعوا لأهل جعفر طعاماً وقال: (إنه قد أتاهم ما يشغلهم)، فإذا صنع أقارب الميت لأهل الميت طعاماً أو جيرانه فهذا مشروع، وإذا دعا أهل الميت من يأكل معهم من.. الطعام أو قدموه.. لضيفانهم كل هذا لا بأس به.

    أما رجوعهم بعد الدفن للضحك واللعب هذا ليس بالمناسب بل الأفضل لهم أن يتدبروا الأمر ويظهر عليهم أمارات الحزن والاستعداد، ولهذا لما مات إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم قال عليه الصلاة والسلام: (العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي الرب وإنا بك يا إبراهيم ! لمحزونون)، ولما حضر الموت ابن بنته عليه الصلاة والسلام دعته صلى الله عليه وسلم فحضر، فلما رأى نفس الصبي تقعقع عند الخروج بكى، فسأله بعض الحاضرين عن ذلك فقال: (إنها رحمة، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء)، فالأفضل لأهل الميت أن لا يشتغلوا بالضحك واللعب بل يقدروا الموقف ويظهر عليهم آثار الحزن مع الرضا عن الله والاسترجاع: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ [البقرة:156] والصبر والاحتساب، أما مقابلة ذلك بالضحك واللعب فليس من المشروع وليس من المناسب، بل المناسب إظهار الحزن وإظهار الدعاء للميت والاستغفار له وعدم إظهار اللعب والضحك ونحو ذلك مما يدل على عدم المبالاة، وفي التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم الخير والبركة، فما كان صلى الله عليه وسلم عند الموت يظهر الضحك بل كان يظهر الحزن والبكاء ويقول: (إنها رحمة)، وفق الله الجميع.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088787383

    عدد مرات الحفظ

    779041401