إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (724)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام!

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج: نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين, فأهلاً وسهلاً بالشيخ: عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من المدينة المنورة وباعثها أحد الإخوة المستمعين رمز إلى اسمه بالحرف (خ) يقول: أنا شاب كنت أصلي كل الفرائض في وقتها، ثم ابتعدت عن ذلك فترة، ثم إني تبت إلى الله سبحانه وتعالى ورجعت عما كنت فيه من الشر، ولكني بعد هذه التوبة أشعر بالألم والأسى لذلكم الماضي الأسود, وجهوني شيخ عبد العزيز جزاكم الله خيراً، هل أقضي ما فاتني أو بم توجهونني شكر الله لكم؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فعليك أن تحمد ربك وتشكره كثيراً على ما من به عليك من التوبة، واعلم يا أخي أن التوبة تجب ما قبلها، وتمحو ما قبلها إذا كانت التوبة تامة مستوفية لشروطها، يقول الله جل وعلا في كتابه الكريم: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31]، فدل ذلك على أن من تاب التوبة الشرعية أفلح، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (التوبة تهدم ما كان قبلها)، فاحمد الله جل وعلا، واشكره سبحانه وأحسن به الظن، فالذنوب الماضية تمحى بالتوبة وليس عليك قضاء، إنما عليك لزوم التوبة.

    والتوبة النصوح هي المشتملة على أمور ثلاثة:

    - الندم على الماضي من السيئات.

    - والإقلاع منها وتركها، خوفاً من الله وتعظيماً له.

    - والعزم الصادق أن لا تعود إليها.

    فإذا اشتملت التوبة على هذه الأمور الثلاثة: الندم، والإقلاع، والعزم الصادق أن لا تعود، محا الله عنك الذنب الماضي وأفلحت، فاستقم واثبت على الحق، وهناك شرط رابع لصحة التوبة وسلامتها ,إذا كان الحق للمخلوقين كالدماء والأموال والأعراض فلا بد من استحلالهم، أو إعطائهم حقوقهم، من تمام التوبة في حق الآدمي أن تعطيه حقه، المال أو الدم،يعني: القصاص، وهكذا العرض، تقل: أرحني يا أخي، سامحني جرى مني كذا وجرى مني كذا سامحني، فإذا سامحك في حقه من مال أو دم أو عرض صحت التوبة وبرئت من هذا الحق، وإن لم يسمح سقط ما كان لله، وبقي حق الآدمي بينك وبينه يوم القيامة، وإذا استقامت توبتك أرضاه الله سبحانه وتعالى عنك يوم القيامة، لكن عليك أن تجتهد في الدنيا في إعطاء حقه أو تحلله، فإذا عجزت وصدقت في التوبة أوفى الله عنك يوم القيامة.

    وهكذا العرض إذا كنت تخشى إذا أخبرته أن يكون الأمر أشد وأن يترتب عليه ما لا تحمد عقباه فلا تخبره، ولكن استغفر له، واذكره بالخصال الحميدة التي تعرفها عنه، بدلاً من الخصال الذميمة التي اغتبته بها، فهذه بهذه، تذكر ما تعلم من أعماله الطيبة في المجالس التي ذكرته فيها بالسوء، وتدعو له وتستغفر له، وهذا يقوم مقام استحلالك له إذا خشيت من الاستحلال أمراً أخطر وأكبر، والله المستعان.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088533503

    عدد مرات الحفظ

    777175721