الشيخ: اللهم صل عليه.
المقدم: مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.
هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج (نور على الدرب)، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====
السؤال: نعود مع مطلع هذه الحلقة إلى رسالة وصلت إلى البرنامج من الإمارات العربية المتحدة، باعثتها إحدى الأخوات المستمعات من هناك تقول: المرسلة (ص. ع) أختنا عرضنا لها قضيتين في حلقة مضت، وفي هذه الحلقة لها قضية تقول فيها: وجهونا حول امرأة متزوجة من رجل يعيش وسط أسرة كبيرة، وتتأخر عن أداء صلاة الظهر إلى الثانية والنصف ظهراً، وإذا نصحتها قالت: إن أهل زوجها إذا تأخرت في وضع الغداء تلقى منهم توبيخاً شديداً، ولو اعتذرت بالصلاة، وجهوها سماحة الشيخ ووجهوا أسرتها، جزاكم الله خيراً؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فتأخير الصلاة إلى آخر الوقت لا حرج فيه، لكن يفوت الفضل؛ فإن أداءها في أول الوقت أفضل وأعظم أجراً، لكن إذا دعت الحاجة إلى التأخير فلا حرج؛ بشرط أن تصلى في الوقت، وأن تحرص على أن تصليها في الوقت قبل دخول وقت العصر، وهكذا كل صلاة يجب أن تؤدى في الوقت، لكن كونها تؤدى في أول الوقت هذا هو الأفضل، وفي وسطه أفضل من آخره، ولكن إذا أدتها في الآخر فلا حرج، وإذا كان عليها مشقة من أدائها في أول الوقت لأجل ما تقول لها الأسرة التي هي عندهم؛ لا حرج عليها، لكن ينبغي للأسرة أن يشجعوها على أداء الصلاة في أول الوقت، وأن يشكروها على عنايتها بالصلاة، والصلاة وقتها قليل والحمد لله ليس فيه مشقة، فالمشروع للجميع العناية بأدائها في أول الوقت، والتعاون في ذلك، وهم يعينونها على ذلك، لكن لو أخرتها حتى صلتها في آخر الوقت فلا حرج، لكن مع العناية التامة بعدم تأخيرها إلى وقت آخر، فتحرص على أن تؤدى في الوقت.
الجواب: لا حرج في ذلك وعملك صحيح والحمد لله، لكن لو سعيت مع الطواف مبادرة فهو أفضل، ولكن تأخيره كونك طفت في ليلة الثامن أو في يوم الثامن، ثم سعيت في صباح يوم التاسع أو في يوم التروية لا بأس.
المقصود: الفصل بين السعي وبين الطواف لا يضر، لكن كون السعي يلي الطواف هذا هو الأفضل، فإذا طاف الإنسان في اليوم الثامن أو في السابع ثم سعى بعد ذلك في اليوم الذي بعده أوفي الليلة فلا حرج في ذلك.
الجواب: إذا وجد عذر للإنسان ليلبس المخيط فلا بأس، وعليه الفدية، وهي صيام ثلاثة أيام، أو إطعام ستة مساكين كل مسكين له نصف الصاع من التمر أو الأرز أو الحنطة، أو ذبح شاة يعني: جذع ضأن أو ثني معز، تذبح في مكة للفقراء، عليه أحد هذه الثلاثة، إذا احتاج إلى أن يغطي رأسه من أجل المرض أو يلبس مخيطاً لمرض فإنه يفعل هذه الكفارة.
الجواب: إذا كانت زالت الشمس ولو ما أذن، إذا كانت الشمس مالت إلى جهة الغرب؛ أجزأ ذلك ولو ما سمعت الأذان، المهم الزوال، فإذا كنت رميت بعد الزوال فالحمد لله، وإلا فعليك دم، عن رميك قبل الزوال.
الجواب: ليس عليك شيء، إن كان عن نسيان أو جهل ليس عليك شيء.
الجواب: نعم، صدقة الإخوان والمساعدة في الزواج إذا كانوا فقراء من أفضل القرب، ولا بأس أن يكون من الزكاة، إذا كانوا فقراء مثل ما قلت.
الجواب: لا بأس. لو توضأ للظهر وبقي على طهارته العصر والمغرب والعشاء لا بأس، النبي عليه الصلاة والسلام صلى يوم الفتح عدة صلوات بوضوء واحد، وقال: (عمداً فعلت)؛ ليتأسى به الناس عليه الصلاة والسلام.
المقصود أنه إذا صلى صلوات كثيرة بوضوء واحد لم يحدث الحمد لله، حتى لو صلى الفجر، وبقي على الطهارة الظهر والعصر والمغرب والعشاء فلا حرج الحمد لله. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً، بماذا تنصحون المسلم والحال ما ذكر سماحة الشيخ؟
الشيخ: الأفضل أن يتوضأ لكل صلاة، أفضل لما فيه من النشاط والأجر؛ ولكن لو صلى عدة صلوات بوضوء واحد فلا حرج.
المقدم: نعم، إذا حبس نفسه حبساً سماحة الشيخ؟
الشيخ: مكروه ما ينبغي الحبس إذا كان هناك مشقة أو يحبس نفسه حبس ما ينبغي فالنبي عليه السلام قال: (لا صلاة بحضرة الطعام، ولا وهو يدافعه الأخبثان) بل ينبغي له أن يتخلى من الأذى ويتوضأ والحمد لله إذا تيسر الوضوء.
الجواب: إذا كان البعر من الحيوانات المأكولة: كالإبل والبقر والغنم لا يضر لا حرج، ولو أصاب الثياب والبدن؛ لأنه طاهر. أما إذا كان من أرواث الحيوانات التي لا تؤكل: كالحمار والبغل والكلب والقط هذه نجسة، لابد يزيلها من الثياب ويطهر الثياب منها والبدن كذلك.
الجواب: نعم الفاتحة كافية، الفاتحة كافية في الفرض والنفل، لكن إذا زدت عليها من بعض الآيات أو السور القصيرة مثل: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1]و إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ [الكوثر:1]، وأشباه ذلك فهذا أفضل، وإن اقتصرت على الفاتحة أجزأ ذلك، والحمد لله، حتى في الفرض.
الجواب: نوصيك بسؤال الله العافية، تسأل ربك أن الله يمن عليك بالشفاء والعافية، تجتهد في ذكر الله وطاعته سبحانه وتعالى، وأبشر بالخير.
المقصود أن عليك الضراعة إلى الله سؤال الله جل وعلا، أبشر بسؤال الله أن يمن عليك بالعافية والسلامة من هذا الذي تشكو منه، والله جل وعلا هو الجواد الكريم، القائل سبحانه: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60].
الجواب: السنة أن يقدم النافلة بعد طلوع الفجر، ركعتين سنة الفجر، ولو طال الفصل بينها وبين الفريضة لا يضر، سواءً قربت من الفريضة أو بعدت ما دام بعد طلوع الفجر، السنة أن يصلي ركعتين ثم يصلي الفريضة، فلو أخرها صلاها بعد الفريضة أو بعد طلوع الشمس، لكن السنة أن يقدمها، السنة للمؤمن أن يقدم سنة الفجر، كما كان النبي يفعل عليه الصلاة والسلام، ثم يصلي الفريضة.
وهل تحدثنا حوله يجوز أم لابد من الإنصات جزاكم الله خيراً؟ وإذا استمع أناس وتحدث أناس آخر فهل يجوز ذلك، جزاكم الله خيراً؟
الجواب: المشروع للمؤمن عند سماع القرآن أن ينصت، فإذا شغلته على القرآن فأنصتوا واستمعوا واستفيدوا، ولا تتحدثوا والقرآن يتلى، فالله يقول سبحانه: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا [الأعراف:204]، والمشروع للمؤمن أن يتحرى هذا الخير وأن يحرص عليه، إذا سمع القراءة من الراديو من إذاعة القرآن أو من شخص يتلو عندهم في المجلس يستمعون يستفيدون، ولا يشتغلون بالخوض والكلام، وإذا خرجتم وليس في البيت أحد أغلقوه، هذا هو الأفضل؛ لعدم الحاجة إلى تشغيله وهو ما عنده أحد يستفيد من القراءة.
الجواب: أما من كان بلغ السابعة فالمشروع تركه، ولا يجوز تأخيره؛ لأنه سبق إذا ما لم يسبق إليه مسلم فهو أولى بمكانه وفيه تشجيع له على المحافظة والمسارعة إلى الخير فلا يؤخر.
أما من كان دون السبع فهذا محل نظر، إن ترك فلا بأس؛ لئلا يحصل عليه مضرة إذا أخر، ولئلا يعبث أو يذهب إلى محل آخر يضره، فتركه في مكانه أولى وأحوط، حتى لا يحصل أي ضرر، أو يحصل منه عبث يضر أحد من الناس في تأخيره، بالتشويش عليه. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً، إذاً هناك مراعاة خاصة للأطفال في المساجد سماحة الشيخ.
الشيخ: نعم نعم مراعاة لئلا يقع شر عليهم إذا أخروا، في الصلاة قد يذهبون إلى جهات تضرهم، وقد يعبثون عبثاً يضر غيرهم، ثم أيضاً في تركهم في الصف تمرين لهم على المجيء والحرص على الصلاة؛ حتى إذا .. كملوا السابعة إذا هم قد تمرنوا.
المقدم: بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيراً، لو التفت الطفل وهو في الصف أو تحرك حركة ربما تكون زائدة، ما هو توجيه سماحة الشيخ؟
الشيخ: يشيروا له حتى يهدأ، ما دام في الصلاة بالإشارة. نعم.
المقدم:جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، إذاً سماحة الشيخ: ممن يدعو إلى اصطحاب الأطفال بعد تأديبهم إلى المساجد.
الشيخ: يوجهون.
المقدم: بارك الله فيكم.
الشيخ: حتى يعتادوا الخير.
الجواب: الضحية سنة عن الحي والميت، النبي صلى الله عليه وسلم كان يضحي بشاة واحدة عنه وعن أهل بيته، أحيائهم وأمواتهم، وإذا ضحى بناقة ببعير ببقرة فلا بأس، أما اعتقاد أنه يضحى عنه بجمل، أو ببقرة أول سنة هذا لا أصل له، السنة أن يضحي بما تيسر سواءً كان ببقرة أو بناقة أو .. من الغنم، الحمد لله وإن جمع أهل بيته بواحدة كفى، لو ذبح شاة واحدة عنه وعن أهل بيته: زوجاته وأولاده أحيائهم وأمواتهم فلا بأس، وإن جمعهم في بقرة أو في ناقة فلا بأس، الأمر واسع بحمد الله. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً يسأل سماحتكم سماحة الشيخ ويقول: هل الأضحية في كل عام أو مرة في العمر؟
الشيخ: السنة في كل عام، الضحية كل عام، كان النبي يضحي كل عام عليه الصلاة والسلام عنه وعن أهل بيته شاة واحدة، اللهم صل عليه وسلم نعم. ويضحي عن أمة محمد بشاة ثانية. كان يضحي بشاتين بكبشين:
أحدهما: عنه وعن أهل بيته.
والثاني: عمن وحد الله من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.
الجواب: ليس له أصل، كونه يخص اليوم الخامس عشر ليس له أصل، وليس في السنة الصحيحة ما يدل على ذلك، لكن إذا صام أيام البيض الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر هذا مستحب في جميع الشهور، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم أيام البيض ويصوم شعبان كله، وربما صام أكثره، تارة يصوم أكثره وتارة يصومه كله شعبان عليه الصلاة والسلام.
الجواب: صلاة الليل ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، كله صلاة الليل، أثناء صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، لكن الأفضل في آخر الليل أو في جوف الليل، وإن صليته قبل أن تنام فذلك خيراً طيب وخير إذا كنت تخشى، تخشى أن لا تقوم من آخر الليل؛ فالأفضل أن تصلي في أول الليل قبل أن تنام، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بعض الصحابة بالإيتار قبل النوم، وكل إنسان أعلم بنفسه، فإذا كان يستطيع القيام في آخر الليل فهذا أفضل، وإلا صلى في أول الليل.
الجواب: صحيحة وعليك التوبة إلى الله، لأنه لا يجوز تأخير العصر إلى أن تصفر الشمس، يجب أن تصلى قبل اصفرار الشمس، وعليك أن تخبر أهلك أن يوقظوك أو تركد الساعة على وقت تدرك الصلاة فيه مع المسلمين، ما يجوز لك التساهل، يجب أن تصلي مع المسلمين في مساجدهم صلاة العصر وغيرها.
ولا يجوز تأخير صلاة العصر إلى أن تصفر الشمس لا للرجل ولا للمرأة، يجب على الرجل والمرأة أداء صلاة العصر قبل أن تصفر الشمس، وعلى الرجل خاصة أن يصليها في الجماعة في مساجد الله.
الجواب: إذا كانت فقيرة تعلم حالها، وأعطيتها من الزكاة لا بأس، لكن الاحتياط أن يكفيها راتبها وتعطي ناس تعرف حالهم وفقرهم، تواسيهم تحسن إليهم.
أما الخادمة فقد يختلف في أمرها، قد لا تعلم حالها كما ينبغي، ولعل في راتبها ما يكفي.
الجواب: فتح المجيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن ، تيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان بن عبد الله ، التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية ، الحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية أيضاً، العقيدة الواسطية له أيضاً، زاد المعاد لـابن القيم رحمه الله، إغاثة اللهفان لـابن القيم رحمه الله، الصواعق المرسلة لـابن القيم رحمه الله، اجتماع الجيوش الإسلامية لـابن القيم رحمه الله، كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب ، ثلاثة الأصول، كشف الشبهات له أيضاً رحمه الله، كل هذه كتب عظيمة مفيدة.
الطحاوية وشرحها لـابن أبي العز، كلها طيبة في العقيدة، وأعظم ذلك وأكبرها القرآن العظيم، هو أعظم وأكبر، وهو أصدق كتاب وأعظم كتاب، كتاب الله القرآن، هو كتاب عقيدة وكتاب أحكام،فنوصي كل مسلم ومسلمة بالعناية بالقرآن، والإكثار من تلاوته وتدبر معانيه، ففيه العلم العظيم بالعقيدة والأحكام الشرعية، وهكذا أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم كتب الحديث الشريف الصحيحين: البخاري ومسلم، مثل رياض الصالحين، منتقى الأخبار لـابن تيمية ، بلوغ المرام للحافظ ابن حجر ، كتب جيدة عظيمة في الحديث، عمدة الحديث للشيخ: عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي ، كتاب عظيم.
المقدم: جزاكم الله خيراً. أيضاً يسأل سماحتكم عناوين لبعض كتب الفقه؟
الشيخ: كتب الفقه كثيرة، لكن من أفضلها، كتاب المغني للموفق عبد الله بن قدامة ، والمجموع للنووي رحمه الله، والمقنع للموفق رحمه الله عبد الله بن قدامة ، كشاف القناع والمنتهى للحنابلة، شرح الزاد الروض المربع للحنابلة، وحاشيته لـابن أبي القاسم، كل هذه كتب مفيدة.
المقدم: جزاكم الله خيراً. الحديث؟
الجواب: تقدم بيانه.
المقدم: السيرة؟
الشيخ: سيرة ابن إسحاق سيرة ابن هشام ، زاد المعاد لـابن القيم ، كلها فيها السيرة النبوية، كتاب الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب السيرة النبوية وكتاب الشيخ محمد رحمه الله أيضاً، السيرة النبوية كلها مطبوعة.
الجواب: إذا كنتم ساكنين في المحل فلا بأس أن تقيموا صلاة الجمعة؛ لأنكم بعيدون عن الجوامع أما إذا كنتم لا إنما تأتون لعمل لبعض الإصلاحات؛ فليس لكم أن تصلوا الجمعة في المزرعة، عليكم أن تسعوا إلى الجمعة، فإن لم تسعوا صلوا ظهراً في محلكم؛ لأنكم بعيدون، وإن سعيتم وصليتم مع الناس فذلك أفضل لكم، وإن كنتم بعيدين في السيارات والحمد لله، المقصود أن المحل هذا إذا كان فيه مستوطنون مقيمون شتاءً وصيفاً؛ فإنها تقام بينهم الجمعة، وأنتم تصلون معهم الجمعة، أما إذا كنتم عمالاً غير مستوطنين، وأنتم تزورون المحل زيارة فقط، فليس لكم أن تقيموا الجمعة في هذا المحل، ولكن تصلون مع الناس الجمعة، وإن صادف يوم الجمعة وأنتم هناك، وصليتم ظهراً فلا بأس، للبعد.
الجواب: هذا الحديث معروف عن ابن مسعود من كلامه رضي الله عنه، موقوف من كلام عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، ولا أعلم صحته مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا هو من باب الوعيد، فالواجب على المؤمن أن يحذر الفحشاء والمنكر، وأن يستقيم على طاعة الله ورسوله، وأن تكون صلاته تنهاه عن هذا الشيء، كما قال جل وعلا: إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [العنكبوت:45].
فالواجب على المسلم أن يعالج وضعه وأن يجتهد في التوبة إلى الله من معاصيه، فإذا كان يصلي ومع هذا مقيم على المعاصي؛ فهذا معناه أنه لم يؤدِ الصلاة كما ينبغي، ولم يقمها كما ينبغي، ولو أقامها كما ينبغي؛ لنهته عن الفحشاء والمنكر، فالواجب عليه أن يحاسب نفسه، وأن يتقي الله، وأن يصلي كما أمر الله، وأن يحذر الفحشاء والمنكر، ويتوب إلى الله من ذلك.
الجواب: عليك أن تسدد الدين، الواجب أن تسدد الدين إذا كان حالاً، إلا إذا سمح، سمح لك فلا بأس، وإلا فالواجب أن تسدد الدين، والحج لا يجب عليك إلا مع الاستطاعة، والدين مقدم على الحج إذا كنت لا تستطيع الحج مع قضاء الدين، فقدم الدين، إلا إذا سمح أخوك أو غيره من أهل الدين سمحوا لك؛ فلا بأس.
الجواب: لا أعلم شيئاً يخص المريض، ولكن يتقي الله ما استطاع، والله جل وعلا يكتب له أجره، يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (إذا مرض العبد أو سافر؛ كتب الله له ما كان يعمل وهو صحيح مقيم)، والحمد لله، يعني: أعماله التي يعملها في الصحة تكتب له: من صلاة الضحى من صيام من غير ذلك، إذا منعه المرض تكتب له أجورها؛ لأنه حبسه عذر شرعي.
يقول صلى الله عليه وسلم لما كان في غزوة تبوك: (إن في المدينة أقواماً ما سرتم مسيراً ولا قطعتم وادياً إلا وهم معكم)، وفي اللفظ الآخر: (إلا شركوكم في الأجر قالوا: يارسول الله! وهم في المدينة؟ قال: وهم في المدينة، منعهم العذر)، (حبسهم المرض)، فالمريض له أجوره التي له أجور أعماله التي .. كان يعملها في حال الصحة، وعليه أن يصلي الفريضة حسب طاقته، وإذا صلى النافلة حسب طاقته، فهذا خير وأفضل.
الجواب: ليس على هذا دليل، يتصدق بها وإن لم تغسل، إلا إذا كان فيها نجاسة تغسل، أما إذا كان ما فيها نجاسة، إن غسلوها لأجل مصلحة الفقير جزاهم الله خير، وإن تصدقوا بها ولم تغسل فلا بأس.
المقدم: جزاكم الله خيراً، سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة الإخوة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
الشيخ: نسأل الله ذلك.
المقدم: اللهم آمين.
مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
شكراً لسماحة الشيخ، وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن متابعتكم، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر