أيها الإخوة المستمعون الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذا لقاء طيب مبارك من برنامج نور على الدرب.
ضيف اللقاء هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.
مع مطلع هذا اللقاء نرحب بسماحة الشيخ، فأهلاً ومرحباً سماحة الشيخ عبد العزيز .
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: وفيكم.
====السؤال: على بركة الله نبدأ هذه الحلقة برسالة السائلة من جدة التي رمزت لاسمها بـ (ش) استعرضنا لها في حلقة سابقة سؤالاً بقي لها هذا السؤال، تقول: سماحة الشيخ! لقد كثر العقوق في هذه الأيام بشكل مرعب ومخيف، حيث أن البعض يضرب والديه، والبعض يذهب عنهم ويتركهم، وتكون الزوجة أيضاً عوناً لهذا الزوج على هذا العقوق، نرجو من سماحة الشيخ التوجيه للأولاد وللزوجات حول هذا الموضوع مأجورين؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فقد بين الله سبحانه في كتابه الكريم وهكذا رسوله عليه الصلاة والسلام حق الوالدين وأوجب برهما والإحسان إليهما وحرم عقوقهما، فالواجب على كل مسلم وعلى كل مسلمة بر الوالدين والإحسان إليهما والحرص على رضاهما والحذر من عقوقهما، قال الله جل وعلا: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا [الإسراء:23-24]، وقال سبحانه: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [النساء:36]، قال جل وعلا: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ [لقمان:14]، فشكر الوالدين والإحسان إليهما أمر لازم، قال: وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا [الأحقاف:15]، فالله جل وعلا أوصى بهما والإحسان إليهما، فالواجب على كل مسلم وعلى كل مسلمة برهما والإحسان إليهما والحذر من عقوقهما، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لما سئل: (أي العمل أفضل؟ قال: الصلاة على وقتها، قيل: ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قيل: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله)، فبين صلى الله عليه وسلم أن بر الوالدين من أهم الواجبات، وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين، وكان متكئاً فجلس، فقال: ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور) رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين، هذا يبين لنا عظم كبيرة عقوق الوالدين وأن عقوقهما من أكبر الكبائر، قرنه الله بالشرك، وقرنه الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بالشرك، وفي الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من الكبائر شتم الرجل والديه، قيل: يا رسول الله! وهل يسب الرجل والديه؟! -استنكر الصحابة ذلك- قال: نعم. يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه).
فالواجب على جميع المسلمين من رجال ونساء العناية ببر الوالدين والإحسان إليهما والحذر كل الحذر من عقوقهما بالقول أو الفعل، نسأل الله لجميع المسلمين الهداية والتوفيق وصلاح القول والعمل. نعم.
المقدم: جزاكم الله خير سماحة الشيخ قد يتساءل الشاب أو الشابة: كيف يكون البر في الحياة وفي الممات يا شيخ؟
الشيخ: بالمعروف؛ الإحسان إليهما بالنفقة عليهما إن كانا فقيرين، وبالسمع والطاعة لهم في المعروف، إذا طلب منه أن يذهب كذا أو يأتي بكذا، يطيعهما في المعروف، والإتيان بحاجاتهما إذا طلباه في حاجة لهما، في تنفيذ أوامرهما التي ليست معصية لله، هذا من برهما، وإذا كانا فقيرين من برهما الإنفاق عليهما إذا كان يقدر، ومن برهما السمع والطاعة لهم في المعروف، إذا قالا له: اذهب هات كذا، أو اذهب بكذا أو ادع لنا فلان.. أو ما أشبه ذلك، يعني: معناه السمع والطاعة لهم في المعروف، وبرهما بالمال والكلام الطيب والأسلوب الحسن حسب الطاقة.
الجواب: الواجب أن يطوف، الطواف ركن لابد منه، من أركان الحج الطواف بالبيت، فلابد أن يتيقن أنه طاف وإلا لابد أن يطوف، ووقته بعد الانصراف من عرفات ومن مزدلفة يطوف، يوم العيد أو في آخر ليلة العيد أو ثاني العيد أو ثالث العيد أو بعد ذلك، لكن في أيام العيد أفضل في يوم العيد وبعده أفضل، وإن طاف بعد أيام العيد فلا بأس، لكن لابد من طواف، قال جل وعلا: ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ [الحج:29]، هذا طواف الإفاضة لابد منه، ركن لا يتم الحج إلا به، ولو بعد شهر أو شهرين متى ذكر يطوف، ولو في محرم ولو في صفر، وإذا كان خارج مكة يلزمه العود، يرجع إلى مكة ويطوف بنية الحج.
الجواب: إذا عشوا أهل الميت سنة، إذا مات إنسان شرع لجيرانه وأقاربه أن يعشوهم أن يبعثوا لهم عشاء؛ لأنهم مشغولون بالمصيبة، ثبت عنه صلى الله عليه وسلم: (أنه لما جاء خبر
الجواب: التوسل أقسام:
توسل كفري: وهو أن يتوسل بدعاء الأموات والاستغاثة بالأموات، يقول للميت لما يأتي الميت يسأله أن يغيثه أو أن ينصره أو أن يقضي حاجته أو أن يفرج كربته هذا شرك، ويسميه بعض الناس توسل، يسمون شركهم توسل، هذا شركاً أكبر، فإذا دعا الأموات أو استغاث بالجن أو بالأموات أو بالغائبين يطلبهم الغوث أو العون أو النصر على الأعداء هذا شرك أكبر.
والتوسل الثاني: توسل بجاههم وحقهم، يقول: اللهم إني أسألك بجاه فلان أو بحق فلان، أو بفلان، هذه بدعة من وسائل الشرك لا يجوز.
التوسل الثالث: توسل بالإيمان أو بالعمل الصالح أو بالأسماء والصفات: هذا سنة مطلوب، اللهم إني أسألك بأنك الرحمن الرحيم، اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى أن تغفر لي، اللهم إني أسألك بإيماني بك ومحبتي لك أن تغفر لي، اللهم إني أسألك ببر والدي وصلة رحمي أن تغفر لي.. إلى آخره، كل هذا وسيلة شرعية، هذه توسل بالإيمان والتوحيد أو بالأعمال الصالحات كله طيب.. كلها مشروع، ومن هذا الحديث: (اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت)، توسل شرعي، ومن هذا توسل أصحاب الغار لما انطبقت عليهم الصخرة توسلوا إلى الله بأعمالهم الطيبة، أحدهم توسل ببره لوالديه، والثاني: توسل بعفته عن الزنا، والثالث: توسل بأدائه الأمانة ففرج الله عنهم الصخرة. نعم.
المقدم: أحسن الله إليكم، والتوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ..؟
الشيخ: التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم من البدع، أما أن يتوسل يقول: اللهم إني أسألك بإيماني بنبيك بمحبتي له، هذا طيب، هذه وسيلة شرعية، اللهم إني أسألك باتباع نبيك صلى الله عليه وسلم.. بمحبتي له، هذا توسل شرعي، أما بجاهه، ما هو بشرعي، ولكن يتوسل بمحبته للنبي صلى الله عليه وسلم، بمتابعته للنبي صلى الله عليه وسلم، بإيمانه بالنبي صلى الله عليه وسلم هذا كله طيب كله وسيلة شرعية، أما بجاه نبيك أو بحق نبيك، هذا ما هو بوسيلة شرعية. نعم.
المقدم: أحسن الله إليكم، يقول سماحة الشيخ: التوسل ببركة رمضان؟
الشيخ: لا، ما يتوسل برمضان، وإنما يتوسل بصيامه رمضان، هذا العمل، أما ببركة رمضان لا ما هو بعمل له، بركة رمضان شيء جعله الله في رمضان، لكن يقول: اللهم إني أسألك بصيامي وبقيامي أن تغفر لي أو بحجي لبيتك أو بطاعتي لك أو باتباعي لشريعتك، يتوسل بأعماله الطيبة هو.
الجواب: الأظهر لي والأقرب عندي أنه لا يفعل بذلك، ليست المنابر محلاً للدعوة للولائم، المنابر محل للدعوة لطاعة الله واتباع شريعته وتعظيم أمره ونهيه، أما دعوة الولائم تكون في وقت آخر، الذي يظهر لي أنه لا ينبغي للأئمة والخطباء أن يدعوا للولائم في خطبة الجمعة ولا في خطبة العيد، دعوة الولائم تكون بالمكاتبة أو بالتلفون أو بإرسال رسول له.. وما أشبه ذلك.
الجواب: إذا كانت منكرات ظاهرة لا تزرهم، واطلب بنتك تأتي إليك، اطلب منهم أن يرسلوها إليك فتشوفها، أما إذا كانت منكرات مستورة تزورهم ترى بنتك وتسلم عليهم، والمستور لا حكم له، أما إذا كنت تعلم أنها منكرات ظاهرة، إذا جئتهم ترى منكرات ظاهرة، نساءهم يكشفون عندك، مزامير وآلات الملاهي عندك أو شرب الخمر، لا، لا تذهب إليهم، لكن تطلب البنت ترسل لهم تقول: أرسلوا لي بنتي أو ترسل ولدك أو أخاك أو غيرهم من يأتي بها.
الجواب: عليك أن تنصحه بالكلام الطيب والأسلوب الحسن ولا تقطع الزيارة؛ لأن حقه عظيم، قال الله في حق الولد مع الكافرين: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا [لقمان:15]، وهما كافران حق الوالد عظيم، تزوره تدعو له بالتوفيق والهداية، توصيه بالصلاة في المسجد وأبشر بالخير، ولا تفعل بشيء يؤذيه من كلام سيئ أو وجه معبس، لا، انبسط إليه وتكلم معه وانصحه وادع له بالهداية والتوفيق ولا تقطع زيارته، حقه عظيم الوالد والوالدة.
الجواب: السحر يقع، معروف، يعني: لا شك أنه قد يقع من بعض الناس، والساحر مشرك يجب قتله إذا عرف، نسأل الله العافية، وقد أمر عمر رضي الله عنه أمراءه أن يقتلوا السحرة، يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (حد الساحر ضربه بالسيف)؛ لأنه كافر ويدعو إلى الكفر، وأما التوقي، فالتوقي بالتعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، كونه يتعوذ صباح ومساء بكلمات الله التامات من شر ما خلق ثلاث مرات، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات ، صباح ومساء كما جاءت الأحاديث بذلك، من أتى بهذا كفاه الله شر كل شيء، (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق)، ثلاث مرات صباح ومساء: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم)، ثلاث مرات، كذلك قراءة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] والمعوذتين صباح ومساء ثلاث مرات من أسباب السلامة من السحر وغيره ثلاث مرات، قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1]، قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ [الفلق:1]، قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [الناس:1] صباح ومساء، وهكذا عند النوم يقرأها ثلاث مرات، آية الكرسي عند النوم من أسباب السلامة من السحر والشيطان، قراءتها بعد كل صلاة كل هذا من أسباب العافية والسلامة، نسأل الله السلامة والعافية.
الجواب: أهل الفترة: هم الذين لم تبلغهم الرسالة، هؤلاء هم أهل الفترة، لا سمعوا بالقرآن ولا بالرسول صلى الله عليه وسلم، هؤلاء يقال لهم أهل الفترة، أما من بلغه القرآن أو بلغه خبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الله بعثه إلى الناس يدعوهم ولم يبال ليس من أهل الفترة، لكن من لم يبلغه ذلك يقال له من أهل الفترة، والصواب فيهم أنهم يمتحنون يوم القيامة، يمتحنهم الله يوم القيامة، فمن أجاب دخل الجنة ومن عصى دخل النار، نعم. نسأل الله العافية.
الجواب: على ظاهرها، كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ [القصص:88]، كل الناس يموتون، كل الناس يموتون إلا الرب جل وعلا فإنه الحي الذي لا يموت، كما قال سبحانه: وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ [الفرقان:58]، فهو سبحانه الباقي الدائم لا يموت جل وعلا، أما بنو آدم والملائكة كلهم يموتون، ثم يحييهم الله جل وعلا يوم القيامة ويجازيهم بأعمالهم سبحانه وتعالى، كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ [آل عمران:185]، وكُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ [القصص:88]، ويقول جل وعلا: وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ [الرحمن:27]، كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ [الرحمن:26-27]، فهو سبحانه الحي الذي لا يموت.
الجواب: ليس بصحيح، ماء زمزم على بركته وعلى ما فيه من الخير ولو نقل إلى الشام واليمن أو أمريكا هو ماء زمزم ماء مبارك سواء شرب في مكة أو نقل إلى أمريكا أو إلى نجد أو إلى الشام أو إلى أي مكان، فضله وما فيه من النفع موجود وإن نقل.
الجواب: الأحوط ألا يصلي بهم، مادام معه سلس دائم الأحوط ألا يصلي بهم؛ لأن جمعاً من أهل العلم يرون أنه لا تصح إمامته، فالأحوط ألا يصلي بهم يصلي بهم غيره، ولو كان أقل منه قراءة، نعم، يصلي بهم من هو صالح للإمامة وإن كان أقل منه علماً وأقل قراءة. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً سماحة الشيخ، بمن به سلس بول يا سماحة الشيخ هل يجوز أن يصلي العشاء ثم يصلي التراويح بدون إعادة للوضوء؟
الشيخ: نعم، إذا توضأ للوقت كفى، لوقت العشاء كفى، يصلي به التراويح والقيام -قيام الليل- لأنه وقت واحد.
الجواب: نعم كذلك، إذا توضأ للوقت يصلي ويمس المصحف حتى ينتهي الوقت إذا تنفل، فإذا توضأ للظهر يصلي الظهر ويصلي بعد الظهر ما شاء، وإذا توضأ للمغرب يصلي بين المغرب والعشاء ما شاء، وإذا توضأ للعشاء يصلي ما شاء إلى نصف الليل إلى انتهاء الوقت.
الجواب: لا حرج في ذلك؛ لأن هذا مأخوذ من قوله جل وعلا: وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ [الأعراف:200]، والرسول يقول صلى الله عليه وسلم: (التثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع)، والناس إذا قالوا: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم لا بأس؛ لأنه من الشيطان، لكن لا يقال أنها مستحبة، من فعلها فلا بأس؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أن التثاؤب من الشيطان، والله يقول سبحانه: وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ [الأعراف:200]، فالتعوذ بالله من الشيطان عند التثاؤب لا حرج فيه، لا يقال: إنه سنة لعدم وروده، ولكن لا حرج فيه، مثلما يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم دائماً عند قيامه أو قعوده أو عثرته.. أو ما أشبه ذلك.
الجواب: إذا كانت لا تستطيع لكبر سنها وعجزها فلا بأس، أما لقلة المال لا، النبي صلى الله عليه وسلم جاءته امرأة فقالت: (يا رسول الله! إن أبي شيخ كبير لا يثبت على الراحلة أفأحج عنه؟ قال: حجي عن أبيك، وجاءه رجل فقال: إن أبي شيخ كبير لا يثبت على الراحلة، أفأحج عنه وأعتمر؟ قال: حج عن أبيك واعتمر)، أما إن كانت تستطيع أن تذهب وأن تطوف وتسعى ولكن ما عندها مال لا تحجي عنها وإذا قدرت فتحج، وإن لم تقدر فهي معذورة والحمد لله؛ لأن الله يقول سبحانه: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا [آل عمران:97]، فالحج إنما يجب مع الاستطاعة، فإذا كانت عاجزة ما عندها مال فلا حج عليها، وإذا عجزت من جهة السن ولم تستطع من جهة السن لضعف بدنها وقلة قوتها وعجزها تحجين عنها أو ماتت كذلك.
الجواب: لا حرج في ذلك، لا يضر إن شاء الله، ولا تعيد، الصلاة صحيحة ولا تحتاج لأن تسجد للسهو الحمد لله؛ لأن هذا غلط في اللفظ والمعنى صحيح.
على العموم إذا كانت الحالة كما ذكرت لكم، فهل لي أن أدفع زكاة أموالي لوالدي، أفتوني مأجورين؟
الجواب: يلزم الوالد النفقة على زوجته الأولى إذا كان أولادها لا يقومون بها، أما إذا كان أولادها يكفونها المئونة وقد أنفقوا عليها كفوا؛ لأن أولاده له، حقه عليهم كبير، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (أنت ومالك لأبي)، فإذا كفوه مئونة أمهم وأنفقوا عليها كفى والحمد لله، أما إذا لم يكفوه وهي تطلب النفقة مخيرة، إن شاءت صبرت وإن شاءت قالت: طلقني، تطلب الطلاق إن لم تصبر وإلا صبرت، وإن أنفق عليها أولاده كفوه المئونة والحمد لله ولا حرج عليه، وإن طلب منهم شيئاً فعليهم أن يعطوه من مالهم ما لا يضرهم، أما إذا كان يضرهم ولا يستطيعون فلا يلزمهم ذلك، فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]، لكن ماداموا يستطيعون فعليهم أن يرضوه ويعطوه من رواتبهم ما يعينه على قضاء دينه وعلى النفقة على زوجته الجديدة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن أطيب ما أكلتم من كسبكم وإن أولادكم من كسبكم)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (أنت ومالك لأبيك)، حق الوالد عظيم، فالواجب عليهم أن يجتهدوا في إرضائه وفي مساعدته ويقوموا بأمهم، وإذا كانت أمهم لا تصبر، وتقول: أبي النفقة من الزوج، تخيره تقول، تطلب الطلاق، إلا إذا قام أولاده بالنفقة فلا حق لها؛ لأن نفقة أولاده كنفقته، إذا أنفقوا عليها بما يكفيها الحمد لله، أما إذا ما أنفقوا عليها ولا أنفق هو فلها طلب الطلاق.
المقدم: العدل بين الزوجات أمر مطلوب، هل لكم في ختام هذا.. ؟
الشيخ: العدل واجب، لكن إذا كان أولادها ينفقون عليها هم يقومون مقامه والحمد لله ما يسمى جائر، أولاده يقومون مقامه في النفقة عليها، لكن عليه أن يقسم لها مثلما يقسم لضرتها.
المقدم: شكر الله لكم يا سماحة الشيخ، وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين.
أيها الإخوة المستمعون الكرام! أجاب عن أسئلتكم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.
في ختام هذا اللقاء نشكر سماحة الشيخ على تفضله بإجابة السادة المستمعين، وفي الختام تقبلوا تحيات الزملاء من الإذاعة الخارجية فهد العثمان ، ومن هندسة الصوت سعد عبد العزيز خميس ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.