أيها الإخوة المستمعون الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحباً بكم إلى لقاء طيب مبارك من برنامج: نور على الدرب.
ضيف اللقاء هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.
مع مطلع هذا اللقاء نرحب بسماحة الشيخ، فأهلاً ومرحباً سماحة الشيخ.
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
====السؤال: هذا السائل محمد ناجي يقول في سؤاله الأول: ما الفرق بين الروح والنفس؟ وأيهما تتعذب الروح أم النفس، مأجورين؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فالروح هي النفس والنفس هي الروح، والعذاب على النفس والجسد جميعاً، لكن نصيب الروح أكثر من النعيم والعذاب، وإلا فالجسد يناله نصيب من العذاب في القبر، وهكذا بعدما تعاد الروح إلى الجسد يكون لهما الجميع العذاب ويكون لهما النعيم.
الجواب: على ظاهرها، الإنسان مسئول عن سمعه وعن بصره وعن فؤاده .. عن قلبه وعقله هل استعمله في طاعة الله أو في محارم الله، الأمر عظيم، السمع يسمع الشر والخير والبصر كذلك، والقلب كذلك يعقل الشر والخير، فالواجب على كل مكلف أن يصون سمعه عما حرم الله، وأن يصون بصره عما حرم الله، وأن يعمر قلبه بتقوى الله، ويحذر محارم الله، فيخاف الله ويحبه ويخشاه جل وعلا ويخلص له في العمل، ويحذر خلاف ذلك من النفاق والكبر وغير هذا من أعمال القلوب السيئة، والعقل يسمى فؤاداً, والقلب يسمى فؤاداً.
الجواب: هو القلب وهو العقل؛ لأن القلب يعقل به قال تعالى : أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا [الحج:46] ويسمى فؤاد، فالقلب يسمى الفؤاد وهو محل العقل أيضاً وهو مسئول، مسئول عن ما عمل من خير وشر، فخوف الله ومحبة الله وخشيته والإخلاص له هذه عمل طيب، والنفاق والرياء والكبر وأشباه ذلك من أعمال القلوب السيئة, نسأل الله العافية.
الجواب: أولاً: القبر لا يجوز البناء عليه، الرسول صلى الله عليه وسلم (نهى أن يبنى على القبر وأن يجصص وأن يقعد عليه) خرجه مسلم في الصحيح، فلا يجوز البناء على القبور؛ لأن البناء عليه قبة أو غيرها قد يسبب الغلو فيه، فالواجب أن يدفن ويرفع التراب عن الأرض قدر شبر علامة أنه قبر، ولا يبنى عليه شيء، لا قبة ولا حجرة ولا غير ذلك، ولا يجوز الكتابة عليه؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم (نهى أن يكتب على القبر، وأن يبنى عليه، وأن يقعد عليه، ولا يجصص) كلها نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم, والكتابة عليه قد تجر إلى الشر, قد يكتب عليه أنه كذا وأنه كذا وأنه كذا فيفتن الناس به, فلا تجوز الكتابة عليه لا قليلاً ولا كثيراً.
الجواب: الليل من غروب الشمس إلى طلوع الفجر هذا الليل.. من غروب الشمس إلى طلوع الفجر الصادق, وأفضل أوقاته الثلث الأخير؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر, فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له) حتى ينفجر الفجر، هذا الوقت هو الوقت العظيم وقت التنزل الإلهي، وقت دعوة الرب للعباد أن يسألوه وأن يضرعوا إليه جل وعلا، هذا هو أفضل الوقت وبعده جوف الليل.
الجواب: تمسح من فوق، السنة مسحها من فوق، النبي صلى الله عليه وسلم كان يمسح على خفيه على ظاهرهما فقط، أما مسح العقب وأسفل الخف هذا ليس بصحيح, خبر ضعيف.
الصواب: أنه صلى الله عليه وسلم كان يمسح على ظاهر خفيه كما رواه أبو داود بإسناد جيد عن علي رضي الله عنه قال: (كان النبي يمسح على ظاهر خفيه) عليه الصلاة والسلام.
الجواب: ليس في ذلك شيء ، السنة أن أقارب الميت أو جيرانه يهدون لهم طعاماً.. يبعثون لهم طعاماً؛ لأنهم قد أتاهم ما يشغلهم، النبي صلى الله عليه وسلم لما قتل جعفر بن أبي طالب في مؤتة في الشام قال لأهله: (ابعثوا لأهل
المقدم: التعزية في التلفون سماحة الشيخ؟
الشيخ: لا بأس بالتلفون أو بالمكاتبة كله طيب.
الجواب: الذي لا يصلي يستحق الهجر ينبغي أن يهجر، ينصح ويوجه إلى الخير ويؤمر بطاعة الله, فإذا أصر ولم يصل يهجر يستحق الهجر؛ لأنه ترك أمراً عظيماً.. ترك واجباً عظيماً؛ فإن الصلاة عمود الإسلام والواجب أن يصلي في المسجد مع الناس, فإذا تساهل بذلك وجب هجره, وإن تركها كفر نسأل اله العافية، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) وإن صلاها في البيت عصى، كالمعصية ؛لأن الواجب أن يصليها مع الناس في المسجد إلا المعذور كالمريض؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من سمع النداء فلم يأتِ فلا صلاة له إلا من عذر، قيل لـ
الجواب: نعم. ليس لك الأخذ من ماله إلا بإذنه, استأذنيه, قولي: إن والدي في حاجة, واستأذنيه لا بأس, أما أن تأخذي من مال زوجك بغير علم من أجل أبيك هذا منكر ظلم لا يجوز. نسأل الله العافية.
الجواب: عليك أن تجتهدي في الترحيب به والكلام الطيب معه والسلام الحسن, ولا يضرك إن شاء الله؛ لأنك إنما كرهت ذلك لأجل المال الذي تعطينه من مال زوجك, تتحرجين من ذلك, لكن أليني القول ورحبي به, ويجب عليك أن ترحبي به وأن تشرحي صدرك له لأن حقه عظيم, لكن اعتذري, قولي: ما عندي مال إلا مال زوجي, ولا يجوز لي أن أعطيك من مال زوجي, وتكلمي معه بالكلام الطيب؛ لأن حقه عظيم, جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (رضا الله في رضا الوالدين, وسخط الله في سخط الوالدين) ، والله يقول سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [الإسراء:23] ، ويقول سبحانه وتعالى: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [النساء:36] فحق الوالدين عظيم.
فالواجب عليك الانبساط للوالد والترحيب به والإحسان إليه حسب طاقتك, لكن لا تأخذي من مال زوجك شيئاً لأجل والدك إلا بإذنه.
الجواب: الواجب على المؤمن أن ينصح لأخيه في الله وأخته في الله ولأخيه في النسب وأخته في النسب وأن يتقي الله في ذلك, فإذا كنت توسطت في زواجها بإنسان يضرها في دينها فهذا غلط منك عليك التوبة إلى الله، وأما إذا كنت توسطت لأنك ترين أنه مناسب ولا حرج فيه, ولكن جاء الفساد بعد ذلك فلا يضرك، الواجب على الناصح أن يتقي الله، وأن لا ينصح ، وأن لا يشير إلا بالشيء الذي يبرئ الذمة، وليس فيه محذور شرعاً، وليس لك أن تشيري بزوج غير مستقيم؛ لأنه يضر الزوجة، فإذا كان هذا الزوج غير مستقيم وأنت تعلمين أنه غير مستقيم فقد أخطأت، وعليك التوبة إلى الله سبحانه وتعالى.
الجواب: لا بأس بهذا, لا حرج، ليس هذا من التغيير المنهي عنه, فإذا أزالت شعر الإبط بما يزيله بالكلية فلا حرج في ذلك، فالسنة إزالته، وأن لا يترك أكثر من أربعين ليلة، شعر الإبط، شعر العانة، والظفر، والشارب هكذا وقت النبي صلى الله عليه وسلم للناس، فإذا أزال الرجل أو المرأة شعر الإبط أو العانة بما يمنع نباته مرة أخرى فلا بأس ولا حرج في ذلك.
الجواب: لا أذكر حال سنده، لكن معناه صحيح, فالدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل من الأقدار المعلقة بالدعاء (لا يرد القدر إلا الدعاء)، فالدعاء فيه خير عظيم والله يقول جل وعلا: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60] ، ويقول سبحانه: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة:186] ، ويقول سبحانه وتعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ [الأعراف:55-56]، فالدعاء مطلوب, وينفع مما نزل ومما لم ينزل, فينبغي للمؤمن أن يكثر من الدعاء وأن يلح في الدعاء ويسأل ربه من فضله الله يقول: وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ [النساء:32] فيسأله صلاح العمل.. صلاح القلب.. يسأله بسط الرزق.. تفريج الكربة .. تيسير الأمور، يسأله نصر الإسلام والمسلمين .. عز الإسلام والمسلمين، يسأل الله لولاة الأمور التوفيق وصلاح النية والعمل، يسأل الله لوالديه المغفرة إذا كانا مسلمين، يسأل لهما المغفرة والرحمة, وإذا كانا حيين يسأل لهما التوفيق وحسن الختام وهكذا، يسأل الشيء الطيب في دينه ودنياه.
الجواب: جاء في معنى هذا الحديث، ولكن ما أعرف حال سنده, المعروف (الدعاء هو العباد), هذا حديث جيد, وفي رواية (ليس شيء أكرم على الله من الدعاء), لا أعرف حال سنده.
الجواب: قسم القلب لا يترتب عليه شيء، إنما يترتب على قسم اللسان، فإذا نوى بقلبه ما يصير شيء حتى يقسم باللسان، قسم اللسان هو المعتبر.
الجواب: الواجب على المؤمن أن يحفظ لسانه، وأن يجتهد في تقليل اليمين، ربنا يقول: وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ [المائدة:89]، وفي الحديث يقول صلى عليه وسلم: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: أشيمط زاني -يعني: شيخ يعني كبير زاني- وعائل مستكبر -يعني: فقير ومستكبر- ورجل جعل الله بضاعته لا يشتري إلا بيمينه ولا يبيع إلا بيمينه) ينبغي للمؤمن أن يحفظ يمينه، وأن لا يتكلم إلا عن بصيرة، لا يحلف إلا عن بصيرة؛ حتى لا يقع في الكذب، نسأل الله السلامة والعافية.
الجواب: الواجب (2.5%)، يعني: ربع العشر في الزكاة .. خمسة وعشرون في الألف .. واحد ألف في أربعين ألفاً.. ربع العشر، هذا الواجب، وإذا أحب يخرج الزيادة تطوعاً منه مأجور ولا حرج في ذلك، أما إذا كان يعتقد أن هذا الربع لا يجزي وأن الشرع ناقص، هذا غلط، الشرع كامل والحمد لله، فإذا اعتقد أن الشرع ناقص وأنه يريد أزيد مما شرع الله.. يظن أن الشرع ناقص هذا غلط كبير، أما إذا أراد التطوع والزيادة في الفضل فهذا مأجور ولا بأس، فإذا كانت عليه زكاة ألف وأخرج ألفين، ألف تطوع وألف زكاة فهذا مأجور وله فضل عظيم وأجر عظيم، وهكذا إذا كان عليه خمسة آلاف أو أكثر وأخرج عشرة كله طيب.
المقصود: إذا كانت الزيادة عن رغبة في الخير وعن مرحمة للفقراء وأنه يعلم أن ما شرعه الله كافي فلا حرج، مأجور ومثاب ومخلوف عليه.
الجواب: الواجب على المفتي أن يحذر مغبة الفتوى، وأن يتقي الله، وأن لا يفتي إلا عن علم، يتقي الله ويحرص أن لا يقول إلا عن علم، الفتوى أمرها عظيم وخطرها كبير، يروى في حديث مرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أجرؤهم على الفتيا أجرؤهم على النار)، والله يقول سبحانه: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [الأعراف:33] فجعل القول على الله بغير علم فوق مرتبة الشرك؛ لعظم الخطر، وقال عن الشيطان: إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [البقرة:169] فأخبر أن الشيطان يأمرنا بالقول على الله بغير علم.
فالواجب على طالب العلم أن يحذر القول على الله بغير العلم، وأن يتقي الله في فتواه، ولا يقدم إلا عن علم وعن بصيرة فيما يفتي به.
الجواب: هذا حديث صحيح, رواه مسلم في الصحيح: (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن ظنه بالله)، والله يقول: (أنا عند ظن عبدي بي) والمعنى: أنه يحسن ظنه بالله: أن ربه جواد، وأنه كريم، وأنه غفور رحيم سبحانه، وأنه يتوب على عباده إذا تابوا إليه، وأن فضله عظيم، يحسن ظنه بربه مع الجد في العمل الصالح مع التوبة، لا يحسن الظن بالرب ويقيم على المعاصي لا، يحسن ظنه بربه مع العمل الصالح .. مع التوبة .. مع الجد في الخير، أما إحسان الظن بالله مع الإقدام على المعاصي والإصرار عليها فهذا غرور لا يجوز، لكن يحسن ظنه بربه أنه يقبل توبته وأنه يعفو عنه ويجتهد في أسباب العفو من الصدقة، والرحمة للفقراء، وكثرة الاستغفار.. التوبة والندم والإقلاع.. كثرة الأعمال الصالحات مع حسن الظن بالله، يحسن ظنه أن الله يقبلها وأنه لا يردها سبحانه وتعالى.
الجواب: ليس عليك إعادة، لكن في المستقبل تكون خلفك؛ النبي صلى الله عليه وسلم أمرهن أن يكونوا خلف الرجال، وصلى مرة في بيت أم أنس فأقام أنس عن يمينه والمرأة خلفه جدة أنس.
فالمقصود: أن موقف النساء يكون خلف الرجال، حتى ولو هو وزوجته, تكون خلفه لا تصف معه.
الجواب: النية محلها القلب، والسنة أن ينوي في قلبه فقط ولا يتكلم بلسانه، فإذا قام يصلي ناوياً صلاة الظهر كفى، صلاة العصر كفى، صلاة المغرب كفى، صلاة الضحى كفى، ولا يحتاج أن يقول: نويت، بدعة، يقول: نويت أن أصلي كذا وكذا، الظهر أربعاً، العصر أربعاً، المغرب ثلاثاً، هذا بدعة، لا أصل له، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما الأعمال بالنيات) والنية محلها القلب، وما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتلفظ بالنية ولا أصحابه رضي الله عنهم، ويقول عليه الصلاة والسلام: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)يعني: فهو مردود.
فالواجب على كل مسلم أن تكون نيته في القلب، وأن لا يتلفظ به، يقول: نويت أن أصلي كذا، أو نويت أن أطوف كذا، أو نويت أن أسعى كذا، لا، النية محلها القلب ويكفي، والحمد لله.
الجواب: يقول الله جل وعلا في كتابه العظيم في سورة النور: وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ [النور:59] فإذا بلغ الحلم خمس عشرة سنة، أو أنزل المني عن شهوة، أو أنبت الشعرة وجب الاحتجاب عنه، ووجب عليه الاستئذان حتى يحتجبوا، ومادام لم يبلغ خمس عشرة سنة، ولم ينبت الشعرة، ولم يحتلم، يعني: لم ينزل المني؛ فإنه طفل لا يحتجب عنه، وإذا كان بلغ ثلاث عشرة سنة وأنت لا تعلمين حاله فالاحتجاب أحوط؛ لأنه قد يكون أنبت.. قد يكون احتلم, ابن ثلاثة عشر وابن اثنى عشر حري بأن يحتلم.. من عشر فما فوق, إذا بلغ عشراً فما فوق حري أن يحتلم، فإذا احتجبت عنه من عشر فأكثر من باب الاحتياط حسن، وإلا فلا يجب إلا عن ابن خمس عشرة سنة فأكثر؛ لأنه هو الذي متيقن أنه احتلم أنه بلغ الحلم، أو شخص يقر ويعترف أنه احتلم.. أنزل المني أو يقر أنه أنبت فهذا يكون قد بلغ يحتجب عنه.
الجواب: نعم الدعاء من أسباب رد القدر المعلق, والقدر يكون معلق ويكون مبتوتاً، فإذا كان قدر معلق, قد قدر الله جل وعلا أن يهبه ولداً إذا دعا ربه فدعا ربه واستجاب دعوته, هذا معلق بالدعاء، أو قدر الله له مالاً ,إذا دعا ربه في طلب ذلك المال, فإذا دعا ربه يسر الله له المال المعلق على الدعاء، أو طلب زوجة.. طلب أن الله يزوجه فلانة والله قد قدر له ذلك بهذا الطلب، قد علق القدر بهذا الطلب, أن فلان قدر الله في سابق علمه أنه يسأل ربه أن الله يزوجه فلانة بنت فلان, فإذا ألهمه الله الدعاء ووفقه للدعاء حصل المقدور المعلق.
أما الأقدار المبتوتة التي ما هي معلقة على الناس, هذه ما تتعلق بالدعاء، الموت المعلق في يوم معلوم دون دعاء إذا جاء موته المحدود مات دعا أو لم يدع.
الجواب: هذا فيه تفصيل، إذا كان عندها من يقوم بحالها ويخدمها ويقضي حاجاتها لا بأس؛ لأن طلب العلم واجب، فعليه أن يؤمن حاجاتها ويذهب لطلب العلم ولا بأس ولا حرج والحمد لله.
المقدم: شكر الله لكم سماحة الشيخ، وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين.
الشيخ: وإياكم.
المقدم: أيها الإخوة والأخوات! أجاب عن أسئلتكم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء, شكر الله لسماحته على ما بين لنا في هذا اللقاء الطيب المبارك.
شكراً لكم أنتم, إلى الملتقى إن شاء الله.
في الختام تقبلوا تحيات الزملاء؛ معي في الإذاعة الخارجية الزميل فهد العثمان، من هندسة الصوت الزميل سعد بن عبد العزيز بن خميس. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر