مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.
هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ: عبد العزيز .
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من الهفوف - الأحساء وباعثها أحد الإخوة السودانيين، يقول: حامد أبو رانية فيما يبدو، يسأل أخونا ويقول: عندي في قريتي جامع، وإنني إنسان متعلم، ولكنني أشرب الدخان وآكل التمباك، هل يجوز لي أن أكون إماماً في هذا المسجد جزاكم الله خيراً؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فلا ينبغي لك أن تؤمهم وأنت بهذه الصفة؛ لأن الإمام يقتدى به، فإذا كنت تتعاطى التمباك والتدخين، فلا ينبغي أن تؤمهم، بل ينبغي أن يلتمسوا من هو خير منك، ومن هو لا يتعاطى شيئاً من المعاصي الظاهرة.
والواجب عليك يا أخي التوبة إلى الله من ذلك، والحذر من الاستمرار في هذه المعصية، عليك أن تترك التمباك والتدخين وسائر المعاصي، وأن تستعين بالله على ذلك، وأن تصحب الأخيار؛ لأن صحبة الأخيار تعينك على الخير.
والتوبة تجب ما قبلها، لكن لو صليت بهم الصلاة صحيحة، لو صليت بهم الصلاة صحيحة؛ لأن الصحيح من أقوال أهل العلم أن إمامة العاصي صحيحة، والصلاة صحيحة، ولكن لا ينبغي أن يتخذ إماماً من عرف بالمعصية الظاهرة.
والواجب على المسئولين أن يلتمسوا للمساجد أئمة صالحين، مستورين لا يظهر منهم شيء من المعاصي؛ لأنهم قدوة وهم أئمة الناس في هذه العبادة العظيمة، وهي الصلاة عمود الإسلام، نسأل الله لنا ولك الهداية.
الجواب: سجود السهو السنة فيه أن يكون قبل التسليم، إلا في حالين:
إحداهما: إذا سلم عن نقص، كأن يسلم من ثلاث في الظهر أو العصر أو العشاء، أو يسلم من ثنتين في المغرب، أو من واحدة في الفجر أو الجمعة، هذا الأفضل أن يكون بعد التسليم، كما فعله النبي عليه الصلاة والسلام.
والحال الثاني: إذا بنى على غالب ظنه واجتهد، فإن الأفضل أن يكون سجوده بعد السلام؛ لحديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب، فليتم ما عليه ثم ليسلم ثم يسجد سجدتين بعد السلام) فإذا بنى على غالب ظنه فإنه يسجد سجدتين بعد السلام؛ لهذا الحديث، ومعنى ذلك أنه إذا شك هل هو في الثالثة أو في الرابعة، في الظهر أو العصر أو العشاء.
ويغلب على ظنه أنه في الرابعة، فإنه يكمل ويسجد للسهو بعد السلام، وهكذا في المغرب لو شك هل هو في الثانية أو في الثالثة، وبنى على غالب ظنه ولم ينبه، فإنه يسجد للسهو بعد السلام.
أما إذا كان عنده تردد وليس عنده غلبة الظن، فإنه يبني على اليقين، فإذا شك هل هو في الثانية أو في الثالثة، يكون في الثانية، يبني على أنه في الثانية.
وإذا شك هل هو في الثالثة أو الرابعة وليس عنده غلبة ظن، فإنه يبني على اليقين ويجعلها الثالثة، ثم يكمل صلاته ويسجد للسهو قبل السلام.
الجواب: سجود السهو مثل سجود الصلاة سواء، يقول في سجود السهو وفي سجود التلاوة مثلما يقول في سجود الصلاة: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى ويدعو فيه، ويقول: (اللهم لك سجدت وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره، وشق سمعه وبصره بحوله وقوته، تبارك الله أحسن الخالقين) كان يقول هذا في سجوده عليه الصلاة والسلام.
هذا يقال في سجود التلاوة وسجود السهو وفي سجود الصلاة، ومن الدعاء (اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره) اللهم اغفر لي ولوالدي، اللهم إني أسألك رضاك والجنة، وأعوذ بك من سخطك والنار.. وما أشبه ذلك من الدعوات الطيبة.
المقصود أن سجود السهو مثل سجود الصلاة.
الجواب: الواجب على المأموم أن يقرأ الفاتحة في السرية والجهرية، في أصح أقوال العلماء، وقال بعض أهل العلم: أنه لا يقرأ في الجهرية، ويقرأ في السرية.
وقال بعضهم: لا قراءة عليه لا في السرية ولا في الجهرية، بل يتحملها الإمام.
وكلا القولين ضعيف، والصواب: أنه يقرأ في السرية والجهرية.
في السرية يقرأ الفاتحة ويقرأ معها ما تيسر في الأولى والثانية، من الظهر والعصر، وفي الجهرية كالعشاء والمغرب والفجر والجمعة، يقرأ فقط بالفاتحة، ثم ينصت لإمامه، فإن كان للإمام سكوت قرأ في السكتة، سكتة إمامه.
وإن بدأ الإمام بالقراءة ولم يكمل كمل، كملها ثم أنصت، ولو كان الإمام لا يسكت فإنه يقرؤها بينه وبين نفسه ثم ينصت لإمامه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لعلكم تقرءون خلف إمامكم؟ قلنا: نعم، قال: لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب، فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها) هذا صريح في أن المأموم يقرأ الفاتحة خلف الإمام في جميع الصلوات، لكن لو سبق بأن جاء والإمام في الركوع أجزأته الركعة وسقطت عنه الفاتحة؛ لأنه لم يدرك القيام.
وهكذا لو نسي، أو كان جاهلاً بالحكم صلاته صحيحة؛ لأن الفاتحة في حق المأموم واجبة، تسقط بالسهو والجهل.
بخلاف الإمام والمنفرد فإنها ركن في حقهما لابد منها، ولا تسقط لا بالسهو ولا بالجهل لابد منها.
أما المأموم فإنها تسقط عنه بالسهو وبالجهل.
وهكذا لو لم يدرك القيام جاء والإمام راكع سقطت عنه، عند جمهور أهل العلم وأجزأته الركعة.
الجواب: الصواب: أنه يقول: السلام عليك أيها النبي في التشهدين، هكذا جاءت الأحاديث الصحيحة من تعليم النبي صلى الله عليه وسلم للأمة، علم الصحابة هكذا.
وروي عن بعض الصحابة أنهم كانوا يستعملون النوع الثاني -السلام على النبي- بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ولكن هذا جائز، واجتهاد لبعض الصحابة، وليس بلازم.
لكن لو فعله الإنسان صح، لكن كونه يأتي بالألفاظ التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم أمته وهو يعلم أنه سيموت ولم يقل لهم: إذا مت فغيروا، ويعلم أنهم يغيبون عن المدينة ويقرءون الصلاة في بلاد بعيدة، ولم يقل لهم إذا كنتم بعيدين غائبين أو بعد موتي غيروا.
فدل ذلك على أن هذا اللفظ باقي، السلام عليك أيها النبي، في حياته، وفي حضرته، وفي غيبته، وبعد الموت، هذا هو الصواب، وهذا هو الذي ثبت في الأحاديث الصحيحة عن ابن مسعود وعن غيره رضي الله عن الجميع.
الجواب: السنة رفع الإصبع في التشهد الأول والآخر، من أول التحيات إلى النهاية وإصبعه مرفوعة، يعني السبابة التي تلي الإبهام مرفوعة رفعاً غير كامل، إشارة للتوحيد.
هكذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه كان يشير بالسبابة في تشهده الأول والأخير) عليه الصلاة والسلام من أوله إلى النهاية.
أما التحريك فالأفضل أن يحركها عند الدعاء عند قوله: اللهم صل على محمد، وعند قوله: أعوذ بالله من عذاب جهنم، وعند قوله: اللهم اغفر لي، أو اللهم آتنا في الدنيا حسنة، أو اللهم أعني على ذكرك، يحرك عند الدعاء تحريكاً خفيفاً، هذا هو الأفضل، وأما كون الإصبع قائمة فهي قائمة من أول التشهد إلى آخره إشارة للتوحيد.
الجواب: الإيمان والإسلام إذا اجتمعا في آية أو حديث صار بينهما فرق، وإذا انفرد أحدهما عن الآخر دخل فيه الآخر.
ففي قوله عز وجل: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ [آل عمران:19] يدخل فيه الإيمان؛ لأن الإسلام إذا أطلق هو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، وهو أيضاً الشهادتان، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت، وهو أيضاً يدخل فيه الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله، وصدق الحديث، وإكرام الضيف، وإكرام الجار، وبر الوالدين، وصلة الرحم.. وغير هذا مما أمر الله به ورسوله، ويدخل في الإسلام أيضاً ترك ما نهى الله عنه ورسوله، ويدخل في الإسلام أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
يعني: مرتبة الإحسان هذا عند الإطلاق إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ [آل عمران:19] وهكذا قوله سبحانه: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا [المائدة:3] يدخل فيه الإيمان والإحسان عند الإطلاق، وهكذا قوله جل وعلا: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ [آل عمران:85] ، يدخل فيه الإيمان والإحسان، ويدخل فيه كل ما أمر الله به ورسوله، وترك كل ما نهى الله عنه ورسوله، كله داخل في الإسلام عند الإطلاق.
وهكذا الإيمان إذا أطلق، دخل فيه جميع الأوامر، وترك جميع النواهي، إذا جاء مطلقاً، مثل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ [النساء:136] ومثل قوله جل وعلا: فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا [التغابن:8] وهكذا ما أشبه من الآيات يدخل في ذلك جميع ما أمر الله به ورسوله، وترك ما نهى الله عنه ورسوله، وهكذا الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان) أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين، وهذا لفظ مسلم رحمه الله، فقوله: (الإيمان بضع وسبعون شعبة)، وفي اللفظ الآخر: (بضع وستون شعبة) يدخل فيه شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت، والجهاد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وترك جميع المعاصي، ويدخل فيه الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره.
يدخل فيه الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله، عما كان فيما مضى من الزمان، وعما يأتي في آخر الزمان.
ويدخل فيه ما أخبر الله به عن القيامة والجنة والنار والحساب والجزاء، كله داخل في قوله: (الإيمان بضع وسبعون شعبة).
أما إذا اجتمعا، فالإسلام هو الأعمال الظاهرة، والإيمان هو الأعمال الباطنة، كما في سؤال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان فإن جبرائيل أتى النبي صلى الله عليه وسلم في يوم من الأيام وهو جالس بين أصحابه في صورة إنسان غير معروف، وسأله عن الإسلام والإيمان والإحسان، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً، قال: أخبرني عن الإيمان، قال: الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسوله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، قال: أخبرني عن الإحسان، قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) .
وكان يصدقه كل ما أخبر به قال: صدقت، يصدقه جبرائيل عليه الصلاة والسلام، فالمقصود أنه أخبره عن الإسلام بالأعمال الظاهرة، وعن الإيمان بالأعمال القلبية، وعن الإحسان بشيء خاص من أعمال القلب، وهو (أن تعبد الله كأنك تراه): تشاهده، (فإن لم تكن تراه فإنه يراك) يعني: على اعتقاد واستحضار أنه يراك، ويشاهدك سبحانه وتعالى، وهذا أعلى مراتب الإسلام والإيمان.
أن تعبد الله كأنك تراه، وبهذا تعلم ويعلم كل من سمع هذه الكلمة، الفرق بين الإيمان والإسلام والإحسان عند الاجتماع.
وأن الإسلام إذا انفرد دخلت فيه أعمال الإيمان والإحسان، والإيمان إذا انفرد دخل فيه أعمال الإسلام والإحسان.
أما إذا اجتمعت الثلاثة، فالإسلام هو الأعمال الظاهرة، والإيمان هو أعمال القلب الباطنة، والإحسان هو عمل خاص من أعمال القلب، وهو (أن تعبد الله كأنك تراه .) الحديث، وفق الله الجميع.
الجواب: إذا التزم المؤمن بكل ما أمر الله به ورسوله هذا هو كمال الإيمان، وهذا من توفيق الله جل وعلا، فإذا التزم بطاعة الله ورسوله في كل ما أمر الله به ورسوله، والتزم بترك ما نهى الله عنه ورسوله وجاهد نفسه، وتاب إلى الله من سالف معاصيه، فهذا هو المؤمن حقاً، وهو المسلم حقاً.
فعليه أن يجتهد في ذلك ويلزم التوبة والاستقامة، ويسأل ربه التوفيق والإعانة، ويحذر مجالسة من يجره إلى ما حرم الله، يحرص على صحبة الأخيار.
ولا بأس بأن يضحك عند الحاجة والتبسم، النبي صلى الله عليه وسلم وهو سيد ولد آدم، وهو سيد المؤمنين وأفضلهم كان يضحك عند وجود أسباب، ويتبسم عند وجود أسباب، يتحدث مع أصحابه في الأشياء الطيبة، ويضاحكهم عليه الصلاة والسلام ويتبسم في كثير من الأوقات، ويسألهم عن أحوالهم، ويبدؤهم بالسلام، ويرد عليهم السلام، ويسألهم عن بعض الأمور الجاهلية للتنبيه على ما فيها من الشر والخطأ، ولما فيها من بعض العجائب.
فعليك أن تكون حسن الخلق مع إخوانك طيب الخلق، ولا بأس عليك بالضحك عند وجود أسباب أو التبسم، ولا بأس بالتحدث معهم فيما أباح الله أو فيما شرع الله.
ومع أهلك تحسن خلقك مع أهلك، تحدث معهم في الكلام الطيب والأشياء التي تتعلق بالبيت أو السواليف التي تتعلق بالأهل فيما لا يحرم من الأشياء المباحة، والأشياء التي تؤنسهم وليس فيها معصية.
لا تكن مكفهراً عنيفاً، سيئ الخلق، لا، هذا ما هو من الإسلام، هذا ما هو من الدين، من الدين أن تكون حسن الخلق .. طيب البشر .. حسن المقابلة.. طيب الكلام .. طيب المجالسة، هكذا ينبغي للمؤمن والمؤمنة.
الجواب: إذا تم العقد للرجل على امرأة عقداً شرعياً فإنها تكون محرمة على جميع ذريته وعلى أبيه وأجداده، ولو لم يدخل بها، سواء مات أو طلق؛ لقول الله جل وعلا: وَلا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ [النساء:22] هذا عام، نكاح العقد ونكاح الدخول، ولقوله جل وعلا: وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ [النساء:23] زوجات الأبناء الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ [النساء:23]، فحلائل الأبناء محرمات على الآباء، كما أن حلائل الآباء محرمة على الأبناء، على أبنائهم وأبناء أبنائهم، وأبناء بناتهم، وزوجات البنين محرمة على الآباء والأجداد، سواء كان الابن ابنك أو ابن بنتك.
وقوله: مِنْ أَصْلابِكُمْ [النساء:23] احترازاً من الأدعياء كانوا في الجاهلية يتبنون، بعض الناس يربونهم ويتبنونهم، هؤلاء ليسوا بأبناء وإن تبنوهم، وزوجاتهم غير محرمات.
والنبي صلى الله عليه وسلم تزوج زينب بنت جحش وقد طلقها زيد بن حارثة ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد تبناه في الجاهلية، ثم أمره الله أن يدعى لأبيه، فقال: ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ [الأحزاب:5]، وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم مطلقته زينب حتى يعلم الناس أنه لا حرج في تزوج مطلقات الأدعياء، الأبناء الأدعياء.
أما ابنك من الرضاعة، وابنك من النسب فزوجته حرام عليك، وزوجة أبيه من الرضاعة ومن النسب حرام عليه.
وهكذا زوجات أجدادك من النسب والرضاعة، وهكذا زوجات أبنائك من النسب والرضاعة، وأبناء بناتك كلهن محرمات، ولو لم يدخل الزوج بالزوجة، ولو لم يخل بها، ما دام تم العقد الشرعي كفى.
الجواب: يوسف عليه الصلاة والسلام أمر فتيانه أن يجعلوا نقود إخوته في متاعهم حتى يستعينوا بها على الرجوع للميرة بأخيهم الذي طلب أن يأتوا به فلما فتحوا متاعهم، المتاع: الأثاث الذي معهم، المزايد والخروج التي فيها حاجاتهم، يقال لها: متاع، وجدوا الدراهم معهم، فقالوا: (ما نبغي) ما لنا حجة، يعني: هذا معنا فلوس نستطيع نرجع ونشتري ميرة أخرى، ومع هذا نزداد كيل بعير إذا كان معنا أخونا، في إبل عاشر يكون عندهم عشرة أحمال.
فطلبوا من أبيهم أن يرسله معهم، ما دامت النقود موجودة، ويزدادون حمل بعير، هذا شيء فيه مصلحة، الدراهم موجودة، ووجود أخ معهم يحقق رغبة العزيز وهو يوسف عليه الصلاة والسلام، ومع هذا يزدادون كيل بعير، على ظنهم أنه يرجع معهم بحمل.
المقدم: جزاكم الله خيراً.
سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء: أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
الشيخ: نسأل الله ذلك.
المقدم: مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، شكراً لسماحته، وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر