إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (807)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    حكم من تزوج امرأة وهو لا يصلي فطلقها ثلاثاً ثم تاب وعاد إليها بعقد جديد

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.

    هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من المستمع الحميدي ، مقيم في الرياض السليمانية، أخونا له رسالة طويلة، وموضوع أطول يتعلق بالطلاق، يقول: تزوجت قبل خمسة أعوام، وكنت وقتها لا أصلي ولا أصوم ولا أقوم بأي فريضة أبداً، كنت على خلاف دائم مع زوجتي، قلت لها ذات يوم: أنت طالق، أمام أهلها، وحضرت في اليوم التالي وأخذتها إلى بيتي، ثم المرة الثانية أرسلت لها ورقة وقلت لها: أنت طالق، وبعد مرور ثلاثة أيام حضرت وأخذتها إلى بيتي، وبعد مرور تسعة أشهر قررت السفر للسعودية وأخبرت أهلها بطلاقها، ثم أخذوا عفشي من بيتي في غيابي مقابل أن أطلقها، المهم طلقتها تفادياً للمشاكل، وحضرت للسعودية والحمد لله استقمت وعرفت الكثير عن الإسلام، وبدأت الصلاة والصوم، وحجيت أكثر من مرة، وحفظت الكثير من كتاب الله، مكثت في السعودية سنتين ورجعت إلى بلدي وعقدت عقداً جديداً وبمهر جديد على زوجتي الأولى، لأنني سمعت من هذا البرنامج بأن الذي لا يصلي عقده باطل، لذا قلت: بأن زواجي من أوله باطل ولذلك عقدت عليها من جديد، أرجو إفادتي عن صحة ما فعلت؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه:

    إذا كان الواقع هو ما ذكرت في السؤال، وأنك حين تزوجتها وأنت لا تصلي وهي تصلي فإن العقد يكون غير صحيح، لأن ترك الصلاة كفر أكبر في أصح قولي العلماء، وإن لم يجحد الوجوب، أما من جحد وجوبها فإنه يكفر بإجماع المسلمين، وبذلك تبين بالطلقة الأولى ولا يلحقها ما بعدها، ويكون عقدك الجديد بعد التوبة إذا كانت هي تصلي يكون عقدك الجديد بعد التوبة صحيحاً والحمد لله، ونسأل الله أن يهديكما جميعاً، وأن يصلح حالكما جميعاً، ويكون قد مضى عليها طلقة وهي الطلقة الأولى، والطلقة الثانية وما بعدها لا تلحقها لكونها تصلي وأنت لا تصلي، فالعقد غير صحيح ولا يلحقها بسبب ذلك إلا طلقة، والعمدة على النكاح الجديد الذي بعد التوبة، نسأل الله لنا ولكم الثبات على الحق.

    1.   

    حكم خرق الأنف والأذن للمرأة من أجل تعليق الحلي

    السؤال: من إحدى الأخوات المستمعات من ليلى بالأفلاج رسالة تقول أم العنود ، لها أكثر من سؤال في أحد أسئلتها تقول: ما حكم خرق الأنف للنساء؟ وهل هو صحيح أم بدعة؟ وهل التي لم تفعل هذا تكون آثمة؟ نرجو أن توضحوا لنا الحكم جزاكم الله خيراً.

    الجواب: لا نعلم فيه بأساً، بل هذا من الحلي التي يستعملها النساء، خرق الأنف والأذن هذا مما يفعله النساء لاتخاذ الحلي، فلا حرج فيه إن شاء الله وليس بواجب.

    1.   

    حكم القيء للصائم

    السؤال: تقول: إنني في شهر رمضان استفرغت عشرة أيام، ولم أفطر، هل علي القضاء، أم لا؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: إن كان الاستفراغ باختيارك فعليك القضاء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من ذرعه القيء فلا قضاء عليه، ومن استقاء فعليه القضاء)، أما إذا كان غلبك ولم تختاري ذلك ولكن غلبك وخرج بغير اختيارك فليس عليك قضاء لهذا الحديث المذكور، أما إن كنت استفرغت أنت بنفسك اختياراً منك في الأيام العشرة فإنك تقضين، جميع الأيام، لأن الصوم بطل بذلك.

    1.   

    حكم الكحل وقص الأظافر للصائم في نهار رمضان

    السؤال: لها سؤال تقول: هل الكحل وقص الأظافر جائز في نهار رمضان، أم لا؟

    الجواب: قص الأظافر جائز لا شك به في رمضان وفي غيره، وكذلك نتف الإبط وحلق العانة، كله مشروع في رمضان وفي غيره.

    أما الكحل فبعض أهل العلم كره ذلك في النهار؛ لأنه قد ينساب إلى الحلق، والصحيح أنه لا يضر الصيام الكحل في النهار، لكن تركه وفعله بالليل يكون أحسن وأبعد عن الشبهة، وإلا فالصواب أن الكحل في رمضان لا يبطل الصوم.

    1.   

    حكم تأجير بعض الأدوات لاستخدامها في المناسبات والمآتم

    السؤال: من المستمع إسماعيل محمد موسى مقيم في مكة المكرمة رسالة يقول فيها: لنا في السودان أدوات تؤجر للمناسبات كمكبرات الصوت والكراسي والصيوانات ومفارش وكوش لجلوس العروسين يوم الزفاف، علماً بأن هذه الأشياء أحياناً تؤجر للمآتم والندوات الدينية والثقافية، فهل هذا يجوز، أم لا؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: تأجيرها في المناسبات المباحة والمشروعة لا بأس بذلك، إذا أجرها صاحبها لوليمة العرس التي ليس فيها منكر، أو لمناسبات أخرى ليس فيها منكر مباحة لا بأس، أما تأجيرها على قوم يفعلون فيها المنكر من إنشاد المآتم التي تعتبر بدعة كإيجاد الوليمة من أهل الميت إذا مات الميت هذا بدعة ومن عمل الجاهلية، كونهم يقيمون وليمة عند موت ميتهم هذا من البدع ومن أمر الجاهلية، يقول جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه: (كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام بعد الدفن من النياحة).

    فالمقصود: أن كون أهل الميت يعدون طعاماً للناس مأتماً وحزناً فهذا من عمل الجاهلية، لا يؤجر عليهم لا الكراسي ولا غيرها.

    وهكذا إذا كان يقام في الاحتفال أمور منكرة من الملاهي والعود والسينما وأشباه ذلك مما يعتبر محرماً فلا يجوز ذلك.

    فالخلاصة: أنها إن أجرت على من يستعملها في أمر مشروع أو مباح فلا بأس، وإن أجرت على من يستعمل فيها المنكر أو يستعملها في بدعة فلا يجوز.

    1.   

    حكم حلق اللحية أو الأخذ منها

    السؤال: له سؤال آخر يقول: ما حكم تصليح اللحية من قصها وتدويرها من أقصى الرقبة؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: اللحية يجب توفيرها وإرخاؤها وعدم قصها أو حلقها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (قصوا الشوارب وأعفوا اللحى، خالفوا المشركين) متفق على صحته، وفي لفظ آخر يقول صلى الله عليه وسلم: (قصوا الشوارب ووفروا اللحى، خالفوا المشركين) رواه البخاري في صحيحه رحمه الله، وفي لفظ آخر يقول صلى الله عليه وسلم: (جزوا الشوارب وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس ) رواه مسلم في صحيحه، فقوله صلى الله عليه وسلم: ( أرخوا ) وقوله: (وفروا) وقوله: (أعفوا) كل هذا يدل على أنه لا يجوز التعرض لها لا بقص ولا بحلق، بل يجب أن توفر على حالها وترخى وتعفى فلا يقص منها ولا يحلق منها ولا تحلق كلها، لا يجوز حلقها ولا قصها، بل يجب توفيرها وإرخاؤها وإبقاؤها.

    1.   

    أحكام صلاة الوتر

    السؤال: من المستمعة (س. أ. ع) من الأردن رسالة ضمنتها بعض الأسئلة في أحدها تقول:كيف نصلي صلاة الوتر؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: صلاة الوتر سنة سنها الرسول الله صلى الله عليه وسلم قولاً وفعلاً، كان يوتر من الليل عليه الصلاة والسلام وأرشد الناس إلى ذلك، فقال عليه الصلاة والسلام: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى) متفق على صحته، وقال عليه الصلاة والسلام: (الوتر حق، فمن أحب أن يوتر بخمس فليفعل، ومن أحب أن يوتر بثلاث فليفعل، ومن أحب أن يوتر بواحدة فليفعل).

    وكان صلى الله عليه وسلم يوتر كل ليلة، والغالب أنه كان يوتر بإحدى عشرة، يسلم من كل ثنتين ويوتر بواحدة، وربما أوتر بثلاث عشرة، وربما أوتر بتسع، وربما أوتر بأقل من ذلك.

    فالسنة للمؤمن والمؤمنة التهجد بالليل والإيتار في أول الليل أو في وسطه أو في آخره، والأفضل في آخر الليل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخر الليل فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل) رواه مسلم في صحيحه، وقال عليه الصلاة والسلام: (ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له حتى يطلع الفجر) متفق على صحته.

    وهذا النزول يليق بالله سبحانه وتعالى، لا يعلم كيفيته إلا هو سبحانه وتعالى، كالاستواء والضحك والرضا والغضب، كلها صفات تليق بالله لا يشابه فيها خلقه سبحانه وتعالى، يجب أن تمر كما جاءت من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، كما قال الله سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11]، وقال عز وجل: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص:4]، فليس نزوله كنزولنا، وليس غضبه كغضبنا، وليس ضحكه كضحكنا، وليس سمعه كأسماعنا وهكذا بقية الصفات، له الكمال المطلق سبحانه وتعالى في كل شيء، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11].

    فالإيتار في آخر الليل أفضل ولو بواحدة، لكن إذا أوتر بثلاث أو بخمس أو بأكثر فهو أفضل، يسلم من كل ثنتين ثم يوتر بواحدة، وإن أوتر في أول الليل قبل أن ينام فلا بأس إذا كان يخشى ألا يقوم، أو في وسط الليل كله حسن، لكن أفضل ذلك آخر الليل في الثلث الأخير، هذا هو الأفضل.

    1.   

    حكم صلاة المرأة وعليها طيب

    السؤال: تقول: هل يجوز أن أصلي وأنا متطيبة بالطيب؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: نعم، الصلاة بالطيب لا بأس بها، بل الطيب مشروع للمؤمن والمؤمنة، لكن المؤمنة تتطيب في بيتها وعند زوجها، وليس لها التطيب عند الخروج إلى الأسواق ولا إلى المساجد، أما المؤمن فيتطيب في بيته وفي أسواقه وفي المسجد الطيب مطلوب، وهو من سنة المرسلين، فإذا صلت المرأة في بيتها متطيبة بدهن العود أو الورد أو العنبر ونحو ذلك كله طيب لا شيء في ذلك ولا حرج في ذلك بل هو مطلوب، لكن لا تخرج بالطيب الذي يجد الناس رائحته، لا تخرج به إلى الأسواق ولا إلى المساجد؛ لأن الرسول نهى عن هذا عليه الصلاة والسلام.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (وإن منكم إلا واردها...)

    السؤال: من المستمع خالد إبراهيم من مكة المكرمة رسالة وضمنها بعض الأسئلة، في أحدها يقول: نرجو من سماحتكم أن تفسروا قوله تعالى: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا [مريم:71]، لأن بعض الناس يسيئون فهمها، فيعتقدون أن الناس كلهم سوف يدخلون النار، وكلهم سوف يحاسب بعمله فإن شاء الله أخرج من يشاء ويبقي من يشاء. جزاكم الله خيراً.

    الجواب: هذه الآية الكريمة فسرها النبي صلى الله عليه وسلم، وهي قوله عز وجل: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا [مريم:71] يعني: النار، كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا [مريم:71]، ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا [مريم:72]، فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بأن الورود المرور والعرض عليها، هذا هو الورود، يعني: مرور المسلمين عليها إلى الجنة ولا يضرهم ذلك، منهم من يمر كلمح البصر، ومنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كأجاود الخيل والركاب، تجري بهم أعمالهم ولا يدخلون النار، المؤمن لا يدخل النار، بل يمر مروراً لا يضره ذلك.

    فالصراط جسر على متن جهنم يمر عليه الناس، وقد يسقط بعض الناس لشدة معاصيه وكثرة معاصيه فيعاقب بقدر معاصيه، ثم يخرجه الله من النار إذا كان موحداً مؤمناً، وأما الكفار فلا يمرون بل يساقون إلى النار ويحشرون إليها نعوذ بالله من ذلك، لكن بعض العصاة الذين لم يعف الله عنهم قد يسقط بمعاصيه التي مات عليها ولم يتب كالزنا، وشرب المسكر، وعقوق الوالدين، وأكل الربا وأشباه ذلك من المعاصي الكبيرة، صاحبها تحت مشيئة الله، كما قال الله سبحانه: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48]، فهو سبحانه لا يغفر الشرك لمن مات عليه، ولكنه يغفر ما دون ذلك من المعاصي لمن يشاء سبحانه وتعالى، وبعض أهل المعاصي لا يغفر له يدخل النار، كما تواترت بذلك الأحاديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الكثيرة أن بعض العصاة يدخل النار، ويقيم فيها ما شاء الله، فقد تطول إقامته لكثرة معاصيه التي لم يتب منها وقد تقل، ويشفع النبي صلى الله عليه وسلم في العصاة عدة شفاعات، يحد الله له حداً فيخرجهم من النار فضلاً منه سبحانه وتعالى عليهم لأنهم ماتوا على التوحيد والإسلام لكن لهم معاصي لم يتوبوا منها، وهكذا تشفع الملائكة، ويشفع المؤمنون، ويشفع الأفراط، ويبقى أناس في النار من العصاة لا يخرجون بالشفاعة فيخرجهم الله جل وعلا فضلاً منه سبحانه وتعالى، يخرجهم من النار بفضله لأنهم ماتوا على التوحيد، ماتوا على الإسلام، لكن لهم معاص ماتوا عليها لم يتوبوا منها فعذبوا من أجلها، ثم بعد مضي المدة التي كتبها الله عليهم وبعد تطهيرهم بالنار يخرجهم الله من النار إلى الجنة فضلاً منه سبحانه وتعالى.

    وبما ذكرنا يتضح معنى الورود، وأن قوله سبحانه: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا [مريم:71] يعني: المرور فقط لأهل الإيمان، وأن بعض العصاة قد يسقط في النار، ولهذا في الحديث: (فناج مسلم ومكدس في النار)، فالمؤمن السليم ينجو وبعض العصاة كذلك، وبعض العصاة قد يخر ويسقط.

    1.   

    صفة العمرة لمن كان من أهل مكة وصحة إطلاق وصف الزائر عليه

    السؤال: يسأل ويقول: هل لأهل مكة عمرة؟ وإذا كان معنى العمرة عند علماء اللغة: الزيارة، وشرعاً: التعبد لله تعالى بأداء مناسك العمرة، فكيف يحدث هذا وهم من أهل مكة؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: العمرة هي الزيارة بالنسبة إلى الغريب، أما أهل مكة فالعمرة لهم هي الطواف والسعي والتقصير، وهي نوع من الزيارة بخروجه إلى الحل ثم رجوعه، لكن المقصود منها في حق أهل مكة هذا العمل العظيم وهو الطواف والسعي والتقصير، فلهم عمرة يخرجون إلى الحل التنعيم أو عرفات أو الجعرانة أو جدة ويحرمون بالعمرة، ثم يدخلون ويطوفون ويسعون ويقصرون وتسمى عمرة، وإن كان أصلها الزيارة بالنسبة إلى الغريب لكنها عمل عظيم، الطواف والسعي والتقصير أو الحلق هذه عبادة عظيمة فيها الطواف بالبيت وفيها السعي بين الصفا والمروة، فهي عمرة لهم وإن كانوا من أهل مكة، وليس لهم زيارة لأنهم قريبون من مكة إذا خرجوا إلى التنعيم، ليسوا بعيدين وليس سفراً، فلا تتحقق في حقهم أنها زيارة، لكن فيها العمل الصالح، فيها الطواف والسعي، ولكنها تسمى زيارة بالنسبة إلى الغرباء.

    وقد اعتمرت عائشة من مكة رضي الله عنها، لما حلت من حجها أعمرها النبي صلى الله عليه وسلم إلى التنعيم، وهي في هذه الحال مكية مقيمة في مكة ومع هذا اعتمرت من التنعيم رضي الله عنها بدلاً من عمرتها التي دخلت بها إلى مكة من المدينة، لأنها دخلت مكة وهي حائض، فلم تطف ولم تسع قبل الحج، وأحرمت بالحج مع العمرة صارت قارنة، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (طوافك بالبيت وبين الصفا والمروة يكفيك لحجك وعمرتك)، لأنها صارت قارنة، فطلبت منه عمرة مستقلة، فوافق على ذلك عليه الصلاة والسلام، وأمر أخاها عبد الرحمن أن يعمرها من التنعيم عمرة مستقلة كصواحباتها من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فإنهم اعتمروا عمرة مستقلة، دخلوا بها مكة من المدينة، فطافوا وسعوا وقصروا وحلوا، فأحبت أن تفعل مثلهم .. عمرة مستقلة فأقرها النبي صلى الله عليه وسلم وأمر أخاها عبد الرحمن أن يذهب بها إلى التنعيم فاعتمرت بعد الحج.

    فدل ذلك على أنه لا بأس بخروج المكي إلى التنعيم أو غيره من الحل لأخذ العمرة، فالعمرة عمل صالح وقربة إلى الله عز وجل.

    1.   

    الغسل المباح وإجزاؤه عن الوضوء

    السؤال: يسأل ويقول: هل الاغتسال غير الغسل من الجنابة يجزئ عن الوضوء؟

    الجواب: لا يجزئ عن الوضوء، لا بد من الوضوء المرتب، أما في الجنابة إذا اغتسل للجنابة ونواهما فإنه يجزئ عند جمع من أهل العلم، والأفضل أن يتوضأ حتى في الجنابة، يتوضأ ثم يكمل غسله، هذا هو الأفضل.

    كان النبي صلى الله عليه وسلم في غسله من الجنابة يستنجي ثم يتوضأ وضوء الصلاة ثم يفرغ الماء على رأسه ثلاثاً ثم على بدنه، هذا هو السنة وهذا هو الأفضل.

    1.   

    حكم تأخير المريض الصلاة حتى يخرج وقتها

    السؤال: من عدن المستمعة راقية إبراهيم لها رسالة، وضمنتها بعض الأسئلة، في أحدها تقول: أنا أعاني من الربو ومن حساسية في الأنف مما يضطرني إلى تعاطي دواء للنوم في كل ليلة، وخاصة في أيام الشتاء، الأمر الذي يعيقني عن القيام لصلاة الصبح في وقتها، حيث أؤديها قضاءً مع صلاة الضحى، فهل يجوز ذلك؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: لا يجوز ذلك، يجب عليك أن تصلي في الوقت على أي حالة تستطيعينها، ولا يجوز تأخير الصلاة إلى بعد طلوع الشمس، بل يجب أن تصلي في الوقت قائمة إن قدرت، فإن عجزت صلي قاعدة، فإن عجزت تصلين على جنب، فإن عجزت فصلي مستلقية، هكذا يجب على المؤمن والمؤمنة عند وجود المرض، قد اشتكى عمران بن حصين رضي الله عنهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم مرضاً يجده، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (صل قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب، فإن لم تستطع فمستلقياً)، والله يقول سبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]، فالواجب عليك أن تصلي على حسب الطاقة، في الوقت قبل طلوع الشمس، والأفضل التبكير بها بغلس عند اختلاط الصبح بظلمة الليل، على حسب القدرة فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16] إن استطعت أن تصلي قائمة صلي قائمة، وإن عجزت صلي قاعدة، وإن عجزت فصلي على جنب، والجنب الأيمن أفضل إذا تيسر، فإن عجزت فصلي مستلقية والحمد لله.

    1.   

    حكم إزالة المرأة ما نبت على ذراعيها من الشعر

    السؤال: تقول: إذا كان في ذراعي المرأة شعر، فهل يجوز إزالته بالموس؟

    الجواب: لا حرج في ذلك، بالموس أو غيره من الأدوية.. الذراع أو الساق أو الفخذ.. كما تزال العانة بالدواء.

    1.   

    صفة صلاة المريض وطهارته

    السؤال: من أحد الإخوة المستمعين وهو خالد شكر محمود رسالة وضمنها بعض الأسئلة، يقول: إنني كنت أصلي وأصوم والحمد لله، وأقرأ القرآن، ولكن الآن تركت الصلاة منذ ثلاثة أعوام، والسبب أنني أصبت بإصابة شلل أطرافي السفلى، ونسبة العجز مائة في المائة، ولا أستطيع أن أصلي، وليس هناك من يعينني، فبماذا توجهونني؟ جزاكم الله خيراً، علماً بأني أشرب في كل ساعتين نصف لتر من الماء حسب توجيه الطبيب، جزاكم الله خيراً.

    الجواب: عليك أن تصلي حسب طاقتك، يقول الله سبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]، ويقول سبحانه: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (صل قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب، فإن لم تستطع فمستلقياً)، وعليك الوضوء بواسطة من يعينك على ذلك إذا تيسر ذلك، فإن عجزت عن الماء فالتيمم، فإذا كانت يداك لا تستطيع بهما التيمم فعليك أن تستعين بغيرك من زوجة أو غيرها حتى توضئك بالماء إن تيسر وإلا فالتيمم بالتراب، تمسح وجهك وكفيك بالتراب، بالنية عنك تأمرها بذلك أنت تنوي وهي تفعل، أو خادم أو ولد أو أخ تستعين بمن يتيسر من الناس حتى يقرب لك الماء إن استطعت الماء، فإن لم تستطع فالتيمم.

    أما الخارج من السبيلين فإن تيسر بالماء تزيله بالماء، وإن لم يتيسر فبالاستجمار بالحجارة أو اللبن أو بالمناديل، تزيل الأذى من الدبر ومن الذكر بالمنديل أو بالحجر أو نحوهما ثلاث مرات، تكرر ثلاث مرات أو أكثر حتى يزول أثر الغائط وأثر البول ثلاث مرات أو أكثر.

    المقدم: جزاكم الله خيراً.

    سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

    الشيخ: نرجو ذلك.

    المقدم: اللهم آمين.

    مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    شكراً لسماحته وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    767946891