إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (853)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.

    هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج: نور على الدرب.

    رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ ونبدأ على بركة الله في استعراض بعض من رسائل السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====

    السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين يقول: (ع. م. أ. الكناني ) من القنفذة.

    أخونا رسالته مطولة في الواقع ملخصها سماحة الشيخ: أن والده بدأ ينازعه على راتبه وهو أب لأسرة تتكون من أربعة أشخاص، ويقول: إنه دفع نصف المرتب لوالده، إلا أن الوالد لم يرض بذلك؛ نظراً لأن الوالد نفسه يعول أسرة كبيرة فيها تسعة أنفس، ويرجو من سماحة الشيخ التوجيه؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد: فقد دل كتاب الله العزيز وسنة رسوله الأمين عليه الصلاة والسلام على عظم شأن الوالدين وعلى عظم حقهما وعلى وجوب برهما، فالواجب على الولد أن يحرص على بر الوالدين، وأن يخصهما بمزيد عناية؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [الإسراء:23] الآية، وفي معناها آيات أخرى، وقال جل وعلا: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ [لقمان:14]، وقال النبي عليه الصلاة والسلام: (إن أطيب ما أكلتم من كسبكم، وإن أولادكم من كسبكم)، (وجاءه رجل يشتكي أن أباه اجتاح ماله، فقال: أنت ومالك لأبيك)، فالواجب عليك أن تتحرى ما يرضي والدك وأن تحرص على إقناعه بالأسلوب الحسن والعبارات اللطيفة، فتدع لولدك وأهل بيتك ما يكفيهم، وتعطيه ما يعينه على نفقة عائلته، وبذلك يحصل لك الأجر العظيم وبر والدك، أما إن كان النصف الذي يبقى لك لا يكفي حاجتك أو لا يزيد عن حاجتك فلا يلزمك: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]، وقد دل على هذا قوله صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار)، حق الوالدين عظيم، ولكن لا ضرر ولا ضرار، إذا كان الباقي من راتبك بقدر حاجتك من دون إسراف ولا تبذير فلا يلزمك أن تعطيه الزيادة، لكن تعتذر إليه بالعبارات الحسنة وبالأساليب الطيبة، أو توسط بعض أقاربك حتى يعتذروا عنك وحتى يرضوه عنك، هذا هو الذي ينبغي لك في هذه المسألة، أما إن كان عندك قدرة على الزيادة وأن تخفض النصف وتعطيه زيادة على النصف وأن هذا يكفيك ويكفي من تحت يدك، حاجة متوسطة ليس فيها إسراف ولا تبذير فافعل ذلك.

    والخلاصة: أنك تجتهد في إرضاء والدك، لكن من دون ضرر عليك وعلى أهل بيتك؛ لأن عليك حقاً لزوجتك وأهل بيتك أولادك، وعليك حق لوالدك، فإذا جاء الضرر قدمت حاجة نفسك وحاجة ولدك، وليس لوالدك إلا ما فضل وزاد على هذا، لما تقدم من قوله صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار)، ولقوله صلى الله عليه وسلم: (ابدأ بنفسك ثم من تعول)، فأنت تبدأ بنفسك وأبوك ممن تعول، فتبدأ بنفسك وأهل بيتك، ثم تعطي والدك ما زاد مما يسد حاجته ويعينه على نفقة عياله، يسر الله أمرك وأعانك وبارك لك وعليك وأغنى والدك.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088532569

    عدد مرات الحفظ

    777170281