إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (889)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج: نور على الدرب.

    رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ, ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين, فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز.

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من الجماهيرية الليبية, وباعثها أحد الإخوة من هناك يقول: علي جاب الله الريشي , أخونا يسأل سؤالين، في سؤاله الأول يقول: منذ ولادتي حتى سن الخامسة عشرة لم أؤد فرض الصلاة, ولكن الآن فإني مواظب على الصلاة منذ سبعين سنة، وقد قضيت عن المدة التي فاتتني, غير أن سادتنا العلماء قالوا: إن ذلك لا ينفع، أرشدوني أثابكم الله؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فالحمد لله الذي من عليك بالاستقامة حتى أتممت هذه المدة الطويلة وأنت تحافظ على الصلاة، أما ما تركته من الصلوات قبل إكمال خمسة عشر سنة، فهذا فيه تفصيل: فإن كنت قد بلغت الحلم بإكمال الخمسة عشر سنة، أو بإنبات الشعر الخشن حول الفرج وهو الشعرة، أو بإنزال المني عن احتلام أو تفخيذ أو نظر ونحو ذلك، فأنت بهذا قد بلغت الحلم، والذي تركته من الصلوات بعد ذلك معفو عنه إذا كنت قد تبت إلى الله من ذلك وندمت، فالتوبة تجب ما قبلها، فإذا كنت تبت إلى الله وندمت على ما قصرت فيه من ترك الصلاة وعزمت ألا تعود ثم استمررت في ذلك كما ذكرت فالحمد لله, وكل ما تركته من ذلك قد محي عنك بالتوبة، فالتوبة تجب ما قبلها، كما قاله النبي عليه الصلاة والسلام: (الإسلام يهدم ما كان قبله, والتوبة تجب ما كان قبلها)، يعني: تمحو ما كان قبلها. والذي قال لك من العلماء: إن التوبة لا تنفع، هذا كلام باطل غلط, وليس هذا من العلماء، فالتوبة يمحو الله بها الكفر ويمحو الله بها جميع الذنوب.

    أما إن كنت لم تبلغ بأن تبت إلى الله واستقمت على الصلاة قبل كمال خمسة عشر سنة، ولم يكن سبق منك إنزال ولا إنبات قبل خمسة عشر سنة فأنت في حكم الأطفال، وليس عليك صلاة واجبة؛ لأن الصلاة إنما تجب ببلوغ الحلم، فإذا كنت لم تبلغ حين تركت الصلوات فليس عليك شيء؛ لأنك غير مكلف بها تكليف الوجوب, وإن كنت مأموراً بها وعلى وليك أن يأمرك بها ويضربك إذا تركتها, لكنها لا تجب عليك وجوب المكلفين، لا، وإنما يشرع لك فعلها والمحافظة عليها, ويجب عليك أن تعتاد ذلك، وعلى وليك أن يحاسبك عن ذلك، لكن لو تركت منها شيئاً قبل البلوغ فلا شيء عليك، لا قضاء ولا توبة؛ لأنك حينئذ لست من أهل التكليف، إنما التكليف بعد بلوغ الحلم، فاحمد الله على ما من به عليك من التوبة, واطمئن واعلم أنك بحمد الله على خير, وأن توبتك عما تركته من الصلوات قبل الخمسة عشر سنة، سواء كنت قد بلغت أو لم تبلغ فهو معفو عنك وممحي عنك بالتوبة، التوبة يمحو الله بها ما قبلها من الذنوب، كما قال الله سبحانه: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لـعائشة : (يا عائشة ! التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، فنسأل الله أن يمن علينا وعليك وعلى جميع المسلمين بالتوبة النصوح، وأن يتقبل منا ومنكم ومن كل مسلم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088567557

    عدد مرات الحفظ

    777372408