السؤال: أختنا تسأل وتقول: لماذا الأحكام في الإسلام على المرأة مشددة ومع ذلك فإن أكثر أهل النار من النساء؟
الجواب: ليست الأحكام مشددة في حقها بل هي مسامحة في أشياء، المرأة مسامحة في أشياء، إذا حاضت لا تصلي ولا تصوم حتى تطهر، وإذا طهرت بقي عليها الصوم فقط والصلاة تسقط عنها، والعقيقة لا يجب لها إلا واحدة، وعن الذكر ثنتين -في العقيقة- أين التشديد؟! بل فيه التسامح، وديتها خمسون، هذا من التسامح وليس من التشديد ديتها نصف دية الرجل، خمسون من الإبل، هذا من التسامح وليس من التشديد، وهي مأمورة أيضاً بطاعة زوجها والاستقامة على طاعة ربها سبحانه وتعالى، والبقاء في البيت والبعد عما حرم الله عليها، كل هذا من تسهيل الله عليها وتيسيره، ما كلفها بأشياء تؤذيها وتضرها، ما كلفها بأن تخرج تعمل مع الرجال.. تنفق على زوجها، الزوج هو الذي ينفق عليها، هذا من خدمة زوجها لها ومن إكرام الله لها، فالله يسر عليها ولم يشدد سبحانه وتعالى بل يسر عليها وأكرمها وجعل الزوج هو الذي يخدم ويعمل ويكدح وينفق عليها ويقوم بحاجاتها، وهي تقوم في البيت بحال البيت وحال الأولاد، وتهيئ ما يلزم الزوج من طعام وغيره، فهي في الحقيقة مخدومة وخادمة، تخدم زوجها في حدود طاقتها وما شرع الله لها، والزوج يخدمها في تعب كبير، يذهب ويكدح ويعمل ويخاطر لطلب الرزق حتى ينفق عليها وعلى أولادها.
أما كون النساء أكثر أهل النار كما قاله النبي صلى الله عليه وسلم، فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، قال في خطبته قال: (يا معشر النساء! تصدقن وأكثرن الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار. فقالت امرأة: ولم يا رسول الله؟ قال: لأنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير -يعني: الزوج- لو أحسن إلى إحداكن الدهر ثم رأت منه شيئاً قالت: ما رأيت منك خيراً قط) فهذا عبارة عن الأكثر، وهذا مشاهد نعرف هذا ويعرفه الناس أن المرأة إذا رأت من زوجها ما يكدرها نسيت إحسانه الأول وقالت: أنت الذي فيك كذا، ولا رأيت منك كذا ولا رأيت منك كذا، إلا من هداه الله منهن، واللعن والكذب فيهن كثير، والسب للأزواج وللأولاد وللناس، ولذا قال: (تكثرن اللعن) يعني: الشتم والسب والكلام السيئ، اللعن: يطلق على الكلام السيئ ولو ما فيه: لعن الله فلان، كما قال الله في القرآن:
وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ
[الإسراء:60] وهي مذمومة في القرآن، ذمها الله وعابها، قال:
إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ
[الدخان:43-45]، فذمها، فسمى هذا لعناً، فالذم للشيء وسبه بالكلام الذي ما هو بزين، مثل: أخزاه الله، مثل: ما فيه خير، مثل: فلان بخيل، فلان جبان، كل هذا يسمى سباً، ولو ما قال: لعنه الله، يسمى: سباً.
فالمقصود: أنهن يكثرن اللعن، يعني: يكثرن الكلام السيئ والأذى مع الزوج ومع الأولاد، وربما فعلت ذلك مع الأقارب ومع الجيران، والغالب أن هذا من الجهل وقلة الدين وضعفه ولكن فيهن خيرات طيبات.