إسلام ويب

على سرير الموتللشيخ : سلمان العودة

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الموت حقيقة سيردها كل إنسان، والحياة محطة للتزود من الخير أو الشر، والعاقل من عمل لآخرته وسعى من أجل دينه، وفارق الدنيا خفيف الحمل من الذنوب. وفي هذه المحاضرة تجد تذكيراً بحقيقة الموت، وبعض الجوانب المطلوبة لذلك.
    الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذا هو الدرس السابع والثلاثون من سلسلة الدروس العلمية العامة، ينعقد في هذه الليلة ليلة الإثنين (16) من شهر صفر لعام ألف وأربعمائة واثني عشر للهجرة.

    وقد أسلفت القول لكم عن عنوان حديثي إليكم في هذه الليلة " على سرير المـوت ".

    ماذا عن الأسئلة

    لقد ذهبت معي في المجلس السابق بعدد كبير من أسئلتكم، وتصفحت هذه الأسئلة وقرأتها أكثر من مرة، ويعلم الله أنني كنت مسروراً من قراءتها، فقد قرأت في معظم هذه الأسئلة، وجلها إن لم يكن في كلها قلوباً تخفق بحب الإسلام، وعقولاً تفكر فيه، بل وألسنة تلهج بذكره وتعبر عنه، ولاشك أن ثمة عبارات كثيرة كتبها الإخوة تحمل مضامين أكبر من تلك الكلمات، فكم كان سروري عظيماً وأنا أقرأ هذه الأسئلة فأجدها معبرة بدرجة كبيرة من الوعي، ومستوى رفيع من الإدراك، فضلاً عن جودة اللغة وحسن العبارة، فالحمد لله رب العالمين أن تكون هذه الأمة -على الأقل- بدأت تفكر تفكيراً سليماً، وبدأت تتلمس طريقها وتبحث عنه، إن الفرح يتجدد كلما قرأ الإنسان سؤالاً يقول: ما هو دوري! ما واجبي! ماذا افعل؟ إلى غير ذلك.

    طلب موضوعات تتعلق بالنساء

    كما أن عدداً من الأخوات كتبن اقتراحات أو طلبن موضوعات تتعلق بالمرأة، والحق يقال: أننا مقصرون في الموضوعات المتعلقة بالمرأة في هذه الدروس، وسبب التقصير ربما عدم معرفتنا تماماً بما يجري في أوساط النساء، فنحن بحاجة إلى أن يكتب إلينا عما يدور عن الأخطاء والانحرافات الموجودة في أوساط المرأة سواء في المجالس أم المدارس أم المجتمعات أم غيرها، حتى يكون علاجها على بينة وعلى بصيرة، وأنا في انتظار مثل هذه الأمور لمعالجة هذه الموضوعات.

    قصيدة للشاعر عمر أبو ريشة

    قصيدة فلسطين

    كما أنني بالمناسبة أيضاً أود أن أشرككم معي في مطلع هذا الدرس المبارك في قصيدة بعث بها أحد الشباب من قوله لا من منقوله، ومن إنشائه، وهي قصيدة رائعة المعنى قوية السبك والمبني وقد أخذتني أبياتها وعباراتها فأحب أن أشرككم معي في تذوق هذه القصيدة لن أقرأها لكنني سأقرأ منها أبياتاً، وإنما قالها يخاطب فيها فلسطين البلد الإسلامي الذي يحتله اليهود ولعل ذلك بمناسبة ما يقال حول السلام، والمسلم بكل حال يشتاق إلى الشهادة في سبيل الله وأن يراق دمه دفاعاً عن الإسلام وبلاد الإسلام وأعراض المسلمات، وقد جعل الأخ الكريم لها عنوان فلسطين:

    خذي القلب مني مزقيه وقطعي          خذي الدمع إني قد وهبتك أدمعي

    خذي الروح إن الروح تشتاق للقا     تكاد تطير الآن من بين أضلعي

    خذي الليل والأحزان واليأس والرجا     خذي كل ألحاني وغني ورجعي

    خذي العشق يبكي في حروف قصائدي     خذيه وضميه إلى الصدر واهجعي

    خذي كل ما شئت ولا تترددي      خذي كل ما عندي خذي كل ما معي

    فلسطين قام القلب يشكو مصابه      بك فتعالي يا فلسطين واسمعي

    وأصغي لما قال الفؤاد فإنـــه      إذا ما وعى شيئا يقول الذي يعي

    فلسطين ما أقسى الخطوب تجمعت      تدوس على القلب الضعيف المزعزع

    وتسلب منه الأمن والحب والمنى     وتلقيه في قيد من البؤس مفزع

    فلسطين جاءوا للسلام كأنهم      يقولون قومي يا فلسطين ودعي

    فلسطين لا حي الإله سلامهم      إذا كان يعطيهم بلادي وأربعي

    إذا كان يهدي لليهود منازلي     ويمنحهم بيتي وحقلي ومصنعي

    فلسطين لا حي الإله سلامهم     فقد أخذوا أرضي وروضي ومرتعي

    إلى آخر تلك القصيدة الطويلة فبارك الله في قلب ولسان هذا الشاعر الناشئ المبدع.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3089105607

    عدد مرات الحفظ

    781737687