أما بعــد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في هذه الليلة -وهي ليلة الأحد السابع من شهر رمضان، من هذا العام عام (1413هـ)- تكتمل اللقاءات المتفق على عقدها في هذا المجلس، وسوف ننتقل بعد غدٍ -إن شاء الله تعالى- إلى مسجد الشيخ عبد الله الجاسر لإكمال هذه الدروس في ليلة الثلاثاء، وقد كنت تحدثت في أول ليلة، كلمة قصيرة بعنوان: (
أما اليوم، فلي حديثٌ إليكم وإلى الأخوات الكريمات بعنوان: (
إذاً: لفعلت خيراً كثيراً، ولكفَّت عن الناس شراً كثيراً، ولكفتهم مئونة عظيمة، ولكن إلى الله المشتكى، فإن وسائل الإعلام ليست إيجابية بل هي على النقيض من ذلك، فهي تعمل على هدم ما يبنيه المسجد وما يؤسسه الداعية وما يصنعه الكتاب أو الشريط وكما قيل:
متى يبلغ البنيان يوماً تمامه إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم< |
لقد جاء في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يهنئ أصحابه بقدوم رمضان، ولكن هذا الحديث لا يصح.
وجاء -أيضاً- عن السلف رضي الله عنهم أنهم كانوا يهنئ بعضهم بعضاً ستة أشهر على قدوم رمضان، ويعزي بعضهم بعضاً ستة أشهر على فواته، وهذا كذبٌ على السلف رضي الله عنهم، إذ لو فعلوا ذلك لاشتهر ونقل، ولم يكن هذا من عادتهم وديدنهم قطعاً.
فما هو حكم التهنئة بشهر رمضان؟
الأظهر أن هذا من قبيل المباحات والعادات، فإذا هنأ الناس بعضهم بعضاً فلا حرج في ذلك، ومن هنأ فإنه يرد، فإذا قيل له: تقبل الله منا ومنكم، فإنه يدعو بنحو هذا الدعاء، أو يقول: نسأل الله لنا ولكم القبول، أو جعله الله علينا وعليكم شهر خيرٍ وبركة، أو ما أشبه ذلك من العبارات والألفاظ التي هي داخلةٌ في المباحات، فهي من العادات، وليست من العبادات، ولهذا لم يثبت في الشرع: أنه يستحب أن يهنئ الناس بعضهم بعضاً بقدوم رمضان، ولكنه أمرٌ مباح، ولهذا كان الإمام أحمد رحمه الله تعالى إذا هنأه أحدٌ بالشهر رد عليه، وإلا لم يبتدئه هو بالتهنئة، وهكذا هو الحال، وهذا الأقرب والأوجه، والله تعالى أعلم.
أما ما شاع عند النساء أنها إذا حاضت قبل الإفطار، أو إذا حاضت قبل صلاة المغرب أو إذا حاضت قبل صلاة العشاء أو إذا حاضت قبل أن تفطر وبعد أن أذن المؤذن وغربت الشمس أن عليها أن تعيد صومها فهذا باطل، بل صومها صحيح ما دام أن الشمس غابت وهي طاهرة لم تحض.
ومثل ذلك -أيضاً- أن كثيراً من النساء، خاصةً من كبيرات السن تظن أنه لا يجوز أن تصلي إلا إذا صلى الإمام في المسجد، سواء صلاة الفجر أو غيرها، فتعتقد كثيرٌ من النساء أنه لا يجزئها أن تصلي إلا بعد أن تصلي الجماعة في المسجد، والصواب أنه إذا دخل الوقت جاز للإنسان أن يصلي، قال تعالى: إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً [النساء:103]. وذكر النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه أن جبريل جاءه، فأمه -في مكة- في أول الوقت وفي آخره، والحديث صحيح، وكذلك صلى النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه في أول الوقت وفي آخره وبين لهم المواقيت بقوله وفعله، فإذا دخل الوقت جاز للإنسان أن يصلي.
فالمرأة إذا أذن المؤذن لصلاة الفجر وكان مؤذناً مأموناً جاز لها أن تصلي الفجر، فتصلي الراتبة -راتبة الفجر- ركعتين، ثم تصلي بعد ذلك صلاة الفجر، سواء كان المسجد المجاور لها قد صلى الفجر، أو لم يصل، تأخر أو لم يتأخر، فلا علاقة لصلاة المرأة بصلاة المسجد المجاور لها ولا غيره.
أما إذا كان الإنسان يريد أن يسافر في الطائرة -وهذا مما يكثر السؤال عنه- فإذا كان قد حجز على طائرة معينة -حجزاً مؤكداً للسفر- وكان المطار خارج البلد -كما هو الحال في القصيم أو في الرياض أو في غيرها من البلاد التي يكون المطار فيها خارج المدينة- فإنه إذا خرج من المدينة إلى المطار بنية السفر، وهو حاجز فإنه يجوز له أن يتمتع برخص السفر حينئذٍ: من الفطر والقصر وغير ذلك.
أما إذا كان لم يحجز، وإنما ذهب لعله أن يجد رحلة يدركها فيسافر عليها، ويحتمل ألا يدرك، فإنه حينئذٍ لا يفطر ولا يقصر وليس مسافراً ما دام أن المطار ليس مسافة قصر، وجميع المطارات الموجودة في داخل هذه البلاد لا تعد مسافة قصر فإنها لا تتجاوز -في الأعم الأغلب- عشرين أو ثلاثين كيلو متراً والإنسان لا يذهب إليها بنية السفر إليها، ولكن يذهب بنية السفر منها إلى غيرها من البلاد.
إذاً: الخلاصة فيما يتعلق بالمسافر على الطائرة: أنه إذا كان قد حجز على الطائرة، وكان المطار خارج المدينة، فإذا خرج عن المدينة جاز له أن يتمتع برخص السفر، أما إذا لم يحجز فإنه لا يفطر ولا يقصر، ولا يجمع؛ لاحتمال ألا يتمكن من السفر فيعود إلى بلده.
إذاً لا يضر الإنسان -رجلاً كان أو امرأة- أن يؤخر الغسل إلى بعد طلوع الفجر ولو متعمداً، فإن هذا لا يضر ولا حرج فيه، ولا بأس عليه في ذلك وصومه صحيح.
وهناك سؤالٌ تسأل عنه بعض النساء، تقول: إنها لم تغتسل من الجنابة إلا بعد طلوع الشمس فما حكم صومها؟ فنقول أيضاً: صومها صحيح؛ لأن الصوم لا علاقة له بالطهارة، فصومها صحيح ولو كانت جُنباً -ومن المعلوم أن الحائض والنفساء لا تصوم، فالحيض والنفاس من مفسدات الصيام، إنما لو كانت جنباً أو غير متوضئة- فإن هذا لا يؤثر في الصيام، ولكن يرد سؤال: لماذا أخرتِ صلاة الفجر إلى ما بعد طلوع الشمس؟ إن كان التأخير لعذر مثل أن تكون نامت من غير تفريط، ولم تستيقظ إلا بعد طلوع الشمس، فلا حرج عليها، وفي الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم: {من نام عن صلاةٍ أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك } وفي الحديث الأخر أيضاً في قصة الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك -مرجعه من غزوة تبوك- أنه لم يستيقظ هو وأصحابه إلا من حر الشمس، ثم قال: {هذا مكانٌ قد حضرنا فيه الشيطان، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم مؤذنه، فأذن بالرحيل، ثم توضأ وصلى بأصحابه بعد ما طلعت الشمس }.
إذاً إن كان تأخير الصلاة إلى بعد طلوع الشمس لعذر كالنوم أو نحوه، فلا حرج في ذلك، أما إن كان التأخير لتفريط فهو ذنبٌ عظيم وخطرٌ جسيم، بل هو من كبائر الذنوب، أن يؤخر الإنسان الصلاة إلى أن يخرج وقتها، فعليه أن يصحح توبته حينئذٍ وألا يعود إلى مثلها: يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [النور:17].
والخلاصة أن الإنسان إذا أدركه الفجر وهو جنب فصومه صحيح، وعليه أن يغتسل للصلاة، أما الصوم فلا يضره ألا يكون وقع كله في حالة طهارة من الحدث الأكبر أو الأصغر، فالصوم لا تعلق له بالطهارة كما أسلفت.
فأقول: الاحتلام -وهو أن يقع من الإنسان وهو نائم ما يوجب الغسل- ليس من مفسدات الصيام، ولا يضر الصيام أبداً، بل عليه أن يغتسل للصلاة، ولا يضر الصيام أن يكون وقع الاحتلام في نهار رمضان.
فما يتناقله البعض أو يظنونه من أن الاحتلام من مفسدات الصيام فهذا باطل وخطأ.
أما الذي هو من مفسدات الصيام، فهو الجماع في نهار رمضان، فإنه من مفسدات الصيام والمفطرات بالإجماع، كما قال الله تعالى: فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ [البقرة:187] يعني النساء: وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ [البقرة:187] فدل على أن المباشرة -وهي إتيان النساء- والأكل والشرب تفعل في الليل إلى أجلٍ، وهو أن يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، ثم يمسك بعد ذلك عن هذه الأشياء وعن غيرها من المفطرات.
ومثله -أيضاً- إذا عبث الإنسان بنفسه، فخرج منه المني في نهار رمضان بالاستمناء -أو ما يسمونه بالعادة السرية- سواء كان ذلك بيده أو بغير ذلك، فإن هذا من المفطرات؛ لأنه إخراجٌ للشهوة، والله تعالى يقول في الحديث القدسي عن الصائم: {يدع شهوته وطعامه وشرابه من أجلي} فدل على أن الصائم واجب عليه أن يدع شهوته حال الصيام من أجل الله تعالى؛ طاعة لله تعالى وامتثالاً لأمره وتركاً لنهيه.
فإذا استمنى الإنسان في نهار رمضان، فإنه يفطر بذلك وعليه القضاء، ولكن الصحيح أنه ليس عليه الكفارة، وإنما الكفارة على من جامع زوجته في نهار رمضان من غير عذر -أي ليس مسافراً مثلاً- وإنما جامعها وهو مقيمٌ فعليه حينئذٍ القضاء، والاستغفار، والكفارة، وعليه أن يمسك بقية يومه.
ثم إني أنبه إلى أن العادة السرية مع أنها تفطِّر من فعلها في نهار رمضان إلا أنها من أعظم الأسباب والأفعال المؤثرة في شخصية الإنسان وفي تفكيره وفي حياته وفي سلوكه، فإن كثيراً من الشباب يصابون بألوانٍ من المشاكل النفسية والأمراض والأزمات والقلق والتوتر والخجل، بل والأمراض الجسدية كضعف البصر، والارتعاش في الأطراف، واحمرار الوجه بل والضعف الجنسي إلى غير ذلك من الأسباب والنتائج، كل ذلك من جراء الوقوع في هذه العادة السيئة، ومن جراء الإدمان عليها وكثرتها، والإنسان إذا وقع فيها ربما يصعب عليه الخلاص منها، وربما يتحول إلى مدمن، فعلى الإنسان أن يتقي الله تعالى في نفسه، وأن يجاهد ما استطاع في ذلك بقدر ما يملك، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول، كما في صحيح مسلم، من حديث عبد الله بن مسعود: {يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء} فإذا كان العبد يفعل مثل هذا الفعل وهو صائم مع أن الصوم هو العلاج، فإن هذا هو من أعظم الأخطار.
ومثل هذا الكلام، أعلم أن الكثير يشمئز من الحديث عنه، ولكنها مسائل لا بد منها، لأن الكثيرين يحتاجون إلى بيانها، والله تعالى لا يستحي من الحق.
أقول: الراجح -إن شاء الله تعالى- أنه يجوز للمرأة أن تتناول هذه الحبوب في ليل رمضان من أجل ألا تأتيها العادة الشهرية، حتى تصوم الشهر كله، وحتى تصلي مع المسلمين أو من أجل أن تعتمر إذا كانت ذاهبة إلى العمرة.
فالراجح أن ذلك جائز إذا كان لا يضر بصحتها، وإذا تناولت المرأة هذه الحبوب، ثم توقف عنها الدم فلم يأتها، فحينئذٍ واجب عليها أن تصوم تلك الأيام، وأن تصلي وليس عليها قضاء؛ لأنها صامت، فكيف تقضي وقد صامت.
وبعض النساء، بل كثير منهن تعتقد أنها تتناول هذه الحبوب من أجل الصلاة ثم تصوم؛ لأنه لم يأتها الدم ثم تقضي الصيام بعد ذلك، وتظن أن الصيام وقت عادتها مع أن الدم لم يأتها لا يجزئ، وهذا خطأ، إذاً ما دام أن العادة انقطعت عنها، وأدت الصوم في وقته المعتاد -في رمضان مع المسلمين- وهو صوم صحيح، فأي معنى لكون المرأة تقضي الصيام بعد ذلك في شوال أو في غيره من الشهور، فهذا خطأ.
فهذا الإنسان يفطر، ويطعم عن كل يوم مسكيناً، نصف صاعٍ من برٍ أو أرز أو نحوهما، سواء أطعم في اليوم نفسه، أو أطعم بعد انتهاء رمضان، وكل ذلك جائز، ولا يضره.
ولا يضره -أيضاً- أن يكرر الإطعام لمساكين بأعيانهم، بمعنى أنه أطعم مجموعة من المساكين للأسبوع الأول، ثم في الأسبوع الثاني أعاد الصدقة والكفارة عليهم هم أيضاً، فهذا لا مانع منه ولا يضره، وليست مثل كفارة اليمين، فإن كفارة اليمين لابد فيها من إطعام عشرة مساكين، كما ذكر الله تعالى في كتابه: إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ [المائدة:89] فبالنسبة لكفارة اليمين، لابد من إطعام عشرة مساكين، فلو أطعم تسعة، لم يكمل الكفارة بأكملها بل لا بد أن يبحث عن عاشر غيرهم ويطعمهم، أما بالنسبة لكفارة الصيام، فلو أعادها على مساكين، وكررها عليهم، فإن ذلك لا يضره شيئاً.
ثم إن بعض هؤلاء يجهلون معنى تبييت النية، ويبالغون في ذلك، ويدخل عليهم الوسواس، والصواب أن المسلم الذي جرت عادته بصيام رمضان فهو لا يفطر منه شيئاً قط، يكفيه مجرد أن يخطر الصوم على باله، فإن هذا يعني أنه ناو للصيام، ومستحضر له ولم ينو الفطر ولا قطع الصوم، وإنما نوى الصيام لله تعالى، ومنذ دخول الشهر وهذه نيته، أما المبالغة في ذلك، والإسراف والوسوسة، فإنها من كيد الشيطان الذي ينبغي للإنسان أن يسعى في دفعه ما استطاع.
أما عند صلاة الفجر وصلاة الضحى وما أشبهه مما يكون في أول النهار فهو مشروع عند سائر أهل العلم، وكذلك عند الوضوء في أول النهار، وما أشبه ذلك مما يقع قبل الزوال.
أما ما يقع بعد الزوال، فقد ذهب بعض أهل العلم أنه لا يشرع لحديث علي رضي الله عنه: {إذا صمتم فاستاكوا بالغداة، ولا تستاكوا بالعشي} أي: استاكوا في أول النهار، ولا تستاكوا في آخره، ولكن هذا الحديث -حديث علي- رضي الله عنه ضعيفٌ جداً، فقد رواه البيهقي، والدارقطني وغيرهما وسنده في غاية الضعف، فلا يحتج به، وقد عارضه حديث آخر وهو وإن كان ضعيفاً أيضاً إلا أنه خيرٌ من حديث علي رضي الله عنه، وهو: {رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم ما لا أحصي يستاك وهو صائم} ويُغني عن هذين الحديثين، قوله صلى الله عليه وسلم: {لو لا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة} {عند كل وضوء } فيدخل في ذلك الصلاة والوضوء للصائم وغير الصائم، وقبل الزوال وبعد الزوال، فيدخل في هذا الحديث السواك لصلاة الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء والوضوء لهذه الصلوات كلها.
وكذلك يستحب للإنسان أن يستاك في مواضع أخرى، فإن المواضع التي يشرع للصائم، وللإنسان أن يستاك فيها ستة مواضع:
1- عند الصلاة: لقوله صلى الله عليه وسلم: { عند كل صلاة}.
2- عند الوضوء: لقوله صلى الله عليه وسلم: { عند كل وضوء}.
3- عند قراءة القرآن: وقد جاء في هذا أحاديث، عن علي رضي الله عنه وغيره: {إن أفواهكم طرق القرآن فطيبوها بالسواك} وهذه الأحاديث لا يخلو شيء منها من مقال ففيها ضعف.
4- عند دخول المنـزل: لما في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها: {أنها سُئلت بأي شيء يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته، قالت: بالسواك}
5- عند تغير رائحة الفم: لقوله صلى الله عليه وسلم، كما في سنن النسائي وغيره بسندٍ صحيح: {السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب} فقوله: مطهرة للفم دليلٌ على أن السواك يشرع لتطهير الفم وتنظيفه.
6- عند الاستيقاظ من النوم: لحديث حذيفة المتفق عليه: {أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا استيقظ من النوم يشوص فاه بالسواك}.
إذاً يشرع للإنسان أن يستاك في هذه المواضع الستة، سواء أكان صائماً أم غير صائم، أما ما يظنه بعض العلماء من قول النبي صلى الله عليه وسلم: {لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك} من أن الاستياك يعارض هذا الحديث فهذا ليس بجيد:
1- لأن الخلوف من المعدة، فهو رائحة تنبعث من المعدة؛ بسبب خلوها من الطعام، وليس من الفم، إذاً السواك لا يزيل الخلوف، ولا مدخل له فيه.
2- إن كثيراً من العلماء قالوا: إن هذه الرائحة هي عند الله تعالى أطيب من ريح المسك {لخلوف فم الصائم أطيب عند الله} بل جاء في بعض الأحاديث {يوم القيامة}. إذاً لا تعلق لذلك بأمور الحياة الدنيا، والسواك لا يضر ذلك، بل هو يزيد رائحة الفم عند الله تعالى طيباً إلى طيب، فإن السواك -أيضاً- مما يرضي الله عز وجل، وهو مما أمر الله تعالى به على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.
وأما إذا بقي شيء في فم الإنسان من أثر السواك، فعليه حينئذٍ أن يزيله دون أن يفضي به إلى الوسوسة، فإن كثيراً من الناس يشقون على أنفسهم، ويبالغون ويشددون فيشدد الله عليهم، وربما يُبتلون بألوانٍ من البلايا والمصائب؛ بسبب مبالغتهم في ذلك، فيبالغ الواحد منهم -مثلاً- في إخراج بقايا السواك من فمه، أو يبالغ في إخراج بقايا الطعام بعد السحور من فمه، أو يبالغ حتى في إخراج الريق من فمه، فإذا تعقد ريقه حاول إخراجه، وشق على نفسه، وبعضهم يجد مشقة عظيمة في المضمضة والاستنشاق، وكل ذلك من الآصار والأغلال التي وضعها الله سبحانه وتعالى عن هذه الأمة، قال الله تعالى: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا [البقرة:286] قال الله تعالى قد فعلت، فكل الآصار والأغلال التي كانت على الأمم السابقة، قد وضعها الله تعالى عن هذه الأمة، فينبغي علينا -عباد الله- أن نيسر على أنفسنا وعلى غيرنا في هذه الأمور.
إذاً إذا تعمد الإنسان القيء بيده أو بسم شيء أو بأي شيء وتعمد ذلك من أجل أن يقيء فعليه القضاء، أما من ذرعه القيء وأصابه من غير قصد، سواء كانت امرأة حاملة أو رجلاً أو غير ذلك، أو شم روائح من غير قصد، فحصل منه القيء، فهذا عليه أن يخرج ما في فمه، وصومه صحيح، وهكذا الحال بالنسبة للدم، فحتى على القول بأن الحجامة -وهي إخراج الدم عن طريق المحاجم- تفطر الصائم، فإن الجرح الذي يصيب الإنسان من غير قصد، ويكون الدم فيه يسيراً، وربما لا يتجاوز موضع الجرح، فإن ذلك لا يفطر الصائم.
هذا مع أن التحليل -في الغالب- دمٌ يسير لا يقاس بالحجامة التي يخرج بها من المريض دمٌ كثير.
إذاً: الخلاصة في هذه المسألة: هو أن خروج الدم من الصائم بجرحٍ لا يؤثر في صيامه -إن شاء الله تعالى- أما الحجامة فمن أهل العلم من قال: إنها تفطر استدلالاً بحديث: {أفطر الحاجم والمحجوم}، والجمهور قالوا: لا تفطر استدلالاً بحديث ابن عباس: {احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وهو صائم} وبحديث أبي سعيد: {أرخص النبي صلى الله عليه وسلم بالحجامة للصائم} أما بالنسبة للتحليل -تحليل الدم- فإنه لا يفطر وإن أمكن تأجيله إلى الليل فهو أحوط وأولى.
لقد تخلى العالم كله عنهم، وبقيتم أنتم يا أهل التوحيد، يا أهل لا إله إلا الله، فيجب عليكم أن تقفوا معهم، فاصدقوا الله.
ما الذي يجعل النصارى وأولاد النصارى يأتون من روسيا لمساعدة إخوانهم من النصارى، وقبل أمس في الصحف أكثر من عشرة آلاف شاب أرثوذكسي من النصارى -من القوميين المتعصبين- الروس ينضمون إلى القتال في صفوف الصرب، ويشدون عزائم إخوانهم من أهل الكتاب.
أما المسلمون فعدد المسلمين الذين يقاتلون هناك إلى جوار إخوانهم يقدر بالمئات، ونحن لا نطالبك الآن أن تجاهد بنفسك، إنما نطالبك بأن تجاهد بمالك، وما نريده منك سوى مائة ريال أو ألف ريال وإن كنا نقبل منك حتى الشيء اليسير، ولا تحقرن من المعروف شيئاً.
وأنتِ أيتها المسلمة لا تحقري من المعروف شيئاً ولو من حليكن كما قال عليه الصلاة والسلام: {والمرء في ظل صدقته يوم القيامة} والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: {سبق درهم ألف درهم} وإنما الأعمال بالنيات، ولو ريالاً فإن فيه خيراً كثيراً إن شاء الله.
ونحن نطالب أهل الغنى والجدة واليسار أن يتقوا الله في إخوانهم، والله ثم والله لسوف تسألون عنهم، فهم يستصرخون بكم ويصيحون، والعالم الغربي الكافر يجد نفسه مضطراً إلى أن يظهر الغضب والانـزعاج، ويقف ولو إعلامياً إلى جوار المسلمين، ثم يخذلهم إخوانهم المسلمون، وبعض الناس يقولون: المسألة طالت! فهل هي بأيدينا؟
فهذا أمرٌ عند الله تعالى ولو طالت، فنحن لا نطالبك -يا أخي- بشيء من نفسك: وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ [النور:33] وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ [الحديد:7] نحن نقول لك: أخرج الزكاة، فأنت تعطي زكاتك -أحياناً- لإنسان قد يكون محتاجاً، ولكن ما هي حاجته؟
بعضهم يشتري أشياء إضافية للمنـزل، أو ما أشبه ذلك، وربما يكون عليه ديون قابلة للتأخير وربما يكون بعض الكماليات، وربما امرأة تشتري به ذهباً تتجمل به أو تجمل به بناتها، ولكن أمامك أناس يموتون جوعاً وعطشاً ومرضاً، في الصومال، وأمامك مصائب أمم بأكملها، وكوارث حلت بشعوب تقدر بملايين، أفلا تعي؟!
أفلا تعقل؟!
أفلا تدرك؟!
أتقيس مأساة فرد بمأساة أمة؟!
ومصاب بيت بمصاب شعبٍ بأكمله؟!
فأطالبكم -أيها الإخوة المسلمون وأيتها الأخوات المؤمنات- مجدداً أن تصدقوا لله في هذه الليلة بالذات، ولعله ألا يخرج منكم -بإذن الله تعالى- أحد، إلا وقد غفر الله له بصدقة نوى بها وجه الله تعالى لا يعلم بها أحد، تصدق بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه: وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ [البقرة:271] وربما ينصر الله سبحانه وتعالى إخوانكم المسلمين بهذا المال، وؤأكد لكم أننا وغيرنا من الذين يجمعون التبرعات نستطيع بحمد الله تعالى أن نوصلها إلى المسلمين هناك حتى تسد فاقتهم وفقرهم، ويُشترى لهم بها الأطعمة، والحليب، والملابس، والأغذية والأكسية، والسلاح، وكل شيء ممكن بالمال، والمشكلة الوجيدة هي المال.
ويا معشر النساء، أدعوكن إلى الصدقة، ولو من حليكن، وأنبه بعض الشباب أنه بمجرد صلاة الوتر، فعليهم أن يقفوا على الأبواب، ويحرصوا على جمع ما تجود به نفوس إخوانهم وأسأل الله بصفاته العليا، وبأسمائه الحسنى في هذه الساعة المباركة، وفي هذه الليلة المباركة لكل من تصدق وأنفق مما يستطيع ولو بالقليل؛ أن يجعل الله تعالى ذلك صحةً في بدنه، وطولاً في عمره، وسعةً في رزقه، وعافية في الدنيا، وعفواً في الآخرة، وصلاحاً في ولده، وسعادة في قلبه، ورفعة في درجاته، إنه على كل شيء قدير.
اللهم أعطنا ولا تحرمنا، وأعنا ولا تعن علينا، وانصرنا على من بغى علينا، ويسرنا لليسرى وجنبنا العسرى، واغفر لنا في الآخرة والأولى.
اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين.
اللهم أصلحنا يا مصلح الصالحين، اللهم أصلح فساد قلوبنا، اللهم أصلح فساد قلوبنا، اللهم أصلح فساد قلوبنا، اللهم صلِّ على محمد وعلى آله وأصحابه كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميدٌ مجيد.
أولهما: كثرة الكلام في غير طائل، والقيل والقال، والغيبة، والنميمة ونقل الكلام بين الناس على جهة الإفساد، والله تعالى يقول: وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ [الإسراء:53] فأكثر ما يوقع الشيطان العداوة والبغضاء بين المؤمنين بسبب الكلام، والقيل والقال، وما أشبه ذلك، فعلينا أن نتحرى الكلام الطيب وأن نحرص على أن لا ننقل من الكلام إلا أحسنه، فإن الناقل كالقائل.
السبب الثاني: هو المعاصي، فإن المعاصي سبب في الافتراق وتغير القلوب واختلاف النفوس، قال لي إنسان -هذه الأيام-: إن صديقي فلاناً يشرب الخمر، قلت له: بئس العمل، فقد نهى الله عنه وتهدد فاعليه، فقال لي: إنه لا يكون أحسن لي ولا أطيب ولا أجمل خلقاً، ولا أرق قلباً منه حين يشربها، قلت له: صدق الله وكذبت أنت، يقول الله سبحانه: إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ [المائدة:91] فأثبت سبحانه أن الخمر والميسر من أسباب العداوة والبغضاء بين المؤمنين، وهكذا سائر المعاصي.
الجواب: لا شيء في ذلك، بل أن الصدقة -إن شاء الله- مخلوفة، خاصة في هذا الشهر، وفي البلد الحرام، ولكن على الإنسان أن يتحرى أهل الحاجات.
الجواب: ما دام هذا الأخذ جاء لك وليس على حساب غيرك، فمجرد إنسان تقدم بمعروف، أو حتى وصله من غير طلب فلا حرج عليك من هذا، فإن كان من غير طلب فلا حرج عليك ألبتة بل له أن يأخذه، فإن كان محتاجاً فبإمكانه أن يصرفه في سبل الخير، أما إن كان نتيجة طلب فهو مباح -أيضاً- وإن كان الأفضل ألا يطلب، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لحكيم بن حزام: {ما جاءك من هذا المال وأنت غير مستشرف فخذه، وما لا، فلا تتبعه نفسك} والحديث في الصحيحين، وأما إذا كان هذا المال تخصيصاً لك -مخصصات لك- وأنت لا تستحقها، وهناك من هو أحوج وأحق بها ومحرومٌ منها فحينئذٍ لا يسعك أن تأخذها، فإما أن تتركها وأما أن تأخذها وتصرفها لمن تعلم أنهم محتاجون.
الجواب: بالنسبة للحائض والنفساء -سبق أن بينت- إذا وصلت إلى الميقات، فإنها تُحرم بالعمرة، ولكنها لا تطوف بالبيت حتى تطهر، فإذا طهرت اغتسلت وقضت عمرتها، ولا مانع أن تطوف بملابسها التي كانت فيها حال الحيض إذا كانت هذه الملابس طاهرة ولم يأتها شيءٌ من الدم، فإن جاءها شيءٌ من الدم غسلته ولبسته.
الجواب: أقول لك: نحن سلبيون، نحن سلبيون حقيقة في أمور أقل من هذا، فالآن توجد إذاعات دولية وعالمية تعرض للبيع، ولو أن المسلمين أقوياء لاشتروها، واستطاعوا أن يخاطبوا العالم كله، بالدعوة إلى الإسلام ونشر القضايا، والأخبار الصحيحة، ولكن المسلمين مع ذلك لا يزالون دون المستوى المطلوب منهم، فهم يتساءلون لكن لا يفعلون، ويرون المنكر ثم يقولون: لماذا يحصل؟
فلماذا لم يتصلوا بمصدر المنكر!
لقد نشرت جريدة اليوم -قبل أيام- قبل رمضان -وهي جريدة تُباع وتصدر وتطبع في هذه البلاد- صورة لامرأة عارية، كيوم ولدتها أمها، والإعلان موجود عندي، فماذا فعلت؟
هل اعتذرت الجريدة؟
مجرد اعتذار على بعض صفحاتها، هذا لم يحدث، لماذا؟
لأننا سلبيون -وذكرتُ لكم بالأمس- أن رئيس تحرير جريدة الندوة رجع إلى رئاسة الجريدة بعد أن طُرد منها، فهو طرد لتهدئة النفوس ثم رجع، فماذا صنعنا نحن، وقد طالبناكم مرات ومرات بمقاطعة خضراء الدمن الشرق الأوسط- والتركيز عليها بالذات حتى تفلح الحملة، وتؤدي ثمرتها، ومع ذلك لا زال هذا دون المستوى المطلوب، وفي كل يوم -دعونا نكون صرحاء- دعوناكم للتبرع لإخوانكم المسلمين، ومع ذلك التجاوب طيب ولا شك، ولكن أقل مما نريد منكم.
إذاً لن تفلح قضايا المسلمين ما دامت قضايا يهتم بها أشخاص معدودون، حتى تصبح قضايا تعيش مع المسلمين جميعاً، وتنام معهم في فرشهم، وتستيقظ معهم وتأكل معهم وتشرب، حينئذٍ تنجح قضاياهم الجهادية والإعلامية وغيرها.
الجواب: هي -على كل حال- تعتبر مهانة، ولكني أنصح أن يحرص الإنسان على تجنب شراء مثل هذه الملابس التي عليها صور، فإذا اشتراها فليحاول أن يطمسها أو يضع عليها شيئاً، أو يقطع بعض هذه الصورة، أو على أقل تقدير أن يلونها بلون الثوب، بحيث لا تكون الصورة بلونٍ متميز.
الجواب: بالنسبة لبقايا الأطعمة، إذا كانت بقايا تصلح للأكل، فينبغي أن يعطيها للمحتاجين إليها، أما إذا كانت لا تصلح، فأرى أن يضعها الإنسان في مكان طيب طاهر ليستفاد منها، ولو أن تكون علفاً للحيوانات.
الجواب: إذا كان المقصود كفارة من الكفارات المعروفة، مثل كفارة عن صيام -مثلاً- أو عن يمين، فأرى أنه لا يكفي هذا، بل لا بد أن تطعم عشرة مساكين بالنسبة لكفارة اليمين، وهكذا كفارة الصيام تطعم عن كل يومٍ مسكيناً وذلك لأن الصائم قد لا يكون فقيراً، فقد يأكلها غنيٌ فلا تقع في محلها.
الجواب: على كل حال سبق أن بينت أن الاحتلام لا يبطل الصيام، وما دمت صائماً فعليك أن تتم صومك، حتى الذين يفتون الطالب أنه مسافر، يرون أنه إذا لزم الصيام ونواه وجب عليه أن يتمه هذا مذهب كثير من أهل العلم، فمثل حالك عليك أن تتم صومك، والاحتلام لا يبطل الصوم، وأما بالنسبة للصلاة فإنك تغتسل وتصلي ولو كنت منفرداً.
الجواب: هناك حديث جاء عن جماعة من الصحابة: {غيروا هذا الشيب وجنبوه السواد} ولهذا ذهب كثير من أهل العلم أنه لا يجوز للمرأة ولا للرجل أن يصبغ بالسواد، ولكن له أن يصبغ بغير ذلك.
الجواب: لا أظن أن هذا يصح، والله تعالى أعلم.
الجواب: هذه من المشكلات التي عمت بها البلوى، فكثير من البيوت يكون فيها سائق وحده، ويجلس في البيت ويكون على مقربة من النساء، ويتعرف على أحوالهن، وقد يذهب بهن، وقد تتجمل له المرأة وتركب معه، وهي متطيبة وينفرد بها، وإلى غير ذلك من المفاسد، وبالمقابل هناك خادمة ينفرد بها الأولاد، ويكون من جراء ذلك مفاسد عظيمة، نطلع نحن وغيرنا على شيء كثير منها: {وما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما} فعلى الجميع الحذر من ذلك غاية الحذر.
الجواب: لو أتيت إلى الجماعة، وهم يصلون العصر، ثم تذكرت أنك نسيت صلاة الظهر، فحينئذٍ لك أن تدخل معهم، وتنويها الظهر، فإذا صلوا، فإنك تأتي بعد ذلك بصلاة العصر، ولا حرج عليك في ذلك إن شاء الله تعالى.
الجواب: هذا الحديث ليس بصحيح، أما حديث: {الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة } فهو حديث صحيح.
الجواب: ليس في ذلك حرج فيما أعلم.
الجواب: جاء ذلك في حديثين في سنن أبي داود، لا بأس في إسنادهم، فلا حرج على الإنسان، أن يجلس في الملتزم ويلصق صدره ورأسه ويديه، ويدعو الله بما أحب.
الجواب: إذا لم يكن في السفر مشقة في رمضان، فالصوم أفضل من الفطر، وذلك لأن فيه تعجيلاً لبراءة الذمة، وفي الحديث المعروف حديث أبي الدرداء أنه كان مع الرسول صلى الله عليه وسلم في يومٍ شديد الحر وما فيهم صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو الدرداء.
فالصوم في السفر، إن لم يكن فيه مشقة، هو أولى، وأحسن إن شاء الله تعالى.
الجواب: حبذا أن تجمع بين هذا وهذا، فتجعل لك ورداً من القراءة في رمضان لتختم القرآن مرة أو مرتين وتجعل لك وقتاً آخر لحفظ كتاب الله تعالى.
الجواب: أخونا الشيخ: محمد دعا قبل أمس أن يسقط دولة الصليب أمريكا، وأقول: بإذن الله تعالى المسألة مسألة وقت، فقد قرأت تقريراً مُهماً قبل ثلاثة أيام أن عام 1995م يعني بعد سنتين هو عام تراجع، وانهيار أمريكا، وقرأت تقارير أخرى كثيرة -تعتبر طويلة النفس- تقول أنه عام 2000م أي بعد سبع سنوات: سوف تضطر أمريكا إلى أن تنام على بطنها -يعني تنهار- والاقتصاد الأمريكي يتراجع إلى الوراء، والمشكلات مزمنة، والعجز كبير والمصاعب جمة، وعلى المسلمين أن يصدقوا الله تعالى في جمع الكلمة، والدعوة إلى الله، ويدركوا أن وراثة الأرض لهم، كما وعد الله تعالى: أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ [الأنبياء:105] وهذا وعدٌ جازم قاطع، والمسألة عندنا مسألة وقت لا غير، وإذا لم يتحقق هذا بعد سنة فإنه سوف يتحقق بعد سنتين، أو عشراً أو ما شاء الله تعالى، فعلينا أن نصدق الله تعالى، وأن يعلم الله من أنفسنا أننا أهل لذلك؛ فإن الله تعالى قال: وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ [الحج:40-41].
الجواب: لا، الرائحة ليست من المفطرات.
الجواب: أما أكل الربا أي: أخذ المال من الربا، فهذا محرم ومن الكبائر، ولكنه لا يفطر الصائم، أما شرب الدخان إذا شربه في نهار رمضان، فإنه يفطر، ولا شك في ذلك، ولا أعتقد أن ثمة خلاف بين أهل العلم في هذا، فشرب الدخان وتعاطيه في نهار رمضان من المفطرات، أما كونه يتعاطى الدخان في الليل فهذا محرم.
الجواب: من أهل العلم من يقول يمسك؛ لأن سبب الفطر قد زال وهو السفر، والراجح أنه لا يلزمه الإمساك؛ لأن ذلك اليوم غير معتد به، ولكن عليه أن لا يعلن الفطر، خاصة لمن لا يعرف سبب فطره.
الجواب: هذا جاء في حديث، ولكن فيه ضعفٌ أما الثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم بإسناد صحيح، أنه كان يقول إذا أفطر: {الحمد لله، ذهب الظمأ وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله تعالى} وإذا أراد أن يفطر قال {بسم الله}.
الجواب: {جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أوصني -كما في الصحيحين- قال: لا تغضب، فردد مراراً، قال: لا تغضب} فالغضب من الشيطان، وهو جمرة تتقد في قلب ابن آدم، فإذا غضب وهو قائم فليقعد، أو قاعد فعليه أن يضطجع وأن يتوضأ، فإن الوضوء يطرد الشيطان، ويسكن الغضب بإذن الله تعالى، وعلى الإنسان أن يدرب نفسه، فإنه ما أنـزل الله من داءٍ إلا وأنـزل له دواء، فدواء الغضب: هو تدريب النفس على ذلك، وأن يحرص الإنسان على ألا يتكلم في حال الغضب، بل أن ينصرف ويتجنب مؤثرات الغضب وأسبابه، فربما طلق الإنسان زوجته، بسبب الغضب، وربما شتم، وربما وقع في الكفر أحياناً والعياذ بالله والرسول عليه الصلاة والسلام رأى رجلاً مغضباً، فقال: {إني لأعلم كلمة لو قالها هذا لذهب عنه ما يجد، فقال رجل: وما هي يا رسول الله؟ قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فقال الرجل: أتراني مجنوناً؟
الجواب: لا يجوز لها أن تأكل في النهار، ولو أكلت لأفطرت، لكن إذا جاءها الحيض الذي تعرفه فعليها أن تقضي ذلك اليوم.
الجواب: نعم هذه فرصة كبيرة، وعلى المدرسين والمدرسات مربي الأجيال أن يحرصوا على توجيه كلمات وعظ وإرشاد لفلذات الأكباد من البنين والبنات، وأن يذكروهم بالله تعالى، وينبهوهم على المخاطر التي تهددهم، مما يكيد لهم الشيطان -شيطان الجن- ومما يكيده لهم شياطين الإنس من المفسدين، سواء في وسائل الإعلام، أو عبر الهاتف، أو عبر الشريط، أو غير ذلك من وسائل الغناء والفساد والفجور وما أشبه ذلك.
الجواب: الواجب أن تقصروا لها، والله أعلم.
الجواب: ينبغي أن تسد، ويتم الصف الأول فالأول.
الجواب: ينبغي ألا يكون معها طفل بجانبها، وإن خافت عليه فتضعه أمامها، أو قريباً منها، وإن كثر أطفالها فالأولى أن تجلس في بيتها، وتصلي ما كتب الله لها.
الجواب: في هذه البلاد أشك في إمكانية ذلك، ولكن هناك بلاد أخرى قد يكون أنسب لإصدار مطبوعة إسلامية، أو ما أشبه ذلك من الأعمال الإعلامية.
الجواب: كونها تكشف وجهها لرجل الأمن ثم تعيد غطاء الوجه، لا حرج عليها -إن شاء الله تعالى- في ذلك.
الجواب: عليك أن تذهب بأملك إلى غير حد؛ لأن الله تعالى يقول في الحديث القدسي: {أنا عند ظن عبدي بي} والله إننا نعلم أن المستقبل للإسلام كما نعلم أن دون غدٍ الليلة، وليس شرطاً أن نشهد هذا بأعيننا، ولكن علينا أن نباشر صنعه بأيدينا، وعلينا أن نعمل الأسباب، وبوادر نصر الإسلام تلوح ظاهرة في الأفق، خذ على سبيل المثال الجزائر: حاربوا الإسلام، وأدخلوا ثلاثين ألف في السجن، ومع ذلك هناك تقارير في الأيام القريبة للدول الغربية، تقول: على الدول الغربية أن تعرف كيف تتعامل مع الإسلام في الجزائر، لأن الإسلام هو الذي سوف يحكم في الجزائر طال الزمن أم قصر؟ وهناك عشرات الآلاف قد جندوا أنفسهم وهم في المدن، وبعضهم من العسكر، وبعضهم من غير العسكر، ويستعدون لمقاومة الأوضاع الفاسدة هناك، وبغض النظر عن النتائج التي تحصل من جراء مثل هذا العمل، وهل تؤدي إلى نتيجة أو لا تؤدي، إلا أننا نعلم في الجزائر ليس همَّاً لفئة محدودة من الشباب ولا لقلة قلية من العسكر، ولا لطائفة من العلماء، بل هو همٌ للشعب كله، وأكثر من 80% من الشعب ينادي بالإسلام، ويطالب بتحكيم الشريعة، فمن الذي يستطيع أن يقتل 80% من الشعب؟ فهذا محال، ومثل ذلك في اليمن الآن، ومثله في مصر فهم قد قتلوا المئات وسجنوا الآلاف في مصر، ومع ذلك الإسلام في ازدياد، والخير في قوة وفي نمو، والشباب الذين يودعون في غياهب السجون يهتفون للموت في سبيل الله:
يا حبذا الجنة واقترابها طيبة وبارد شرابها |
وهم يريدون الموت، وعدوهم لا يمكن أن يفعل بهم أكثر من الموت.
إذاً عليك أن تعرف أن الإسلام دين الله، إن الشيوعية سقطت في سبعين سنة، وأمس قرأت كلاماً لرجل غير مسلم، يقول: على أعداء الإسلام من الغربيين أن يعلموا أنه إذا سقطت الشيوعية في سبعين سنة فالإسلام لن يسقطه سبعين سنة، ولا سبعمائة سنة؛ لأن عمر الإسلام الذي جاء على يد محمد صلى الله عليه وسلم 1400سنة، أما الإسلام الذي هو دين جميع الأنبياء وهو التوحيد، فهو من عهد آدم عليه السلام إلى يومنا هذا، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. فقد ذهبت أمم وقرون وأجيال وطغاة وعروش وبقي الإسلام:
والحق منصورٌ وممتحن فلا تعجب فهذي سنة الرحمن |
والمهم هو أن تكون صادقاً، وعليك بالثبات، وعليك بالصبر، وعليك بالجهاد، وكن جندياً من جنود الإسلام، ونم قرير العين إن هذا الدين دين الله، وهذا ليس من شأني ولا شأنك، فإن هذا دين رب العالمين وسوف ينصر الله تعالى دينه، ومن حسن الظن بالله تعالى أن تعلم أن الأمر كذلك.
الجواب: أجمع العلماء على أن دعاء الاستفتاح ليس بواجب، ولكنه سنة، فإن قرأ الإمام فاكتفي بالاستعاذة من الشيطان الرجيم.
الجواب: نعم التسوك مشروع في كل وقت في الحالات المذكورة في الحديث، كالسواك عند الصلاة، أو عند دخول المنـزل، أو ما أشبه، وهو ذلك مشروعٌ في كل وقت سواءً قبل الزوال أو بعده على الراجح من أقوال أهل العلم، وفي الحديث: {لو لا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء} وفي الحديث الآخر: { لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة }.
الجواب: الله المستعان.. الله المستعان، الشباب لم يقم لهم مراكز تدريب، بل أقيم لهم -بارك الله فيك- مدرجات كرة تضيع أوقاتهم، أما حين يكون هذا الأمر متعسراً عليهم؛ لبعد المسافة، فقد وضعت لهم أجهزة التلفاز التي تنقل المباريات ليلياً في نهار رمضان حيةً على الهواء، حتى يلهوا الشباب في مثل هذه الأمور، فلا ينفعوا في دنياهم ولا في دينهم.
ونسأل الله أن يعيننا ويبصرنا بهذه المخاطر التي تهددنا، حتى نستطيع أن نكون رجالاً على أقل تقدير يدافعون عن بلادهم، ودعك من البوسنة والهرسك أو غيرها، وكلها بلاد الإسلام، لكن كل بلاد الإسلام مهددة أيضاً، والواجب أن يكون المسلم عنده قوة يستطيع أن يدافع بها ولو عن بلده أو حتى عن بيته ومحارمه.
فهذا هو الواجب على المسلمين -ومع الأسف- وأقول: هو موجود في كل بلاد الدنيا إلا في بلاد التوحيد وبلاد الإسلام، حتى إسرائيل تجند الشباب بالقوة، بل يؤسفنا أن نقول: حتى البنات يجندونهن، مع أنهم اليهود الجبناء الأنذال، لكنهم يشعرون بأنهم في حالة حرب مع المسلمين، ونحن لا نقول بتجنيد النساء؛ لأنه لا شك أن هذا خطرٌ كبيرٌ وعظيم، والذي يثير العجب والدهشة أن بعض الصحفيين يطالبون بتجنيد البنات، أو بفتح مجالات رياضية للبنات؛ لأن البنت قد تحتاج إليها في الدفاع عن الوطن، والآن الرجال أصحاب الشوارب لم يستطيعوا أن يفعلوا ذلك ولا فتحت لهم مثل هذه الأبواب ومثل هذه القنوات، ومثل هؤلاء لا يعرفون ولا حتى كيف يخادعون ولا حتى كيف يكذبون.
لكني بالمناسبة أدعو الله أن ينصر المسلمين في البوسنة والهرسك إنه على كل شيءٍ قدير، وأسأله في هذه الساعة المباركة أن ينصر المسلمين في فلسطين وأن ينصر المسلمين في مصر وأن يفك أسرى المأسورين وأن يرحم موتاهم إنه على ما يشاء قدير، وأسأل الله تعالى أن ينصر الإسلام والمسلمين في تونس وفي الجزائر وفي اليمن، وفي أفغانستان وفي طاجكستان، وفي كل مكان إنه على كل شيءٍ قدير.
الجواب: لا يجوز الجهاد إلا بأذن الأبوين، وفي الحديث الصحيح: {أن رجلاً جاء من اليمن إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له أحيٌ والداك؟ قال: نعم قال: ففيهما فجاهد} وفي رواية: {أنه قال: يا رسول الله، جئت إليك من اليمن، فتركت أبواي يبكيان، قال: أرجع فأضحكهما كما أبكيتهما} وفي صحيح البخاري أيضاً: {أنه عليه الصلاة والسلام سُئِلَ عن أفضل الأعمال، قال: إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم أيٌّ؟ قال: بر الوالدين، قيل: ثم أيٌ؟ قال: الجهاد في سبيل الله} ولكن بإمكان الأخ أولاً: أن يذهب إلى هناك للدعوة وللتعليم، فإنه من أعظم ألوان الجهاد، وهم أحوج ما يكونون إلى من يعلمهم دين الله عز وجل، فقد خرجوا من جحيم الشيوعية الذي سيطر عليهم أكثر من أربعين سنة، كما أن بإمكان الأخ أن يجاهد معهم بالمال، وقد كتب بعض الإخوة ورقة يقول فيها: لو أن بعض الشباب قاموا بجمع التبرعات من أحيائهم، أو في مسجدهم، أو زملائهم في العمل، وأقول: إن هذه فكرة طيبة جداً، ولنفرض أن ألفاً من الإخوة الذين يستمعون هذا الكلام الآن، انتدب كل واحدٍ منهم نفسه لأن يجمع ما استطاع من التبرعات خلال هذا الشهر، إما من جماعة المسجد الذي يصلي فيه، أو من زملائه في العمل إذا أخذوا الراتب -إن كان ثمة راتب- أو من أقاربه، أو يذهب إلى بعض التجار ويطلب منهم حتى ولو كانوا لا يعرفونه فأقلهم سوف يعطيه ألف ريال -على الأقل- من باب المجاملة، فإذا كان ألف شاب جمعوا لنا كل واحدٍ منهم ألف ريال، فمعنى ذلك أننا جمعنا مليون ريال بكل سهولة ويسر، وعلى الإنسان أن لا يحقر من العمل الصالح شيئاً.
الجواب: الحديث ليس كذلك من غير عذرٍ ولكن فيه من غير خوفٍ وفي حديث ابن عباس رضي الله عنه ولا سفر، وفي رواية ولا مرض، وسُئل ابن عباس رضي الله عنه قال: أراد أن لا يحرج أمته، فدل على أنه فعل ذلك لدفع الحرج عنهم، وجماهير أهل العلم على أنه لا يجوز جمع الصلاة إلى الأخرى إلا لحاجة أو عذرٍ، إما مرض أو سفر أو خوف أو ريح شديدة، أو ما أشبه ذلك من الأسباب المبيحة لجمع الصلاة إلى الصلاة الأخرى.
الجواب: نعم هذا صحيح، وقد كتب به إليَّ بعض الشباب الذين أعرفهم وهم ثقاة، وشاهدوا هذه الكتابات بأعينهم، وفيها سبٌ لله رب العالمين في محاريب المساجد -والعياذ بالله تعالى- ويبدو أنها أكثر من مسجد، وهذه قد تكون حدثت من بعض الذين يحاربون الله ورسوله ويستفزون المسلمين ويحاولون أن يستثيروا مشاعرهم خاصة في هذا الشهر الكريم، وإذا كان هذا حدث من شخص مجهول وفي مكان خاص وهو لا شك من الأمور الفضيعة العظيمة التي تكاد السماوات أن تتفطر منها وتنشق الأرض وتخر الجبال هداً، وقد قال الله هذا فيمن ادعوا أن لله تعالى ولداً: وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً [مريم:88-92].
أقول: إن الكلام الذي كتب أبشع وأفضع وأشنع مما قاله النصارى بحق رب العالمين، وأعظم وأطم مما قاله اليهود في حق رب العالمين، فإن لله وإنا إليه راجعون.
ثم إني أقول: إن هناك أشياء كثيرة مما ينبغي للمسلمين أن يحتسبوا عليها -الآن- وأن يعلنوا إنكارها قبل أن يسلط الله عليهم ثم يدعونه فلا يستجيب لهم، فإن هذا الإعلام -الذي يغير أخلاق المسلمين وعقائدهم صباح مساء من خلال التلفاز والإذاعة والجريدة والمقالة، ويحارب الكلمة الهادفة الصادقة بكل وسيلة- من أعظم المنكرات التي يجب على كل مسلم أن يحتسب عليها.
وكذلك الربا الذي شاع وانتشر في بلاد المسلمين وأصبحت بيوته أعظم البيوت، فقد أصبحت تناطح السحاب -أحياناً- بارتفاعها وقوتها، وكأنها قلاع أعدت لحرب الله تعالى ورسوله، ومع ذلك قلما نسمع خطبة تحذر من الربا أو درساً في النهي عنه أو بياناً يوجه المسلمين إلى تركه، وقلما نسمع صوتاً ناصحاً يطالب وبقوة بوجوب تحويل الاقتصاد إلى اقتصادٍ شرعي إسلامي لا شبهة فيه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [البقرة:278] إن كنتم مؤمنين: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [البقرة:279] فأمةٌ يحاربها الله تعالى كيف تفلح؟
وكيف تنجح؟
كيف تستقيم اقتصادها؟
وكيف تنتصر على عدوها؟
وكيف تجتمع كلمتها؟
الجواب: نسأل الله تعالى أن يوفقك، ويتوب الله علينا وعليك إنه على كل شيء قدير، ولكن مع ذلك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لـربيعة بن مالك: {أعني على نفسك بكثرة السجود} فعليك أن توطن نفسك على العبادة وعلى الصلاة وعلى ثني ركبتك في المسجد، وعلى مصاحبة الناس الصالحين، وعليك أن تكثر أنت من دعوة الله تعالى، فإنه لن يدعو لك أحداً أنصح لك من نفسك، والله تعالى قال: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60] فقبل أن تطلب من الناس أن يدعوا لك فعليك أن تدعو لنفسك دعاءً صالحاً، وإياك إياك أن تكون ممن ذكر الله تعالى فقال: وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذَابِ * قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ [غافر:49-50] فعليك أن تدعو أنت لنفسك وتصدق الله تعالى.
الجواب: نعم هذا خطر عظيم، وتأتينا اتصالات، وأخبار، وأسئلة فضيعة من الجرائم التي تقع داخل البيوت من كبار السن، ومن صغار السن من الرجال، ومن النساء بسبب كثرة الخدم والخادمات، ومجيء النساء بدون محارم، وعدم التوقي منهم وجعلهم في البيوت، وإطلاعهم على الأسرار، وسهولة اتصالاتهم الهاتفية، واستقبالهم لمن شاءوا، وخروجهم متى شاءوا، واختلاط الرجال بالنساء، وخلوتهم معهن، واختلاط النساء الخادمات بأهل المنـزل، وتزينهن أحياناً، وقد تكون المرأة قد جاءت من مكان بعيد فمنذ سنوات وهي بعيدة عن زوجها أو غير متزوجة أحياناً وهي امرأة فيها ما في غيرها من النساء من الغريزة التي ركبت، وكذلك أهل المنـزل قد يكون فيهم الشاب الأغرار، ويحصل من جراء ذلك خطرٌ شديد، ويتحمل وزر هذا الأمر وحوبه ومغبته بالدرجة الأولى من تسبب في ذلك، ومنهم أولياء أمور أمن أهل البيوت والآباء وسواهم ممن سهل هذه المهمة أو أذنوا بها أو سمحوا بوجودها أو ساعدوا عليها.
الجواب: عليك أولاً بكثرة الدعاء له، ثم عليك أن تكلمه في ذلك بالكلمة الطيبة، وأن تكون عاملاً معه في عمله حتى يقتنع منك ويرتاح إليك ويقبل رأيك، ثم عليك أن تسلط عليه بعض الأخيار الذين يدخلون معه مدخلاً حسناً، ويقنعونه بعمل الصالحات.
الجواب: الاحتلام في نهار رمضان هو أن يرى الإنسان وهو نائم شيئاً، فتخرج منه شهوته، هذا الاحتلام لا يفطر الصائم، وعليه إذا استيقظ أن يغتسل، ولا شيء عليه.
الجواب: الروائح الطيبة لا تفطر، فالرائحة ليست من المفطرات، لكن إذا كان لهذه الرائحة جرم مثل الدخان الذي يتصاعد من البخور، فعلى الإنسان ألا يقربها من أنفه أو يشمها.
الجواب: معاجين الأسنان -أيضاً- لا تفطر الصائم إذا اكتفى بأن يغسل بها فمه، وينظف بها أسنانه، وعليه بعد ذلك أن يخرجها من فمه، ولا يصل إلى حلقه شيءٌ منها.
الجواب: لا حرج للإنسان أن يذهب إلى مسجد يظنه أقرب إلى الخشوع، وليس عليه في ذلك شيء، بل يرجو أن يكون له في كل خطوة حسنة -إن شاء الله تعالى- كما وعد النبي صلى الله عليه وسلم.
أما بالنسبة للخشوع فأولاً الخشوع مما ينبغي أن يحرص عليه الإنسان، ولهذا قال الله عز وجل: إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّداً * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً [الإسراء:107-109] وذكر الله تعالى هذا في صفات المؤمنين: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون:1-2].
ولكن ما هي الأسباب التي تمنعنا من الخشوع؟
لعل من أعظم الأسباب كثرة المعاصي، قال الله تعالى: كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ [المطففين:14-15] فبعض الناس إذا اجتمع قلبه وقربت دمعته جاءه الشيطان يركض فصور أمام عينيه معصيته يوم كذا وكذا، فتفرق الخشوع من قلبه وزال عنه حتى أن عينه لا تبض بقطرة، فهذا من شؤم المعاصي والذنوب فعليك أن تقاومها وتحاربها، ثم إن الخشوع وحده لا يكفي، ولهذا الله سبحانه وتعالى ذكر وجوهاً خاشعة وقال: تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً * تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ * لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ * لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ [الغاشية:4-7] الخشوع لا بد معه من إيمان، ولا بد معه من اتباع لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا بد معه من إحسان، ولابد معه من عمل حتى يكون هذا الخشوع مؤثراً.
الجواب: ما دام أنك كنت مسافراً فكان بإمكانك أن تفطر؛ فإن الله سبحان وتعالى قال: وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة:185] وما دمت قد أفطرت فعليك قضاء ذلك اليوم الذي أفطرته.
الجواب: جاء الترغيب به في مجموعة أحاديث، رأى بعض أهل العلم أن بعضها يقوي بعضاً ويشد بعضها بعضاً، ومنها حديث: {إن أفواهكم طرق القرآن فطيبوها بالسواك} وعلى كل حال فالسواك من فضائل الأعمال ولا حرج أن يتسوك الإنسان قبل الصلاة.
الجواب: من جامع زوجته في صوم تطوع فلا شيء عليه، فالمتطوع أمير نفسه، وليس عليه في ذلك شيء، وإن أحب أن يقضي بدله يوماً آخر -فيتطوع بيومٍ آخر- فهذا حسن، ولو لم يفعل فليس عليه شيء.
أما من جامع زوجته في نهار رمضان فإنه قد آتى ذنباً عظيماً، وعليه أربعة أمور:
1- أن يمسك بقية اليوم؛ لأنه أفطر من غير عذر.
2- أن يتوب إلى الله عز وجل توبةً نصوحاً؛ فإن هذا من الكبائر.
3- أن يقضي يوماً مكانه كما ذهب إليه أكثر أهل العلم.
4- عليه الكفارة وهي: عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، ولو أفطر فيهما يوماً واحداً من غير عذر لزمه أن يستأنف الشهرين من أولهما، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً، وهذه الكفارة على الترتيب على رأي جماهير أهل العلم خلافاً للإمام مالك.
أما من كان صومه قضاءً لواجب، مثل إنسان قضى يوماً من رمضان في شوال، ثم أفطر فهذا آثم أيضاً؛ لأنه من شرع في أداء صوم الواجب ولو لم يكن من رمضان كالقضاء أو الكفارة أو النذر فإنه لا يجوز له أن يفطر في ذلك اليوم.
الجواب: لا أنصح بذلك بالنسبة للعوائل، اللهم إلا أن يكون معهم من يحفظهم ويضبط أمورهم ويقضي حاجاتهم ويتابعهم جيداً، فإن أوضاع البلد الحرام في هذا الشهر لا تخفى على الكثيرين من اختلاط الشباب والفتيات وكثرتهم في الحرم وخارج الحرم وفي الأسواق وفي الأزقة، بل وفي الشقق والعمارات والفنادق وغيرها، وقد اطلعنا واطلع غيرنا من ذلك على أشياء كثيرة توجب على أولياء الأمور الذين يكون عندهم شباب مراهقون أو بنات مراهقات ألا يذهبوا بهم، اللهم إلا أن يكون الذهاب ليومٍ واحد يقضون فيه العمرة ويحققون فيه الفضيلة الواردة في صحيح البخاري: {عمرة في رمضان تعدل حجة معي} ثم يعودون، أما كونهم يقضون الشهر كله أو العشر الأواخر هناك ويترك الأب الحبل على الغارب لأولاده، فلا يدري أين ذهبوا ولا أين جاءوا؟ ويكون هناك تسوق في الشوارع، وذهاب وإياب ولقاءات وأعداد كبيرة عند الهواتف واتصالات ورسائل متبادلة وأمور كثيرة؛ فإن هذا لا شك ربما يكون الأمر فيه خلاف ما ذهب الإنسان إليه، ويكون كمن بنى قصراً وهدم مصراً.
وكذلك بعض الشباب -وقد أعجبني بعضهم- حين رأى الأوضاع لم يُطِقْ صبراً فعاد؛ لأنه وجد هناك بعض المغريات والفتن.
من اللاء لم يحججن يبغين حجةً ولكن ليقتلن البريء المغفلا |
أما الذهاب بالخادمة الكافرة فلا يجوز، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا [التوبة:28] ويؤسفني أن بعض الإخوة يقول: أن قريبة له رأت امرأة في الحرم ولما أقيمت الصلاة، قالت للخادمة: قومي اخرجي، فقامت الخادمة وخرجت، فقالت لها: لماذا؟ قالت: لأنها كافرة، وأريد أن تخرج حتى تُقضى الصلاة، فلم يكتفوا بإدخالها مكة بل أدخلوها إلى المسجد الحرام، وهؤلاء ارتكبوا عدداً من ذنوب:
أولها: استقدام امرأة بدون محرم.
ثانياً: إدخال الكافرة إلى جزيرة العرب والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: {أخرجوا المشركين من جزيرة العرب} {لأخرجنَّ اليهود والنصارى من جزيرة العرب} {لا يجتمع في جزيرة العرب دينان}.
ثالثاً: أنهم أدخلوها مكة والله تعالى يقول: فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ [التوبة:28] ومكة كلها حرام.
رابعاً: أنهم أدخلوها إلى المسجد نفسه، وهذه الأشياء كلها مما نهى الله تعالى عنها.
الجواب: بالنسبة للأكل فللإنسان أن يأكل ويشرب إلى طلوع الفجر، فإن كان هناك مؤذن يؤذن على الوقت فإذا سمعت صوته في أول الأذان فعليك أن تمسك، أما إن كان المؤذنون يحتاطون ويبكرون دقيقة أو دقيقتين فعليك أن تأكل بمقدار هذه الدقيقة أو الدقيقتين.
الجواب: هذا ليس له أصلٌ، لكن الصدقة مشروعة عن الوالدين وغيرهم، وليس في الصدقة اختلاف كما قال بعض السلف، فبإمكان الإنسان أن يتصدق عن نفسه أو عن والديه بمالٍ أو طعامٍ أو عشاءٍ يعطيه الفقراء والمساكين أو ما أشبه ذلك.
الجواب: هذا سبق وأن نوهت به، وأدعوك أنت -يا أخي- أن تكون من أول المبادرين إلى هذا العمل، فأنت -إن شاء الله تعالى- مشتركٌ في الأجر؛ لأنك دللت على خير والدال على الخير له مثل أجر فاعله، لكن عليك أيضاً أن تكون مسارعاً إلى الخيرات.
الجواب: لا، بل عليك ما دمت اقتديت بإمام مقيم أن تأتي بأربع ركعات؛ لقوله عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح {وما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا} وأنت فاتك أربع ركعات، ولذلك قال السائل لـابن عباس ماذا أكون بـمكة إذا لم أصل مع الإمام؟ فقال: تصلي ركعتين فدل على أنه كان مستقراً عندهم أن المسافر إذا كان مع إمامٍ مقيم فإنه يصلي وراءه أربع ركعات في الرباعية ولا يقصر الصلاة معه، وهذا مذهب كثيرٍ من أهل العلم خلافاً للإمام مالك رحمهم الله تعالى أجمعين.
الجواب: عليه أن يحرص إن ذهب أن يجعل في المسجد من ينوب عنه ويقوم مقامه، وأنصح ألا يكثر الإخوة الذهاب، بل لو أن الإخوة جلسوا في بلادهم وذهب الواحد يوماً، ورجع لكان هذا أولى.
الجواب: أُذكر الإخوة بما قاله النبي صلى الله عليه وسلم -كما في الحديث الصحيح- عن أبي موسى وغيره: {أن النبي صلى الله عليه وسلم، صعد المنبر، وقال: آمين.. آمين.. آمين، قالوا: يا رسول الله، قلت آمين، قال: جاءني جبريل فقال من أدرك رمضان فلم يغفر له، فأبعده الله، قل: آمين، قلت: آمين} فما بالك بإنسان دعا عليه جبريل وآمن عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، وإذا لم يتب الإنسان في رمضان فمتى يتوب؟
إذا كنت -يا أخي- أيام ومواسم الطاعات وغيرها عندك سواء، فمتى يستيقظ قلبك؟!
وإذا كنت يوم الجمعة تفكر بأن هذا اليوم يومٌ فاضل، وهو يوم فيه خلق آدم وفيه أهبط من الجنة وفيه تقوم الساعة وفيه وفيه... وفيه ساعة تستجاب فيها الدعوة، وفيه تشرع كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما تتذكر فقط أن يوم الجمعة يومٌ فيه إجازة وترتكب فيه بعض الذنوب والمعاصي التي لا ترضي الله، ومثل ذلك هذا الشهر الكريم لا تذكر من ذكرياته إلا أن الليل وقتٌ للعب الكرة سواءً في الملاعب أو مشاهدة اللاعبين على شاشة التلفاز، حيث لم تقصر رعاية الشباب فقد أعدت لشبابنا في هذا الشهر خمس عشرة مباراة طيلة خمسة عشر يوماً من أيام هذا الشهر!! وأما بالنسبة للشباب الذين لا يستطيعون الحضور فالحمد لله الوسائل والإمكانيات تتيح أن تُنقل لهم هذه المباريات حيةً على الهواء ليستمتعوا بمشاهدتها طيلة ليالي هذا الشهر الكريم!!
أما في النهار فهم مشغولون بالدراسة أو بالعمل، ولك أن تتصور بقية اليوم، فمتى يجد الإنسان وقتاً لقراءة القرآن أو لذكر الله أو للتفكير في أمور الآخرة، أو حتى لمصلحته الدنيوية -الله المستعان-.
أسأل الله تعالى أن يجعل اجتماعنا هذا اجتماعاً مرحوماً، وتفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً، وألا يجعل فينا شقياً ولا محروماً، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر