إسلام ويب

وسائل المنصرينللشيخ : سلمان العودة

  •  التفريغ النصي الكامل
  • التنصير العالمي الخبيث أصبح أخطر غزو يشتغل في العالم وهذا الغزو الخبيث لبلدان العالم، تنظم له القدرات الجبارة والإمكانيات الهائلة التي يمكن أن تحقق أكبر قدر ممكن من أهدافه، ويستغل النصارى كل فرصة وكل ضعف في العالم، كما يفرحون بالحروب والكوارث التي تصيب العالم لنشر النصرانية عن طريق الإغاثة كما يوظفون الإعلام والعلم والتعارف والمناسبات لذلك.
    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ [آل عمران:64].

    {من محمد عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل عظيم الروم: السلام على من اتبع الهدى، أما بعد:

    أسلم تسلم، يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإنما عليك إثم الأريسيين: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ [آل عمران:64]} رواه البخاري -رحمه الله تعالى- في "كتاب الجهاد" من صحيحه.

    طالما دمغ أهل الكتاب أهل الإسلام بكل نقيصة، ورموهم بكل عظيمة، وما تركوا عيباً ولا عاراً إلاََََََََََََََّ وألصقوه بهم، وأخرجوا أنفسهم منه أبرياء، وهم الذئاب في جلود الضأن، وهذا واحد من بني جلدتهم، أنطقه الله الذي أنطق كل شيء.

    رشيد سليم الخوري -الشاعر القروي اللبناني- يقول في "ديوانه" وهو يتكلم عن بني قومه من النصارى-:

    وكيف ألومُ في وطني الزمانا      ومنا ذله لا من سوانا

    ألسنا قد أهناه فهانا      وقلنا: كن فرنسياً فكانا

    إذاً فليهننا ليل المراد

    رضينا للتعصب أن نهونا     فأغمضنا على الضيم الجفونا

    نقول: المسلمون المسلمونا فنلعنهم ونحن الخائنونا

    نبيع بدرهم مجد البلاد

    بربك قل متى لبنان ثارا      ليدرك من علوج الروم ثارا

    متى ابتدرت إلى السيف النصارى      لتغسل بالدم المسفوح عارا

    وتدرك مرة شرف الجهاد

    هذا هو الدرس الخامس والستون، وهذه هي ليلة الإثنين: الخامس من شهر صفر/ من سنة (1413هـ)

    وبالمناسبة فعنوان هذا الدرس هو: وسائل المنصرين.

    * مصطلح التنصير يقصد به: ذلك الجهد الكنسي الذي يقوم به الدعاة من النصارى في الدعوة والعمل، والذي يهدفون من خلاله إلى إدخال الشعوب في الديانة النصرانية؛ سواء الشعوب المسلمة، أو الشعوب الوثنية، أو غيرها.

    أو يهدفون إلى تشكيك المسلمين في دينهم، وإخراجهم منه، أو إلى تثبيت النصارى على ملتهم، ودعوتهم إلى مزيد من التدين.

    - إذاً- فالتنصير، مأخوذ من النصرانية، -أي: الدعوة إلى النصرانية-.

    * والنصرانية: هي الاسم الشرعي للديانة التي جاء بها عيسى عليه السلام، أو هو الاسم الذي سمي به أتباع عيسى عليه السلام، قال الله تعالى: وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ [المائدة:14]. وإن لم يكن هذا الاسم أتى أصلاً إلا من قولهم هم، فالمهم أنه عرف بهم، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، والتابعون يستخدمونه في حقهم.

    وهو أولى من استخدام لفظ المسيحية والذي كثيراً ما يطلق على النصارى؛ وذلك لأن المسيحية هي نسبة إلى المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، وهو منهم بريء؛ إذ قد خالفوا أمره، وغيروا منهجه، وتركوا هديه ودينه وسنته، قال الله عز وجل: إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ [آل عمران:68] والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: {أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم} كما في البخاري.

    تنصير لا تبشير

    الأولى بكل الأنبياء هم الذين اتبعوهم، وأحيوا سنتهم، وكان دينهم جميعاً التوحيد.

    ومن الخطأ استخدام لفظة (تبشير) الذي كثيراً ما يقال عن التنصير؛ وذلك لأن لفظة (تبشير) فيه دلالة على أن هؤلاء القوم يدعون إلى البشارة وإلى الخير، ويبشرون الناس بالسلام، وبالرحمة، وبالبر، وبالجود، وبالسعادة، وهم ليسوا كذلك، والأولى بلفظة (التبشير) هو المسلم؛ فهو المبشر حقاً؛ ذلك أن لفظة (تبشير) من صفات النبي صلى الله عليه وسلم: إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً [الفتح:8]. وهكذا من سار على دينه فهو المبشر حقاً، ولما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً وأبا موسى إلى اليمن كما في "الصحيحين" قال: {بشرا ولا تنفرا}.

    فالتبشير: هو اسم على دعوة المسلم الحق، وليس على دعوة النصراني بحال.

    وقد استخدم لفظة (تبشير) جماعة كثيرون من الكتاب المسلمين، وقصدوا به النشاط النصراني في الدعوة إلى النصرانية، مثل ما كتب: عمر فروخ وخالدي في كتابهما المشهور الكبير المفيد "التبشير والاستعمار في البلاد العربية"، ومثلهم أيضاً: إبراهيم الجبهان "ما يجب أن يعرفه المسلم عن النصرانية والتبشير"، ومثله: مصطفى غزال، إلى غيرهم من الكتاب الذين يجري على ألسنتهم لفظ التبشير، والأولى أن يقال: التنصير لا التبشير.

    * ولماذا اختار النصارى لدعوتهم لفظ التبشير؟

    أولاً: لأنهم متفنون في التضليل الإعلامي، كما سيتضح لكم جلياً الآن أو بعد فترة.

    وثانياً: لأنهم أخذوا هذا من كلمة يزعمون أنها جاءت في الكتاب -في الإنجيل- يقول الرب: -زعموا- "أجمل الذين يبشرون بالخيرات، ويبشرون بالسلام "

    التبشير النصراني اسم يخالف الواقع

    الذين يبشرون بالخيرات، ويبشرون بالسلام هم حملة الدين الحق الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [الأنبياء:10].

    يزعمون أن عيسى عليه الصلاة والسلام قال لهم وعلمهم: "من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر، ومن أخذ منك الرداء فأعطه القميص".

    ولكن رأينا أن هؤلاء الذين يتشبثون بعيسى ابن مريم يمارسون ألوان الوحشية باسم السلام، ويمارسون ألوان الحرب باسم التبشير، ورأيناهم ينشرون السلام كما ينشر المطر بإذن ربه الخضرة والنماء، رأيناهم ينشرون السلام في فيتنام حيث الجثث والجماجم والأشلاء، ورأيناهم ينشرون السلام في حربين عالميتين خلال أقل من نصف قرن أتت على الأخضر واليابس، والحرث والنسل، ولا زالت آثارها إلى اليوم ماثلة للعيان، ورأيناهم ينشرون السلام خلال تينك الحربين في اليابان في هيروشيما وناجازاكي، ورأيناهم ينشرون السلام في لبنان الذي لم يكد يبقى فيه حجر على حجر.

    ورأيناهم ينشرون السلام اليوم في يوغسلافيا؛ حيث العبرات تقطع قلوب الأطفال والشيوخ والنساء والأرامل، وحيث ألوان الاعتداءات الوحشية التي يعجب الإنسان كيف استطاع بشر أن يجرؤ عليها!، وكيف يتحملها ضمير إلا أن يكون ضمير الشيطان وأوليائه، ورأيناهم ينشرون السلام قريباً منا هنا في العراق؛ فلم يرحموا أنات الثكالى، واليتامى، والفقراء، والجياع، والعطاش، وتحالفوا مع الشيطان الآخر حزب البعث العلماني في إحكام القبضة على هذا الشعب المسلم؛ فلا ماء، ولا قوت، ولا طعام، ولا إغاثة، ولا غذاء، ولا علاج، باسم الحصار الاقتصادي.

    هذا هو السلام الذي ينادون به.

    هذا السلام الذي نادت معابدكم           أم تلك مجزرة يخزى لها البشر

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3089343508

    عدد مرات الحفظ

    783898732