{من محمد عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم إلى أسلم تسلم، يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإنما عليك إثم الأريسيين: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ [آل عمران:64]
طالما دمغ أهل الكتاب أهل الإسلام بكل نقيصة، ورموهم بكل عظيمة، وما تركوا عيباً ولا عاراً إلاََََََََََََََّ وألصقوه بهم، وأخرجوا أنفسهم منه أبرياء، وهم الذئاب في جلود الضأن، وهذا واحد من بني جلدتهم، أنطقه الله الذي أنطق كل شيء.
رشيد سليم الخوري -الشاعر القروي اللبناني- يقول في "ديوانه" وهو يتكلم عن بني قومه من النصارى-:
وكيف ألومُ في وطني الزمانا ومنا ذله لا من سوانا |
ألسنا قد أهناه فهانا وقلنا: كن فرنسياً فكانا |
إذاً فليهننا ليل المراد |
رضينا للتعصب أن نهونا فأغمضنا على الضيم الجفونا |
نقول: المسلمون المسلمونا فنلعنهم ونحن الخائنونا |
نبيع بدرهم مجد البلاد |
بربك قل متى لبنان ثارا ليدرك من علوج الروم ثارا |
متى ابتدرت إلى السيف النصارى لتغسل بالدم المسفوح عارا |
وتدرك مرة شرف الجهاد |
هذا هو الدرس الخامس والستون، وهذه هي ليلة الإثنين: الخامس من شهر صفر/ من سنة (1413هـ)
وبالمناسبة فعنوان هذا الدرس هو: وسائل المنصرين.
* مصطلح التنصير يقصد به: ذلك الجهد الكنسي الذي يقوم به الدعاة من النصارى في الدعوة والعمل، والذي يهدفون من خلاله إلى إدخال الشعوب في الديانة النصرانية؛ سواء الشعوب المسلمة، أو الشعوب الوثنية، أو غيرها.
أو يهدفون إلى تشكيك المسلمين في دينهم، وإخراجهم منه، أو إلى تثبيت النصارى على ملتهم، ودعوتهم إلى مزيد من التدين.
- إذاً- فالتنصير، مأخوذ من النصرانية، -أي: الدعوة إلى النصرانية-.
* والنصرانية: هي الاسم الشرعي للديانة التي جاء بها عيسى عليه السلام، أو هو الاسم الذي سمي به أتباع عيسى عليه السلام، قال الله تعالى: وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ [المائدة:14]. وإن لم يكن هذا الاسم أتى أصلاً إلا من قولهم هم، فالمهم أنه عرف بهم، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، والتابعون يستخدمونه في حقهم.
وهو أولى من استخدام لفظ المسيحية والذي كثيراً ما يطلق على النصارى؛ وذلك لأن المسيحية هي نسبة إلى المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، وهو منهم بريء؛ إذ قد خالفوا أمره، وغيروا منهجه، وتركوا هديه ودينه وسنته، قال الله عز وجل: إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ [آل عمران:68] والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: {أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم} كما في البخاري.
ومن الخطأ استخدام لفظة (تبشير) الذي كثيراً ما يقال عن التنصير؛ وذلك لأن لفظة (تبشير) فيه دلالة على أن هؤلاء القوم يدعون إلى البشارة وإلى الخير، ويبشرون الناس بالسلام، وبالرحمة، وبالبر، وبالجود، وبالسعادة، وهم ليسوا كذلك، والأولى بلفظة (التبشير) هو المسلم؛ فهو المبشر حقاً؛ ذلك أن لفظة (تبشير) من صفات النبي صلى الله عليه وسلم: إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً [الفتح:8]. وهكذا من سار على دينه فهو المبشر حقاً، ولما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً وأبا موسى إلى اليمن كما في "الصحيحين" قال: {بشرا ولا تنفرا}.
فالتبشير: هو اسم على دعوة المسلم الحق، وليس على دعوة النصراني بحال.
وقد استخدم لفظة (تبشير) جماعة كثيرون من الكتاب المسلمين، وقصدوا به النشاط النصراني في الدعوة إلى النصرانية، مثل ما كتب: عمر فروخ وخالدي في كتابهما المشهور الكبير المفيد "التبشير والاستعمار في البلاد العربية"، ومثلهم أيضاً: إبراهيم الجبهان "ما يجب أن يعرفه المسلم عن النصرانية والتبشير"، ومثله: مصطفى غزال، إلى غيرهم من الكتاب الذين يجري على ألسنتهم لفظ التبشير، والأولى أن يقال: التنصير لا التبشير.
* ولماذا اختار النصارى لدعوتهم لفظ التبشير؟
أولاً: لأنهم متفنون في التضليل الإعلامي، كما سيتضح لكم جلياً الآن أو بعد فترة.
وثانياً: لأنهم أخذوا هذا من كلمة يزعمون أنها جاءت في الكتاب -في الإنجيل- يقول الرب: -زعموا- "أجمل الذين يبشرون بالخيرات، ويبشرون بالسلام "
يزعمون أن عيسى عليه الصلاة والسلام قال لهم وعلمهم: "من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر، ومن أخذ منك الرداء فأعطه القميص".
ولكن رأينا أن هؤلاء الذين يتشبثون بعيسى ابن مريم يمارسون ألوان الوحشية باسم السلام، ويمارسون ألوان الحرب باسم التبشير، ورأيناهم ينشرون السلام كما ينشر المطر بإذن ربه الخضرة والنماء، رأيناهم ينشرون السلام في فيتنام حيث الجثث والجماجم والأشلاء، ورأيناهم ينشرون السلام في حربين عالميتين خلال أقل من نصف قرن أتت على الأخضر واليابس، والحرث والنسل، ولا زالت آثارها إلى اليوم ماثلة للعيان، ورأيناهم ينشرون السلام خلال تينك الحربين في اليابان في هيروشيما وناجازاكي، ورأيناهم ينشرون السلام في لبنان الذي لم يكد يبقى فيه حجر على حجر.
ورأيناهم ينشرون السلام اليوم في يوغسلافيا؛ حيث العبرات تقطع قلوب الأطفال والشيوخ والنساء والأرامل، وحيث ألوان الاعتداءات الوحشية التي يعجب الإنسان كيف استطاع بشر أن يجرؤ عليها!، وكيف يتحملها ضمير إلا أن يكون ضمير الشيطان وأوليائه، ورأيناهم ينشرون السلام قريباً منا هنا في العراق؛ فلم يرحموا أنات الثكالى، واليتامى، والفقراء، والجياع، والعطاش، وتحالفوا مع الشيطان الآخر حزب البعث العلماني في إحكام القبضة على هذا الشعب المسلم؛ فلا ماء، ولا قوت، ولا طعام، ولا إغاثة، ولا غذاء، ولا علاج، باسم الحصار الاقتصادي.
هذا هو السلام الذي ينادون به.
هذا السلام الذي نادت معابدكم أم تلك مجزرة يخزى لها البشر |
أولاً: لأن التنصير خطر يهدد المسلمين منذ زمن بعيد، وهو اليوم يمد يديه، ويكشر عن أنيابه، ويفتل سواعده لحرب ضروس مع العقيدة الإسلامية، فكان لا بد من أن تدق طبول الخطر ليسمع من لم يسمع، ويعرف من لم يعرف؛خاصة إذا علمنا أن التنصير اليوم يتلصص بأساليب ووسائل ماكرة خبيثة، هي أحياناً أخفى من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء، ويرضى ولو باليسير من العمل، فإذا لم يستطع أن ينصر المسلم رضي بدون ذلك مما تحقرون من أعمالكم.
ثانياً: لأنه لا بد أن يقاوم المسلمون هذا الخطر، ويكثفوا الجهود لحربه في كل مكان.
ثالثاً: من أجل مزيد من الجهاد الذي تبذلونه، ويبذله المسلمون في الدعوة إلى الله عزوجل.
إيه! هذا صنيع أهل الباطل على باطلهم، فكيف يكون صنيعكم أنتم على حقكم؟!! وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ [النساء:104].
ولا يوجد وسيلة في الدفاع أحسن من الهجوم، إذاً فينبغي أن نرفع شعار الدعوة إلى الله تعالى في أوساط النصارى، ولنعتبر هذا على الأقل من الوسائل لإيقاف المد التنصيري أو تهدئته.
رابعاً: أن طرق مثل هذا الموضوع حرصاً على تعديل الصورة في نفوس المسلمين.
وليس التنصير هو الخطر الوحيد الذي يهددنا، فثمة أخطار كثيرة من داخلنا ومن خارجنا، والتنصير ذاته لن يبلغ فينا مبلغه إلا إذا وجد فينا تربة خصبة تنبت فيها جراثيمه وبذرته، والله تعالى يقول: وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً [آل عمران:120] ويقول سبحانه: قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ [آل عمران:165].
ولكن التنصير خطر على كل حال، ونحن حين نتحدث عنه نأمل ونطمع أن يكون هذا الحديث مساهماً في تعديل الصورة في نفوس المسلمين العاديين، والمثقفين، وطلبة العلم، بل والعلماء، أي: أن يدرج في قائمة اهتماماتهم خطراً جديداً اسمه: (التنصير) وأنه خطر مدجج يستهدف أصول العقيدة الإسلامية لدى مسلمين في مناطق نائية وبعيدة، وأطفال، وصغار، ونساء؛ بل ولدى المسلمين في العواصم والمدن الكبرى، وفي حوزات الإسلام، وعواصمه العظام.
إن من السذاجة أن تتصور أن الناس يملكون مناعة ضد التنصير، قد تكون أنت تملك بعض المناعة، لكن من السذاجة أن تتصور أن 1000 مليون مسلم حسب الإحصائية، أو أن (40%) أو (30%) من هذا الرقم يملكون مناعة ضد هذا الخطر، وسوف يتبين لك إن كنت ممن يظن هذا الظن أنه ظن في غير محله.
فهناك مسلمون يتنصرون، وتقام احتفالات أحياناً بتنصر 800 مسلم في يوم واحد، وهناك من لا يتنصرون فعلاً ويغيرون أسماءهم من عبدالله إلى جورج أو جوزف، ولكنهم يتأثرون فيصبح التنصر منهم قاب قوسين أو أدنى، ليسوا أعداء للنصارى، ولا يكرهون النصرانية، ولا يعتقدون أنها باطل، ولا يرون أن النصراني من أهل النار، وهؤلاء قد لا يكونوا أصبحوا نصارى بالمقياس النصراني ذاته ولكنهم حملوا الجرثومة، فإذا تنصر ولده أو تنصرت بنته، قال: هذه حرية شخصية، وما دام والمسألة قابلة للأخذ والرد فلماذا أنا أضغط على ولدي، أو أضغط على بنتي، أو أقف في وجهه!!
والنصارى أطول منك نفساً، وأبعد منك نظراً في بعض الأحيان.
وقد لا يوجد هذا ولا ذاك، ويبقى المسلم مسلماً مؤمناً بأصول الدين، مكفراً للنصارى، معتبراً أنهم من أهل النار، ولكن هذا الجهد التنصيري المكثف الموجه إليه هو شخصياً ولَّد عنده فتوراً في الحماس.
ولا شك أن هذا مشاهد، فالذين يعايشون النصارى من غير المتحمسين للإسلام؛ بل من المسلمين العاديين كثرت الطرق عليهم مما يولد عندهم فتوراً تجاه الدعوة، وعدم حماس لحمل رسالة الإسلام.
فلابد أن ندرج في قائمة اهتمامات أهل الإسلام خطراً جديداً اسمه: التنصير.
نوجه هذا الكلام لمن يشتغلون بالمعارك الصغيرة، معركة على قضية سهلة لا تقدم ولا تأخر، ولا يترتب عليها هدى أو ضلال، أو حق أو باطل، وإنما فيها راجح ومرجوح.
خامساً: أن هذا هو دعوة للتائهين من المسلمين، إلى الشباب الذي يلهث وراء الكرة، ووراء الفن، ووراء الفيلم، ووراء المسلسل، ووراء الأغنية، ووراء المرأة، نقول لهؤلاء: هذا جهد عدوكم، فأفيقوا قبل أن يغرقكم الطوفان ويبتلعكم الموج وأنتم لا تشعرون.
هناك عشرات الكتب -على كل حال- تتكلم عن هذا الموضوع، ولكني وجدت نفسي منهمكاً في مطالعة ما يزيد على (1500) وثيقة تنصيرية وصلتني، ولم أنته بعد إلا من شيء منها، وأنا على يقين أن هذه الوثائق التي أملكها هي مجرد نماذج قليلة وناقصة لبعض جوانب الموضوع؛ إذ أنه لم يكن هناك جهد لاستكمال الموضوع واستجماعه، إنما هي النماذج والوسائل والوثائق التي وصلتني من الإخوة بجهودهم الشخصية.
ولا يفوتني أن أشكر من ساعدوني من الإخوة الشباب في توفير الوثائق حول هذا الموضوع بجهودهم الذاتية، سواء عن طريق المراسلة أو عن طريق الفاكس، أو بواسطة الزيارة وإرسال بعض المظاريف، والأوراق، والمجلات، والأشرطة وغيرها، فأقول لهم: جزيتم خيراً، وقد قمتم ببعض واجبكم تجاه دينكم وتجاه فضح هذا المخطط.
كما أشكر مجموعة من المؤسسات والهيئات الإسلامية، وعلى رأسها الندوة العالمية للشباب الإسلامي، وكذلك لجنة مسلمي أفريقيا، فقد واصلوني وراسلوني بمجموعة كبيرة من الأوراق، والوثائق، والمنشورات، والحقائق التي أشكرهم عليها شكراً كثيراً، ولهم مني الدعاء في ظهر الغيب، وليعذرني هؤلاء وأولئك على أني أقتصر في شكرهم على هذه الكلمات التي قد يسمعونها، وربما لا يسعفني الوقت أن أكتب لهم شكراً خطياً وأبعث به إليهم، فليعذروني على ذلك، جزاكم وجزاهم الله خير الجزاء، وبارك الله تعالى في جهودكم وجهودهم.
وقد انتابتني حيرة شديدة وأنا أطالع هذه الأوراق فما أدري ما آخذ منها وما أدع!، ولذلك رأيت أن من المناسب، خاصة وأن هناك طلباً من عدد من الإخوة أن يجّزأ الموضوع على فترات، فرأيت أن من المناسب أن يخصص أكثر من موضوع، فسأتحدث إليكم في الأسبوع القادم وأقول لكم: التنصير يجتاح العالم الإسلامي، هذا في الأسبوع القادم، وفي أسبوع آخر سوف أتحدث عن التنصير في منطقة الخليج العربي بالذات؛ لخطورة الأمر وما فيه من الوثائق والحقائق المذهلة التي قد لا تتصورونها.
ومع ذلك فالموضوع أكبر من محاضرة أو محاضرتين أو ثلاث؛ ولهذا أجد أن سرد بعض المصادر -الآن- قد يفيد في تغطية الموضوع في جوانب قد لا نملك -نحن- أن نتكلم عنها في كثير ولا في قليل، وأيضاً أذكر هذه المصادر حتى يعلم الجميع أن الحديث إنما هو من وثائق، وحقائق، ومعلومات هي في الغالب مستقاة من مصادر رسمية، أو مصادر تنصيرية محايدة، أو أنها متعاطفة مع النصارى.
من تلك الكتب على سبيل المثال، وإلا فهي تعد بالمئات:
من أخطرها كتاب الزحف إلى مكة للدكتور خالد نعيم؛ وهو أستاذ في جامعة الأزهر فيما أذكر، وهذا الكتاب مطبوع وقد نشر على حلقات في مجلة المجتمع الكويتية، وهو كتاب وثائقي مهم، ومنها كتاب حقائق ووثائق عن التنصير في العالم الإسلامي للدكتور عبد الودود شلبي، وله كتاب آخر أيضاً اسمه أيها المسلمون أفيقوا قبل أن تدفعوا الجزية، ومنها: كتاب "التنصير في القرن الأفريقي ومقاومته" للسيد أحمد يحي، وهناك كتب غيرها كثيرة.
المهم, هذا المؤتمر الذي عقد عام (1978) في كلورادو، وحضره أكثر من (150) منصر من أنحاء العالم، واستمر أياماً، وقدم فيه أكثر من (40) دراسة ميدانية وثائقية مقارنة من أخطر ما يكون، وخرجوا بتوصيات علمية غريبة، نشر على رغم التحفظ عليه في أكثر من (1000) صفحة في أمريكا، ومهمة هذا المؤتمر كانت هي: التخطيط لتنصير المسلمين جميعاً، وكان عددهم آنذاك -فيما أذكر- أكثر من (720) مليون حسب الإحصائيات الرسمية.
فكان المؤتمر يهدف إلى تحويلهم إلى نصارى، ومن أجل ذلك عقد المؤتمر، وقد قام الأستاذ عبد الرزاق ديار بكرلي، بدراسة هذه الوثائق دراسة جيدة، وطبعت هذه الدراسة -أيضاً- في كتاب اسمه تنصير المسلمين، وهو بحث في أخطر استراتيجية طرحها مؤتمر كلورادو، ونشر هذا الكتاب -أيضاً- على حلقات في مجلة المجتمع الكويتية، وطبع في الرياض في أحد دور النشر.
من الكتب -أيضاً- التي تفضح بعض خطط المنصرين في مؤتمراتهم كتاب اسمه سبعمائة خطة لتنصير العالم وهذا الكتاب رشح على أنه أهم وأخطر كتاب نصراني لعام 1988م قبل نحو أربع سنوات، تكلم عن (700) خطة لتنصير العالم، ودرسها خطة خطة، وإيجابياتها وسلبياتها، وخلص على أن ما يزيد على (400) خطة منها فاشلة، و(300) خطة منها قابلة للنجاح مع بعض التعديلات، وصفا له نحو (120) خطة رأى ضرورة التركيز عليها والعناية بها
وإذا ذكر عيسى فالنصارى يقولون: يسوع، لكنهم في كتبهم يقولون: عيسى إذا كان الكتاب مخصصاً للمسلمين، من أجل أن تأنس القلوب بذلك وترتاح له.
بل تجد في هذه الكتب على الغلاف صورة لعربي، أو خليجي بالشماغ والعقال وثيابه المعروفة، وربما تجد صورة بلباس الأمراء لطفل صغير يحمل الصليب، أو يحمل الإنجيل في يده على غلاف الكتاب.
وشأن هذه الأشياء غريب جداً، فهناك كميات بمئات الألوف في هذه البلاد فضلاً عن غيرها من البلاد النائية، أو البلاد التي يستهدفها التنصير مباشرة.
وقبل قليل أخبرني الشيخ سعيد بن زعير؛ الأستاذ في كلية الدعوة، أنه وصله ألف نسخة من كتيب بحجم أصابع اليد في البريد من أجل أن يقوم جزاه الله خيراً بتوزيعه على الناس، من كتب النصارى، حتى المشايخ يرسلون إليهم كتب ورسائل وطرود من المصادر، وسأتحدث على كل حال عن هذه النقطة مستقبلاً بتفصيل أكثر.
هذه بعض المصادر وغيرها كثير.
منها مثلاً: إدخال غير النصارى في النصرانية سواء كانوا من المسلمين وهم الهدف الأول لحملات النصارى أو حتى البوذيين، أو الوثنيين، أو غيرهم.
ومنها: -وهذا يحدث عند العجز- أنهم يكتفون بإخراج المسلم من دينه وإبقائه بلا دين، وهذا الهدف الذي تكلم عليه زويمر في مؤتمر المنصرين حينما، خطب فيهم وسط أجواء من التشاؤم، حيث كانوا يقولون: عجزنا عن تنصير المسلمين، فخطب فيهم يقول لهم: " اعلموا أننا لا نريد أن نخرج المسلم من دينه لندخله في النصرانية، فهذا شرف لا يستحقه، وإنما نريد أن نخرج المسلم من إسلامه حتى يبقى بلا دين، ثم دعا وقال: باركتكم عناية الرب.
وأقول: هو كذوب فيما قال:
أولاً: لأن هذا الكلام على قاعدة الثعالب، يروى أن الثعلب حاول أن يصل إلى العنب فعجز، فقال: الحمد لله الذي أنجاني من الحرام، وفي لفظ أنه قال: هذا عنب حامض ولو صعدت إليه لوجدته غير ناضج، فتركه -زعم- لعدم صلاحيته، فهكذا زويمر ومن معه لما عجزوا في فترة من الفترات في الحصول على أعداد كافية من المسلمين المتنصرين، طمأن قومه بأنه ليس المقصود تنصيرهم وإنما المقصود إخراجهم من دينهم.
ولا شك أن هذا هو بعض أهدافهم.
ولعلي أسبق الأحداث وأذكر لكم هذه القضية، وإن كانت ضمن درس الأسبوع القادم، أن أكبر بلد إسلامي في العالم إندونيسيا (190) مليون أكثر من (90%) منهم في الأصل مسلمين، هذا البلد يتعرض اليوم لحملة تنصيرية بلغ من وقاحتها، وضراوتها أنهم يعدون رجلاً مسئولاً -الآن- عن العسكر وعن الأمن، يعدونه ليدخل في معركة الرئاسة -رئاسة الدولة- أي: أن من الممكن أن يتولى رئاسة هذه الدولة رجل نصراني، وسأذكر لكم اسمه، لا تستغربوا ففي هذا البلد بذاته (190) مليون عطلتهم يوم الأحد، ولا أحد يعترض هناك.
أولاً: الخدمات الإنسانية.
هم يقولون: التبشير والسلام، والديمقراطية، والإنسانية.
فالخدمات الإنسانية مثل: الإغاثة، والطب، والمساعدات: من أهم ما يتوسلون ويتوصلون به، فهم يحملون الإنجيل بيد والعلاج باليد الأخرى؛ بل إن الكوارث التي تحصل في البلاد الإسلامية هي فرصتهم السانحة، يفرحون بها لأنهم من خلالها يلتقطون ما يريدون، ويضعون الحب ليصطادوا به.
مثلاً: منظمة الصليب الأحمر الدولية منظمة إغاثية عالمية كبرى، حتى بعض إغاثات المسلمين التي تؤخذ من جيوبهم بالقرش والريال؛ تقوم -أحياناً- منظمة الصليب الأحمر الدولي بتوزيعها على مسلمين آخرين في بلادهم.
ففي بنجلادش -مثلاً- قامت منظمة الصليب الأحمر بتوزيع بعض الإعانات التي دفعتها دول إسلامية، فتوزعها على المسلمين هناك ليتنصروا بها.
وهذه وصمة عار تلحق المسلمين؛ ووصمة عار -أيضاً- تلحق النصارى؛ أنهم يستغلون ضعف الإنسان، وحاجة الإنسان، وفقر الإنسان، من أجل الضغط عليه بتغيير دينه.
وقد دافع أحد المنصرين -وهو الدكتور بيتر ماكوليا- عن ردة الفعل التي توجد لدى المسلمين -يسميهم الجيران المسلمين- من الاستغلال النصراني في الكوارث من أجل ذبح نصارى جدد، وقال لهم: أبداً، نحن أولاً: دوافعنا للمساعدة دوافع إنسانية، فنحن نلبي نداء المسيح الذي أمرنا أن نمسح على جراح المجروحين.
ثانياً قال: نحن نعالج الحاجات كلها -الحاجات الظاهرة والباطنة- فنعالج الفقير بالطعام، والمريض بالغذاء، والعاري بالكسى، -وأيضاً- نعالج الضال بالهداية التي نعطيها له من الكتاب المقدس، أي: الإنجيل، -وقال الشفاء نوعان: شفاء طبيعي، وشفاء فوق الطبيعي، فنحن نقدم بيدٍ الشفاء الطبيعي في القارورة، ونقدم لهم بيدٍ الشفاء فوق الطبيعي؛ وهو الدعوة إلى النصرانية.
وليس خافياً عليكم أن الأمم المتحدة بمنظماتها، والبنك الدولي، ومنظمة الصحة العالمية، والصليب الأحمر، واليونسكو وغيرها هي: وسائل بيد مجلس الكنائس العالمي، وعملائه المغروسين في أنحاء الأرض.
فالكنيسة تدار فيها الخمور، وتقام فيها علب الليل، وحفلات الرقص الماجن للمراهقين والمراهقات. من أجل استهواء الشباب وجلبهم إلى النصرانية خاصة إن كانوا من شباب المسلمين.
ومن الطريف: ذكرت لجنة مسلمي أفريقيا: أن منصراً بني في النيجر مسجداً، يقولون: ذهبنا ورأيناه بعيوننا فتعجبنا! فوجدنا أنه أقام بجوار المسجد مرقصاً وملهى؛ فصار يأتي إلى الشباب الذين هم يصلون أصلاً، فإذا اجتمعوا تحدث إليهم وأخذهم إلى المرقص والملهى، ويسر لهم أسباب الفساد، يقولون: حاولنا أن نقف دونه، لكن عبثاً أن نحاول؛ لأن قوانين البلد تسمح بإقامة المراقص والملاهي ولو بجوار المساجد. فالله المستعان!!
وآخر: منصر فرنسي، أقام في بلد مجاور مسجداً، يقول: تعجبنا وذهبنا ورأيناه، فقال المسلمون: بنى لنا هذا المسجد القس فلان. فقلنا: عجيب قس يبني مسجداً. قالوا: وأكثر من ذلك، وبنى لأطفالنا مدرسة بجوار المسجد، يدرس فيها أولادنا، يقولون: فذهبنا إلى المدرسة فوجدنا الأطفال، ولم نجد القس، ومن معه ممن يدرسون الأطفال. فسألنا الأطفال سؤالاً: من ربك؟ وطلبنا أن يقوموا على السبورة ليكتبوا. يقول: فقام أحدهم، وقال: الله هو المسيح، السيد المسيح، وهذا من أولاد المسلمين.
-إذاً- النصارى يحملون معهم جراثيم الانحلال حيث حلوا، وحيث رحلوا، وما أخبار البيئات التي يكثرون فيها -في هذه البلاد- عنا ببعيد، فما نسمعه وتسمعونه من أخبار أرامكوا -مثلاً- حيث الاحتفالات الراقصة، وحيث الاختلاط، وحيث الزينة، وحيث التبرج، وحيث قيادة النساء للسيارة، وحيث الفساد، وحيث ألوان المخالفات الشرعية، إلاَّ نموذج لذلك.
ومثلها -أيضاً- الهيئة الملكية بـينبع، صور وأخبار يتعجب الإنسان هل هو في يقظة أو في حلم! أن توجد في بلاد الإسلام، وعلى مرأى ومسمع من أهل العلم، والعلماء، وطلبة العلم، والدعاة، وقد لا يكون بين هذا البلد وبين أقرب بلد آخر يسكنه الناس إلا بضع كيلو مترات، أو أقل من ذلك، وتقام الاحتفالات الراقصة، وتقام أعياد الميلاد، وتجعل النساء سكرتيرات للرجال بأبهى زينة، ويحدث أمور يندى له الجبين؛ بل وأكثر من ذلك مما لا أرى مراعاة لمشاعركم، ومحافظة على عواطفكم لا أرى -الآن- أن أتحدث عنها، ومثله: بعض القطاعات في وزارات الدفاع التي يكثر فيها أمثال هؤلاء، ويعملون على جلب من كان من بني جنسهم وجلدتهم من النصارى على إبعاد المسلم حتى ولو كان مسلماً بالهوية فحسب، المهم من اسمه محمد وعلي وصالح فهذا غير جيد ولو كان يشتغل الليل والنهار، ويرسل له إنذار: بعد إنذار، ويقال له: لا بد أن تحسن الأداء وإلا سوف نقوم بفصلك، وبعد إنذارين أو ثلاثة يتم فصله ليأتي بعده جورج وجوزيف ومشيل وأمثالهم.
توزيع الكتب والكتيبات بشتى اللغات، وبشتى الأساليب، وبشتى الموضوعات مع تعمد الدس، والتشويه، والكذب في مثل هذه الدراسات، والكتب، والمقالات.
وعندي من ذلك مئات، أرجو أن أذكر منها شيئاً في المستقبل، لكن يكفي أن تعلم أنهم طبعوا في العام المنصرم، (88.600) كتاب، وأنا متأكد أن أكثركم فوجيء وقال: رقم قليل (88.600) كتاب بسيط. فنقول (88.600) عنوان كتب جديدة؛ لكن من كل كتاب منها يطبع مئات الألوف من النسخ، فـ(88000) اضربها في (100.000) -أيضاً-؛ لأن كل واحد من هذه الـ(880.00) عنوان يطبع منه -أحياناً- مئات الآلاف من النسخ، وتوزع بالمجان.
هذا فضلاً عن أنه طبع في العام الماضي فقط (53.000.000) نسخة من الإنجيل، وغالبها يوزع على المسلمين؛ بل قبل سنتين وأثناء أزمة الخليج، طبعت مؤسسة فرانكين من الإنجيل أكثر من(700.000) نسخة مخصصة للخليج العربي ووزعت في الخليج العربي، وقد وصلني منها نصيب لا بأس به، هذا فضلاً عن الكتب والكتيبات، والنشرات والمطويات الصغيرة التي تتعجب منها بكل الأحجام التي تتصورها، وكل المقاسات، فضلاً عن التقاويم.
وفي كل يوم تجد التقويم مرصع بآية من الكتاب -من الإنجيل-، مكتوبة بخط جميل، وملونة، وزهور، وأشياء تلفت الانتباه، وتشد الذهن، ويتعجب منها الإنسان، وملصقات يمكن أن تلصق على السيارة، أو على الباب، أو على المدخل، أو في البيت، أو في المكتب. وكروت التهاني بالأعياد، -أعياد الميلاد، وأعياد النصارى، أعياد الكرسمس مثلاً، وعيد رأس السنة، وعيد القيامة، إلى غير ذلك من أعيادهم، وبخطوط جميلة، وألوان، وصور عارية -أحياناً-، وصور يزعمون أنها لـمريم عليها السلام، أو لعيسى، أو فيها شيء من الآيات الإنجيل، إلى غير ذلك.
فضلاً عن نشر الصلبان في كل مكان، وفي كل ميدان، والثياب، والملابس، والسيارات، والأواني، والذهب، وفي كل شيء، ولو تأملت تكاد تجد صليباً موضعاً على عمد، دعك من المبالغات، ودعك من الوسوسات، ودعك من التخيلات والأوهام، إنما حقائق الصلبان التي تلوح وتلمع ولا يمكن تجاهلها، لا تكاد تجد شيئاً صدر منهم إلا وفيه صليباً ظاهراً، أو خفياً، أو صورة عارية، أو صورة للعذارء -كما يزعمون- أو صورة لـعيسى، أو صورة للإنجيل، أو غير ذلك.
بل إن منشوراتهم ومطوياتهم وصلت إلى المساجد، البيوت، المدارس، ولعل من الطريف أنه أرسل لي أحد الإخوة -جزاه الله تعالى كل خير- أرسل لي من ينبع أوراقاً جاءت من الإنجيل تصوروا كيف جاءت هذه الأوراق!؟ جاءت مع الفواكه التي تباع، الشمام، التفاح، البرتقال، فتجد أن فوقها وتحتها وعن يمينها ويسارها أوراق من الإنجيل يقصدون بها أن تصل إلى المسلمين، والكل يتذكرون تلك المطويات التي وصلت إلى معظم البيوت، مثل: مطوية شهادة القرآن التي أجزم أنه وزع منها -هنا ملايين- وهي عندي من أخطر ما يكون؛ لأنها تشكك المسلم المغفل أو البسيط أو ضعيف الثقافة، بأن القرآن يعترف بأن الإنجيل غير محرف، وهذه هي خلاصة المطوية أو النشرة شهادة القرآن.
ومثلها: نشرة أخرى عندما تقابل الله، نشرت في كل مكان، والثالثة: صلاة الأسرار المقدسة وهي -أيضاً- نشرت على نطاق واسع.
وعدد المجلات التي تخدم التنصير، -أي: المخصصة لهذا الغرض- (24.900) مجلة ودورية في العالم، هذه إحصائية العام الماضي، ويطبع من العدد الواحد -أحياناً- ملايين، ويوزع مجاناً، ويرسل بالبريد لمن يريد.
أشرطة الكاسيت: فالإنجيل -كله- فرغوه على أشرطة كاسيت -أشرطة وعظية فيها وعظ، وكلمات من الإنجيل، وموسيقى دينية كما يقولون، وترانيم دينية، وابتهالات، - وسوف أذكر لكم نماذج لأنني استمعت إلى بعض هذه الأشرطة، ونقلت بعض ما فيها من الكلام، بعضها معدة خصيصاً للمسلمين، فتجد فيها كلمات، ودعاء، وابتهال، ربما يسمعها المسلم من أولها إلى آخرها -أحياناً- لا يكتشف أنها تنصيرية؛ لأنها تقوم للتمهيد لدعوة التنصير.
هناك منظمة في أفريقيا اسمها منظمة (بي. آر. إم) قامت بتحويل خمسين من الإنجيل إلى الأشرطة، أي: خمسين إصداراً كما يقال.
وتقول هذه المنظمة: يجب أن تتوفر جميع الترجمات بكل اللغات للإنجيل بصورة أشرطة صوتية في نهاية عام (2000م) -أي: بعد نحو ثمان سنوات، يجب أن تكون الأناجيل بلغات العالم كله مفرغة في أشرطة- والعجب أن هذه الأشرطة تصل حتى إلى الفقراء الذين لا يجدون لقمة العيش في المخيمات. حدثني طبيب سعودي ثقة من الإخوة الطيبين، يقول: " رأيناهم في بعض المخيمات إذا كان هناك كهرباء أهدوا للمسلم جهاز تسجيل على كهرباء، وإذا لم يوجد أعطوه جهاز التسجيل ومعه البطاريات -الحجر- فإذا لم يتمكن من هذا ولا ذاك، أعطوه جهاز تسجيل يشتغل بالهمبل حتى يستمع إلى مضمون هذه الأشرطة.
أين الذين يحاربون الشريط الإسلامي، وكأن خصمهم الوحيد هو الشريط الإسلامي؟!
ومثل الأشرطة: الإذاعات، وسأذكر إحصائية الإذاعات بعد قليل، لكن من أشهر الإذاعات وخاصة التي تتكلم بالعربية: صوت الغفران، وحول العالم، ونداء الرجاء، وهذه كلها تذاع من ألمانيا، ومثل: دار الهداية من سويسرا، وصوت الحق من لبنان، وكلستار وهذه من زائير، وزيول من إندونيسيا، وكلمة الحق من أسبانيا، ونور على نور من مرسيليا، لاحظ الأسماء تجد أن المسلم العادي لا ينتبه لها، وأحياناً يضعون برنامجاً في الإذاعة اسمه: الله أكبر، يقدمه الشيخ عبدالله.
المسلم في أدغال أفريقيا ما يدريه أن هذا برنامج تنصيري؟ والبث في هذه الإذاعات متبادل على مدى 20 ساعة، أي: منسق بين جميع هذه الإذاعات بحيث أنها لا تبث في وقت واحد؛ بل تتوقف هذه لتبث تلك مما يدل على التنسيق، وتبث بأكثر من 80 لغة، ولها صناديق بريد في العواصم العربية وغيرها، وتستخدم المراسلة، والمطبوعات، وغيرها للتواصل مع مستمعيها، بل هناك برامج مخصصة للمستمعين، ورسائلهم، وبريد لهم يذاع باستمرار، ثم من الإذاعة يراسلونهم، وينقلون أسماء الذين يتصلون بالإذاعة إلى محطات التنصير في العالم لتتم مراسلتهم من تلك المراكز.
ومن ذلك -أيضاً-: أشرطة الفيديو، والتلفزة، وقد أغرقوا الأسواق بالأفلام التنصيرية المحضة في مصر وغيرها، فضلاً عن أن معظم الأفلام التي تصدر من عندهم فيها لوثات تنصيرية، حتى لو كانت بعيدة عن التنصير تجد أن فكرة الصلب، أو فكرة الفداء، أو الكلمات النصرانية تأتي على كلمات ابطال تلك المسرحيات وغيرها.
ومن الطرائف والعجائب: وكم بـمصر من المضحكات، ولكنه ضحك كالبكاء، وهو أن مصر وصلها أشرطة عديدة تنصيرية منها شريط يتناول سورة البقرة، وفي مطلع هذا الشريط صوت خوار كخوار البقرة، ومغلف بآيات من سورة البقرة، وفي أثنائه كلام لا يمت إلى الدين بصلة، فليس فيه إلا السخرية، والبذاءة، والاستهزاء بالقرآن وبسورة البقرة، و-طبعاً- صودر هذا الشريط.
ولكن في عام 1989م تم تنسيق بين تلفزيون مصر وبين الفاتيكان من أجل إعداد وإخراج معاني القرآن الكريم من خلال ما يسمى بالرسوم المتحركة التي تخاطب الأطفال غالباً، -رسوم متحركة يعدها الفاتيكان- إن هذا ليس بالأغاليط، بل هذه حقائق، وقد نشر هذا الخبر في عدد من الصحف منها جريدة المسلمون بقلم أحد الكتاب المصريين، فرسوم متحركة يعدها الفاتيكان لتفسير القرآن وتقدم لـمصر، لا تقدم للعالم الإسلامي من خلال البث الفضائي المصري الموجه للعالم الإسلامي، والذي يلتقط في هذه البلاد -كما هو معلوم.
وهذا تمهيد للبث التلفازي التنصيري الذي سوف يتم عبر الأقمار الصناعية، وهذه الخطة أعدها الفاتيكان لعام (2000م) ويأمل أنه خلال ذلك العام يكون قد غطى العالم كله ببث تنصيري من خلال الأقمار الصناعية، وليس سراً أن بابا الفاتيكان ألقى خطاباً قبل أشهر بسبعين لغة، منها اللغة العربية، والتقط هذا الخطاب في أنحاء العالم، ولا أُذيعُ سراً لو قلت لكم هذا الخطاب الذي ألقاه بابا الفاتيكان التقط هنا على مسافة لا أقول كيلو مترات بل أقول أمتار منكم حيث كان جهاز الاستقبال في المستشفى التخصصي ينقل محطة روسيا وcnn آنذاك، ونقل بعض البرامج التنصيرية، ونقل خطاب البابا إلى العالم.
هناك مؤسسة اسمها: إعلام الشرق الأوسط، وهذه المؤسسة تقوم بالتعاون مع ست هيئات نصرانية؛ تقوم بإنتاج برامج مشتركة، وتقول هذه المؤسسة في أحد منشوراتها، اسمعوا الكلام، تقول: "بالرغم من عدم سيطرة المسيحيين على برامج التلفزيون في الشرق الأوسط إلا أن الأمور تسير بسرعة! -أي: أن الأمور على ما يرام، ولو لم نسيطر؛ فإن الأمور بأيدينا- ثم تقول: إن البث المباشر عن طريق الأقمار الصناعية يتدفق تدفقاً، ويلاحظ أن أعداداً كبيرة قد اشترت -فعلاً- الأجهزة الخاصة بالتقاط برامج البث المباشر بالرغم من فقر الكثيرين منهم.
قبل سنوات نشرت صحفٌ سعودية منها: جريدة اليوم كلاماً يدل على اكتشاف خطة تنصيرية لاستغلال مبارات كأس العالم لبث التنصير، ونشر وتوزيع الأشرطة والكتب والنشرات، يقوم وراءها الفاتيكان، هذا أقيمت في السعودية، فكيف إذا كانت في بلد آخر من البلاد التي تعتبر مفتوحة للدعوة النصرانية، ومثله كل الدورات والألعاب الأولمبية التي تقام في العالم تستخدم للتنصير، ومن آخرها ما يسمى بدورة برشلونا، والشباب يتابعونه، لكن الكثير منكم يمكن لأول مرة يسمع هذا الكلام، وكذلك معرض أشبيليا، وهذه الدولة وهذا المعرض عندي وثائق على أن هناك خطة أن يتولى النصارى العرب الاتصال والتنصير فردياً هناك، وتوزيع النشرات والأفلام وعنوانين المؤسسات التنصيرية في العالم على الحضور وعلى المسافرين إليها.
ومن ذلك: أن هناك منظمة فلبينية تنصيرية اسمها منظمة شادي، وكلمة شادي عندهم في لغتهم معناها الرب، هذه المنظمة تهتم بشكل خاص بالمرضى، والمعوقين، وأصحاب المشكلات النفسية، والذين يواجهون صعوبات في حياتهم، والغريب في الأمر أن هذه المنظمة معها نشرة اسمها: شادي، وعندي أعداد من هذه النشرة، ونشرت في أحد الأعداد عناوين لمندوبي هذه المنظمة، نشرت فيه أربعة عناوين بغير العربية، ووجدنا أن عنوانين منها في داخل المملكة وأحدها في بريدة على مسافة كيلو مترات منكم؛ في المدينة الصناعية، وفي الأخير كتب اسمه دوان طبال مندوب لهذه المنظمة، ثم كتب صندوق البريد.
ويدخل في العمل الاجتماعي -الذي يهدف إلى نشر النصرانية- العمل على تحديد النسل، فهم يحاولون تنصير النسل، لكن بودهم -أيضاً- أن لا يوجد مسلم على وجه الأرض يحتاج إلى تنصير، وقد دفعوا معونات -وهذه معلومات مؤكدة- فأمريكا دفعت لـمصر معونات ضخمة مخصصة، بشرط أن تستخدم في تحديد النسل، فضلاً عن هبات، ومعونات، ومعدات، وأجهزة أرسلت إلى كليات الطب في مصر، وحتى إلى كلية الطب في الأزهر ذاته والتي تتعلق بموضوع الإجهاض، وإمكانية إسقاط الأطفال من أرحام الحوامل، وهذه الأخبار نشرتها عدة صحف منها: جريدة المسلمون عدة "275" -تقريباً-.
ومن ذلك أن مجلس الكنائس العالمي وهو ربما أعلى سلطة مسؤولة عن التنصير، حشد آلاف من المربيات كما يقول رئيس إرسالية التنصير في الشرق الأوسط، يقول: " إن مجلس الكنائس العالمي حشد آلاف من المربيات، -ووضع خطوطاً تحت هذا الكلام- آلاف من المربيات، والخادمات، والممرضات، والأطباء، والمهندسين، لدعم خطة لتنصير المسلمين عام (2000م) "، فهم مصرون على أن يتحول المسلمون عام (2000م) إلى نصارى، ومن ذلك استخدموا حتى المربيات، والخادمات، والممرضات، والأطباء، والمهندسين.
ويقول هذا المسؤول -وهو رئيس إرسالية التنصير في الشرق الأوسط-: إن هؤلاء -الذين أرسلوا- قد اتخذوا الوسائل والأسباب التي تمهد لهم التوغل في جزيرة العرب.
وهي من أخطر وأنجح الوسائل؛ لسهولتها، ووصولها في الغالب، وإمكانية تداولها.
وأنا أعجب من البريد في العالم العربي الذي يلاحق رسائل الخير والدعوة إلى الإسلام، والرسائل الموجهة إلى العلماء والدعاة، ويصادرها أحياناً، ويكشفها أحياناً أخرى، وتفوت منه القليل، أما رسائل النصارى فتأتي ليست على استحياء، رأيت بعيني طرداً بريدياً ضخماً في داخله نسخ من الإنجيل، وأوراق ومجلات وأشياء كثيرة مبعوثة من النصارى إلى مواطن عربي في بلد ما.
الإذاعات التنصيرية لها برامج للتعليم بالمراسلات، وهي برامج مجانية، وهي تعقد الصداقات، وتوصل الكتب والمجلات والأشرطة مجاناً إلى من يريد، وكل ما يهمهم هو الحصول على عنوانك، ثم بعد ذلك نم فسوف يأتيك كل شيء.
مثال: جمعية طريقة الحياة في لبنان، وهي جمعية للتنصير بالمراسلة، وترسل كتباً وكتيباتٍ، وأشرطة وغير ذلك؛ بل وتمنح شهادات للخريجين، وعندي نماذج من الأسئلة، ونماذج من الاختبار، ونماذج من هذه الشهادات؛ بل حتى ترسل لمن لم يطلب بمجرد التعرف على عنوانه، وقد اكتشفت أن مجلة الوطن العربي، وهي وكر من أوكار النصارى في فرنسا، ومع الأسف أنها عميلة لبعض الأنظمة العربية -أيضاً-، واتخذت هذا ذريعة لضرب الإسلام والمسلمين، والنيل من الدعاة بطريقة مهينة، لكن هذه المجلة تنصيرية، وعندها ركن للتعارف، ويبدو أن هناك تعاوناً بينها وبين المنظمات التنصيرية، فهي ترسل ركن تعارف إلى تلك المنظمات؛ وتقوم بمراسلة الشباب والفتيات الذين يعلنون وينشرون أسماءهم وعناوينهم هناك.
كذلك هناك المسابقات الثقافية التي تعد على كتب، أو من خلال الإذاعة، أو من خلال بعض البرامج، ويؤخذ لها جوائز ضخمة، وتكون وسيلة للاتصال بين المؤسسات التنصيرية وبين القراء.
وكذلك بعض السفارات تقوم بالعمل نفسه، وعندي نماذج من طرود تبعث بها السفارات، وترسلها إلى مواطنين في كل مكان بحجة الدعوة إلى الترفيه، أو السياحة، أو التعريف ببلد ما، وهي تحمل في داخلها دعوة إلى التنصير.
بعض المنصرين يكتب لك ويقول: إذا لم يصلك خلال عشرين يوماً فأرجو إشعارنا لنقوم ببعث طرد آخر؛ علماً أننا سوف نرد حالاً على جميع رسائلك.
في أحد المرات طلب منهم أحد المسلمين كتاب الإنجيل، -أو ما يسمى بالإنجيل وليس هو الكتاب الذي أنـزله الله على نبيه عيسى، وهذا أمر معروف لدى كل مسلم- فقالوا: أما بالنسبة لهذا الكتاب فسوف نرسله لك من داخل بلدك لنضمن وصوله؛ لأنه بلد محافظ، وبلد مغلق، ويخشون أن يكتشفه رقيب البريد، فقالوا: سوف نرسل لك الإنجيل من داخل البلد حتى نضمن وصوله إليك.
العناية بالنشء من الشباب والفتيات الصغار، -والحصول عليهم بأي وسيلة.
ومن ذلك: مجلات مخصصة للأطفال، ومصورة وجميلة، وفيها حوار، إثارة، جاذبية، وقد اطلعت على مجلة اسمها الأشبال، مجلة كل الأولاد العرب، وكل البنات العرب- وهي مجلة مصرية والله ما أكتمكم -أيها الإخوة- أنني لما قرأتها قلت: ربما أنني وضعت هذه المجلة خطأ مع ملفات التنصير لأنه ليس فيها تنصير، ففي أولها بسم الله، وفي الصفحة الثانية أحدهم كتب مقالاً اسمه صالح طفل صغير، قلت: هذه -أكيد- مجلة إسلامية، وفي آخرها دعاء، فأنا أقرأ الدعاء اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ*صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَليهم [الفاتحة:6] وبعد قليل وجدت: "اللهم اهدنا بقلوب لا تعمى عن رؤية نعمتك العظمى، نعمة تضحيتك بعيسى فداء قدسياً لنا" فلاحظ في آخر صفحة!! وفي آخر سطر!!
أجنحة النسور، مجلة مصرية للأطفال -أيضاً- وفيها قصص للأطفال مثل: جنة الأحزاب، وهي سلسلة قصص مأخوذة من الكتاب المقدس؛ الذي زعموا أنه مقدس، وكتبت على شكل حوار شيق للأطفال، وحوارات كثيرة على مستوى الصغار، وبرامج للصغار في التلفاز، وفي الكمبيوتر، وفي الإذاعات.
عدد المدارس المخصصة للشباب التي يشرف عليها منصرون لتعليم أبناء المسلمين وصلت في العام الماضي إلى ما يزيد على (99.000) مدرسة ومعهد، وهذه مخصصة لأولاد وبنات المسلمين؛ بل وصل الأمر إلى خطفهم لأولاد المسلمين في غينيا من أجل تربيتهم على النصرانية، وأخذوهم فجاء بعض الإخوة الطيبين وقالوا للآباء: هؤلاء كفار -نصارى- وسوف يخرجون أولادكم من الإسلام ويدخلونهم في النصرانية، فذهب الآباء للمنصرين وقالوا: تراجعنا نريد أولادنا، قالوا لهم: لا هيهات، لا يمكن أن نعيد لأحد منكم ولده إلا بعد ما يدفع فدية مقدارها (360.00) فرنك غيني، هذا في غينيا، مقدارها أظن (50) دولاراً أمريكياً.
ومن الذي يملك هناك (50) دولاراً أمريكياً، فهم لا يملكون لقمة العيش، وبناء عليه ظل الأولاد مع النصارى، وقالوا لآبائهم: سوف يمكثون معنا فقط (25) سنة، ومسألة الصغار من الجنسين هي أخطر ورقة في يد المنصرين، حيث يغفل الأهل كثيراً، ويصبح الولد في يد الممرضة، أو الخادمة، أو المدرسة زماناً طويلاً، وقبل قليل ذكرنا قضية الخادمات والممرضات المبعوثات من الإرسالية التنصيرية الشرقية إلى المسلمين.
وهناك معلومات مؤكدة عندي عن أناس من هذه البلاد خرجوا من الإسلام ودخلوا في النصرانية للسبب ذاته.
ولو لم يظفر المنصرون بهذا لظفروا بما دونه من التأثير؛ ولذلك نشرت جريدة المدينة -هذا مثال- عنواناً: (حرب قذرة ضد مدارسنا) وذكرت في ذلك المقال والتحقيق خبراً، وعندي -أيضاً- أمور أخرى تتعلق به (مساطر، وأقلام، وأدوات مدرسية) وأشياء تحمل أفكار نصرانية، وتحرض على الإباحية، والعنف، والفساد، وفيها صور لقسس، ورهبان، وصلبان، وغير ذلك، -وأحياناً- صور إباحية منشورة وموجودة؛ بل بعض هذه الأشياء يباع في المكتبات؛ فضلاً عن مسابقات ثقافية وصلت إلى بعض الطلاب في المدارس، وتجد هذه المسابقة عن بابا نويل وماذا قال: بابا نويل؟ وهذا لأطفالنا، وله قصة لعله يأتي لها ذكر إن شاء الله.
العناية بالطلاب والشباب من خلال إقامة المدارس لهم، وسبق ذكر رقمها، أو المنح الدراسية المجانية التي تقدمها الكنيسة لمن يحتاجون من أولاد المسلمين، وينتخبون منهم الأذكياء ويقيمونهم في بلادهم؛ بل حتى في بلاد المسلمين.
وأذكر لكم نكتة، أو طرفة، في شركة كبرى تنقب عن الزيت في بلد ما، كانت هذه الشركة تحتوي الشباب وتدربهم، ثم ينتخب المنصرون -الذين كانوا يأتون باسم خبراء- بعض هؤلاء الشباب لتدريبهم على النصرانية، أو التأثير عليهم، فإذا أعجبوا بالشاب كانوا في وقت الظهيرة يحضرون له الماء البارد ويقولون له: اشرب، ثم إذا شرب سكبوا بقية الماء على الأرض وزملاؤه ينظرون ويتمنون أن يشربوا، ولكن هيهات؛ لأن هذه خصيصة لهذا الشاب حتى يشعر بأنه مختص، أما أولئك المسخرون والعملة فإنه يوضع على ظهورهم أوراق ملصقة يكتب عليها المدير التعليمات، ويقول له: اذهب إلى فلان، فيذهب إلى فلان فيلقيه ظهره فيقرأ المعلومات ثم يمسحها، ويكتب الجواب على هذه التعليمات ليذهب إلى الأول وهكذا... وهذا كان موجوداً.
-إذاً- هم يهتمون بالأذكياء، وينتقونهم، ويختارونهم، ويخصونهم؛ ولذلك يواجه الطلاب المسلمون في الغرب قصص كثيرة من الدعوة إلى النصرانية، سواء عبر الهاتف، أو المراسلة، أو الصداقة، أو حتى بمجرد المقابلة، وعندي قصص كتبوها لي في أوراق من هذا الجنس يتعجب الإنسان منه.
هم يصطادون -أيضاً- السواح من المسلمين، وفي عدد قديم من جريدة المسلمون، تحقيق يقول: إن عشرات المنصرين في حديقة الهيدبرك في لندن يدعون العرب خصيصاً إلى النصرانية، وصوروا واحداً منهم وصدره مكتوب عليه (المسيح ابن الله) سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً [الإسراء:43] قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ [الإخلاص:1-4]
المؤتمرات العلمية تعقد حتى في البلاد العربية، ففي مصر عقد مؤتمر من أخطر مؤتمرات المنصرين، وخرج بتوصيات خطيرة، ثم في كلورادو -كما أسلفت- مؤتمر عام (1978م)، وتوصياته طبعت في كتاب في أكثر من (1000) صفحة، وقبل شهور عقد المؤتمر السابع لمجلس الكنائس العالمي، وحضره مندوبون عن المنصرين في أنحاء العالم، والغريب أن هذا المؤتمر خرج بتوصيات من أخطرها:
تعيين البابا شنودة -زعيم الأقباط المصريين النصارى- مسؤولاً عن الإرساليات التنصيرية، أو مسؤولاً عن مجلس الكنائس العالمي في الشرق الأوسط، وإعطاؤه صلاحيات كبيرة، وهذا يدل على الأهمية الكبيرة التي يمنحها المنصرون في منطقة الشرق الأوسط، والمنطقة العربية والإسلامية، ويمتلكون الدراسات، والبحوث، والمؤتمرات.
أما المسلمون -مع الأسف الشديد- لا يكادون يملكون شيئاً من ذلك.
وبشكل عام؛ فالحضارة بأيديهم، والدولة اليوم في العالم لهم، وليس سراً أن أمريكا هي امبراطوية الصليب، ومثلها بريطانيا وفرنسا، فجميع التيسيرات الحضارية، والخدمات العلمية هي تحت تصرف الكنيسة، ورهن إشارة بابا الفاتيكان؛ فضلاً عن القوة السياسية والعسكرية التي تمنح النصراني مزيداً من الثقة، ومزيداً من القوة، وقد تصيب المسلم أحياناً بشيء من الضعف، أو الإحباط، وتسبب له مزيداً من الضغوط على الدول لتسهيل مهمة النصارى في بلادهم، ودعمهم، وقمع الحركات الإسلامية المعارضة لهم باسم الدعوة إلى السلام، أو إقرار الديمقراطية، أو الأخوة الإنسانية، أو حرية الأديان.
يقول منصر كويتي: الصليب الوحيد المرفوع في الكويت هو الصليب الأحمر -صليب الإغاثة- ولكن المسيحيين الكويتيين قد اكتسبوا ثقة جديدة من الدور الذي لعبته القوات الغربية في حرب الخليج، أي: رفعت رؤوسهم.
وقد سمعنا -جميعاً- الكلام المنهزم الذي تفوه به الكثير من رؤوس الفكر، والثقافة، والصحافة، والإعلام هنا، فضلاً عن غيرهم من عامة الناس، والسذج، والبسطاء.
ومع ذلك فالكنيسة غير راضية عن أساليبها، ووسائلها؛ بل هي تسعى في تطويرها، ومراجعتها يوماً بعد يوم.
وهناك منظمة اسمها: التنصير عام 2000م، أنشأت بطلب من البابا ذاته، ولها مكتب في سنغافورة وفي أكثر من بلد، ومهمتها محاولة تطوير أساليب التنصير في العقد القادم، فهم يقولون: العقد القادم عام 2000م هو عقد النصرانية.
وفي مقابلة أجرتها جريدة تنصيرية مع الدكتور أكبر عبد الحق وهو منصر، قال: سألوه عن عدم الاستجابة واليأس الذي خالط بعض المنصرين، فقال: الذين يعملون بجهد وإخلاص وإيمان من المنصرين، فهم كمن يغرس البذرة بالتربة في الصحراء وقد تنبت يوماً من الأيام، أما الخاملون واليائسون فنحن نضعهم جانباً ولا نلتفت إليهم، ثم سألته عن سر تنصر 2000 مسلم في الهند تحت رعايته هو، فأعاد ذلك إلى أسباب منها: كثرة الإرساليات إلى الهند، ومنها: أن كثيرين منهم درسوا الإنجيل عبر المراسلة، وهذا يدل على خطورة هذه الوسيلة، وقال: لقد سلطنا عليهم النشرات المسيحية.
وعموماً، فالمنصرون يقسمون الدول إلى قسمين:
القسم الأول: دول يسمونها مفتوحة، وهي التي يتمكنون فيها من طباعة كتبهم، ومنشوراتهم، وإنشاء الجمعيات الخاصة بهم، والدعوة علانية إلى مذهبهم.
القسم الثاني: يسمونها دول مغلقة وعلى رأسها السعودية، ومجموعة كبيرة من الدول وهم لا يقصدون أنها مغلقة بمعنى: أنه لا يمكن الوصول إلى قلوب الناس فيها، حتى لبنان عدّوها من الدول، المغلقة، وبعض الدول الأخرى، يبدو أنهم يطمعون في أكثر وأكثر مما هم عليه الآن!!
فبالنسبة للدول المغلقة فلا شك أنهم يسعون إلى أهداف التنصير السابقة التي هي: إخراج الناس من دينهم، ولكنهم يركزون على ما دونها من الأحكام، مثل: تحسين تصور الناس عن النصرانية، ونشر الأفكار العلمانية، ونشر الفساد والإباحية، وتكثيف النصارى، والتأكيد على ضرورة حرية الأديان، ومن أعظم مطالبهم: استحداث قوانين في تلك الدول تسمح للإنسان أن يتدين بما شاء، فلا تقيم عليه حد الردة إذا كفر؛ لإنه يقول بحرية الدين، فيتدين بما شاء، فهي تسعى إلى تدعيم دعوتها من خلال استحداث قوانين تسمح بذلك، ولو على الأقل بإيجاد مواطنين يستقرون من دول أخرى بغير الدين الذي منه تلك الدولة، حتى يقطعوا ويزيلوا أن تكون الدولة من دين واحد.
فـc= 3000153>الصومال -مثلاً- البلد الأفريقي الوحيد الذي لا توجد فيه أقلية، فكل سكانه مسلمون، مع ذلك أقامت فيه النصرانية أربع كنائس في العاصمة ذاتها، وسعت إلى تغيير القانون؛ بحيث يتيح للإنسان أن يتنصر، فهم يسعون إلى عمل ذلك في العالم كله دون استثناء.
-إذاً- الأهداف تختلف من بلد إلى آخر، ومن دولة إلى أخرى، ولكن الوسائل واحدة:
تنوعت الأسباب والموت واحد |
في عام (1990م) -قبل سنتين- كانت ميزانية التنصير (157) مليار دولار، وفي العالم (21.000) منظمة.
وفي العام الذي بعده، -أي: قبل سنة فقط- وهو عام (1991م) ارتفعت الميزانية إلى (181) مليار دولار، وبلغت المؤسسات والوكالات حوالي (121.000) منظمة؛ أي: من (21000) إلى (121000) منظمة ووكالة ومؤسسه دولية للدعوة إلى التنصير؛ إضافة إلى (82) مليون جهاز كمبيوتر مخصص لأغراض تنصيرية.
ويوجد في العالم عام (1990م) : (99200) معهد، و (4) ملايين منصر، وتحولوا بعد سنة واحدة؛ -أي: عام (1991م)- من (4) ملايين إلى (17) مليون منصر، جيش بأكمله، منهم (112000) في أفريقيا فقط، القارة التي يصرون أن تتحول إلى نصرانية عام (2000م)، وسيأتيك الخبر اليقين في الجلسة القادمة إن شاء الله.
هذا العدد (17) مليون منصر؛ والذين يبتعثون غير المقيمين في بلادهم، فإذا كان أفريقي منصراً فلا يعد ضمن الإحصائية.
وطبع عام (1990م) (65600) كتاب جديد -كما ذكرت لكم سابقاً- يطبع من الكتاب الواحد مئات الآلاف من النسخ، فتحول هذا الرقم بعد سنة واحدة إلى (88600) كتاب.
وطبعت (24000) مجلة دورية، وزادت إلى (24900) بعد سنة واحدة.
وطبعت (51) مليون نسخة من الإنجيل عام (1990م) وزودت عام (1991م) إلى (53) مليون نسخة.
ويمتلك النصارى (2160) محطة تلفزة وإذاعة، منها 50في أفريقيا، وتحولت بعد سنة -عام (1991م)- إلى (2340) محطة تلفزة وإذاعة.
أسارى لوعة وأسى ننادي وما يغني البكاء عن الأسارى |
ولو في المسلمين اليوم حر يفك الأسر أو يحمي الذمارا |
لفكوا دينهم وحموه لما أراد الكافرون له الصغارا |
حماة الدين، إن الدين صارا أسيراً للصوص وللنصارى |
فإن بادرتموه تداركوه وإن لا يسبق السيف البدارا |
بأن تستنصروا مولىً نصيراً لمن والى ومن طلب انتصارا |
وروم عاينوا في الدين ضعفاً تراموا كلما راموا اختبارا |
فإن أنتم سعيتم وابتدرتم برغم منهم ازدجروا ازدجارا |
وإن أنتم تكاسلتم وخبتم برغم منكم ابتدروا ابتدارا |
فألفوكم كما يبغون فوضى حيارى لا انتداب ولا ائتمارا |
فيا للمسلمين لما دهاكم إلى كم لا تردون الحوارا |
أجيبوا داعي المولى تعالى أو اعتذروا ولن تجدوا اعتذارا |
أجيبوه بدنياكم تعزوا وتدخروا من الأجر ادخارا |
وهذا ما أشرت به عليكم وإن لم تجعلوني مستشارا |
فإن أنتم توليتم فحسبي وجاري الله نعم الله جارا |
ومن يك جاره المولى تعالى كفاه فلن يضام ولن يضارا |
وربي شاهد وكفى شهيداً به إني دعوتكم جهارا |
وكم من ناصح قبلي دعاكم جهاراً بعدما يدعو سرارا |
وفي كل حين يدعو لم يزدكم دوام دعائه إلا فرارا |
فأدفع المنبر لفضيلة الدكتور سعيد بن مبارك آل زعير، ليشنف أسماعنا بما يفتح الله تعالى عليه، على أن موعدنا معه غداً، وهو موعدٌ إن شاء الله تعالى قريب.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد:
فنحمد الله الذي هدانا للإسلام، ونسأل الله بأسمائه الحسنى، وصفاته العُلى أن يثبتنا عليه، وأن يرد كيد الكائدين للإسلام وأهله في نحورهم.
أما ما طلب فضيلة الشيخ سلمان، فهو أمر أستجيب له، وإن كان الموضوع -موضوع التنصير- كما أشار موضوعاً طويلاً، ووعد باستكماله في الأسابيع القادمة، ولكن مشاركة أذكر نقطاً قليلة لما مر:
أولاً: ينبغي أن نعلم، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: {إن الشيطان يئس أن يعبد في جزيرة العرب} ولا شك أن النصارى من أهل العبادات التي صاحبها هو الشيطان، وهذا اليقين أن الشيطان لن يعبد لا يعني أن نتكئ وننام، إن التحريش الذي ورد في نفس الحديث يفرح به النصارى اليوم، والتحريش قد يكون بين شخص وشخص، وقد يصل إلى حرب ضروس -كما مر معكم في العامين الماضيين- وهذا من كيد الشيطان الذي يرضيه.
ونعلم أن النصارى نجحوا في تنصيرهم لأعداد من المسلمين، ولا أقول: أعداد من العوام والجهلة، ومن يدخلون في النصرانية طمعاً في الخبز، أو في الدواء، ولكن أضرب مثالاً: في عام (1386هـ) بعد أن أقام اليهود دولتهم في فلسطين انتقل عدد كبير من المسلمين في تلك البلاد؛ وانتقلوا في بقاع الدنيا، وهربوا من ضغط اليهود ومن تخاذل المسلمين، ووصلت جاليتهم إلى مختلف بقاع الأرض، منهم في أمريكا الشمالية، ومنهم في أمريكا الجنوبية، ومنهم في أوروبا.
وأذكر أنني رأيت مركزاً إسلامياً أنشأ في تلك السنة في واشنطن، أنشأه جماعة من المسلمين من أبرزهم رجل من أهل فلسطين مهندس انتقل إلى ذلك البلد، أنشأ المركز الإسلامي للدعوة إلى الله، وهو من الدعاة، ومن الحريصين على دينه، وبعد سنوات ليست طويلة انتقل أولاد هذا الداعية إلى النصرانية، فهذا داعية وصاحب مركز إسلامي ومسجد، واستطاع النصارى أن يحولوا أبناءه!!
ورأيت مدير المركز الإسلامي في واشنطن وقال لي: من المضحكات المبكيات أن بعض أبناء صاحب هذا المركز النصارى يأتون إلينا يدفعون تبرعات للمركز الإسلامي، ويقولون: لأنه مركز أنشأه والدنا، نصارى تحولوا عن الدين ولم يبق معهم إلا العرقية لأبيهم.
و-أيضاً- رجل ممن انتقلوا إلى تلك البلاد من الدعاة، اجتهد النصارى حتى حولوا أولاده إلى النصرانية، لا أقول: إلى التسيب، وإنما إلى النصرانية، وانتقلوا إلى عدد من الكنائس المختلفة ولم ينتقلوا إلى كنيسة واحدة، وعندما توفي ذلك الداعية وقعت بين أبنائه فتنة، -أبناؤه النصارى أصابتهم فتنة- أتدرون ما هي؟
خلاف حول طريقة دفن والدهم، فكل منهم يقول: ادفنوه على طريقة الكنيسة التي اتبعوها، داعية مسلم يختلف فيه النصارى في طريقة دفنه.
وثالث: في تلك البلاد كتب في وصيته، وقد خلف بنيات، قال: أوصي أن تدفن بناتي على الطريقة الإسلامية، يوصي أن تدفن بناته على الطريقة الإسلامية، أما قبل ذاك فليس لهن من الإسلام شيء.
هذا هو مكر النصارى الذي تحقق، ولكن عندما قلنا: إن جزيرة العرب لن يعبد فيها الشيطان، هل النصارى تركوا جزيرة العرب؟!
في الحقيقة لا.
إن في جزيرة العرب -اليوم- نصارى، لا أقول: قدموا للعمل، وإنما نصارى يحملون الجنسية العربية في جزيرة العرب، ففي الكويت نصارى لهم كنائسهم.
وقد ذكر الشيخ قبل قليل في تقرير أحد النصارى أنه لا يرفع في الكويت إلا الصليب الأحمر، -الصليب الأحمر مرفوع في الكويت- وفي غير الكويت من كل بلادنا، ولكن في الكويت صلبان لمستشفيات، ولمدارس، ولإرساليات، وصلبان بيضاء، وصلبان زرقاء، ومن الألوان الأخرى؛ بل وفي معظم دول الخليج كنائس، وأفرادها من أبناء الجزيرة.
ورأيت بعيني في دولة من دول الخليج، وفي أحد فنادقها الدليل السياحي يذكر أن من معالم المدينة بإمكانك أن تزور كذا وكذا وكذا، وفيها من المعالم الكنيسة الفلانية، والكنيسة الفلانية، والكنيسة الفلانية في الجزيرة العربية.
وكما مر في كلام الشيخ أن جزيرة العرب من البلاد المغلقة، أو بالأحرى المملكة العربية السعودية مغلقة، أي: ليس هناك سهولة في النشاط التنصيري بها، فهي مغلقة بألا يسمح بإقامة الكنائس، ولكن هل النصارى ينشطون؟
نعم، ولهم نشاط متعدد وخطير، ومنه أنواع شتى أذكر منها:
السفارات -سفارات النصارى-: توزع الدعوات إلى أبناء المسلمين، ولا تذهب إلى الفقراء والمساكين؛ بل تذهب إلى أساتذة الجامعات وإلى علية القوم يدعون للزيارة، وَنَفَسُ النصارى الطويل لا يدعو إلى النصرانية في أول يوم..
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر