إسلام ويب

من روائع القصص القرآنيللشيخ : صالح بن عواد المغامسي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن قصص القرآن معين لا ينضب وزاد لا يفنى في توجيه العباد وإرشادهم، وفي تنبيههم وتحذيرهم، وبلاغة القرآن وحسنه في صياغة تلك القصص لا تخفى على المتدبر والمتأمل، فربما ساق الله تعالى بعض القصص مراراً في عدة سور ولكنك تراها تختلف سياقاً وسجعاً وترتيباً من سورة إلى أخرى حسب ما يناسب كل سورة. فوجب علينا أن نتعظ بتلك القصص القرآنية، ونعرف الحكمة من ذكرها، فإن ذلك ينفع العبد في دنياه وأخراه.
    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وعلى سائر من اقتفى أثره واتبع منهجه بإحسان إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    ففي هذا اللقاء المبارك الذي هو أول اللقاءات المنتظمة من المهم جداً أن ننبه على المنهج والطريقة والمقصود منه، عل الله أن ينفع به القائل والسامع.

    فنقول: هذه اللقاءات سنتأمل فيها ذكر كلام الله جل وعلا، وسنعرج فيها على بعض سور القرآن، والسورة نأخذها غالباً في لقاء واحد، فنقف عند بعض آيات منها مما يغلب على الظن أننا إذا فهمناه فهمنا كثيراً من السورة، أو عرفنا المراد العام من هذه السورة التي نحن بصدد التأمل فيها.

    والدرس لن يكون غالبه إيمانياً، ويقولون: مقدمة كل محاضرة كمقدمة كل كتاب، وهي عبارة عن عقد ما بين من يسمع وبين من يقول حتى يحاكم الإنسان على كلامه من الأول، فالمقصود من هذه اللقاءات في هذا المسجد المبارك التأصيل العلمي، والمعنى: أن طلبة العلم هم المخاطبون الأولون بهذه المحاضرة، فهذا درس علمي وليس وعظياً، والمقصود الأسمى منه بناء جيل علمي يفقه القرآن، ولا يوجد شيء أقوى في طلب العلم من ضبط القرآن حفظاً وفهماً؛ لأنه أول العلوم، قال صلى الله عليه وسلم: (كتاب الله وسنتي).

    وأنا أعلم أن في هذا المسجد دروس في شروح السنة كثيرة ولله الحمد، فمن المناسب أن يكون هناك درس في القرآن.

    اختلاف العلماء في مدنية سورة الحج ومكيتها

    والسورة هي سورة الحج، وقد اختلف العلماء فيها هل هي مكية أو مدنية، ولم يقل أحد بمكيتها كلها، ولم يقل أحد بأنها مدنية كلها، لكن الاختلاف هل أكثرها مكي وبعضها مدني أو العكس.

    وقد سميت باسم عبادة، فالعبادات أربع: الصلاة والصيام والزكاة والحج، ولا يوجد سورة في القرآن باسم الصلاة ولا الصيام ولا الزكاة، ويوجد سورة الحج؛ لأن الله جل وعلا ذكر فيها أحكام الحج.

    من المهم فهم أول السورة وآخرها

    قال الله في أولها: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ [الحج:1-2].

    وقال في خاتمتها: وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ [الحج:78]، وتستفيد بالتدريس أنك من المهم جداً أن تفسر فاتحة السورة وخاتمتها، فإذا أردت أن تتأمل سورة من القرآن من المهم جداً أن تفقه أولها وتفقه آخرها، ثم تعرج على بعض الآيات فيها.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3089017323

    عدد مرات الحفظ

    780623049