إسلام ويب

شرح سنن أبي داود [407]للشيخ : عبد المحسن العباد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن الغضب يغير العقل ويحيل الطباع عن الاعتدال، فلذلك أُمِر الحاكم بالتوقف في الحكم ما دام به الغضب، فيقاس على الغضب ما كان في معناه من جوع مفرط، وفزع مدهش، ومرض موجع، وعلى الحاكم أن يحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن لم يجد فيهما، فإنه يجتهد رأيه ولا يقصر في الاجتهاد وبلوغ الوسع فيه.

    شرح حديث ( لا يقضي الحكم بين اثنين وهو غضبان )

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب القاضي يقضي وهو غضبان.

    حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن عبد الملك بن عمير حدثنا عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه أنه كتب إلى ابنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يقضي الحكم بين اثنين وهو غضبان) ].

    أورد أبو داود باب: القاضي يقضي وهو غضبان.

    أي: أنه لا يجوز له ذلك، وإنما يقضي في حال راحته وهدوئه، وعدم وجود ما يشوش فكره وباله؛ لأنه إذا غضب وقضى حال غضبه فإن الغضب يصرفه عن الإدراك والتأمل، وكذلك مثله مما يشابهه بأن يكون في حال جوع شديد أو يكون عنده مرض يؤلمه، فإنه يكون مشغولاً بالألم الذي ربما يؤثر عليه، أو غير ذلك من الأشياء التي تقاس على الغضب.

    الحاصل أن القاضي إنما يقضي في حال هدوئه وراحته لا في حال كونه مشوشاً من غضب أو غيره.

    أورد أبو داود حديث أبي بكرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يقضي الحكم بين اثنين وهو غضبان).

    تراجم رجال إسناد حديث ( لا يقضي الحكم بين اثنين وهو غضبان )

    قوله: [ حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان ].

    مر ذكرهما.

    [ عن عبد الملك بن عمير ].

    عبد الملك بن عمير ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [ حدثنا عبد الرحمن بن أبي بكرة ].

    عبد الرحمن بن أبي بكرة ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

    [ عن أبيه ].

    هو نفيع بن الحارث رضي الله عنه، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3089484758

    عدد مرات الحفظ

    785563070