فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
من أنواع الحديث الضعيف الحديث المضطرب.
قال الناظم رحمه الله تعالى:
[ وذو اختلاف سند أو متن مضطرب عند أهيل الفن ]
المضطرب لغة: اسم فعل من الاضطراب، وأصله من اضطراب الموج إذا كثرت حركته وضرب بعضه بعضاً، فالاضطراب اختلاف.
والاضطراب اصطلاحاً هو: الحديث الذي جاء من وجوه مختلفة متساوية مع تعذر الجمع.
إذاً: الحديث المضطرب اصطلاحاً له أربعة شروط:
الشرط الأول: أن يأتي من أكثر من وجه.
الشرط الثاني: الاختلاف.
الشرط الثالث: أن يكون الاختلاف متساوياً في القوة، يعني رواة الوجه الأول ثقات، ورواة الوجه الثاني ثقات، ورواة الوجه الثالث ثقات، ورواة الوجه الرابع ثقات.
والشرط الرابع: عدم إمكان الجمع.
فلا يكون الاضطراب إلا إذا لم نستطع أن نجمع بين هذه الروايات التي ظاهرها التعارض.
ثم بين علة الاضطراب فقال: لم يرو إلا من طريق أبي إسحاق ، وقد اختلف عليه فيه على نحو من عشرة أوجه، فبعضهم من رواه مرسلاً، وبعضهم رواه موصولاً، وبعضهم رواه من مسند أبي بكر ، وبعضهم رواه من مسند أبي سعيد ، وبعضهم رواه من مسند عائشة . وهذه الأوجه متساوية في القوة، فلم يمكن الجمع بين هذه الاختلافات، فقلنا: هذا الحديث فيه علة الاضطراب مع صحة السند، فكل سند مجرد وحده صحيح؛ لأن رجاله ثقات، ومع ذلك نقول: هذا الحديث ضعيف؛ لأنه جاء من أوجه مختلفة، ولم نتمكن من الجمع بين هذه الأوجه.