إسلام ويب

تفسير سورة الأنبياء [97 - 103]للشيخ : أحمد حطيبة

  •  التفريغ النصي الكامل
  • أنزل الله عز وجل كتابه الكريم لهداية البشر وإخراجهم من الظلمات إلى النور، وبين لهم في كتابه ما ينتظرهم من ثواب إن أطاعوه سبحانه، وما ينتظرهم من عقاب وعذاب إن أعرضوا عنه وكفروا به وقد امتلأ القرآن الكريم بالآيات التي تتحدث عن يوم القيامة وأهوالها، وعن الجنة والنار، وعن الحساب، وعن كل ما يحدث في ذلك اليوم العسير، وكذلك وردت الأحاديث الكثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم التي تتكلم عن ذلك، وهذه الآيات من سورة الأنبياء تتكلم عن أهوال يوم القيامة، وعن نعيم الجنة وعذاب النار.
    الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحابته أجمعين.

    أما بعد:

    قال الله عز وجل في سورة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام: وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ * إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ * لَوْ كَانَ هَؤُلاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ * لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لا يَسْمَعُونَ * إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ * لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ * لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ [الأنبياء:97-103].

    أخبر الله سبحانه وتعالى في بداية هذه الآيات أنه حرم على قرية أهلكها أن يرجعوا إليها، أي: لا يرجعون إلى الدنيا بعد إهلاكهم، وإنما يبعثون يوم القيامة فيحاسبون.

    أو: أنه إذا جاءهم العذاب ورأوه معاينة فقد حرم الله عز وجل في هذه الحالة قبول التوبة منهم، قال تعالى: وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ [الأنبياء:95]، أي: لا تقبل منهم التوبة فيرجعون بها.

    ثم ذكر علامة من علامات الساعة فقال: حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ [الأنبياء:96] ، أي: تخرج هاتان القبيلتان من كل حدب، والحدب: المكان المرتفع من الأرض، والمحدب منها، كالتلال والجبال والكثبان فيخرجون من وراء هذا كله، ومن كل مكان يسرعون في الأرض إفساداً وإتلافاً وخراباً.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3089180094

    عدد مرات الحفظ

    782491964