إن الله سبحانه هو الحكم العدل فقد جعل النار مثوى المكذبين، وجعل الجنة دار المتقين، وقد بين الله سبحانه أنه هو الذي بيده مفاتيح الخزائن، فكيف يعبد معه غيره، وكيف يشكر معه سواه؟! ولذلك فقد سمى الله عز وجل من يعبد غيره جاهلاً، وإن علم من علوم الدنيا ما علم، فالعلم الحقيقي هو العلم بالله، والجهل الحقيقي هو الجهل به سبحانه.
قال الله تعالى:
اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ 
[الزمر:62] أي: خالق الدنيا والآخرة، وخالق الجنة والنار، وخالق الإنسان وعمله سبحانه وتعالى، فكل شيء أوجده الله سبحانه وخلقه، أما الإنسان فلم يخلق شيئاً، وإنما يكتسب الأفعال الصالحة أو الأفعال السيئة.
وقوله تعالى:
وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ
فيه ما عليه سبحانه من العلو والقدرة، وأنه رقيب شهيد على أعمال العباد، وأن عليهم أن يخافوا منه سبحانه.
فالله يرينا استعلاءه بقدرته علينا في الحفظ، والوكيل هو من يحفظ الأعمال ويحصيها تبارك وتعالى حتى يجازينا عليها يوم القيامة، فهو الوكيل الحفيظ سبحانه، الشهيد الرقيب على عباده، الذي قام كل شيء به سبحانه وتعالى، فعلى الإنسان أن يتوكل عليه ويفوض أمره إليه، ويظهر عجزه أمامه، فلا قدرة ولا حول ولا قوة لهذا الإنسان إلا به سبحانه، فهو الذي يقدر على كل شيء، وهو الوكيل القادر الذي قام به كل شيء، وهو الحي القيوم القائم على كل شيء، والذي قام كل شيء به سبحانه وتعالى، ولا شيء يقدر عليه الإنسان إلا أن يقدره الله سبحانه وتعالى عليه، فهو الوكيل الحفيظ الشهيد الرقيب سبحانه الذي دبر أمور السماوات والأرض.