إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. أحمد حطيبة
  5. شرح الترغيب و الترهيب للمنذرى
  6. شرح الترغيب والترهيب - الترغيب في الغسل يوم الجمعة والترغيب في التبكير إلى الجمعة وما جاء فيمن يتأخر عن التبكير من غير عذر

شرح الترغيب والترهيب - الترغيب في الغسل يوم الجمعة والترغيب في التبكير إلى الجمعة وما جاء فيمن يتأخر عن التبكير من غير عذرللشيخ : أحمد حطيبة

  •  التفريغ النصي الكامل
  • يوم الجمعة من أعظم أيام الله، وقد اختاره الله للمسلمين ليكون لهم عيداً، وسن لهذا اليوم شعائر، وشرع له شرائع، فينبغي على كل مسلم أن يلتزم بها ويحافظ عليها؛ لما في ذلك من الأجر العظيم والثواب الجزيل.
    الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلّ وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحابته أجمعين.

    قال الإمام المنذري رحمه الله: [ الترغيب في الغسل يوم الجمعة والترغيب في التبكير إليها.

    عن عبد الله بن أبي قتادة ذكر عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من اغتسل يوم الجمعة كان في طهارة إلى الجمعة الأخرى).

    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا كان يوم الجمعة فاغتسل الرجل وغسل رأسه، ثم تطيب من أطيب طيبه، ولبس من صالح ثيابه، ثم خرج إلى الصلاة ولم يفرق بين اثنين، ثم استمع للإمام، غفر له من الجمعة إلى الجمعة وزيادة ثلاثة أيام).

    وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن هذا يوم عيد جعله الله للمسلمين، فمن جاء الجمعة فليغتسل، وإن كان عنده طيب فليمس منه، وعليكم بالسواك) ].

    غسل يوم الجمعة يطهر العبد من أدران الذنوب

    هذه أحاديث يذكرها الحافظ المنذري رحمه الله في الترغيب في الغسل يوم الجمعة، وفي الترغيب في التبكير إلى الجمعة وغير ذلك.

    منها: حديث عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من اغتسل في يوم الجمعة كان في طهارة إلى الجمعة الأخرى)، فهذا نوع من أنواع الطهارة، وهي طهارة للبدن، وطهارة لقلب الإنسان.

    فطهارة البدن: طهارة من الحدث الأصغر ومن الحدث الأكبر، ومعلوم يقيناً أن الإنسان إذا أحدث انتقضت طهارته من الحدث الأصغر، ومعلوم أنه إذا أجنب انتقضت طهارته من الحدث الأكبر، فكأن هذا النوع من أنواع الطهارة المذكورة في الحديث نوع آخر غير التطهر من الحدث الأصغر أو الأكبر، وكأنها نوع من تطهير الإنسان من ذنوبه وذلك بزيادة الإيمان، وتطهير من دنس الشرك والمعاصي، لكن ليست معناها: أنه طاهر من الحدث الأصغر والأكبر؛ لأن هذا لا يعقل أن الإنسان خلال اليوم لا يبول ولا يتغوط، ويكون على طهارة بسبب غسل الجمعة.

    إذاً: الذي يقصده النبي صلى الله عليه وسلم في طهارة الإنسان في الحديث طهارة أخرى غير الطهارة من الحدثين، فقال: (من اغتسل يوم الجمعة كان في طهارة إلى الجمعة الأخرى).

    وفي حديث آخر: (من اغتسل يوم الجمعة لم يزل طاهراً إلى الجمعة الأخرى)، وكأنها التنقية من الذنوب، فيكفر الله عنه الخطايا والذنوب.

    شرح حديث: (غسل يوم الجمعة واجب ...)

    من الأحاديث حديث لـأبي سعيد الخدري وهو في صحيح مسلم وفيه قال النبي صلى الله عليه وسلم: (غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم، وسواك، ويمس من الطيب ما قدر عليه).

    والحديث رواه مسلم والنسائي وهذا لفظ النسائي : (غسل يوم الجمعة واجب)، ومعنى الوجوب هنا يحتمل أنه الفرض، وقد ذهب إليه بعض أهل العلم، والراجح أنه بمعنى: اللزوم أو بمعنى تأكيد الاستحباب، والذي يدفع بهذا القول أنه جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله: (من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت، ومن اغتسل فالغسل أفضل)، فدل هذا على أن الغسل ليوم الجمعة أفضل من الوضوء.

    ولو كان الغسل واجباً فإنه لو توضأ سيكون آثماً؛ لأن الغسل واجب في الجمعة، ولكن كونه يقول: (بها ونعمت) دليل على أنه مجزئ، وأنه ليس عليه إثم إذا توضأ وذهب لصلاة الجمعة، لذلك فالراجح هو صرف هذا المعنى عن معنى الوجوب المعروف عند الأصوليين إلى معنى تأكيد الاستحباب.

    (غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم) والمحتلم هو البالغ، وليس معناه أنه لا بد أن يكون على جنابة حتى يلزمه هذا الغسل.

    قوله: (وسواك) وهذا أيضاً من الصوارف لهذا الحديث عن بالوجوب، وجاء في الحديث الآخر: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء)، وفي حديث: (عند كل صلاة)، والسواك باتفاق أهل العلم على أنه ليس فرضاً واجباً.

    وإن كان هذا من دلالة الاقتران وهي ضعيفة عند الأصوليين، لكن الأقرب: أن السواك من المستحبات للجمعة، سواء كان المصلي يصلي الجمعة في رمضان أو في غير رمضان، والراجح جواز استخدام السواك طول النهار في الصيام وفي غير الصيام.

    قال عليه الصلاة والسلام: (ويمس من الطيب ما قدر عليه) أي: يضع طيباً من أجل صلاة الجمعة، ويظن بعض الناس أن وضع الطيب في نهار رمضان مفطر أو مكروه، وهذا خطأ لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك شيء، ويجوز وضع الطيب في نهار رمضان كما يجوز في غير رمضان.

    شرح حديث: (إن هذا يوم عيد جعله الله للمسلمين...)

    عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن هذا يوم عيد جعله الله للمسلمين، فمن جاء الجمعة فليغتسل، وإن كان عنده طيب فليمس منه، وعليكم بالسواك)، وهذا معناه نفس المعنى في الحديث السابق، وزيادة: أن يوم الجمعة يوم عيد.

    شرح حديث: (من اغتسل يوم الجمعة كغسل الجنابة ...)

    من الأحاديث حديث أبي هريرة في الصحيحين قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من اغتسل يوم الجمعة كغسل الجنابة ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة)، ففيه ثواب عظيم جداً للإنسان المبكر في الساعة الأولى عند طلوع الشمس عندما يتوجه إلى بيت الله عز وجل.

    وتقسيم الساعات ورد في حديث ذكر خمس ساعات قبل صلاة الجمعة، وفي حديث ذكر ست ساعات قبل صلاة الجمعة، فكأنها تقسيم ما بين وقت انتهاء الفجر إلى غاية صلاة الجمعة وهنا في الحديث ذكر خمساً منها فقال: (ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة)، أي: كأنما قرب لله عز وجل وأهدى جملاً أو ناقة، (ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن) أي: كأنه ذبح خروفاً ووزعه على الفقراء، (ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة)، وظاهر أن هذه الأشياء التي يتقرب بها الإنسان تكون في التبكير فقط، وأما ثواب صلاة الجمعة فشيء غير هذا، قال: (ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة).

    وفي رواية في حديث آخر قال: (من راح في الخامسة فكأنما قرب عصفوراً، وذكر في السادسة: فكأنما قرب بيضة)، فكأن الست الساعات قبل صلاة الجمعة مقسمة على ذلك، فكلما بكر الإنسان كان الثواب أعظم، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر.

    الحث على التبكير قبل صعود الإمام المنبر

    ومن الأحاديث حديث ورد فيه أنه على كل باب من أبواب المساجد يوم الجمعة ملكان يكتبان الداخلين إلى المسجد الأول فالأول إلى أن يأتي الإمام، فكأن الإمام آخر من يأتي إلى الجمعة، فإذا صعد الإمام على المنبر طويت الصحف، فلا يكتب في هذه الصحف أسماء أحد ممن يأتون متأخرين بعدما خرج الإمام على الناس.

    وفي حديث لـأبي أمامة عند أحمد والطبراني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تقعد الملائكة يوم الجمعة على أبواب المساجد معهم الصحف يكتبون الناس) أي: يكتبون أسماء الناس في صحف تكريم وتشريف لهؤلاء الحاضرين إلى الجمعة، قال: (فإذا خرج الإمام طويت الصحف).

    فقال الراوي عن أبي أمامة : قلت: يا أبا أمامة : أليس لمن جاء بعد خروج الإمام جمعة؟ قال: بلى -أي: له جمعه- ولكن ليس ممن يكتب في الصحف، أي: لا يكتب من ضمن الناس المتقدمين إلى صلاة الجمعة، وسيأتي في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الناس يوم القيامة في دخولهم الجنة وفي قعودهم للنظر إلى وجه الله سبحانه وتعالى سيكون ترتيبهم على حضورهم إلى الجمعة، فالمتقدم للجمعة هو من ينظر إلى وجه الله عز وجل قبل غيره.

    ويوم الجمعة اسمه يوم المزيد في يوم القيامة، فعلى ذلك فإن المسلم حين يعرف هذا الثواب يحافظ على الحضور في الجمعة مبكراً قدر استطاعته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3089156872

    عدد مرات الحفظ

    782256723