إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. أحمد حطيبة
  5. شرح الترغيب و الترهيب للمنذرى
  6. شرح الترغيب والترهيب - الترغيب في طلب الحلال والأكل منه والترهيب من اكتساب الحرام وأكله ولبسه ونحو ذلك [2]

شرح الترغيب والترهيب - الترغيب في طلب الحلال والأكل منه والترهيب من اكتساب الحرام وأكله ولبسه ونحو ذلك [2]للشيخ : أحمد حطيبة

  •  التفريغ النصي الكامل
  • وردت أحاديث ليست بالقليلة - فضلاً عن الآيات الواردة- في الترغيب والحث على الأكل من الكسب الحلال النقي الذي يجعل الإنسان يرتجي الثواب من عند الله تبارك وتعالى.
    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

    اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحابته أجمعين.

    قال الإمام المنذري رحمه الله: الترغيب في طلب الحلال والأكل منه، والترهيب من اكتساب الحرام وأكله ولبسه ونحو ذلك.

    روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ [المؤمنون:51] وقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ [البقرة:172] ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب! يا رب! ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له؟!).

    وروى أحمد والطبراني عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: حفظ أمانة، وصدق وحديث، وحسن خليقة، وعفة في طعمة).

    أكل الحرام يمنع إجابة الدعوة

    الأحاديث عن النبي صلوات الله وسلامه عليه في الترغيب في طلب الحلال والأكل منه، والترهيب من اكتساب الحرام، منها: ما جاء عن أبي هريرة في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً)، فمن صفاته سبحانه وتعالى أنه طيب، ولا يرفع إليه إلا العمل الطيب، ولا يقبل من عباده إلا العمل الطيب، قال عليه الصلاة والسلام: (وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين) فيستوي الجميع عند الله سبحانه وتعالى في التقرب إليه في الشيء الطيب، فأمر المرسلين بقوله: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ [المؤمنون:51].

    وقال للمؤمنين: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ [البقرة:172]، (ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يرفع إلى السماء يقول: يا رب! يا رب!)، والمسافر مستجاب الدعوة كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاثة يستجاب لهم: فذكر المظلوم، وذكر المسافر، وذكر دعوة الوالد على ولده.

    المسافر مع طول سفره كلما دعا استجيب له، ولكن الإنسان هذا الذي يأكل الحرام لا يستجيب له ربه، مع طول سفره ومع شعثه واغبرار وجهه، ومع كثرة ما يتعب في السفر، لكن لا يستجاب له.

    قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء)، والله يستحيي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفرا ولكن هذا يرد، يقول: (يا رب! يا رب!) هذا المسافر كان يتعمد أكل الطعام الحرام، سواء كان من سرقة أو من رشوة أو من سحت أو من غصب، فهو طعام ليس حلالاً فيأكل الحرام ولا يتورع، ومشربه حرام كذلك، وملبسه حرام وغذي بالحرام فقد تربى على هذا الشيء (فأنى يستجاب له؟!).

    فالمسافر يستجاب له لو كان طيب المطعم وطيب المشرب، وطيب الملبس وهذا الذي يستحق أن يستجيب الله عز وجل له.

    عفة المطعم تغني صاحبها عما فاته من الدنيا

    حديث آخر لـعبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أربع إذا كن فيه فلا عليك ما فاتك من الدنيا) فيقول النبي الكريم للإنسان المؤمن: لو فيك هذه الخصال الأربع وضاعت منك الدنيا كلها فلا تهتم ولا تحزن فإن لك الآخرة والجنة عند الله سبحانه، فلو لم تستفد شيئاً من هذه الدنيا إلا الأربع الصفات التي لا بد وأن تكون موجودة في كل إنسان مؤمن تقي نقي لكفى، قال صلى الله عليه وسلم: (حفظ أمانة، وصدق حديث، وعفة في طعمة، وحسن خليقة أو حسن خلق).

    فقوله: (حفظ أمانة) أي: أن تكون حافظاً للأمانة وهي أمانة الله عز وجل تؤديها كما أمرك: في الطهارة.. في الصلاة.. في الوضوء.. في الزكاة.. في الصوم.. في الحج.. في العمرة.. في الاعتكاف.. في الجهاد في سبيل الله.. في التعامل مع الناس بالحلال.. في عدم الخيانة.. في عدم الغش، وكذلك حفظ أمانات الناس من أموال وودائع وقروض، وغير ذلك من المعاملات التي ينبغي أن تحافظ عليها، وعلى أمانتك بينك وبين الله، وبينك وبين الخلق.

    قوله: (وصدق حديث) أي: أن تكون صادق اللهجة، فلا تتحدث إلا بصدق ولا تكذب أبداً، وقد رأينا في حديث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الكذاب يشدق ويشرشر فاه إلى قفاه بسبب كذبه، ولا يزال يصنع به ذلك وهو في قبره إلى أن تقوم الساعة.

    قوله: (وحسن الخليقة) أي: إذا حسنت خلقك أحبك الله وكنت قريباً من النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، وأحبك الناس ودعوا لك.

    قوله: (وعفة في طعمة) أي: يتعفف الإنسان في طعامه، فلا يتكسب إلا شيئاً طيباً ولو كان قليلاً، ولا يدخل جوفه إلا ما أحله الله سبحانه وتعالى، ويجتنب ما حرمه فإن الجسد إذا نبت من سحت فالنار أولى به، ومما نبت من لحمك من طعام قد حرمه الله سبحانه ومن أكل حرام ومن كسب حرام نبت منه لحم الإنسان فالنار أولى به والعياذ بالله.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3089188548

    عدد مرات الحفظ

    782563871