إسلام ويب

شرح سنن ابن ماجه المقدمة [8]للشيخ : عبد العزيز بن عبد الله الراجحي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم نقلة الدين، وحملة الملة، القائمون بها، الذابون عنها، لأجل ذلك بشرهم الله برضوانه، وعمهم بفضله وإحسانه، فكانوا مصابيح الهدى، وأنوار الدجى، وكان على رأسهم الصديق والفاروق والشهيد ومن ضرب أروع الأمثلة في الحب والتضحية والفداء وصاحب أول سهم في الإسلام والحواري والأمين.

    شرح حديث: (... لكل نبي حواري وإن حواريَّ الزبير)

    قال المؤلف رحمه الله تعالى:

    [ فضل الزبير رضي الله عنه.

    حدثنا علي بن محمد حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قريظة: (من يأتينا بخبر القوم؟ فقال الزبير : أنا، فقال: من يأتينا بخبر القوم؟ قال الزبير : أنا، ثلاثاً. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لكل نبي حواري وإن حواري الزبير) ].

    هذا الحديث رواه الشيخان: البخاري ومسلم رحمهما الله، وفيه: بيان فضل الزبير رضي الله عنه، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم.

    فهذا الحديث فيه بيان فضله رضي الله عنه، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (لكل نبي حواري وإن حواريَّ الزبير )، والحواري: هو الناصر والمحب، فحواري عيسى ابن مريم عليه السلام أصحابه، فقوله: (لكل نبي حواري) يعني: صاحب وناصر، (وإن حواري الزبير ) وذلك لأن الزبير رضي الله عنه كان شجاعاً مقداماً، قوله: (من يأتيني بخبر القوم؟ فسكت الناس، فقال الزبير : أنا، فقال: من يأتيني بخبر القوم؟ فسكت الناس، فقال الزبير : أنا ثلاث مرات)، هذا يدل على الشجاعة، فهو لا يبالي أن يدخل في العدو ويأتي بخبره، وهذا فيه خطورة وفيه مخاطرة، وليس كل أحد يقدم على هذا، بأن يدخل على اليهود ويأتي بخبرهم.

    شرح حديث الزبير: (لقد جمع لي رسول الله أبويه يوم أحد)

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ حدثنا علي بن محمد حدثنا أبو معاوية حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن الزبير قال: (لقد جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه يوم أحد) ].

    هذا الحديث رواه الشيخان، وفيه فضل الزبير ، حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم جمع له أبويه فقال: فداك أبي وأمي، من التفدية.

    شرح قول عائشة لعروة: (كان أبواك من الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح)

    قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ حدثنا هشام بن عمار وهدية بن عبد الوهاب قالا: حدثنا سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه قال: قالت لي عائشة : يا عروة ! كان أبواك من الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح: أبو بكر والزبير ].

    يعني: قالت عائشة لـعروة بن الزبير وهي خالته، قالت له: (كان أبواك من الذين استجابوا لله والرسول) الأب الأول: الزبير ، والأب الثاني: أبو بكر وهو جده من قبل أمه؛ فأمه أسماء بنت أبي بكر ، فأبوها أبو بكر الصديق ، فقالت له: (كان أبواك) يعني: الزبير والصديق ، من الذين استجابوا لله والرسول، يعني: هما داخلان في هذه الآية: الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ [آل عمران:172]، وقد أثنى الله عليهم، قال الله: الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ [آل عمران:172]، وكان هذا بعد غزوة أحد، لما حصلت لهم قراحات، فحثهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك على الجهاد، وذلك حين بلغهم أن أبا سفيان قال: لنرجعن إليهم ولنقضين على البقية الباقية، فقال الصحابة: حسبنا الله ونعم الوكيل، فهما من الذين استجابوا لله والرسول، فالصحابة ذهبوا إلى حمراء الأسد ورجعوا.

    وهذا الأثر إسناده صحيح، أخرجه الحميدي .

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088798997

    عدد مرات الحفظ

    779110275