إسلام ويب

بريد المستمعينللشيخ : عائض القرني

  •  التفريغ النصي الكامل
  • رَدَّ الشيخ في محاضرته على رسائل متنوعة، منها ما هو في العقيدة، ومنها ما هو في الفقه، ومنها ما يدور حول شكاوى ساخنة عما يحصل من النساء العاملات في المؤسسات وغيرها.

    وتكلم عن بعض أحوال البنوك الربوية، وكان أيضاً من ضمنها رسائل لتائبين يتحدثون فيها عن توبتهم.

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

    أسأل الله الذي جمعنا في هذا المكان المبارك، أن يجمعنا بكم في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وأسأله سُبحَانَهُ وَتَعَالى أن يغفر لنا ولكم ذنوبنا وخطايانا وإسرافنا في أمرنا، وأن يهدينا سواء السبيل، وأن يخرجنا من الظلمات إلى النور، وأن يسددنا ويحفظنا.

    اللهم تولنا في من توليت، واهدنا في من هديت، وأعنا واغفر لنا، وتب علينا يا أرحم الراحمين.

    أيها الكرام البررة: يا كل مسلم!

    ويا كل مسلمة!

    يا أبناء العقيدة! ويا حفظة التوحيد!

    يا رسل الخير!

    يا كتيبة محمد عليه الصلاة والسلام! إني أحبكم في الله، وما جمعنا هنا إلا الحب، فهو السبب القوي الذي أتى به محمد عليه الصلاة والسلام، فربط به بين أرواحنا وأفئدتنا.

    إن يختلف ماء الوصال فماؤنا      عذب تحدر من غمام واحد

    أو يفترق نسب يؤلف بيننا      دين أقمناه مقام الوالد

    قال تعالى: وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [الأنفال:63].

    وصلتني أسئلة ورسائل، مقدمة ومتوجة بإعلان الحب في الله عز وجل، وأنا أبادلهم ذات الشعور، وأقسم لهم إني أحبهم في الله، فأسأل الله أن ينفعني وينفعهم بهذا الحب الخالص لوجهه.

    وهذه مقطوعة شعرية في انتماء المسلم لأخيه المسلم:

    أنا الحجاز أنا نجد أنا يمن      أنا الجنوب بها دمعي وأشجاني

    بـالشام أهلي وبغداد الهوى وأنا      بـالرقمتين وبـالفسطاط جيراني

    وفي ثرى مكة تاريخ ملحمةٍ      على ثراها بنينا العالم الفاني

    دفنت في طيبة قلبي ووالهفي!      في روضة المصطفى عمري ورضواني

    النيل مائي ومن عمان تذكرتي      وفي الجزائر أشواقي وتطوان

    فأينما ذكر اسم الله في بلد      عددت وذاك الحمى من صلب أوطاني

    وهذه كلمة شكر للخطوط السعودية، فقد تبنت خطوة جيدة تشكر عليها، ولو أنها ليست التي نريد، فقد قامت بتحجيب شعور المضيفات ورءوسهن، فشَكَرَ الله لهم هذا التوجه الجيد، وإني باسمكم وباسم كل مخلص وصادق وحامل لهذا الدين، ندعوهم إلى التخلي عن المضيفات اللواتي أصبحن حجر عثرة في طريق الإصلاح، واللواتي يشكلن منحنىً خطيراً في إصلاح البلاد والعباد، ولكن نقول لذلك المحسن بنسبة إحسانه: أحسنت، فقد جعل الله لكل شيء قدراً.

    وهذه كلمة شكر لمدير مستشفى عسير المركزي ونائبه، والجهاز الإداري، حيث منع جلوس الأطباء مع الممرضات، كما منع استعمال مساحيق التجميل للممرضات، فأشكره باسمكم جميعاً، وأبعث له سلامي من هذا المنبر الشريف، منبر محمد عليه الصلاة والسلام، وأقول له: مزيداً من الوعي والإيمان، ومزيداً من الصدق مع الله.

    فهذا خطابه -أثابه الله- يقول فيه: " من مشرف مستشفى عسير المركزي إلى رئيسة التمريض: فلانة، وبعد:

    فنظراً لما تقتضيه مصلحة العمل، ولصدور عدد من الأوامر الوزارية التي تقتضي بمنع وضع أحمر الشفاه ومساحيق الوجه أثناء ساعات الدوام؛ عليه يعتمد التعميم على جميع الممرضات والعاملات بهذا المستشفى بوجوب التقيد بالأوامر الصادرة بهذا الصدد والتي تمنع وضع المساحيق والزينة أثناء الدوام الرسمي، ومن تخالف هذا يتم معاقبتها بما تنص عليه الأنظمة، ولكم تحياتي، المشرف العام على مستشفى عسير المركزي محمد حسن أيوب ".

    فنقول له: شكراً لك ولنائبك ولأعضاء الجهاز الإداري.

    أسئلة واقتراحات

    أيها الفضلاء، هذا اللقاء -كما قلت- بعنوان: بريد المستمعين.

    فقد وصلت أسئلة واقتراحات ورسائل، منها الخاصة والعامة، ومنها ما تتحدث عن موضوعات ذاتية شخصية، وموضوعات اجتماعية، وموضوعات عالمية.

    فهذه نظرة عامة على الأسئلة التي وصلتني عن طريق الإخوة القائمين على المسجد، وهي: ألف وأربعمائة سؤال، منها: سبعمائة وثمانية عشر سؤالاً في المسائل التربوية، وتسعة وعشرون سؤالاً في المسائل العقدية، وثلاثة وخمسون سؤالاً عبارة عن اقتراحات، ومائتان وعشرون سؤالاً في الفقه الإسلامي، وثلاثة وخمسون كتباً شخصية إليَّ، فأربعة وعشرون منها: متفرقة، وعشرون رسالة خاصة فيها إحراجات ومسائل ملتهبة.

    وكانت الأسئلة تدور حول قضايا سبق الحديث عنها في محاضرات سابقة، مثل: (اللقاء مع الشباب) ومثل: (أين أنتم أيها الشباب؟) ومنها: (قسوة القلب) و(موضوع قيام الليل) و(القرآن) و(التوبة من الذنوب ثم العودة إليها) و(الانتكاس) و(التذبذب) و(مشاكل الزواج) و(مشاكل النساء من الحجاب) و(عدم طاعة الزوج) و(العنوسة) و(مسائل في الدعوة) سبق الحديث عنها في شريط: فن الدعوة، و(المسائل الفقهية التي تدور حول الأسهم والشركات والبنوك).

    وسوف يكون الحديث مستفيضاً هذه الليلة عن ذلك، فستكون هناك مسائل في الصلاة، ومسائل في الرضاع، وسوف نعرضها في المستقبل إن شاء الله.

    أما الاقتراحات فتدور حول بعض المحاضرات التي يأمل كاتبوها أن تكون رسالة من القلب إلى القلب، وتكون رسالة للمدرسين، ورسالة إلى الطالب الجامعي، وبعض الدروس خارج المنطقة، كرسالة من أحد و أحد رفيدة ومحايل وقنا والدرب وبعض الضواحي.

    أما في العقيدة: فهي حول الإيمان والكفر والسحر والشرك والشعوذة المنتشرة في البوادي، وبعض القرى، وهناك كتب وشخصيات سألوا عن بدائع الزهور، وسألوا عن كتب للشعراوي ولغيره.

    هذا أيها الإخوة استعراض عام عن الأسئلة.

    بيان العلماء حول الخلاف في أفغانستان

    وعندنا قضية من هذه القضايا، وهي: بيان العلماء،الذي صدر حول مشكلة كوكنر وقتل الشيخ جميل الرحمن، وقد صدر عن علماء البلاد، ممثلاً في سماحة عالم المسلمين الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز وغيره من العلماء والدعاة البالغ عددهم: عشرين داعية.

    يقول: "بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    أمَّا بَعْد:-

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    فغير خاف على أحد ما جرى في أفغانستان من الخلاف، وما ترتب على ذلك من تفاقم الأمر في صفوف الأمة من الدعاة، والخطباء، وطلبة العلم، وعموم الشباب، وسائر الناس، من جراء الخوض في هذه المسائل دون تثبت ولا علم ولا بصيرة، ومن نصرة طرف على طرف، وهجومٍ على طرف أو دفاعٍ عن طرف من أطراف النـزاع.

    إننا نناشد جميع المسلمين، وخاصة الشباب الغيورين على قضايا الأمة بالكف عن الخوض في هذه المسألة بأي صورة تأييداً أو تنديداً؛ لِمَا ينجم عن ذلك من تفرق كلمة أهل الخير في كل مكان، وتشتت آرائهم واختلاف قلوبهم، وربما أدى ذلك إلى التشاحن والتطاحن والتباغض، وأوصل بعضهم إلى الولاء والبراء، والحب والبغض، والاشتغال بتصنيف الناس، على حسب مواقفهم من هذه القضية.

    وإن أخشى ما يخشاه العقلاء، أن تكون ثمة أصابع خفية، تهدف إلى زعزعة الأمة لصالح أعداء الإسلام من الشرق والغرب، فأفضل وسيلة لتفويت الفرصة على العدو هي ترك الخوض في هذه المسألة نهائياً والإعراض عنها بالكلية، والاشتغال بما هو أجدى وأهم من ذلك، وهو طلب العلم النافع، والدعوة إلى الله، والإقبال على العبادة، وتهذيب السلوك، وتصفية القلوب من لوثات الحقد والحسد والبغضاء، التي يبذرها الشيطان في نفوس الناس.

    علماً أن ثمة جهود طيبة من جهات عديدة تتدخل بهدف الإصلاح بين الأطراف المتنازعة، وقد قطعت بهذا المجال شوطاً كبيراً، ولعل ترك الخوض في هذه المسألة مما يساعد هذه اللجان على أداء مهمتها، وستعلن النتيجة قريباً بإذن الله.

    كما أن على الجميع نشر العقيدة الصحيحة في صفوف المسلمين في سائر الأقطار، بالأسلوب الحكيم المناسب البعيد عن التنفير، وبكافة الوسائل المتاحة، كالدعوة، والتعليم، وطباعة الكتب، ونشر الأشرطة المفيدة، وغير ذلك.

    وإننا إذ نعتبر هذه مسئولية الجميع فإنها منوطة بصفة خاصة بمن أعطاهم الله تعالى مزيداً من العلم والبصيرة في الدعوة، أو في الجاه والمال، فنأمل من إخواننا المسلمين مراعاة ذلك والسعي في تنفيذه بقدر الإمكان.

    كما نناشد إخواننا المجاهدين الأفغان، وقادتهم خاصة، السعيَ لتوحيد كلمة المجاهدين ولَمِّ صفوفهم تحت راية عقيدة أهل السنة والجماعة، والحرص على حقن دماء المسلمين ووحدة الصف امتثالاً لقوله تعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [آل عمران:103] وقوله تعالى: وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ [الأنفال:46] وقوله: وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [آل عمران:105].

    ونسأل الله للجميع التوفيق لصلاح القول والعمل، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على محمد، رسوله ونبيه، وعلى آله وصحبه أجمعين".

    التوقيع:

    عبد العزيز بن عبد الله بن باز.

    حمود بن عبد الله التويجري.

    عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين.

    عبد الرحمن بن ناصر البراك.

    وغيرهم من العلماء والدعاة، بما يبلغ اثنين وعشرين عالماً وداعية.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088532017

    عدد مرات الحفظ

    777167663