إسلام ويب

حلاوة الإيمانللشيخ : عائض القرني

  •  التفريغ النصي الكامل
  • هذا شرح حديث من صحيح البخاري رواه أنس بن مالك وبوب له الإمام البخاري بقوله: باب حلاوة الإيمان، وهو حديث عظيم، وأصل من أصول الدين وقاعدة من القواعد الكبرى في الإسلام.

    وفيه ثلاث خصال من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، ومدارها على الحب والبغض، حب الله ورسوله وأوليائه، وبغض الكفر وحزبه وأتباعه.

    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

    أمَّا بَعْد:

    فمعنا هذه الليلة من صحيح البخاري حديث عظيم، وأصل من أصول هذا الدين، وقاعدة من القواعد الكبرى في الإسلام، نوه به الإمام النووي وغيره من علماء الإسلام.

    هذا الحديث، يقول الإمام البخاري مبوباً عليه "باب حلاوة الإيمان" ثم قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، قال: حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار) هذا الحديث العظيم متفق عليه بين الشيخين، ورواه جلة من علماء الإسلام وكثير منهم.

    لكن قبل أن نشرع في شرح الحديث، وفي فوائد الحديث وما يستفاد منه، نأخذ هذه الليلة حديثاً، وقد رأيت ورأى بعض الإخوان أن نأخذ في كل أسبوع حديثاً من أحاديث الأعمال نحفظ هذا الحديث؛ ليكون لجلوسنا إن شاء الله مع الفائدة فائدة، ومع المنفعة منفعة، فالجميع يحفظ وكل إنسان يحفظ هذا الحديث على مر الأسبوع ويعمل به؛ لأنه من أحاديث الأعمال وسوف أختار كل أسبوع حديثاً يناسب المقال والمقام والعصر.

    لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله

    الحديث الذي نحفظه هذا الأسبوع ليس في البخاري ولكنه حديث وهو قاعدة ووصية ينفع جميع طبقات الناس، هذا الحديث نصه عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال: {أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله! إن شرائع الإسلام قد كثرت عليَّ فدلني على باب أتشبث به -وفي لفظ: باب جامع أتشبث به- قال صلى الله عليه وسلم: لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله}.

    هذه وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لـعبد الله بن بسر، وهذا الحديث رواه الترمذي والإمام أحمد وابن حبان وغيرهم وقال الترمذي: حديث حسن، وهو حسن.

    هذا الحديث وصية جامعة من الرسول صلى الله عليه وسلم يقدمه للأمة، وهو جامع لخيري الدنيا والآخرة، فمن فهم هذا الحديث وحفظه وعمل به كفاه عن أبواب كثيرة؛ لأنه الباب الجامع في الإسلام ألا يزال اللسان رطباً من ذكر الله عز وجل، انتهى الحديث ونسأل الله التوفيق لحفظه والعمل به.

    وقد تعودنا مع بداية كل درس أن نأخذ شخصية إسلامية رائعة؛ ممن يستن ويقتدى بهم في هذا الدين؛ ليكون من باب التربية والتوجيه والاقتداء والتأسي.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088543674

    عدد مرات الحفظ

    777231761