إسلام ويب

من أحسن القصصللشيخ : عائض القرني

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن سيرة نبينا عليه الصلاة والسلام مليئة بالمعجزات، وهو أكثر الأنبياء تأييداً بالمعجزات، وقد أمده الله بها، واستخدمها النبي صلى الله عليه وسلم في نصرة هذا الدين وفي الوقوف مع أصحابه وفي وقت الشدة وحاجتهم إليه، وقد ذكر الشيخ حفظه الله تعالى نماذج وأمثلة على هذه المعجزات وهذه المواقف.
    الحمدلله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على إمام المتقين وقائد الناس أجمعين، أمابعـد:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    أسعد الله أوقاتكم باليُمن والمسرات، معنا هذه الليلة حبيبنا ورسولنا، وصفوة خلق الله، معنا أبو القاسم صلى الله عليه وسلم، نعيش مع معلم البشرية وهادي الإنسانية ومزعزع كيان الوثنية، في ساعة أحلى ساعات العمر، وأغلى ساعات الحياة، يقول الله تعالى: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ [يوسف:3] وعنوان هذا الدرس (من أحسن القصص).

    دخل عمر رضي الله عنه المسجد، فوجد رجلاً يقص على الناس من الخزعبلات، وأخبار الماضين والماضيات، التي لا تعتمد على أسانيد ولا على ثقات، فقال: عمر من الرجل؟ قالوا: رجل يا أمير المؤمنين من الناس، قال: وماذا يفعل؟ قالوا: يقص علينا قصصاً، قال: عمن؟ قالوا: عن قوم لا نعرفهم، فعاد رضي الله عنه وأرضاه وأخذ درته، والدرة عصى يحملها عمر دائماً للطوارئ، يؤدب بها ويخرج بها الشياطين من الرءوس، فأتى رضي الله عنه وأرضاه فضرب الرجل وأنزله، وقال سبحان الله، يقول الله: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ [يوسف:3] وأنت تقص على الناس هذه القصص، فقال أهل العلم: حق على من قص على الناس أن يعتني بالأحاديث الصحيحة، وألا يقص عليهم إلا ما ينفعهم في الدنيا والآخرة.

    قوته البدنية صلى الله عليه وسلم

    من هذا المنطلق جمعت أحاديث صحيحة إن شاء الله، لقصص محمد صلى الله عليه وسلم، لمعجزاته ولما آتاه الله من آيات باهرة، وهو صلى الله عليه وسلم معجز في شخصه، ومعجز في القرآن التي أتى به، ومعجز في حالاته كلها، بل حتى في جسمه فهو عند بعض العلماء معجز، أوتي قوة ثلاثين من الرجال، فهو مهيأ ليقود العالم، كان صلى الله عليه وسلم يدور في ساعة واحدة على تسع نسوة من نسائه ويغتسل غسلاً واحداً، أتى في الخندق فما استطاع الصحابة وهم عشرات أن يدهدهوا صخرة فأتى فحملها، كان يقف في المعركة عليه الصلاة والسلام فلا يفر وإنما يبقى صامداً إلى آخر لحظة من لحظات المعركة، ومن خصائصه أنه ما كان يتثائب، لأن التثائب من الشيطان ومن خصائصه أنه ما احتلم؛ لأن الاحتلام من الشيطان، والشيطان لا يلعب على الرسول عليه الصلاة والسلام أبداً، عاش عليه الصلاة والسلام وأيده الله في المعجزات، عاش يتيماً عاش إلى الأربعين ما قرأ كتب ما درس ولا تعلم الخطابة وما درس الفتيا وما درس أصول السياسة وما تعلم الإدارة، وما تعلم أي علم أبداً فبعد أربعين سنة يخرجه الله عز وجل فإذا هو أفضل خطيب، وأعظم مفتي، وأشجع قائد: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ [الجمعة:2].

    إن البرية يوم مبعث أحمدا     نظر الإله لها فبدل حالها

    بل كرم الإنسان حين اختار من خير     البرية نجمها وهلالها

    عاش في المجتمع أشبه شيء بالبداوة، ومع ذلك كان من أجمل الناس، وجهه كالقمر ليلة أربعة عشر، إذا جلس الجالس أمامه كأنه يجلس أمام الشمس أو القمر، ولذلك إذا صافحه مصافح أثرت أصابع المصافح في جسم الرسول عليه الصلاة والسلام، قال أنس فيما صح عنه رضي الله: {مسست كف الرسول عليه الصلاة والسلام فو الله ما مسست ديباجاً ولا حريراً ألين من كفه، وشممت رائحة الرسول عليه الصلاة والسلام فو الله ما شممت مسكاً ولا عبيراً أحلى من مسكه عليه الصلاة والسلام}.

    ألا إن وادي الجزع أضحى ترابه     من     المسك كافوراً وأعواده رندا

    وما ذاك إلا أن هنداً عشيـة     تمشت وجرت في جوانبه بردا

    طيب رائحته صلى الله عليه وسلم

    يمر من السكة فيعرف الناس أنه مر من هذا المكان بطيبه، عرقه الذي يتصبب من على جبينه الطاهر كاللؤلؤ، يوضع في القوارير، أخذته أم سليم فكانت تداوي به المرضى فيشفون بإذن الله، يخرج في الصباح الباكر بعد صلاة الفجر عليه الصلاة والسلام فيهمل يده للناس فهذا يأخذ يده فيمسح بها على وجهه، فهذا أعرابي يقول: أخذت يد الرسول عليه الصلاة والسلام فأطلقت زرري فوضعتها على صدري، فوالله ما زال بردها إلى الآن كالثلج على صدري، تأتي الجارية بالماء فيضع يده في الماء للبركة التي وضعها الله فيه، إنه محمد عليه الصلاة والسلام، وبعد ذلك يقول أهل التصوف: أنتم لا تحبون الرسول عليه الصلاة والسلام.

    إنشقاق القمر

    ومن معجزاته:

    انشـقاق والحديث القمـر وإسنـاده واضح كنجوم السماء.

    خرج على كفار قريش وكفار قريش يعرفونه يتيماً وصادقاً أميناً، ما حفظوا عليه كذبة، ولا خان خيانة ولا غدر مرة، خرج عليهم بعد صلاة العشاء، فقال: يا أيها الناس! قولوا لا إله إلا الله تفلحوا، فقال أبو جهل: من أين أتيت قال: أرسلني الله، قال أما وجد الله إلا أنت يرسلك؟! ثم حلف بلاته وعزّاه، لا نؤمن لك حتى تشق لنا هذا القمر، فقال عليه الصلاة والسلام: لئن دعوت الله وشق لي القمر، أتؤمنون؟ قالوا: نؤمن.

    فرفع يديه وسأل الله أن يشق له القمر، فشق الله له القمر ليلة أربعة عشر، أما فلقة فذهبت تجاه عرفات في مكة، وفلقة أخرى ذهبت تجاه جبل أبي قبيس، فقام كفار قريش من الحرم جميعاً رجالاً ونساءً وأطفالاً ينفضون رجالهم ويولون وتتساقط بهم أبواب الحرم ويقولون: سحرنا محمد، سحرنا محمد، سحرنا محمد، فأنزل الله: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * إِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ * وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ [القمر:1-3] ولقد جاء هم من الأنباء ما فيه مزدجر: حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ [القمر:5] ولذلك يوردهم الله يوم القيامة إلى النار، والله يستهزئ بهم، وصفة الاستهزاء نثبتها لله على وجه يليق بجلاله بقيد هو: أنه يستهزئ بمن يستهزئ به قال تعالى: اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ [البقرة:15] فيقول الله لهم يوم القيامة للنار: أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ [الطور:15] أفهذه النار سحر كما كنتم تقولون في الدنيا سحرنا محمد، فيدخلهم النار، كان عليه الصلاة والسلام قد هيأه الله وهو في السنتين ونحوها ليصلح الدنيا، فكان في قلبه همة لذلك فجده عبد المطلب سيد مكة كان له فراش لا يجلس عليه إلا هو، فكان يجعل الفراش في ظل الكعبة قبل صلاة العصر -ولا يعرفون الصلاة- فيأبى محمد عليه الصلاة والسلام إلا الجلوس على الفراش، وعمره أربع سنوات، كلما أخروه زحف وجلس على الفراش، فيتبسم عبد المطلب ويقول:

    والبيت ذي النصب، والشفق والحجب، إن لابني هذا سبب من السبب.

    يحلف بالشرك يقول أنه سيكون له أثر في العالم، نعم:

    تقدم شاعراً فيهم خطيباً     ولولاه لما ركبوا وراءه

    إنشقاق القمر معجزة من معجزاته عليه الصلاة والسلام رآه ذلك أهل الهند، ورآه تجار مكة الذين كانوا في الشام والعراق، قال لهم كفار مكة: أرأيتم في الأفق شيئاً قالوا: قبل ثلاث ليال انشق القمر ورأيناه يوم انشق، وأرخ علماء الهند تاريخ انشقاق القمر على قصر هناك من قصور ملوكهم، فأرخوا كتابة تاريخهم يوم انشق له عليه الصلاة والسلام.

    معجزة الهجرة

    خرج عليه الصلاة والسلام من مكة يريد أن يفر إلى المدينة؛ لأن المشركين حاصروه، وطوقوا البيت بخمسين شاباً كل شاب معه سيف يقطر دماً وحسداً، وبغياً وعناداً، فأتى الوحي من الله أن اخرج، قال لجبريل: كيف أخرج؟ قال: اخرج والله معك، وانثر على رءوسهم التراب، فخرج عليه الصلاة والسلام فلما خرج وإذا الخمسون شاباً حول البيت، فأخذ حفنة من التراب فذرها على رءوسهم وقال صلى الله عليه وسلم: وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ [يس:9] فألقى الله عليهم النعاس فسقطت من أيديهم السيوف وما قاموا إلا عندما طلعت الشمس كل يحتحت التراب من على رأسه، وما وجدوه في البيت فخرجوا يجوبون مكة، فحدث لهم حادث قد يكون في غار ثور، فخرجوا إلى الغار مسرعين وطوقوا الغار وأرادوا دخوله، وفي السير أن الله سخر العنكبوت فبنت عشها على فم الغار، وجعل الحمامة تبني عشها وتبيض عليه، فأراد الكفار أن يدخلوا من فم الغار فوجدوا العش وبيت العنكبوت فقالوا هذا غار ما دُخل:

    ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت على     خير البرية لم تنسج ولم تحم

    عناية الله أغنت عن مضاعفة     من الدروع وعن عالٍ من الأطم

    فيقول أبو بكر وهو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار: {يا رسول الله! والذي نفسي بيده، لو نظر أحدهم إلى موضع قدميه لرآنا، فتبسم عليه الصلاة والسلام تبسم الزعيم الواثق الذي بإمكانه أن يقود العالم وقال: يا أبا بكر! ما ظنك باثنين الله ثالثهما} قال أحمد شوقي:

    وإذا العناية لا حظتك عيونها     نم فالحوادث كلهن أمان

    عناية الله أغنت عن مضاعفة     من الدروع وعن عالٍ من الأطم

    ولذلك يقول الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا [التوبة:40] فما حزن عليه الصلاة والسلام من لثقته بالله، خرج صلى الله عليه وسلم فلحقه سراقة قال أبو بكر: يا رسول الله! سراقة أقبل شاهراً سيفه ورمحه ادع الله عليه يا رسول الله! فتبسم وقال: ما ظنك باثنين الله ثالثهما، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يقرأ القرآن على سراقة فساخت به الفرس فوقع على الأرض فقال: سراقة للفرس صه، وهذه الكلمة تقال عند العرب إذا عثر الفرس يعني قم واستيقظ، فقام الفرس وركب وأقبل، فدعا عليه فساخ به الفرس فتعثر على وجهه، فقال: يا محمد! أريد الأمان منك لا تقتلني (فر من الموت وفي الموت وقع) أراد أن يقتل فطلب النجاة والسلامة.

    فاشترط عليه الصلاة والسلام أن لا يخبر أحداً من الناس، وأعطاه كتاب أمان، ثم تبسم عليه الصلاة والسلام تبسم الواثق من نصر الله له، وقال: يا سراقة! كيف بك إذا طوقت بسواري كسرى؟ وفي بعض الألفاظ وقيصر؟ فضحك سراقة فقال: أنت فار وصاحبك من مكة تطارد وتملك ملوك كسرى وقيصر، إنها همة بإذن الله تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء، فأعطاه الأمان ورجع، فقال كفار قريش لـسراقة ما وراءك، قال: أما طريق المدينة فقد كشفتها لكم فلا تبحثوا.

    أتى سراقة ففتح عمر رضي الله عنه أرض كسرى وقيصر، ودك عروش الخيانة والظلم، والجهالة والعمالة والطاغوت، وداسها هو وسعد بن أبي وقاص بأقدامهم في الأرض ثم أتوا بسواري كسرى وقيصر؛ من ذهب ومرجان ولؤلؤ فأخذها عمر، وقال لـسراقة: تعال ولبسه عمر فبكى سراقة، قال عمر: مالك تبكي؟ -يومٌ نصر الله فيه الإسلام والمسلمين وأنت تبكي- فقال سراقة: والذي نفسي بيده! لقد قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم طاردته: كيف بك يا سراقة إذا سورت بسواري كسرى أو قيصر، فبكى عمر وبكى الصحابة: أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ [الطور:15].

    خرج عليه الصلاة والسلام ومر بعجوز خزاعية في خيمة معها عنز مكسورة في جانب الخيمة، فقال لها: هل من لبن؟ قالت: غنمنا خلوف وأبونا مع الغنم، قال: علي بهذه العنز وائذني لي أن أحلبها، فضحكت وقالت: عنز مكسور حائل ما تحلب، قال: أحلبها، فأخذ عليه الصلاة والسلام كوباً عظيماً هائلاً فقال: باسم الله فحلب فحلبت فملأ الإناء فأعطاه أبا بكر فشربه، ثم ملأه فأعطاه العجوز فشربت، ثم ملأه فشرب عليه الصلاة والسلام ثم ملأه ثم جعله عند العجوز فاندهشت.

    قالت: ما هذا الكلام الذي تقول، فتبسم عليه الصلاة والسلام ثم خرج، يقول شاعر الجن يخبر أهل مكة لأنهم تلك الليلة لا يدرون أين ذهب، وجعلوا عليه حصاراً عالمياً، وغلقوا المنافذ وأعلنوا حالة الطوارئ في مكة ولكن طريق المدينة لم يبحثوا فيه، فيقول الجان من أعلى جبل أبي قبيس ينشد، وفي الجن شعراء وخطباء:

    سلوا أختكم عن شاتها وإنائها     فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد

    جزى الله رب الناس خير جزائه     رفيقين حلا خيمتي

    أم معبد الخزاعية:

    هما نزلا بالبر وارتحلا به     فأفلح من أمسى رفيق محمد

    فيا لقُصي ما زوى الله عنكمُ     به من فخار لا تُجازى وسؤددِ

    وذهب صلى الله عليه وسلم ووصل إلى المدينة وأتت معجزاته في المدينة تترا.

    فائدة عرض المعجزات

    فائدة عرض المعجزات أمور أعظمها ثلاث فوائد:

    الأول: يزداد إيمانك: وأكثر ما يزداد الإيمان إذا تليت معجزات محمد صلى الله عليه وسلم، فإنك تزداد إيماناً ويقيناً ورسوخاً كلما سمعت أخباره.

    الثاني: أنك تحبه حباً عظيماً يدخل إلى الروح ويمس شغاف القلب.

    نسينا في ودادك كل غال     فأنت اليوم أغلى ما لدينا

    في البخاري يقول عمر: {يا رسول الله! والذي نفسي بيده! إنك أحب إلي من أهلي ومالي إلا من نفسي قال: لا يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك، قال: والذي نفسي بيده! إنك أحب إلي من نفسي وأهلي ومالي، قال: الآن يا عمر}أي اكتمل إيمانك وتم يقينك أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

    الثالث: أن تعلم قدرة الله الواحد الأحد فالمعجزات من قدرة الله.

    مواد ذات صلة

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088518848

    عدد مرات الحفظ

    777082242