إسلام ويب

علماء الغرب يقولونللشيخ : عائض القرني

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن لله في هذا الكون آيات باهرات عظيمات، تهدي من تفكر فيها وأراد الهداية إلى صراط مستقيم.

    من هذه الآيات الغيث الذي يحيي الأرض بعد موتها، ويحيي القلوب الميتة، فهو غيث الأرض بما تنتفع به من ماء، وهو غيث للقلوب بما تنتفع به من معرفة عظمة الله وقدرته على الإحياء.

    وإن الإيمان القائم على التفكر في الكون والنظر في أسراره لا يخشى عليه من عاديات البث المباشر ولا غيرها من الوسائل الهدامة.

    وهاهم علماء الغرب يشهدون بأنه لا حياة سعيدة إلا بالإيمان.

    الحمد لله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً، وتبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً.

    وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بعثه ربه هادياً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، بلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

    قف في الحياة تر الجمال تبسما     والطل من ثغر الخمائل قد همى

    وشدت مطوقة الغروس ورجعت     وترعرع الفنن الجميل وقد نما

    والمؤمن اطلع الحياة بهيبة     أهلاً بمن حاز الجمال مسلما

    قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ [الشورى:28] تحققت هذه الآية، وعشناها حدثاً خالداً، ورأينا آثار الله قبل أيام.

    عشنا القحط والجدب والفقر، كانت أرضنا وجبالنا وحدائقنا مغبره قاحلة ميته، فعدنا إلى الله في صلاة استسقاء وكنا صائمين، وكم في الجموع من صائم صادق، وكم فيهم من مخلص توجه بدعائه إلى الحي القيوم، قال تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ [النمل:62] فما كانت إلا الاستجابة من الذي خزائنه لا تنفذ وغناه لا ينتهي، ليقرر لنا أموراً عجيبة في المعتقد وفي الحياة، وفي الآخرة، يقول سبحانه: وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ [الشورى:28].

    النعمة والإحسان من الله

    أولها: ذكر الضمير ولم يذكر لفظ الجلالة، فكأنه هو المعروف بالإحسان، وهو على ما كان قبل الزمان والمكان، وهو الذي قدم الإحسان للإنسان قبل أن يكون إنساناً، وبعد أن كان الإنسان، وبعد أن يموت الإنسان، قال تعالى: وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ [النحل:53] وقال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ [الشورى:28].

    ثم قال سبحانه: يُنَزِّلُ الْغَيْثَ [الشورى:28] والتشديد هنا للمبالغة، وهي للمبالغة في الإنـزال، وكأن الناس يتحرون شيئاً ينـزل فنـزل عليهم بعد لأواء.

    ثم قال: (الغيث) ولم يقل المطر لأن الغيث له سر عجيب، يغيث به الله البلاد والعباد، ولو قال المطر لاحتمل أن يكون عذاباً وتدميراً، فغالب ذكر المطر في القرآن عذاب وتدمير وخسف وإبادة، قال تعالى: وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ [الشعراء:173] ولكن قال: الغيث ليغيث الله به البلاد والعباد، قال تعالى: مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا [الشورى:28] لقد تراجعت كثير من النفوس وشكت في قدرة الباري.

    ولقد أخفقت كثير من الأرواح التي تربت على الفلسفة الغربية المادية التي لا تؤمن بالله، ولقد ظن دعاة المادة الذين يعبدون المادة ويلتجئون إلى غير الله، أن لا إله ولا قدرة ولا رحمة ولا عناية، ويستهتر بعضهم فيقول: كم من صلاة وكم من دعاء وما نزل الغيث! ولكن الله أسكت منطوقهم وفضح شريحتهم، وأبطل إرادتهم بالغيث الذي نزل هنيئاً مريئاً في أيام متعددة، فقد صلينا وبعد ساعات نزل الغيث، والله يقول: مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا [الشورى:28] من بعد أن ظنوا أن لا رحمة، اتجهت العجماوات والببغاوات، والحشرات والكائنات إلى الله، وهذا أمر معلوم بالفطر.

    والله يقول في حديث قدسي يرويه أبو يعلى: {وعزتي وجلالي لولا شيوخ ركع، وأطفال رضع، وبهائم رتع؛ لخسفت بكم الأرض خسفاً ولمنعتكم القطر من السماء} ولكن عناية الله ورحمته وحلمه عن كل مجرم وعاص أنه نظر سبحانه إلى هذه العجماوات والحيوانات، وإلى الأطفال والشيوخ الركع السجود، وإلى حملة القرآن والدعاة، والصالحين، فأغاث الله البلاد والعباد.

    قال تعالى: وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ [الشورى:28] ما أحسن التعبير! وما أجمل العبارة! وصل الماء إلى بيوتنا قبل نزول الغيث.

    لكن ما حل المشكلة وما قام بالأمن القلبي وما نزلت علينا السكينة بشيء كنـزول الغيث، نعم امتلأت خزاناتنا من الماء الذي وصل إلينا من البحر، وصهاريجنا وبيوتنا، لكن حدائقنا يابسة، وأزهارنا قاحلة وجبالنا ميتة، فلما قال: وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ [الشورى:28] عاشت الأرض وترعرعت واهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج، ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [الحج:6].

    اهتزت: لبست حلة وتراقصت على القطر.

    وربت: أخرجت أزهارها وثمارها وأشجارها، وغرد البلبل وسار الطير وأنشد الصداح الأناشيد على أفنان الشجر؛ شاكراً المولى تبارك وتعالى.

    وفي نزول الغيث يقول سبحانه: وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ [الشورى:28] وعبارة (الولي الحميد) جُعلت هنا لعبرة، فالولي: الذي ولايته عامة وخاصة، فأما نحن فولايته لنا خاصة سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، لماذا؟ لأننا حملنا الإيمان، واسلمنا لله، وأتبعنا رسول الله.

    بشرى لنا معشر الإسلام إن لنا     من العناية ركناً غير منهدم

    لما دعا الله داعينا لطاعته     بأكرم الرسل كنا أكرم الأمم

    وفي نزول الغيث دروس: أولها: أن إجابة الدعاء معجزة وكرامة، وأن هناك صلة بين هذا المخلوق الضعيف والله القوي الباقي تبارك وتعالى، وهو درس من دروس التوحيد، عاشه عليه الصلاة والسلام حقيقة أمام أكثر من ألف من أصحابه ونقلتها لنا كتب العلم، فمن كان في شك فليشك , ومن كان في ريبة فليرتب.

    أما نحن فنقول: قال تعالى: فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ [الذاريات:23] عاش الصحابة في عهده عليه الصلاة والسلام قحطاً وفقراً وجوعاً وجدباً، أتوا يصلون الجمعة والشمس تقطع الظهور لا غمام ولا سحاب ولا قزعة، دخلوا المسجد في حرارة الصيف المحرقة، فالرمضاء تلتهب وتكاد تأكل الناس، والسموم محرقة للوجوه.

    وتقدم عليه الصلاة والسلام إلى المنبر، لم يكن عنده سابق حدث بما سوف يجري في الخطبة، كانت خطبته عن الإيمان، وكان يتكلم بها كالسيل بما فتح الله عليه.

    وفي أثناء الخطبة دخل أعرابي المسجد فقاطع الرسول عليه الصلاة والسلام مباشرة، صاح الأعرابي وقد بلغ به اللأواء إلى أن يصيح، قال: يا رسول الله! فسكت عليه الصلاة والسلام والتفت الناس إلى الأعرابي، قال: { يا رسول الله! جاع العيال، وضاع المال، وتقطعت السبل، فادع الله أن يغيثنا -ولم يتلعثم عليه الصلاة والسلام، ولم يفكر وقطع خطبته والتفت إلى الحي القيوم- فرفع يديه في لحظة وأخذ يقول: اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، يقول أنس -راوي القصة- والله ما في السماء من سحاب ولا قزعة، فالشمس بيضاء محرقة، فثارت سحابة كالترس} قال تعالى: إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [يس:82].

    فأتت من وراء سلع بـالمدينة ثم توسطت سماء المدينة وثارت كالجبال، والرسول صلى الله عليه وسلم لم ينزل من على المنبر ولم ينته من كلامه، ثم أزبدت وأرعدت وأمطرت، وإذا الماء ينهمر على وجهه الشريف الذي هو كالبدر، ويتقاطر الماء على لحيته ويتصبب فيتبسم، قطعه التبسم عن الكلام.

    ما رأي دعاة الإلحاد في هذه القضية؟ أي تحليل علمي على هذه الحادثة؟

    ما هو مدلولها، أصدفة يدخل الأعرابي وصدفة تقطع الخطبة، وصدفة ترتفع اليد، وصدفة تأتي سحابة كالترس من وراء الجبل ثم تمطر في لحظة وتسيل المدينة؟!

    فتبسم عليه الصلاة والسلام:

    طفح السرور عليَّ حتى إنني     من عظم ما قد سرني أبكاني

    ويقول: أشهد أني رسول الله، ونقول له: نشهد نحن الملايين أنك رسول الله، ونشهد أن رسالتك الخالدة التاريخية أثبتت قوتها وصدقها ونبوغها وروعتها وجلالها وجمالها، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

    متى يغيث الله

    القضية الثانية في نزول الغيث: أن فيه آية؛ لأن الله يغيث القلوب متى أرادت القلوب غوث الله، أرض قاحلة وقلوب قاسية، فإذا طلبت القلوب مولاها باللين لينها الله، يقول سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ [الحديد:16] ثم قال: اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [الحديد:17].

    أيها المسلمون: إن الله كما أحيا الأرض يحيي القلوب، فيا من أراد حياة القلوب! ليست حياة القلوب إلا عند محمد عليه الصلاة والسلام وهذه المادة المخدرة، مادة الطاقة التي يملكها القلب ليكون حياً حرام على أي منهج إلا منهج الإسلام.

    أين ما يدعى ظلاماً يا رفيق الليل أينا     إن نور الله في قلبي وهذا ما أراه

    قد مضينا في ضياء الوحي حباً واهتدينا     ورسول الله قاد الركب تحدوه خطاه

    قد شربنا من كئوس الوحي حباً وارتوينا     وكتبنا في العلى بالاسم تمجيد الإله

    إذاً: غوث القلوب بالإيمان والوحي، ومن أراد أن يغيث قلبه فليبادر إلى الإيمان وذكر الواحد الديان والرسالة الخالدة، فوالله! ليس له من دون الله مغيث، ولو جمع لذائذ الدنيا وطاقات الدنيا وانفصل عن الإيمان ما كان إلا موتاً إلى موت وخيبة إلى خيبة.

    إحياء الموتى

    القضية الثالثة: في نزول الغيث عبرة، وهي أن الله يحيي الموتى ويردهم إليه، قال تعالى: ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ [الأنعام:62] والله ذكر هذه القضية في كثير من آيات القرآن، كلما ذكر نزول الغيث وإحياء النبات وترعرع الأزهار والنبات والأشجار، أخبرنا أنه يعيد الموتى إليه كما أعاد هذا الشجر بعد أن مات، قال تعالى: وَنَزَّلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكاً فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ * وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ * رِزْقاً لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذَلِكَ الْخُرُوجُ [ق:10-11] كذلك الخروج من المقابر، كذلك تخرجون أيها البشر إذا متم؛ تخرجون كما تخرج النباتات.

    هل تصور أحدكم حديقة مر بها وقد مات شجرها واختفى زهرها وذبل وردها، حديقة ظن أنها لا تعود لها الحياة أبداً، هاجرت منها الطيور وفارقها الهدهد وهجرها الحمام، لا ماء ولا رواء ولا خضرة ولا حياة، أصبحت الأشجار تهوي بها الريح في غبار تشمئز منه النفوس، واليوم عد إلى الحديقة وانظر إليها، عادت كما كانت عليه ولبست حلة، واهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج.

    قال تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ [الحج:6] وهي أعظم قضية، قضية الإيمان.

    أعظم آية في نزول الغيث أن الله هو الحق، فالقلوب ما اتجهت يوم أتى هذا الجدب إلى الشرق أو الغرب بل اتجهت إلى الله.

    خرج سليمان عليه السلام يستسقي بالناس، وإذا بنملة رفعت أرجلها تقول: يا رب اسقنا، يا رب لا تحرمنا القطر بعصاة بني آدم، نملة ونحلة ويرقة وورقة، كلها تلتجئ إلى الله، قال تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [الحج:6].

    وهي القضية الثانية الكبرى، مع ذلك الله حق ويحيي الموتى، وهو على كل شيء قدير، وأن نعتبر بهذا، فإنه دليل قاطع وحجة باهرة على إحياء الموتى بعد أن يموتوا، والله قادر على ذلك سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، يقول في ملحد زنديق اعترض على هذه القضية، قال تعالى: وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ [يس:78-79].

    فهذه قضايا في نزول الغيث.

    قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ [الشورى:28] وارتاحت قلوبنا وعادت لنا الحياة، واخضوضرت أوراق الأشجار، وسرى النسيم وعادت الأطيار المهاجرة، ونزل الأمن والسكينة، وعاد الصالحون في توجه عظيم إلى الله، يشهدون أن الدين حق وأن الله حق وأن الرسول عليه الصلاة والسلام حق.

    إنه -والله- سر من أسرار هذا الدين العظيم الذي وصل هذه الأمة الربانية بربها، تستسقي في الصباح وينـزل الغيث في المساء إجابة لدعوتها ودعوة الصادقين من أبنائها.

    أقول ما تسمعون، وأستغفر الله الجليل العظيم لي ولجميع المسلمين فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو التواب الرحيم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088526163

    عدد مرات الحفظ

    777134392