إسلام ويب

جلسة مع الأولياءللشيخ : عائض القرني

  •  التفريغ النصي الكامل
  • ذكر الله تعالى في الحديث القدسي فضل الأولياء الصالحين وأنه يدافع عنهم ويحميهم ويبغض من عاداهم.

    والولاية ليست حكراً على فردٍ دون فرد، ولا جماعة دون أخرى، بل هي صفات من اتصف بها حاز تلك المكانة السامقة، وهناك من أهل البدع من حكروا هذه الولاية خاصة بأناس دون غيرهم.

    اللهم لك الحمد بالإيمان، ولك الحمد بالإسلام، ولك الحمد بمحمد رسول الهدى صلى الله عليه وسلم، عز جاهك، وجل ثناؤك، وتقدست أسماؤك، ولا إله إلا أنت, في السماء ملكك، وفي الأرض سلطانك, وفي البحر عظمتك، وفي الجنة رحمتك, وفي النار سطوتك، وفي كل شيء حكمتك وآيتك, لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا.

    وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً, أسمع بدعوته الأحياء، ونشر الخير برسالته الغراء, وتركنا على المحجة البيضاء، فصلاة الله وسلامه عليه دائماً وأبداً، ما فاحت الأزهار، وما غردت الأطيار، وما تدفقت الأنهار، وما تعاقب الليل والنهار، وعلى آله وصحبه من المهاجرين والأنصار، ومن تبعهم بإحسان، أولئك لهم عقبى الدار.

    أمَّا بَعْد:

    فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته..

    معنا هذه الليلة حديث عظيم جد عظيم، يأخذ بأطناب القلوب وأطراف الأرواح ويخاطب الأنفس، فهذا الحديث يعرف عند أهل السنة والجماعة بحديث الولي, وقد شرحه الإمام الشوكاني في كتاب قطر الولي في شرح حديث الولي , وشرحه غيره, وفيه مسائل أعضلت على الفطاحل من العلماء، فما بالك بطلبة العلم أو العوام!

    نص حديث الولي

    نص هذا الحديث كما أورده البخاري، وسوف أتعرض بإذن الله للزيادات في الحديث.

    عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {قال الله تبارك وتعالى: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليّ عبدي بأحب مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت في شيء كترددي في قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته} أو كما قال عليه الصلاة والسلام فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى.

    هذه ضميمة الحديث أو جسم الحديث أو هيكل المتن، ولكن ورد بألفاظ أخر عند الأئمة في كتبهم.

    زيادات حديث الولي من غير رواية البخاري

    من زيادات الحديث: (من عادى لي ولياً) عند الإمام أحمد في المسند: {من آذى لي ولياً} وفي حديث ميمونة وهو حديث صحيح: {فقد استحل محاربتي} وفي رواية وهب بن منبه: {من أهان وليي المؤمن فقد استقبلني بالمحاربة} وفي حديث معاذ وهو صحيح: {فقد بارز الله بالمحاربة} وفي حديث أبي أمامة وأنس وسنده حسن: {فقد بارزني} وفي رواية: {وما زال عبدي} بالماضي، وعند أهل الصحيح: {وما يزال عبدي يتقرب إليّ}.

    وهناك رواية: {يتحبب} بدل (يتقرب) في حديث أبي أمامة , وفي حديث ميمونة: {حتى أحببته} في مكان: (حتى أحبه) وصح من حديث أبي أمامة: {ابن آدم! إنك لن تدرك ما عندي إلا بأداء ما افترضته عليك} وقوله: {وبصره الذي يبصر به} وصح من حديث عائشة: {وعينه التي يبصر بها}, وفي رواية صحيحة: {وعينيه التي يبصر بهما} زاد عبد الواحد أحد الرواة العدول: {وفؤاده الذي يعقل به، ولسانه الذي يتكلم به} وفي حديث أنس الصحيح: {ومن أحببته كنت له سمعاً وبصراً ويداً ومؤيداً} , وفي رواية: {وإن سألني عبدي} بجعل الظاهر مكان المضمر, وفي حديث أبي أمامة: {وإذ استنصرني نصرته} وفي حديث أنس الصحيح: {نصحني فنصحت له} , وعند أبي أمامة الذي صح من كلامه صلى الله عليه وسلم يرفعه: {وأحب عبادة عبدي إليّ نصيحته، وما ترددت عن شيء أنا فاعله} وعند عائشة: {ترددي عن موته}.

    انتهت زيادات الحديث، وأصله اتفق عليه الشيخان، ولكن اختلفا في الألفاظ كما عند الإمام أحمد وغيرهم من الحفاظ.

    مسائل في حديث الولي

    في هذا الحديث مسائل منها:

    من الولي؟

    وما تعريف الولي؟

    وما معنى حب الله لعبده تبارك وتعالى؟

    ولماذا كانت النوافل سبباً للمحبة مكان الفرائض أو قبل الفرائض؟

    وما هي خاصية الفرائض على النوافل؟

    ومتى تكون النوافل محبوبة عند الله عز وجل؟

    والمعضل في هذا الحديث المشكل: قوله تبارك وتعالى: {كنت سمعه..} فكيف يكون الله سمع العبد وبصره ويده ورجله؟

    ثم ماذا قال أهل التصوف في هذا الحديث؟

    وما موقف أهل السنة والجماعة من هذا الحديث؟

    وما موقف الاتحادية الجائرة الظالمة من هذا الحديث؟

    وما معنى: {ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن}؟ وهل الله تبارك وتعالى يتردد؟ وهل يجوز أن نطلق عليه التردد سُبحَانَهُ وَتَعَالَى في الإرادات؟

    هذا ما سوف نعرض له بإذن الله.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3088541588

    عدد مرات الحفظ

    777221491