الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور، ثم الذين كفروا بربهم يعدلون، الحمد لله فاطر السماوات والأرض، جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع، يزيد في الخلق ما يشاء، إن الله على كل شيء قدير.
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بلغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، ونصر دين الله، وبذل نفسه في سبيل الله، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً:
اللهم رب جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
هذا دعاء رسولنا عليه الصلاة والسلام في كل ليلة، والمسلم يحتاج في كل دقيقة، بل في كل لحظة إلى هداية من الله الواحد الأحد، ونحن في حياتنا، وفي دراستنا، ووظائفنا، وتجارتنا، وأعمالنا نحتاج إلى هداية من الله تبارك وتعالى.
وقد اقتربت العطلة الصيفية أو العطلة الربيعية أو الإجازة الفصلية، اقتربت من شبابنا وكل شاب في ذهنه تصور كيف يقضي هذه العطلة.
وهم على قسمين اثنين:
القسم الأول: على ما اعتاد من الضياع، واللهو، والغواية، واللعب، صمم تصميماً جازماً وأكد تأكيداً بالغاً أن يقضيها في النزهات واللغو، والمرح، واللهو، واللعب، وهذه عادته في عمره ينهيه في كل معصية، وفي كل مباح مترف، وفي كل لغو ولهو.
القسم الثاني: نظر الله إلى قلوبهم فرأى ما فيها من الصلاح والصدق والاستقامة، وقد صمموا أن يصرفوها في مرضات الله الواحد الأحد، وهؤلاء شباب عرفوا أن الإجازة من أعمارهم وأنها من أوقاتهم:
أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ
[المؤمنون:115-116].
ولهؤلاء شكر وثناء، ولأولئك دعاء مع هؤلاء، نسأل الله أن يثبت هؤلاء وأن يصلح أولئك.
شبابنا يعانون من مسائل، ومشكلات الشباب ومعاصيهم وحوادثهم تتلخص في أربع قضايا:
التفريط في صلاة الجماعة
قرناء السوء
القضية الثانية: وهذا المشكلة تأتي من قرناء السوء، وهم قومٌ علم الله من قلوبهم الخبث فأخرهم، قوم لا أفلحوا في الدين ولا في الدنيا، قوم رسبوا في الدراسة، وفشلوا في الوظيفة، وتقهقروا في العمل، فجلسوا على الأرصفة يصدون عن سبيل الله.
تجارتهم ورقة البلوت، وأغنية، وموسيقى، ومسرحية، وغيبة، ونظرة آثمة، يصدون عن منهج الله، يتلقفون شباب الإسلام، نراهم إذا ذهبنا إلى المسجد جلسوا على الأرصفة، أهذا جزاء الجميل من رب الجميل؟
أنعم علينا بنعم، أفيكون هذا الجزاء؟
أهذا جزاء الشكر والعرفان؟
شباب أمهلهم الله في أعمارهم، وأصحهم في أجسادهم، وجدوا المال رخيصاً، أب يدفع لابنه، وهذا الابن في كل مكان ليس وراءه عمل ولا دراسة، بل معه شيطان يؤزه إلى كل معصية، فوجد سيارة فاخرة، وفلة واسعة، ولباساً ومأدبة، ودراهم متوفرة؛ فهتك الأعراض، وصد عن سبيل الله، وتعرض لشباب الإسلام يحملهم في سيارته إلى المنتزهات اللاغية، والأماكن اللاهية، إلى كل معصية، فأين الأب الحصيف؟ وأين الآمرون بالمعروف؟ وأين الناهون عن المنكر؟
ضياع الوقت
عدم الاهتمام بالعلم الشرعي
القضية الرابعة: عدم الاهتمام بالعلم الشرعي والتحصيل، أصبحت الأمة -إلا من رحم ربك- أمة ثقافة سطحية، فتحولت من أمة الأصالة والعمق، من أمة قال الله وقال رسوله عليه الصلاة والسلام إلى أمة تعرف المعلومات العامة، والثقافة السطحية، علم يشترك فيه الكافر والمؤمن، الوثني والأحمر الروسي، والخواجة الأوروبي، يشتركون في الثقافة العامة، لكن أين التحصيل؟ أين الدروس؟ أين الحرص على الدراسة؟ أين حفظ المتون؟ أين تدبر القرآن؟ يا شبابنا! يا حفظة العقيدة: اسمعوا لمقارنة بين شباب
السلف وشباب هذا العصر، إلا من رحم ربك.
مقارنة بين شباب السلف وشباب الحاضر
الحمد لله رب العالمين، ولي الصالحين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وإمام المتقين، وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه والتابعين.
قالوا: أسلم مايكل جاكسون، قلنا: الحمد لله، قالوا: اهتدى، قلنا: ليس بعجيب. قالوا: عرف النور، قلنا: كان في الظلام. قالوا: أتى إلى الإسلام، قلنا: كان في الكفر. قالوا:شهد أن لا إله إلا الله، قلنا: لو أنه لم يفعلها كان من أهل النار.
مايكل جاكسون يعرفه قطاع هائل من شباب العالم، القارات الخمس يعرفون هذا الرجل، فنان وما أدراك ما الفنان! مغنٍ وما أدراك ما المغني! أعطاه الله موهبة فصرفها إلى اللهو واللغو والإعراض، ثم منَّ الله عليه كما قالت بعض وكالات الأنباء والصحف، وأوردتها عكاظ في رواية صحيحة، أنه قد أعلن إسلامه، وأنه قد شهد أنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، رجل يأتيه آلاف مؤلفة من الناس ليحضروا حفل الغناء أو الأمسية التي يحييها، رجل تتبارى الشركات والمؤسسات بالملايين على أخذ صورته للدعاية على السيارات والعلب والمخترعات، ولكن فجأة ينفجر داخله على الفطرة فينطق لسانه: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.
فـجاكسون كان غربياً كافراً، ثم أسلم.
دروس من إسلام الفنانين
توبة بعض الفنانين